سلسلة كيف نفهم القرآن؟[*]
رامي حنفي محمود
تفسير الربع الأخير من سورة يونس كاملا بأسلوب بسيط
الآية 90، والآية 91، والآية 92: ﴿ وَجَاوَزْنَا بِبَنِي إِسْرَائِيلَ الْبَحْرَ ﴾: أي وقطعنا ببني إسرائيل البحر حتى جاوَزوه إلى شاطئه سالِمين، ﴿ فَأَتْبَعَهُمْ فِرْعَوْنُ وَجُنُودُهُ ﴾ أي مَشوا في البحر وراءهم ﴿ بَغْيًا وَعَدْوًا ﴾ أي ظلمًاواعتداءً بغير حق، لأنه ليس له أيّ حق في أن يَمنعهم من الخروج مِن بلده إلى بلدهم.
﴿ حَتَّى إِذَا أَدْرَكَهُ الْغَرَقُ ﴾: أي حتى إذا أحاط الغرق بفرعون: ﴿ قَالَ آَمَنْتُ أَنَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا الَّذِي آَمَنَتْ بِهِ بَنُو إِسْرَائِيلَ ﴾ ﴿ وَأَنَا مِنَ الْمُسْلِمِينَ ﴾ أي وأنا من المستسلمين لهذا الإله بالانقيادوالطاعة، ﴿ آَلْآَنَ ﴾ يا فرعون عندما نزل بك الموت تقرُّ للهِ بالعبودية ﴿ وَقَدْ عَصَيْتَ قَبْلُ ﴾: أي وقد عصيته قبل نزولعذابه بك ﴿ وَكُنْتَ مِنَ الْمُفْسِدِينَ ﴾ الصادِّين عن سبيله! فلا تنفعك التوبة ساعةالاحتضار، ﴿ فَالْيَوْمَ نُنَجِّيكَ بِبَدَنِكَ ﴾ أي سنُنَجِّي جسدك من الغرق، ليَنظر إليك مَن كَذَّبَ بهلاكك، و ﴿ لِتَكُونَ لِمَنْ خَلْفَكَ آَيَةً ﴾: أي لتكونلِمن بعدك من الناس عِبرةً يَعتبرون بك، ﴿ وَإِنَّ كَثِيرًا مِنَ النَّاسِ عَنْ آَيَاتِنَا لَغَافِلُونَ ﴾ فلا يَتفكرون فيها ولا يَعتبرون.
الآية 93: ﴿ وَلَقَدْ بَوَّأْنَا بَنِي إِسْرَائِيلَ مُبَوَّأَ صِدْقٍ ﴾: أي ولقد أنزلنا بني إسرائيل منزلاً صالحًا طيباً في أرض فلسطين وبلاد الشام،﴿ وَرَزَقْنَاهُمْ مِنَ الطَّيِّبَاتِ ﴾: أي ورزقناهم الرزق الحلال الطيب من خيرات هذه الأراضي المباركة، ﴿ فَمَا اخْتَلَفُوا حَتَّى جَاءَهُمُ الْعِلْمُ ﴾: أي فما اختلف اليهود في أمْردينهم إلا مِن بعد ما جاءهم العلم المُوجِب لاجتماعهم (ومِن ذلك مااشتملت عليه التوراة من الإخبار بنُبُوَّة محمد صلى الله عليه وسلم)، ﴿ إِنَّ رَبَّكَ ﴾ - أيها الرسول - سوف ﴿ يَقْضِي بَيْنَهُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ فِيمَا كَانُوا فِيهِ يَخْتَلِفُونَ ﴾ مِن أمرك،فيُدخِل المُكذبين بك النار، ويُدخِل المؤمنين بك الجنة (كعبد الله بن سلام وغيره).
