عرض مشاركة واحدة
  #5  
قديم 02-10-2021, 10:24 PM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم متصل الآن
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 158,481
الدولة : Egypt
افتراضي رد: الغربة والاغتراب في الشعر العربي قديمًا وحديثًا




فَأَيْنَ الْحِجَابُ الصَّعْبُ حَيْثُ تَمَنَّعَتْ

بِهَيْبَتِهَا أَبْوَابُهُ وَمَقَاصِرُهْ




وَأَيْنَ عَمِيدُ النَّاسِ فِي كُلِّ نَوْبَةٍ

تَنُوبُ, وَنَاهِي الدَّهْرِ فِيهِمْ وَآمِرُهْ




تَخَفَّى لَهُ مُغْتَالُهُ تَحْتَ غِرَّةٍ

وَأَوْلَى بِهَا, وَالْمَوْتُ حُمْرٌ أَظَافِرُهْ[12]










ولا غَرْو؛ فقد كان المتوكِّلُ من الخلفاء العباسيِّين المشهود لهم بالأيادي البيضاء على المسلمين في عصره، وخصوصًا في مِحْنة خَلْق القرآن، يقول عليُّ بن الجَهْم في مَدْحِه:





قَامَ وَأَهْلُ الأَرْضِ فِي رَجْفَةٍ

يَخْبِطُ فِيهَا الْمُقْبِلَ الْمُدْبِرُ




فِي فِتْنَةٍ عَمْيَاءَ لاَ نَارُهَا

تَخْبُو وَلاَ مَوْقِدُهَا يَفْتُرُ




وَالدِّينُ قَدْ أَشْفَى وَأَنْصَارُهُ

أَيْدِي سَبَا مَوْعِدُهَا الْمَحْشَرُ




كُلُّ حَنِيفٍ مُسْلِمٍ مِنْهُمُ

لِلكُفْرِ فِيهِ مَنْظَرٌ مُنْكَرُ




إِمَّا قَتِيلٌ أَوْ أَسِيرٌ فَلاَ

يُرْثَى لِمَنْ يُقْتَلُ أَوْ يُؤْسَرُ




فَأَمَّرَ اللهُ إِمَامَ الْهُدَى

وَاللهُ مَنْ يَنْصُرُهُ يَنْصُرُ[13]











ولذا كان مَقتلُه محنةً عظيمة على المسلمين، قال فيها البحتريُّ الأبيات السالفةَ الَّتي تصف الوحشة والغربة التي حلَّت بأهل الحقِّ وبالأمَّة عامَّة.







كذلك عانى المسلمون ما عانَوْا من جرَّاء الحروب الصليبيَّة التي استمرَّتْ فترة طويلة، فعلَ الصليبيُّون ما فعلوا بالمُسلمين مِن قَتْلٍ وذَبْح وتشريدٍ مِمَّا وصَفَه بعضُ الشُّعراء معبِّرًا عن مدى ما يُعانيه المسلمون من صَوْلة الكفر وعتُوِّه وظُلْمه وطغيانِه، يقول بعضُ شعراء ذلك العصر، واصِفًا تلك الحال:





أَحَلَّ الكُفْرُ بِالإِسْلاَمِ ضَيْمًا

يَطُولُ عَلَيْهِ لِلدِّينِ النَّحِيبُ




فَحَقٌّ ضَائِعٌ وَحِمًى مُبَاحٌ

وَسَيْفٌ قَاطِعٌ وَدَمٌ صَبِيبُ




وَكَمْ مِنْ مُسْلِمٍ أَمْسَى سَلِيبًا

وَمُسْلِمَةٍ لَهَا حَرَمٌ سَلِيبُ


يتبع
__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
 
[حجم الصفحة الأصلي: 18.18 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 17.56 كيلو بايت... تم توفير 0.63 كيلو بايت...بمعدل (3.45%)]