عرض مشاركة واحدة
  #2  
قديم 09-09-2021, 03:51 AM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم غير متصل
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 160,615
الدولة : Egypt
افتراضي رد: الطرق السليمة في نشر اللغة العربية

الطرق السليمة في نشر اللغة العربية
د. ريمه الخاني




يقول الدكتور نصر الدين حول الأسلوب: ويهمنا هنا التنوع حسب الظروف:
أ- السياقية؛ أي: أنْ تُقدِّم الطريقةُ كافةَ الوحدات اللغوية الجديدة، في سياقات ذات معنى، تجعل تعلمها ذا قيمة في حياة الدارس.

ب- الاجتماعية؛ أي: أنْ تُهيِّئ الفرصة لأقصى شكل من أشكال الاتصال بين المتعلمين.

ت- البرمجة؛ أي: أن تُوظِّف المحتوى اللغوي الذى سبق تعلمه في محتوى لغوي جديد، وأنْ تُقدِّم هذا المحتوى الجديد مُتصلًا بسابقه.

ث- الفردية؛ أي: أنْ تُقدِّم المحتوى اللغوي الجديد بشكل يسمح لكل طالب - كفرد - أن يستفيد، فإن الطريقة الجيدة هي التي لا يضيع فيها حق الفرد أمام تيار الجماعة.

ج- النمذجة؛ أي: أن تُوفِّر نماذج جيدة يمكن محاكاتُها في تعليم اللغة.

ح- التنوع؛ أي: أن تُعدِّد أساليب عرض المحتوى اللغوي الجديد.

خ- التفاعل؛ أي: أن يتفاعل فيها كل من المتعلم والمعلم والمواد التعليمية، في إطار الظروف والإمكانيات المتوفرة في حجرة الدراسة.

د- الممارسة؛ أي: أنْ تُعطَى لكل متعلم الفرصة للممارسة الفعلية للمحتوى اللغوي الجديد، تحت إشراف وضبط.

ذ- التوجيه الذاتي؛ أي: أنْ يُمكَّن المتعلم من إظهار أقصى درجات الاستجابة عنده، ومن تنمية قدرته على التوجيه الذاتي.
• • •

ولعل ما يتحكم بالطريقة الهدفُ والغايةُ المرتبطة بها، مثال:

أ- الغرض من تعلم اللغة الأجنبية هو قراءة النصوص الأدبية، والاستفادة منها في التدريب العقلي، وتنمية الملكات الذهنية.

ب- النحو والترجمة وسيلة لتعلم اللغة؛ وذلك يتم من خلال التحليل المفصَّل للقواعد النحوية، وتطبيقها في ترجمة الجمل من وإلى اللغة الهدف، وتَعلُّم اللغة إذن لا يربو على عملية استظهار للقواعد النحوية والحقائق.

ت- القراءة والكتابة نقطة تركيز هذه الطريقة، ولا تهتم اهتمامًا منهجيًّا بالكلام والاستماع.

ث- يتم اختيار المفردات وَفْقًا لنصوص القراءة المستخدمة، وتُقدَّم من خلال قوائم المفردات ثنائية اللغة، والمعجم، والاستظهار.

ج- تعليم النحو بأسلوب استقرائي، ويتم من خلال عرض وتحليل القواعد النحوية، ثم تطبيقها بعد ذلك من خلال تدريبات الترجمة.

ح- كانت اللغة الأم للدارس هي وسيلة التعليم، وكانت تستخدم في شرح النقاط الجديدة، ومقارنة بين لغة الدارس واللغة الهدف.

خ- العلاقة بين المعلم والطلاب علاقة تقليدية؛ حيث يسيطر المعلم على الفصل، ولا يكون للطلاب إلا أن يفعلوا ما يطلب منهم، وأن يتعلموا ما يعرفه ويُقدِّمه المعلم.

وعليه فنقول: إن الطالب الذي عقد الآمال على تعلمه للغة العربية يختلف عن الطالب الذي يتعلمها لأنها مقررة، أو لأنه سيستخدمها يومًا ما.
• • •

ولعل المدرس وليد جابر كان له اجتهاد حول المزاوجة ما بين التعليم النظري والعملي في عالم اللغة:

ولأن اللغة العربية لا تقتصر على القراءة، بل النحو الذي يسبب للطلاب بحثًا ومحاولات مزعجة، تجعلها سهلة التناول عندما نتعرف على الطريقة المناسبة فيها؛ فهل تشكيل قصة حول كل قاعدة نحوية في المرحلة الابتدائية طريقة جميلة لجعله قريبًا منها؟ أم الطريقة العملية في جعل كل طالب يحضّر الدرس، ويتولى تدريسه، ويكمل المدرس تهذيب طريقة التدريس؛ ليكون الطالب قريبًا من الموضوع حتى لو كان الموضوع في تحفظ وخشية الخطأ؟

ولعل حسن تعامل المدرس مع الطالب هامٌّ جدًّا في جعل المادة شائقة وفعالة وحركية.
• • •

من المآخذ التي وجدناها عبر عالم التعليم عبر الإنترنت، والتي باتت وسيلة التعليم الأقرب في زمننا، في السن المبكرة، وقصور وقلة المواقع التي تدعم المُجيدين للغة، وغير المتقنين لها، وهذا نجده في اللغات الغربية كثيرة، وهذا يدعو كلَّ المجتهدين في هذا المجال إلى حشد جهودهم، وتفعيل التعاون بين الكوادر المهتمة بهذا الأمر؛ لأنه عمل جماعي عمومًا.


