عرض مشاركة واحدة
  #2  
قديم 23-08-2021, 11:52 PM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم غير متصل
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 161,372
الدولة : Egypt
افتراضي رد: تربية الأولاد في الإسلام



كذلك فإن صلاة الجماعة تَفضُل صلاةَ الفردِ أضعافًا مضاعَفة، فقد ورد عن عبد الله بن عمر رضي الله عنهما؛ أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: ((صلاة الجماعة تَفضُل صلاة الفَذِّ بسبعٍ وعشرين درجة))[5].







كما ورد عن أبي هريرة رضي الله عنه، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ((صلاةُ الجميعِ تَزيد على صلاته في بيتِه، وصلاتِه في سوقه، خمسًا وعشرين درجة، فإنَّ أحدكم إذا توضأ فأحسَن الوضوء، وأتى المسجدَ لا يُريد إلا الصلاة، لم يَخْطُ خطوة إلا رفعَهُ اللهُ بها درجة، وحَطَّ عنه خطيئة حتى يَدخُل المسجدَ، وإذا دَخل المسجدَ كان في صلاة ما كانت تَحْبِسُه، وتُصلِّي عليه الملائكة ما دام في مجلِسِه الذي يُصلِّي فيه: اللهمَّ اغفِر له، اللهمَّ ارحمْه؛ ما لم يُحْدِثْ فيه))[6].







ثم تبدأ الأمُّ تُفَرِّق بين أبنائها وبناتها في المضاجع، وذلك حسبَ وصايا رسول الله صلى الله عليه وسلم في هذا المضمار؛ حيث أمَر بالتفريق بين البنات والبنين في المضاجع حينما يبدأ سِنُّ البلوغ، فقد ورد عن عمرو بن شعيب، عن أبيه، عن جدِّه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((مُرُوا أولادكم بالصلاة وهُمْ أبناء سبع سنين، واضربوهم عليها وهُمْ أبناء عشر، وفرِّقوا بينهم في المضاجع))[7].







وهنا ينبغي علينا أن نُلاحظ أنه مِن الضروريِّ أن يُعطيَ الأبُ والأمُّ أبناءَهما مصروفَهم اليوميَّ بقدْرٍ محدود؛ دون تقتير أو إسراف، حتى ولو كانت الحياة قد يُسِّرتْ لهم، ومَنَحَهم اللهُ تعالى مِن نعمِه بلا حدود، وذلك حتى لا يلجأ الأبناءُ إلى استخدام هذا المصروف بصورة تعُود عليه وأقرانه بالضرر، والذي قد يؤدِّي في أحيان كثيرة إلى الانحراف أو تعاطي المخدِّرات لا قدر الله.







كذلك على الأم أن تُشارك أبناءَها في استِذكار دروسِهم إن استطاعت ذلك، وتُتابعهم في تحصيلها إذا لم يكن لأبيهم فراغ في مُتابعته في هذا الصدد. كما أن هذه المشاركة تُساعد على تقوية الصِّلات بين الأبوين وأبنائهما بما يزيد مِن الحُبِّ والمودة بينهم.







كذلك تقُوم الأم ببثِّ روح الغيرة الدينية بين أبنائها، والتنافُس على القيام بالواجبات الدينية مثل الصلاة والصيام والزكاة والصدقات، خاصَّة النافلة؛ بما يُنمِّي روحَ الخيرِ بين الأبناء، والعطاء بينهم وبين بعضهم البعض، وأيضًا بينهم وبين الناس سواء أكانوا أهلًا أم جيرانًا أم أصحابًا أم عابري سبيل - كذلك تَبُثُّ الأمُّ في نفوس أبنائها من الذكور الغيرة الدينية على بناتها، ولكن بهدوء شديد، وذلك حتى يتعوَّدن على حماية أُسَرهم فيما بعد، فيلاحظون تصرُّفات أخواتهم وملابسهن، وتعليمهن، ومظاهرهن، ويعملون على حمايتهن؛ وذلك لِتَظَلَّ صلة الرحم مستمرة بعمق داخلهم وحتى نهاية العمر، وأيضًا ليكون الولد أهلًا لِصِفات الرجولة التي على وشك أن يصِل إلى أعتابها، وليكون أيضًا أهلًا للقيام بدور القوامة على أسرته وأهله في المستقبل القريب.







