غرس المبادئ والقيم والأخلاق الإسلامية
د. عبدالرحمن بن سعيد الحازمي
منطلقات أساسية مهمة:
إن ضعف أكثر المجتمعات الإسلامية في ممارسة الأخلاقيات، والقيم، والمبادئ الإسلامية، يجعل من الواجب استشعار خطورة هذه المشكلة، وتأثيرها السلبي على مستقبل المجتمعات الإسلامية، وفي مقدمة ذلك إعاقة التقدم والرقي الذي نتطلع إليه لأمتنا الإسلامية، ومن أهم المنطلقات، لذلك:
أولاً: العناية والاهتمام بسيرة الرسول صلى الله عليه وسلم، وصحابته الكرام، وسلف الأمة الصالح، وعرض نماذج وصور من حياتهم المشرقة في تمثلهم للأخلاق الإسلامية في كافة شؤون حياتهم.
ثانياً: على المؤسسات التربوية الرسمية: المدرسة والجامعة، وغير الرسمية: الأسرة، والمسجد، والإعلام بوسائله المختلفة، والمجتمع، والنادي، مسؤولية كبيرة جداً في غرس الأخلاق الفاضلة، والقيم، والمبادئ السامية في نفوس الناشئة، والشباب.
ثالثاً: العناية باستغلال كل الوسائل، والأساليب الممكنة في تثبيت الأخلاق الإسلامية، ولعل استغلال التجمعات الرياضية الكبيرة، كملاعب كرة القدم مثلاً للتأكيد على ذلك أمر في غاية الأهمية.
رابعاً: العناية بوضع حوافز تشجيعية لتثبيت بعض الأخلاقيات الإسلامية، وفي المقابل وضع عقوبات مناسبة لمن يخل بالأخلاق، والآداب العامة في المجتمع.
خامساً: العناية والاهتمام بدراسة المشاكل غير الأخلاقية التي تنشأ في المجتمع من خلال مشاركة أهل الاختصاص في العلوم الشرعية، والتربية وعلم النفس، والاجتماع في هذا الموضوع لوضع الحلول المناسبة لها.
سادساً: يقع على إمام المسجد، وخطيب الجمعة دور عظيم في غرس الأخلاق، والقيم الفاضلة في نفوس الناس، فيجب اختيار الأساليب والأزمنة المناسبة، والعبارات، والمواقف المؤثرة التي تشد السامع، وتحرك مشاعره.
سابعاً: إبراز القدوات الحسنة في المجتمع ممن حباهم الله تعالى بالأخلاق الفاضلة، والالتزام بالقيم، والمبادئ السامية، وبيان الآثار الإيجابية التي تميزوا بها عن غيرهم ليكونوا مشاعل خير لمحاكاتهم، والسير على نهجهم.
[1] القلم : 4.
[2] أحمد، المسند، مسند الصديقة بنت الصديق، حديث رقم : 25302، الألباني، صحيح وضعيف الجامع الصغير، حديث رقم : 8942.
[3] ( الطبراني، المعجم الأوسط، حديث رقم : 8369 )، وضعفه الألباني في تخريجه، ولكن تم الأخذ به من باب الحث على فضائل الأعمال.
[4] مسلم، صحيح مسلم، باب بيان أنه لا يدخل الجنة إلا المؤمنون وأن محبة المؤمنين من الإيمان وأن إفشاء السلام سبب لحصولها، حديث رقم : 54.
[5] ولد الشيخ محمد عبده عام 1266هـ، وهو من شيوخ الأزهر الذين سافروا للخارج، واعتبر من رواد النهضة والإصلاح، وحول أرائه الفكرية جدل كبير لدى بعض العلماء والمفكرين الإسلاميين، وتوفي عام 1323هـ.
[6] ابن عثيمين، مجموع فتاوى ورسائل، خطب في العقيدة، ص 66.