عرض مشاركة واحدة
  #2  
قديم 22-09-2021, 10:38 PM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم غير متصل
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 160,615
الدولة : Egypt
افتراضي رد: دور النقد بين المربي والناشئ: سيدا للمال لا عبدا

نلاحظ أن العطاء وحده ذُكر مرتين، وجميع الأعمال الخيرة مرة مرة، ومع ذلك الآية لا تمنعنا من حب المال!

حُبه يجب ألا يمنعنا من بذله لـ" ذوي القربى واليتامى والمساكين وابن السبيل، والسائلين "، فنَملِكه وهو لا يَملكنا.



3- أمثلة للطغيان في الرزق:

وهي تعلُّم الطفل أن يصون النعمة؛ منها قوله عز وجل: ﴿ كُلُوا مِنْ طَيِّبَاتِ مَا رَزَقْنَاكُمْ وَلَا تَطْغَوْا فِيهِ فَيَحِلَّ عَلَيْكُمْ غَضَبِي ﴾ [طه: 81]، سبحان الله! ومن منا يطيق وعد ووعيد أن يحلَّ بنا غضب الله! وكأن الآية نزلت فينا لكثرة أكل الخبائث ومظاهر الطغيان في الرزق، وبتدبُّرِها يبرز السؤال كيف يطغى الإنسان في الرزق؟!



يتجاوز حقه في الكسب، ومن ذلك وباء الرشوة، فهل شعرت أو سمعت أن أفحش المال الحرام هو الرشا، (هكذا قال العلماء في تفسير السحت في المائدة)، ويلاه مما أصاب الأمة من بلاء الرشوة!



ويتجاوز حده في الإنفاق بالسرف والترف، (وكلاهما مذموم في كتاب الله)، فالذين مآلهم ﴿ سَمُومٍ وَحَمِيمٍ * وَظِلٍّ مِنْ يَحْمُومٍ ﴾ [الواقعة: 42، 43] هم الذين ﴿ كَانُوا قَبْلَ ذَلِكَ مُتْرَفِينَ ﴾ [الواقعة: 45]، وكم منا أفسدهم الترف فقلبهم من أصحاب اليمين لأصحاب الشمال! يا للبلاء! كما أن السرف (وهو مادي أو معنوي) هو أسوأ السوء! والدليل أن حجارة العذاب معلمة عند ربك أنها للمسرفين؛ قال تعالى: ﴿ لِنُرْسِلَ عَلَيْهِمْ حِجَارَةً مِنْ طِينٍ * مُسَوَّمَةً عِنْدَ رَبِّكَ لِلْمُسْرِفِينَ ﴾ [الذاريات: 33، 34]، دون أن ننسى أن الله يغفر لمن تاب وأناب.



ويتجاوز على الطيبات التي سخرها المولى، فيطغى ويهلكها بمفاسد؛ منها: تلويث البيئة، ومنها تصنيع مواد ضارة أو محرمة؛ كفضلات الحضارة الصناعية...إلخ.

ومن الطغيان في الرزق إفراغ النزاهة والأمانة من مضمونها، ولو بالتعاون مع المعتدي على رزق غيره بكتم شهادة الحق!



4- مثال وبال رِق البشر للنقد: من الأساليب القرآنية والنبوية لنعلو فوق المال، وننعتق من استعباده "الترغيب والترهيب" ببيان تعاسة من يستعبده النقد ممثلًا بالدرهم والدينار، وتفاهة أن تستعبدك خميصة وفوق ذلك تتعسك؛ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: ((تعس عبدُ الدينار والدرهم، والقطيفة والخميصة، إن أُعطي رضي، وإن لم يُعط لم يَرض))؛ صحيح البخاري، وهي ليقاس عليها أي من العروض، فبينما هي مُسخَّرة لتستخدمها، وتتمتع بها وتتزيَّن، تستعبدك فتَشقى[8]!



وبالتبصر وتبصير الطفل بمآل من جعل المال إلهًا أو شبه إله، وفضَّله عن طاعة الله ﻓﻲ الحلال والحرام، وبعض الناس لا يحب إخبار الطفل بهذا؛ حتى "لا يتعقد من الدين" كما يُقال، والمهم أن يخبروا أنفسهم ويستيقنوها، ولكل منا نقاط ضَعف، فنعالجها لتَسلم القدوة، ويمكن التلطف مع الطفل السليم فطرةً من المسالك المعوجة؛ نظريًّا بالإشارة إلى مآلاتها، وعمليًّا حين امتناع القدوة عن أمر، أو تَحمُّله مشقة لإتيان أمر آخر، فيُبين للطفل السائل برفق وحكمة العلةَ والوعد الحق بالثواب والعقاب للخير والشر، مع انتقاء شاهد وتبسيطه، مثل قول أبي الدرداء رضي الله عنه: "إن كسب المال الحلال قليل، فمن كسب مالًا من غير حِله، فوضعه في غير حقه، فذلك الداء العضال، ومن كسب مالًا من غير حِله، فوضعه في حقه، فذلك يغسل الذنوب كما يغسل الماءُ التراب عن الصفا"؛ الزهد للإمام أحمد، ص113.



