د ـ عظم التوكل على الله والالتجاء إليه:
قـال صلى الله عليه وسلم: "إن من بعدكم الكذاب المضل، وإن رأسه من بعده حُبُكٌ حُبُكٌ حُبُكٌ[29] ثلاث مرات، وإنه سيقول: أنا ربكم، فمن قال: لستَ ربنا؛ لكن ربنا الله عليه توكلنا وإليه أنبنا نعوذ بالله من شرك لم يكن له عليه سلطان"[30].
2 - أن يعطي كل أمر حقه من العناية:
فينبغي أن يُحذَّر من الأمر الخطير بطريقة تختلف عن الأمر الأخف خطورة، وينبغي الأمر بـالـواجـبـات والفرائض بطريقة تختلف عن الحث على المسنونات والمستحبات، وللأسف فإن بــعــض الـنــاس ـ هـداهـم الله ـ يجعل المكروه محرمًا أثناء النهي، أو يجعل الصغيرة كـبـيـرة، بل يتعدى بعضهم ذلك وذاك إلى أن يجعل أحد خوارم المروءة من المحرمات. وانظر إلى الـنـبــي صلى الله عليه وســلــم كيف يحذر من الدجال بطرق وأساليب مختلفة متنوعة، ولماذا؟ لأن الدجال فتنة عظـيمة! أي عظيمة! فهو يدَّعِي الربوبية، بل يظهر له من الفتن الشيء العظيم، ومن ذلك ما أخرجه ابن ماجه عن أبي أمامة - رضي الله عنه - عن النبي صلى الله عليه وسلم قــال: "وإن من فتنته أن يقول للأعرابي: أرأيت إن بعثت لك أباك وأمك أتشهد أني ربك؟ فــيـقــــول: نعم! فيمثل له شيطانان في صورة أبيه وأمه يقولان له: يا بني اتبعه؛ فإنه ربك. وإن من فتنته أن يمر بالحي فيكذبونه، فلا تبقى لهم سائمة إلا هلكت، ويمر بالحي فيصدقونه، فيأمر السماء أن تمطر والأرض أن تنبت، فتمطر حـتـى تــروح مـواشـيــهـــم من يومهم ذلك أسمن ما كانت وأعظم، وأمده خواصر، وأدره ضروعًا"[31].
3 - لا بد من التوضيح والبيان وقت الحاجة:
لذا وصف النبي صلى الله عليه وسلم الدجال وصفًا دقيقًا في أكثر من حديث بينت صفـته وأفـعــالــه وكـذبه، وما يحتاجه المسلم لمواجهته، ومن أشملها ما أخرجه الإمام أحمد في مسنده أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "أنذرتكم فتنة الدجال؛ فليس نبي إلا أنــــذر قومه أو أمته، وإنه آدَمُ، جعدٌ، أعور عينه اليسرى، وإنه يمطر ولا ينبت الشجرة، وإنه يسلط على نفس فيقتلها ثم يحييها ولا يُسلط على غيرها وإنه معه جنة ونار ونهر ومـــــاء وجبل خبز، وإن جنته نار وناره جنة، وإنه يلبث فيكم أربعين صباحًا يرد فيها كل منهل إلا أربعة مساجد: مسجد الحرام، ومسجد المدينة، والطور، ومسجد الأقصى، وإن شـكــل عليكم أو شُبِّه، فإن الله - عز وجل - ليس بأعور[32].
4 - الصبر والثبات على الحق؛ لا سيما مع ظهور الفتنة:
وانظر إلى ذاك الرجل المؤمن الثابت الذي ما زاده فرقُه له فرقتين إلا بصيرة به وتكذيبًا.
ففي صحيح مسلم: "فيقول: أنت المسيح الكذاب، قال: فيؤمر به فيؤشر بالمئشار[33] من مـفـرقــه حـتـى يـفـرق بين رجليه قال: ثم يمشي الدجال بين القطعتين، ثم يقول له: قم فيستوي قائمًا. قال: ثم يقول له: أتؤمن بي؟ فيقول: ما ازددت فيك إلا بصيرة[34].
قال النووي - رحمه الله - نــقــلًا عن القاضي عياض: "فلا يقدر على قتل ذلك الرجل ولا غيره"[35].
﴿ يُثَبِّتُ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا.. ﴾ [إبراهيم: 27]
5 ـ الاهتمام بالنساء في الدعوة، والتأكيد على تعليمهن العلم الشرعي:
والمرأة إذا لم تُرشد للخير فقد تنساق مع الشر، ومع قلة الدين في زمن ظهور الدجال تجد أن أكثر أتباعه النساء اللاتي يغتررن بالمظاهر والفتن والشبهات.
أخرج الإمام أحـمــد عن ابن عمر ـ رضي الله عنهما ـ قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "فـيـكـــــون أكثر من يخرج إليه النساء حتى إن الرجل ليرجع إلى حميمه وإلى أمه وابنته وأخته وعمته فيوثقها رباطًا مخافة أن تخرج إليه[36].
6 - الارتباط بالقرآن الكريم قراءة وحفظًا وحث الناس على ذلك:
عن أبي الدرداء أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "من حفظ عشر آيات من أول سورة الكهف عُصِمَ من الدجال"، وفي رواية: "من قرأ" الحديث[37].
[1] فتح الباري، 13/98).
[2] اجتهدوا في الأعمال وسابقوا إليها.
[3] الموت كما في شرح مسلم للنووي.
[4] القيامة كما في شرح مسلم للنووي.
[5] رواه مسلم، ح 2947)
[6] فتح الباري، 13/98).
[7] رواه ابن حبان بإسناد صحيح، ح موارد الظمآن 1904).
[8] رواه البخاري، ح 31/7).
[9] رواه مسلم، ح 2933).
[10] ستأتي أحاديث تدل على شيء من مظاهره الخادعة للعيان.
[11] فتح الباري، 13/104)
[12] رواه أحمد، 4/431)
[13] أبو داود، ح 4319).
[14] رواه مسلم، ح 832).
[15] رواه مسلم، ح 2934).
[16] صحيح البخاري، ح 832).
[17] شرح مسلم، ص 7188.
[18] صحيح مسلم، ح 2940)
[19] صحيح البخاري، ح 7132)
[20] رواه مسلم، ح 2137).
[21] صحيح مسلم، ح 2944)
[22] فتح الباري، 13/98)
[23] رواه البخاري، ح 7131)
[24] مسلم، ح 2933).
[25] المسند 5/433)
[26] البخاري، ح 7122).
[27] مسلم، ح 2939)
[28] شرح مسلم، 5/795)
[29] متكسر من الجعودة.
[30] رواه أحمد، 22648).
[31] رواه ابن ماجه، ح 4075) .
[32] مسند الإمام أحمد، 5/434.
[33] المنشار.
[34] صحيح مسلم، ح7243) .
[35] شرح مسلم، ج18 / 58.
[36] مسند الإمام أحمد، 2/67).
[37] رواه مسلم، ح 809)..