ولعل المدرس الدكتور علي أحمد مدكور حاول منهجة دور المعلم والطالب، في جعل الدور التعليمي مدروسًا وفعالًا في كتابه: "طرق تدريس اللغة العربية".

كان من أهم أهداف الكتاب:
1- التعرف على مفهوم اللغة، ومراحل اكتسابها، ودورها؛ باعتبارها "منهجًا للتفكير" و"نظامًا للتعبير والاتصال".
2- التعرف على نظريات اللغة، والاتجاهات الحديثة في تدريسها.
3- إدراك أهمية اللغة العربية وخصائصها التي تميزت بها.
4- إدراك دور معلم اللغة العربية، ومسؤوليته في الحفاظ على ثقافة الأمة وخصوصيتها.
5-اكتساب الاتجاهات الإيجابية نحو التدريس عمومًا، وتدريس اللغة العربية على وجه الخصوص.

6- إدراك أهمية فنون اللغة العربية؛ الاستماع، والتحدث، والقراءة، والكتابة، والقواعد، والمحفوظات، والأناشيد، وأهمية العلاقات والارتباطات بين هذه الفنون ومهاراتها.

7- وضع الخطة المناسبة لكل درس في كل فن من فنون اللغة العربية، بما في ذلك من أنشطة ووسائل مساعدة.
8- اكتشاف القدرات اللغوية لدى التلاميذ، والإسهام في تنميتها وصَقْلها.
9- التعرف على الأهداف العامة لكل مقرر من مقررات اللغة العربية، والأهداف الخاصة لكل درس.
10- التعرف على طرائق التدريس المناسبة، وتوظيفها في تدريس فنون اللغة العربية.
11- التعرف على وسائل وأساليب التقويم المناسبة في تعليم اللغة العربية.
12- استخدام التقويم في تطوير منهج تعليم اللغة العربية؛ من حيث الأهدافُ والمحتوى وطرائق التدريس... إلخ.

لكل ما سبق جاء هذا الكتاب في عشرة فصول:
الفصل الأول: عن ثقافة التلميذ العربي في عصر العولمة؛ باعتبار أن الثقافة الإطار المرجعي للتربية والتعليم عامة، وللغة العربية على وجه الخصوص.

الفصل الثاني: عن المهارات اللغوية لطفل المدرسة الابتدائية وما قبلها، وكيفية تنمية المهارات اللغوية لدى أطفالنا.
الفصل الثالث: عن نظريات تعليم وتعلُّم اللغة للتلاميذ، وكيف يكتسب التلميذ اللغة.
الفصل الرابع: عن اللغة كمنهج للتفكير، ونظام للتعبير والتواصل، وليست مجرد أداة أو وسيلة أو وعاء.
الفصل الخامس: عن فن الاستماع ومهاراته، وكيفيات تدريب التلاميذ عليه.
الفصل السادس: عن الطفل؛ كيف يتكلم وكيف يشارك في الحديث.
الفصل السابع: عن التلميذ؛ كيف يقرأ ويستمتع بالقراءة.
الفصل الثامن: عن أدب الأطفال؛ شعرًا ونثرًا وقصة وأناشيد ومحفوظات... إلخ.
الفصل التاسع: عن كيف ننمي مهارات الكتابة لدى التلاميذ.
الفصل العاشر: عن الأنماط اللغوية والقواعد النحوية اللازمة للمتعلم كي تستقيم لغته استماعًا، وكلامًا، وقراءةً، وكتابةً.

3- الطريقة الفضلى في تعليم العربية:
يقول المهندس (ي ز) عن حياته النحوية: سألت المدرس يومًا:
لماذا نتعلم النحو يا أستاذ؟
لكي نتعلم القراءة.

من هنا يبدو لنا السؤال الأهم:
اللغة العربية كانت تعتمد على اللغة المطبوعة، يعني تعلمها من مصادرها في الأبدية، في عالم المساجد العامر بالعلم، وليس المصنوعة البعيدة عن الأصول اللغوية السليمة، وإن استُخدِم هذا المصطلح في عالم الشعر، فهو في عالم اللغة أولى.

لغة السليقة والبيئة والحياة اللغوية القويمة؛ من هنا قال الدكتور ياسر شرف: "القواعد النحوية نشأت عندما وجد الموالي عوائق في تعلمها".