الآية 94، والآية 95: ﴿ فَإِنْ كُنْتَ فِي شَكٍّ مِمَّا أَنْزَلْنَا إِلَيْكَ ﴾ في شأن بني إسرائيل مِن أنهم يَعلمون أنك رسول الله: ﴿ فَاسْأَلِ الَّذِينَ يَقْرَءُونَ الْكِتَابَ مِنْ قَبْلِكَ ﴾ مِمَّن آمَنَ بك من علماء التوراة والإنجيل المُنصِفين - كعبد الله بن سَلام وغيره - فإنّ ذلك ثابتٌ في كُتبهم، ﴿ لَقَدْ جَاءَكَ الْحَقُّ مِنْ رَبِّكَ ﴾ بأنك رسول الله، وأنّ هؤلاء اليهود والنصارى يَعلمون صحةذلك، ويجدون صفتك في كُتبهم، ولكنهم يُنكرون ذلك كِبراً وحسداً، لأنهم كانوا يرجونَ أن يكون الرسول الخاتَم مِن بني إسرائيل وليس من العرب.
﴿ فَلَا تَكُونَنَّ مِنَ الْمُمْتَرِينَ ﴾: أي فلا تكونن من الشاكِّين في صحة ذلك، (واعلم أنّ هذا الخطاب من باب الفرض، فقد ثبت عن عبد الله ابن عباس رضي الله عنهما أنه قال - في هذه الآية -: (لم يَشُكّ رسول الله صلى الله عليه وسلم ولم يسأل)، وكذلك فإنّ هذه الجملة: (فَاسْأَلِ الَّذِينَ يَقْرَءُونَ الْكِتَابَ مِنْ قَبْلِكَ) تُعَدُّ دافعاً لأهل الكتاب أن يَسألوا علمائهم الصادقين ويؤمنوا.
﴿ وَلَا تَكُونَنَّ مِنَ الَّذِينَ كَذَّبُوا بِآَيَاتِ اللَّهِ فَتَكُونَ مِنَ الْخَاسِرِينَ ﴾ (فهذه الآيات - وإن كانت خطابًا للرسول صلى الله عليهوسلَّم - فإنها موجَّهة للأمَّةِ عموماً، وإلاَّ، فكيف يَشُكّ الرسول صلى الله عليه وسلم وقد صعد به جبريل عليه السلام إلى سِدرة المنتهى - بعد السماء السابعة - وكَلَّمَ ربه سبحانه وتعالى ورأى الجنة والنار بعينيه؟!).
• واعلم أنّ كل خطاب من اللهِ تعالى لرسوله صلى الله عليه وسلم، هو خطاب لجميع الأمة، إلا ما كان خاصّاً بالنبي محمد صلى الله عليه وسلم، كقول اللهِ تعالى له: (لِيَغْفِرَ لَكَ اللَّهُ مَا تَقَدَّمَ مِنْ ذَنْبِكَ وَمَا تَأَخَّرَ).
الآية 96، والآية 97: ﴿ إِنَّ الَّذِينَ حَقَّتْ عَلَيْهِمْ كَلِمَةُ رَبِّكَ ﴾ بطَرْدهم من رحمته بسبب إصرارهم وعنادهم: ﴿ لَا يُؤْمِنُونَ ﴾ بحُجَج اللهِ تعالى، ولا يُقرُّون بوحدانيته، ﴿ وَلَوْ جَاءَتْهُمْ كُلُّ آَيَةٍ ﴾، فلا تزيدهم الآيات إلا طغياناً، ثم يَستمرون على ذلك ﴿ حَتَّى يَرَوُا الْعَذَابَ الْأَلِيمَ ﴾ واقعاً بهم، فحينئذٍ يؤمنون، ولكنْ لايَنفعهم إيمانهم.
الآية 98: ﴿ فَلَوْلَا كَانَتْ قَرْيَةٌ آَمَنَتْ فَنَفَعَهَا إِيمَانُهَا ﴾: يعني إنه لم ينفع أهلَ قريةٍ إيمانُهُم عند نزول العذاب بهم ﴿ إِلَّا قَوْمَ يُونُسَ ﴾ عليه السلام، فإنهم ﴿ لَمَّا آَمَنُوا ﴾ وصَدَقوا في توبتهم - عندما أيقنوا أن العذاب نازلٌ بهم ورأوا علاماته -: ﴿ كَشَفْنَا عَنْهُمْ عَذَابَ الْخِزْيِ ﴾ - أي عذابَ الذل والمَهانة - ﴿ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا ﴾ وذلك بعد أنكانَ العذابُ قريباً منهم، ﴿ وَمَتَّعْنَاهُمْ إِلَى حِينٍ ﴾: أي وتركناهم في الدنيا يتمتعون بالحلال الطيب إلى وقت انتهاء آجالهم، (فلماذا لا يَتوبُ أهل مكة كما تابَ قوم يونس؟!).