كذلك تقُوم الأم بتوجيه ابنِها لأن يبدأ في تقلُّد دوره حين يغيب ربُّ الأسرة عن البيت لأيِّ سبب، فيأخذ دوره في حماية أسرته المكونة مِن أمِّه وأخواته وإخوته الصغار، كما يَؤُمُّهم أيضًا في الصلاة داخل البيت حينما تقتضي الحاجة لذلك.







وبما أننا الآن في عصر ثورة المكتبات والمعلومات، لذا ينبغي على الأم أن تَدفَع أبناءها لاقتناء الكتب، والتردد على المكتبات لاستعارتها والاستفادة منها في شَغْل وقتِ الفراغ، وأيضًا للاستزادة مِن العِلم والثقافة؛ مما يؤدِّي إلى التفوُّق الدراسي، وكذلك الخُلقي، على أن تكون هذه الكتب نافعة – غير مفسدة أو مدمِّرة لأخلاق الشباب - لذا عليها أن تُلاحِظ ذلك، بالإضافة إلى وسائل الثقافة الأخرى المناسِبة لهم، وتقُوم بعمل المسابَقات بين أبنائها في هذا المجال؛ لتدفعهم إلى الاستزادة الدينية والعلمية والثقافية النافعة.







[1] صحيح البخاري، كتاب الآذان، باب مَن جلَس في المسجد يَنتظر الصلاة، وفضل المساجد، حديث رقم (660) ج 1 ص 200 - 201، وشرح صحيح مسلم: كتاب الزكاة، باب فضل إخفاء الصدقة، حديث رقم (1031)، ج 7 ص 126 - 128 (واللفظ من البخاري) كما ورد في الترمذي، والنسائي، ومالك، ومسند أحمد.




[2] سُنن الترمذي: كتاب البِرِّ والصِّلة، باب ما جاء في أدب الولَد، حديث رقم (1951)، ج 4 ص 297، وقال الترمذي: هذا حديث غريب.




[3] سُنن الترمذي: كتاب البِرِّ والصِّلة، باب ما جاء في أدَب الولَد، حديث رقم (1952)، ج 4 ص 298، وقال الترمذي: حديث غريب، وقال: وهذا عندي حديثٌ مرسَل.




[4] انظر: سُنن ابن ماجه، كتاب المساجد والجماعات، باب لزوم المساجد وانتظار الصلاة، حديث رقم (802)، ج 1 ص 431.




[5] أخرجه البخاري في كتاب الآذان، باب فضل صلاة الجماعة، حديث رقم (645) ج 1 ص 198، وشرح صحيح مسلم في كتاب المساجد ومواضع الصلاة، باب فضل صلاة الجماعة وبَيان التشديد في التخلُّف عنها، حديث رقم (650) ج 5 ص 158.





[6] أخرجه البخاري في كتاب الصلاة، باب الصلاة في مسجد السوق، حديث رقم (477) ج 1 ص 153، وشرح صحيح مسلم في كتاب المساجد ومواضع الصلاة، باب فضل صلاة الجماعة وانتظار الصلاة، حديث رقم (649) ج 5 ص 171 – 173.




[7] سُنن أبي داود، كتاب الصلاة، باب متى يُؤْمر الغلام بالصلاة، حديث رقم (495) ج 1 ص 133، ط دار الفكر للطباعة والنشر، تعليق محمد محيي الدين عبد الحميد.





__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
 
[حجم الصفحة الأصلي: 22.01 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 21.38 كيلو بايت... تم توفير 0.63 كيلو بايت...بمعدل (2.85%)]