الموضوع: حد البكاء
عرض مشاركة واحدة
  #1  
قديم 08-09-2021, 04:31 AM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم غير متصل
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 163,550
الدولة : Egypt
افتراضي حد البكاء

حد البكاء

فاطمة عبدالمقصود






نعم أشعر به حد البكاء ..
أشعر بقلبي يبكي ..
ذلك الألم الذي يُمزِّق النفس، ويفتت قوى القلب..

ألمٌ يقول لك: إنك لست على ما يرام! وإن حياتك تشتاق لهواءٍ نقيٍّ، وإن يومك المليء بالكدمات دواؤه أنفاسٌ طيبة تفتقدها خزانتُك المغلقة؟

هذه الاهتزازات داخلك تجبرُك على التوقُّف، وتفقُّد حرارة أوجاعك، أراها قد بلغت الحد..
نعم، ذلك الحد الذي يُبكي..
أوَقد علمتَ لِمَهْ؟ تراك غريبًا!
نعم أحيانًا تظن نفسَك هكذا غريبًا!
تعود إلى ذلك الشعور القديم، وتزعم أنك وحدك ..
أَنَسِيتَ؟
أنسيت حديثك عن سعادة اليد الممدودة؟

أنسيت أنك تراها الأقدرَ على منح الرضا، والفرح المشرق عن ذلك الدرب السماوي اللون، العبق الرائحة، الذي لا تعبأ بخوضه وحدَك؟ إذًا فماذا دهاك؟!


ابكِ إذًا! فلتبكِ حتى تغتسلَ، فربما عدت إلى وعيك، وأدركت ما خفي عنك، أو لعلك تسارع إلى مركز النبض؛ فتملأ منه خزانتَك، وتجري مغمض العينَيْنِ إلى ذلك المأوى الرحيم؛ فتستنشق منه ما يملأ رِئتَيْك هواء جديدًا عبقًا!

لعلك تبكي هناك كثيرًا، فتجري الدماء في عروقك، وتغادرك البرودة الآثمة، ويكون لقاؤك معه بدايةً لأيام أُخَر، تلوِّنها الورود الملوَّنة، وتزيِّنها أوسمة الفلاح، وحينها تقول وبقايا الدموع مازالت تلمع في عينيك: بل حد الفرح ...!


__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
 
[حجم الصفحة الأصلي: 15.73 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 15.10 كيلو بايت... تم توفير 0.63 كيلو بايت...بمعدل (3.99%)]