•ولعل الحِكمة مِن رفع العذاب عن قوم يونس دونَ باقي الأمم: أنّ اللهَ تعالى عَلِمَ أنَّ غيرهم من المُهلَكين لو رُفِعَ عنهم العذاب: لَعَادوا لِمَا نُهُوا عنه، وأما قوم يونس، فإنه سبحانه عَلِمَ أنّ إيمانهم سيَستمر، وقد استمر فعلاً وثبتوا عليه.
الآية 99: ﴿ وَلَوْ شَاءَ رَبُّكَ لَآَمَنَ مَنْ فِي الْأَرْضِ كُلُّهُمْ جَمِيعًا ﴾ بما جئتَهمبه - أيها الرسول -، فهو قادرٌ على ذلك، ولكنه سبحانه يَهدي مَن يشاء ويُضِلّ مَن يشاء وَفْق عدله وحِكمته، ﴿ أَفَأَنْتَ تُكْرِهُ النَّاسَ حَتَّى يَكُونُوا مُؤْمِنِينَ ﴾ أي وليسفي استطاعتك أن تفعل ذلك، ولم يُكَلِّفك اللهُ به، (واعلم أنّ هذا الاستفهام: (أَفَأَنْتَ تُكْرِهُ النَّاسَ)؟ يُسَمَّى استفهام إنكاري، أي يُنكِرُ تعالى على رسوله شدّة حِرصه على إيمان قومه، حتى كأنه يريد إكراههم على الإيمان بما جاء به من التوحيد).
الآية 100: ﴿ وَمَا كَانَ لِنَفْسٍ أَنْ تُؤْمِنَ إِلَّا بِإِذْنِ اللَّهِ ﴾ وتوفيقه، فلا تُهلِكْ نفسك حُزناً عليهم فما عليك إلا البلاغ، وأنْ تَعرِض الإيمان على الناس عَرْضاً لا إجبارَ معه، فمَن آمَن: نجا، ومَن لم يؤمن: هَلَك، ﴿ وَيَجْعَلُ ﴾ سبحانه ﴿ الرِّجْسَ ﴾ أي العذاب ﴿ عَلَى الَّذِينَ لَا يَعْقِلُونَ ﴾ إذ لو عَقِلوا لَمَا كفروا بربهم وعصوه وهو خالقهم ورازقهم ومالِكُ أمْرِهم، ولأنَّ مَن يُشرِك بربه صَنَماً في عبادته: لا يُعَدُّ من العاقلين.
الآية 101:، والآية 102: ﴿ قُلِ ﴾ - أيها الرسول - لقومك: ﴿ انْظُرُوا مَاذَا فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ ﴾: أي تفكَّروا واعتبِروا بما في السماوات والأرض من آيات اللهِ الدالّة على وحدانيته، ﴿ وَمَا تُغْنِي الْآَيَاتُ وَالنُّذُرُ عَنْ قَوْمٍ لَا يُؤْمِنُونَ ﴾ يعني: ولكنّ الآيات المُنذِرة بعقاب اللهِ لا تنفع قومًايُصِرُّونَ على الكفر بها؛ وذلك لِعِنادهم واتِّباعهم لأهوائهم، ﴿ فَهَلْ يَنْتَظِرُونَ إِلَّا ﴾ يَومًا يَرون فيه العذاب ﴿ مِثْلَ أَيَّامِ ﴾ المكذبين ﴿ الَّذِينَ خَلَوْا مِنْ قَبْلِهِمْ ﴾ أي الذين مَضَوا قبلهم؟ ﴿ قُلْ ﴾ لهم: ﴿ فَانْتَظِرُوا ﴾ ما كَتَبَ اللهُ عليكم من العذاب إن لم تتوبوا إليه وتُسلِموا، فـ ﴿ إِنِّي مَعَكُمْ مِنَ الْمُنْتَظِرِينَ ﴾ وعلى يقينٍ بمجيئ ذلك العذاب في الدنيا أو في الآخرة، وذلك بحسب إرادة اللهِ تعالى بكم.