كما يمكن أن يرويها له بشكل قصصي أبطال محببون بدل الطوفان الذي يستهدفون له في الإعلام الفاسد من قصص تَحمل مبادئ معوجة ومشاهد راعبة، ومسوخ مشوهة!



5- أمثلة لتباين قيمة ومفعول النقد في الدارين:

أ- علِّم الطفل رواية قصة مثلًا أن ملك مال الدنيا، قد لا ينفع لشراء المحبة، (والتي لو اشتراها فتزول بزواله)، أو الصحة أو السعادة! بينما قد تنفع كلمة طيبة أو عمل صالح، فكيف ينفع للآخرة؟! فلا يصدق كل ما يقال عن المال، ومما يُذكر هنا أن الإنفاق للتأليف بين القلوب لا يجدي نفعًا إذا كان مفصولًا عن رضا ومشيئة الله تعالى؛ قال عز من قائل: ﴿ وَإِنْ يُرِيدُوا أَنْ يَخْدَعُوكَ فَإِنَّ حَسْبَكَ اللَّهُ هُوَ الَّذِي أَيَّدَكَ بِنَصْرِهِ وَبِالْمُؤْمِنِينَ * وَأَلَّفَ بَيْنَ قُلُوبِهِمْ لَوْ أَنْفَقْتَ مَا فِي الْأَرْضِ جَمِيعًا مَا أَلَّفْتَ بَيْنَ قُلُوبِهِمْ وَلَكِنَّ اللَّهَ أَلَّفَ بَيْنَهُمْ إِنَّهُ عَزِيزٌ حَكِيمٌ ﴾ [الأنفال: 62، 63]

وفي المقابل فقيمة ومفعول المال تتضاعف إذا أُنفق لوجه الله تعالى وما يُرضيه.



ب- تذكَّر وعلِّمه أن النقد والذهب عملة باطلة للآخرة؛ حيث يتم التعامل بالحسنات والسيئات، كما أن القوانين الاقتصادية هناك مختلفة تمامًا, ومثال يقرع أهل الربا قرعًا؛ قال رسولنا محمد صلى الله عليه وسلم: ((ما من مسلم يقرض مسلمًا قرضًا مرتين، إلا كان كصدقتها مرة))؛ صحيح, بل يكثِّر الله الصدقة؛ قال تعالى: ﴿ يَمْحَقُ اللَّهُ الرِّبَا وَيُرْبِي الصَّدَقَاتِ ﴾ [البقرة: 276]، وما أعجب أن يتحول القرض مرتين إلى صدقة بفضل الله تعالى، تقبض أجرها في الآخرة حسنات، مع أنه استُوفِي بالدنيا! وكأنه تعالى بعظمته اقترضه من عباده ليُوفيهم إياه في الآخرة مضاعفًا، وبالنقد المتداول هناك بالحسنات تقتني بها ما تشاء - بيوتًا ومتاعًا، ومزارعَ، بل أنهارًا وقصورًا! وكل ما تشتهيه! فما أجهلنا وأشد بخلنا على أنفسنا! وما أسوأ من يبخل حتى بالقرض الحسن، ناهيك عن الصدقات!