ويقول الدكتور بو بكر جيلالي مشرف الدراسات العليا في جامعة حسيبة بو علي في الشلف بالجزائر:
إن تعثر اللغة العربية في مواكبة التطورات الراهنة، ومواجهات التحدِّيات المعاصرة، خاصة على المستويَيْن؛ العلمي والتكنولوجي، وكذلك على المستويَيْن الثقافي والفني - لا يعود إلى عجزها عن ذلك، بسبب أصولها، أو بنيتها، أو فقهها، أو علومها المختلفة، بل بسبب عَجْز القائمين عليها ومالكيها، عَجْزًا - كما لاحظنا من قبل - ارتبط بأزمة عامة، مثلما ارتبطت الكثير من اللغات بهذه الأزمة العامة لدى شعوب عديدة، تآخت مع الشعوب العربية في التخلُّف والانحطاط وتساوت، والقول بالعلاقة السببية بين غياب الإبداع الفني أو غيره ولغة العرب ظلمٌ، وهو رأي أحاديُّ الجانب، أفُقُه ضيِّق، لا يستند إلى مرجعية أو أساس، لا في الواقع، ولا في المنطق، ولا في التاريخ؛ فاللغة الإنجليزية لم تكن شيئًا في وقت مضى، كانت فيه لغة العرب لسان الازدهار الحضاري والثقافي والفني والأدبي، وصار اللسان الإنجليزي لسان الحضارة الحديثة والمعاصرة؛ فأصحاب هذا اللسان خرجوا ولسانُهم من العزلة إلى أفق العالمية، فِكرًا وثقافة وحضارة ولغة، وعَجَز عربُ الرَّاهن عن فعل ذلك، بل عجزوا عن مسايرة الركب الحضاري الراهن الذي تجاوزهم مسافة مقدار سنة ضوئية بأكملها، وبالتالي لا تقوم شرعية المقارنة والنِّدِّية بين الطرفين إلا ضمن رؤًى قاصرة أو مشبوهة ومؤدلجة...

إن التفوق اللغوي لدى أُمَّة ما مشروط بتفوقها الحضاري، وبتطور وَعْيها الثقافي والفكري في التاريخ، وليس للتفرد اللغوي دور في ذلك التفوق؛ فلغة العرب حملت الحضارة الإسلامية، وقبل ذلك حملت ديوان العرب والوحي الإسلامي الذي نقلته عبر مختلف بقاع المعمورة، لم يتسنَّ لغير المسلمين القيام بهذه المهمة من أصحاب اللغات الأخرى؛ لافتقارهم للوعي التاريخي، ولأسباب النهوض الحضاري وشروطه التي كانت بحوزة المسلمين، استمدُّوها من ديانتهم وقيمها، وعجز تمامًا مسلمو الراهن عن بَذْل الوُسع في استمدادها واستثمارها، أما تفوق اللغة الإنجليزية - وبعض اللغات الأوربية الأخرى في عصرنا - مردُّه إلى الدَّور الذي لعبه أصحاب هذه اللغات في الاستئثار بالتقدم العلمي والتكنولوجي، الذي تتميز به الحضارة الحديثة والمعاصرة؛ فالقضية ليست قضية لغة بالدرجة الأولى، بل هي قضية فكر نيِّر، ووعي كاف للدخول في معركة النهضة والشد في شروط انطلاق التاريخ؛ لضمان الإقلاع الحضاري، وبلوغ نقطة الوصول بأيَّة لغة كانت.

المُعلِّم العربي مبدع في أساليب التدريس إن أتيح له ذلك بقوة، إن أعطِيَ حقَّه في المردود، وفي حرية التطوير على أرض الواقع، بألَّا يشده المشرفون على العملية التعليمية للقوالب القديمة، أو تُفرَض عليه أساليب متكلسة، تمنعه من إيجاد مخرج لتعثر الطلاب فيها.

من هنا نفكر، ومن هنا نبدأ.
تمَّت.

[1] من دراسة للدكتور محيي الدين الألوائي، بعنوان: تعليم اللغة العربية لغير الناطقين بها، وبتصرف.

[2] محاضر في جامعة دمشق اختصاص لغات قديمة.

[3] رابط الفكرة الأولى على يوتيوب بعنوان: طرق تدريس اللغة العربية - الوحدة 6: طرق تعليم القراءة للمبتدئين.

[4] التي لا تعتمد على السرد والذاكرة بقدر الحصيلة الفكرية وكم المعلومات، والأسئلة اختبارية صرفة تطالب الممتحن بالرد بنعم أو لا والتصويب، أي بأقل قدر ممكن من الكتابة.

[5] الدراسة معنونة بالعنوان ذاته: كيفية تدريس اللغة العربية لغير الناطقين بها.




__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
 
[حجم الصفحة الأصلي: 30.63 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 30.00 كيلو بايت... تم توفير 0.63 كيلو بايت...بمعدل (2.05%)]