الآية 103: ﴿ ثُمَّ ﴾ إذا جاءهم ذلك العذاب في الدنيا: ﴿ نُنَجِّي رُسُلَنَا وَالَّذِينَ آَمَنُوا ﴾ بهم، ﴿ كَذَلِكَ حَقًّا عَلَيْنَا نُنْجِ الْمُؤْمِنِينَ ﴾: أي وكما نجينا المؤمنين السابقين من العذاب، فكذلك نُنَجِّيك - أيها الرسول - ومَن آمَنَ بك، إذا أراد اللهُ إنزال العذاب بقومك.
الآية 104، والآية 105: ﴿ قُلْ ﴾ - أيها الرسول - لقومك: ﴿ يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنْ كُنْتُمْ فِي شَكٍّ مِنْ دِينِي ﴾ الذي دَعَوتُكُم إليه،وهو الإسلام، وترجون تحويلي عنه: ﴿ فَلَا أَعْبُدُ الَّذِينَ تَعْبُدُونَ ﴾: أي فاعلموا أنني لن أعبد الأصنام التي تعبدونها ﴿ مِنْ دُونِ اللَّهِ ﴾، ﴿ وَلَكِنْ أَعْبُدُ اللَّهَ الَّذِي يَتَوَفَّاكُمْ ﴾: أي ولكن أعبد اللهَ وحده، فهو الذي خلقكم، وهو الذي يُميتكم ويَقبض أرواحكم (فهو المستحق وحده للعبادة، إذ هو الذي بيده الإحياء والإماتة)، ﴿ وَأُمِرْتُ أَنْ أَكُونَ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ ﴾ أي مِن المُقِرِّينَ بوحدانيته، العاملين بشَرعه،﴿ وَأَنْ أَقِمْ وَجْهَكَ لِلدِّينِ حَنِيفًا ﴾: أي وأُمِرْتُ أن أستقيمَ على دين الإسلام وألاَّ أميلَ عنه أبداً، وقيل لي: ﴿ وَلَا تَكُونَنَّ مِنَ الْمُشْرِكِينَ ﴾.
• وإنما خَصَّ تعالى الوجه بالاستقامة، وذلك في قوله: (وَأَنْ أَقِمْ وَجْهَكَ لِلدِّينِ) لأنه أكرم الجوارح وأشرفها، وبه يَحصُل التوجُّه إلى كل شيء، فإذا خضعوجه العبد لله: خضعتْ له جميع جوارحِه، فلا يُشرك بعبادته أحدًا.
الآية 106: ﴿ وَلَا تَدْعُ مِنْ دُونِ اللَّهِ مَا لَا يَنْفَعُكَ وَلَا يَضُرُّكَ ﴾ ﴿ فَإِنْ فَعَلْتَ ﴾ ذلك ﴿ فَإِنَّكَ إِذًا ﴾ تكونُ ﴿ مِنَ الظَّالِمِينَ ﴾ لأنفسهم بالشِرك والمعصية.