ومثال أعجب: قال تعالى: ﴿ فَالْيَوْمَ لَا يُؤْخَذُ مِنْكُمْ فِدْيَةٌ ﴾ [الحديد: 15]، وهو ردٌّ على من يحملون شعار: كل شيء يُشترى بالمال! وتقرعني الصيغة..، فاليوم لا يؤخذ منكم، هو خطاب لنا، لكل من يقرأ الآية، ليس تلميحًا، بل قانونًا ثابتًا وقرارًا قاطعًا جامعًا! لكنَّا مع طول الأمد وقسوة القلب، والبعد عن آيات الله - نسيناه - ذلك "اليوم" - وغفلنا عن أن فيه ﴿ فَلَنْ يُقْبَلَ مِنْ أَحَدِهِمْ مِلْءُ الْأَرْضِ ذَهَبًا وَلَوِ افْتَدَى بِهِ ﴾ [آل عمران: 91], لنعد النظر، ونجعل الناشئ يتخيل الصورة تمامًا، من أحدهم وليس من مائة ولا عشرة منهم! وليس مئات السبائك، بل ملء الأرض ذهبًا، كلها لا تفدي فردًا كفَر، فكيف بالمجرم الذي أصبح ثريًّا ببيع الحقوق والدماء في دنياه! والأدهى من يفعل بدنيا غيره! يومئذ ﴿ لَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ وَمَا لَهُمْ مِنْ نَاصِرِينَ ﴾ [آل عمران: 91]؛ مثال ينفِّر الناشئ منهم ولو أعجبه بعضهم، ولإتمام الصورة اطرح هذا السؤال: أبُني مع مَن تحب يومئذ أن تكون؟! يأتي يومها ناس مع أنبيائهم: مجموعة مع هذا النبي ومجموعة مع ذاك، ثم مجموعة مع فرعون، وأخرى مع القصور والبنوك، وثالثة مع المجوهرات والكنوز، تقودهم في الآخرة كما كانت تقودهم في الدنيا، لا تعجب، إنهم الذين يتبعون "ما أُتْرفوا فيهِ"، فيقودهم للهلاك؛ قال تعالى: ﴿ وَاتَّبَعَ الَّذِينَ ظَلَمُوا مَا أُتْرِفُوا فِيهِ وَكَانُوا مُجْرِمِينَ * وَمَا كَانَ رَبُّكَ لِيُهْلِكَ الْقُرَى بِظُلْمٍ وَأَهْلُهَا مُصْلِحُونَ ﴾ [هود: 116، 117]! ولينظر أحدنا لمن يُسلم قياده!



6- أمثلة لسرقات وجرائم مالية عقوبتها مشددة: وهي تُوجَز للناشئ وتُفصَّل للكبار:

جزاء أكل مال اليتيم؛ قال تعالى: ﴿ وَتَأْكُلُونَ التُّرَاثَ أَكْلًا لَمًّا * وَتُحِبُّونَ الْمَالَ حُبًّا جَمًّا ﴾ [الفجر: 19، 20]، الحب الجم للمال قد يردي في الدارين حين يعمي عن الحق، وإن أكل التراث هو أكل النار مجازًا في الدنيا وحقيقةً في الآخرة؛ قال تعالى: ﴿ إِنَّ الَّذِينَ يَأْكُلُونَ أَمْوَالَ الْيَتَامَى ظُلْمًا إِنَّمَا يَأْكُلُونَ فِي بُطُونِهِمْ نَارًا وَسَيَصْلَوْنَ سَعِيرًا ﴾ [النساء: 10]؛ لذلك كان تنظيم الإرث من أهم العقود الاقتصادية، واستغرقت عدة آيات من سورة النساء بُني عليها علم الفرائض.



عقوبة كنز الذهب والفضة، والمحصلة من أكل أموال الناس بالباطل والصد عن سبيل الله، فتُحمى في جهنم، وتُكوى بها أجساد الكانزين؛ قال تعالى: ﴿ يَوْمَ يُحْمَى عَلَيْهَا فِي نَارِ جَهَنَّمَ فَتُكْوَى بِهَا جِبَاهُهُمْ وَجُنُوبُهُمْ وَظُهُورُهُمْ ﴾ [التوبة: 35].



عقاب من يغصب الأراضي والبيوت، أو يعين على غصبها من أهلها:

قد يكون المال أرضًا، وغصبها عَنوة أو احتيالًا- قلَّت المساحة أم عظُمت - هو جُرم عظيم؛ كما في الحديث: ((أعظمُ الغُلولِ عند الله يوم القيامة ذراعُ أرض يَسرقه رجلٌ فيطوقه مِنْ سَبْعِ أَرَضِينَ))[9]:"يعني يُجعل طوقًا في عنقه ذلك الجزء وما تحته إلى سابع الأرض"، فهو عند الله من أعظم السُّراق وبالًا وعذابًا! وأشقاهم الساعي بالسرقة لغيره، فيبيع دينه وأمانته بدنياهم مقابل دريهمات (شهادة زور .. ترويع الساكنين وتهجيرهم .. أو قضاء مرتش)! وفي لفظ: ((من ظلم قيد شبر، خسف به يوم القيامة إلى سبع أرضين))، قيد شبر فقط! ويعاقب بالخسف إلى سبع أرضين كلها طوق في عنقه! فما بالك بمن يسرق قرى ومدنًا! وندرك سر شدة عقوبة هذا الجرم عندما نرى التهاون اليوم بشأنه على مستوى الأفراد والأمم: (بدعة التغيير الديمغرافي)!



