آثار استخدام أسلوب التربية والتعليم
د. هند بنت مصطفى شريفي
1- يربي في النفس أخلاقاً تجعل حياة الفرد أكثر استقامة وسعادة، وتجعل المجتمع أشد تماسكاً، حين تعوده الإتقان العملي والدقة وتوخي صحة النتائج.
2- يبعث على العمل وترك الكسل والتواكل، وينمي شعور الإنسان بمسؤوليته عن صحة عمله، وهذا يجعل منهجية التربية الإسلامية منهجية حركية فكرية عاطفية مبنية على الوعي والدقة وصحة الأداء.
3- شدة الاقتناع وبلوغه أعماق النفس[1]، ومما يدل على ذلك موقف حكيم بن حزام رضي الله عنه بعد توجيه النبي صلى الله عليه وسلم له، فقد قال: (يا رسول الله، والذي بعثك بالحق، لا أرزأ أحداً بعدك شيئاً، حتى أفارق الدنيا). وقد أوفى بيمينه رضي الله عنه، فقد (كان أبو بكر رضي الله عنه يدعو حكيماً إلى العطاء، فيأبى أن يقبله منه، ثم إن عمر رضي الله عنه دعاه ليعطيه، فأبى أن يقبل منه شيئاً، فقال: إني أشهدكم معشر المسلمين على حكيم، إني أعرض عليه حقه من هذا الفيء، فيأبى أن يأخذه، فلم يرزأ حكيم أحداً من الناس بعد رسول الله صلى الله عليه وسلم حتى توفي)[2].
4- التربية مع التعليم توثق صلة الإنسان بربه، وتوجهه نحو الخير والتقرب له تعالى، وتحببه في إخوانه المسلمين، وتقوي المؤمن على الاستعلاء على شهواته، والاستعلاء على القوة المادية، واستمداد القوة من الله وحده[3].
5- كما أن التعليم يعود العقل على إدراك حقيقة هذا الكون، ويقدره على التأمل والنظر في حكمة الله تعالى في خلقه وشرعه، وتنقيه من الوهم والخرافات، ومن الوقوع في المتاهات، وذلك عن طريق التعرف على الحق عن قرب، وعن يقين[4]، وذلك يكون باتصاله الدائم بكتاب الله تعالى وسيرة نبيه صلى الله عليه وسلم وصحبه الكرام.
6- إن الانسجام بين النظرية والتطبيق (أو بين القول والعمل)، أثناء تعليم المدعو وتربيته، يولد نفوسا منسجمة، مستقرة، بعيدة عن التردد والارتجالية.
7- التربية إذا رافقت التعليم تركت - بإذن الله - آثاراً قوية في شخصية المدعو، لا تنمحي بسهولة مع الزمن، أو تتقلب مع المتغيرات.
[1] بتصرف، أصول التربية الإسلامية ص 242- 243.
[2] سبق تخريجه ص 306.
[3] بتصرف، فقه الدعوة إلى الله 1/ 471- 472.
[4] بتصرف، فقه الدعوة إلى الله 1/ 475- 476.