الآية 107: ﴿ وَإِنْ يَمْسَسْكَ اللَّهُ بِضُرٍّ ﴾: يعني وإن يُصِبْكَ اللهُ بشدةٍ أو بلاء: ﴿ فَلَا كَاشِفَ لَهُ إِلَّا هُوَ ﴾ جلَّ وعلا، ﴿ وَإِنْ يُرِدْكَ بِخَيْرٍ فَلَا رَادَّ لِفَضْلِهِ ﴾: يعني وإن يُرِدْ أن يُنزلَ عليك نعمةً - مِن رزقٍ أو رخاء أو نصرٍ أو صحة - فلن يَمنعها أحدٌ عنك، ﴿ يُصِيبُ بِهِ ﴾: أي يُصِيبُ سبحانه بالسَرّاءوالضَرّاء ﴿ مَنْ يَشَاءُ مِنْ عِبَادِهِ ﴾ ﴿ وَهُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ ﴾ (وقد كانَ المُتوَقَّع بعد أنْ ذَكَرَاللهُ تعالى قدرته على الإصابة بالخير والضُرّ، أن يقول بعدها: (وهو على كل شيءٍ قدير)، ولكنه تعالى قال: (وَهُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ)، وذلك لأنّ إعطاءه للخير هو فضلٌ منه سبحانه ورحمة لعباده، إذ لولا غفرانه لسيئاتهم وتقصيرهموغفلاتهم، لَمَا كانوا أهلاً لهذا الخير، ولَمَسَّهم اللهُ بضرٍ شديد في الدنيا والآخرة).
الآية 108: ﴿ قُلْ يَا أَيُّهَا النَّاسُ قَدْ جَاءَكُمُ الْحَقُّ مِنْ رَبِّكُمْ ﴾ أي قد جاءكم الرسول بالقرآن الذي فيه هدايتكم، ﴿ فَمَنِ اهْتَدَى ﴾ أي استمسك بهُدى اللهِ تعالى: ﴿ فَإِنَّمَا يَهْتَدِي لِنَفْسِهِ ﴾ يعني فإنما ثمرة عمله راجعةٌ إليه، ﴿ وَمَنْ ضَلَّ فَإِنَّمَا يَضِلُّ عَلَيْهَا ﴾: يعني ومَن انحرف عن الحقوأصرَّ على الضلال، فإنما ضلاله وضرره يعود على نفسه، ﴿ وَمَا أَنَا عَلَيْكُمْ بِوَكِيلٍ ﴾: أي وما أنا عليكم بحفيظ ولا رَقيب حتىتكونوا مؤمنين، وإنما أنا رسولٌ أبلِّغكم ما أُرْسِلْتُ به إليكم (واعلم أنّ الوكيل هو مَن يُوَكَّل إليه الأمر لِيُدَبِّرَه).
الآية 109: ﴿ وَاتَّبِعْ ﴾ أيها الرسول ﴿ مَا يُوحَى إِلَيْكَ ﴾ من ربك، فاعمل بِهِ ﴿ وَاصْبِرْ ﴾ على طاعة اللهِتعالى، واصبر على أذى من آذاك في تبليغ رسالته ﴿ حَتَّى يَحْكُمَ اللَّهُ ﴾ أي حتى يَقضي اللهُ أمْرَهُ فيهموفيك، ﴿ وَهُوَ خَيْرُ الْحَاكِمِينَ ﴾؛ لأنّ حُكمه سبحانه مُشتمِلٌ على العدل التام، أمّا غَيره تعالى فقد يُصِيبُ في قوله ويُخطئ، وقد يَعدِلُ في حُكْمِهِ ويَظلم.
[*] وهي سلسلة تفسير لآيات القرآن الكريم بأسلوب بسيط جدًّا، وهي مُختصَرةمن (كتاب: "التفسير المُيَسَّر" (بإشراف التركي)، وأيضًا من "تفسير السّعدي" ، وكذلك من كتاب: " أيسر التفاسير" لأبو بكر الجزائري) (بتصرف)، عِلمًا بأنّ ما تحته خط هو نص الآية الكريمة، وأما الكلام الذيليس تحته خط فهو التفسير.
• واعلم أن القرآن قد نزلَ مُتحدياً لقومٍيَعشقون الحَذفَ في كلامهم، ولا يُحبون كثرة الكلام، فجاءهم القرآن بهذاالأسلوب، فكانت الجُملة الواحدة في القرآن تتضمن أكثر مِن مَعنى: (مَعنىواضح، ومعنى يُفهَم من سِيَاق الآية)، وإننا أحياناً نوضح بعض الكلماتالتي لم يذكرها الله في كتابه (بَلاغةً)، حتى نفهم لغة القرآن.