وختاما[10]: لعل أكثر ضرورات اليوم هو من كماليات الأمس! وقد يحرم منه أولادنا غدًا! و"إن من الذنوب ما لا يُكفِّره إلا الهم بالأولاد"؛ كما قال ابن القيم، ونحن في عصر الهم الاقتصادي فيه من أكبرها، وتتكرر الخبرات التي تؤكد أنه برجوعنا لكتاب الله تعالى، وعندما نؤمن بالله العزيز الحميد، ونستمد عزَّتنا منه وحده في تربية أبنائنا وقدوتنا الحبيب وصحبه وصالحي الأمة، ونسأله الرزق وحده، فلا عنت في الكسب ولا ذل ولا خِذلان، بل عزة ومنعة تعيد للأمة خيريتها بإذن الله! رغم أنف من أبى! سبحانك اللهم وبحمدك.







[1] زُبالة: قُمامة البيوت وكُناستها وأوساخها وهي من العامي الفصيح.



[2] كتاب أصول التربية الإسلامية وأساليبها في البيت والمدرسة والمجتمع؛ الأستاذ عبدالرحمن النحلاوي رحمه الله، دار الفكر.



[3] حديث: (ما نقصت صدقة من مال)؛ رواه مسلم، وتمامه ((وما زاد الله عبدًا بعفو إلا عزًّا, وما تواضع أحد لله إلا رفعه الله عز وجل)).



[4] كتاب الثابت والمتغير؛ د. غنية عبدالرحمن النحلاوي، دار الفكر دمشق.



[5] من قوله تعالى: ﴿ فَدَلَّاهُمَا بِغُرُورٍ ﴾ [الأعراف: 22]: أنزلهما عن رتبة الطاعة بخداع، والغَرَر بفتحتين: الخطر، والغرور الشيطان، بينما غِرٌّ: غير مجرب، والغار الغافل، ومنه: اغتر الرجل واغتر بالشيء: خُدِع به؛ (مختار الصحاح للرازي، دار الحكمة دمشق ط 1983).



[6] وقال النبي صلى الله عليه وسلم: ((ليس الغنى عن كثرة العرض، وإنما الغنى غنى النفس))؛ (أخرجه البخاري ومسلم)، وشرح حديث: "اللهُـم إني أسْـألُكَ الهُدى والتقـى والعَـفافَ والغِنـى"؛ للإمـام السعدي رَحِمَـه الله؛ بهجة قُلـوب الأبـرار.



[7] وقد يفسر بالعمل؛ كقوله تعالى: ﴿ أُولَئِكَ لَهُمْ نَصِيبٌ مِمَّا كَسَبُوا ﴾ [البقرة: 202]، فُسِّرت: حظ وافر بما عملوا من الخيرات؛ (صفوة التفاسير ص 116/ مج أول)، وللعلماء كلام في الكسب والرزق يطول، ولعل المربي إن سُئل يبسطه للناشئين بإيجاز.



[8] قال ابن تيمية بعد ذكره الحديث: "فسماه النبي صلى الله عليه وسلم عبد الدرهم وعبد الدينار، وعبد القطيفة وعبد الخميصة"، وذكر ما فيه من دعاء وخبر، وهو قوله صلى الله عليه وسلم: (تعس وانتكس وإذا شيك فلا انتقش)، والنقش إخراج الشوكة، والمنقاش ما يخرج به الشوكة، "وهذه حال من إذا أصابه شر لم يخرج منه، ولم يفلح، لكونه تعس وانتكس، فلا نال المطلوب ولا خلص من المكروه، وهذه حال من عبد المال"، وانظر كتاب العبودية لابن تيمية بمقدمة الأستاذ عبدالرحمن الباني، طبعة المكتب الإسلامي 1963.



[9] بإسْنَادٍ حَسَنٍ مِنْ حَدِيثِ أَبِي مَالِكٍ الْأَشْعَرِيِّ، وفي فتح الباري: "يكلف نقل ما ظلم منها في القيامة إلى المحشر، ويكون كالطوق في عنقه".



[10] من خبرات سابقة: تصلني رسائل وتعليقات: "ليتك قلت كذا، تمنيت لو أنك وضحت كذا .. أحسست أن المقال مقطوع .. إلخ"، وقد أضطر إلى صنع جزء ثان..، وفي المقابل يصلني من شبكات النشر: ((يرجى الاختصار، هذا الزمن لا يحتمل التطويل .. هذا بحث وليس مقال!"، لذلك أعتذر للقراء، فهذا مقال وليس بحثًا، ولعله والله أعلم ليس هناك جزء ثان!



__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
 
[حجم الصفحة الأصلي: 25.93 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 25.30 كيلو بايت... تم توفير 0.63 كيلو بايت...بمعدل (2.42%)]