عرض مشاركة واحدة
  #3  
قديم 15-08-2021, 02:06 PM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم غير متصل
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 157,763
الدولة : Egypt
افتراضي رد: بحث في تفسير قول الله تعالى: {الحمد لله رب العالمين . الرحمن الرحيم . مالك يوم ال

ورواه النّسائيّ، عن عليّ بن حجرٍ، عن ابن عليّة، عن يونس بن عبيدٍ، عن الحسن، عن الأسود بن سريعٍ، به.
وروى التّرمذيّ، والنّسائيّ وابن ماجه، من حديث موسى بن إبراهيم بن كثيرٍ، عن طلحة بن خراشٍ، عن جابر بن عبد اللّه، قال: قال رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم: «أفضل الذّكر لا إله إلّا اللّه، وأفضل الدّعاء الحمد للّه». وقال التّرمذيّ: حسنٌ غريبٌ.
وروى ابن ماجه عن أنس بن مالكٍ قال: قال رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم: «ما أنعم اللّه على عبدٍ نعمةً فقال: الحمد للّه إلّا كان الّذي أعطى أفضل ممّا أخذ».

وقال القرطبيّ في تفسيره، وفي نوادر الأصول عن أنسٍ عن النّبيّ صلّى اللّه عليه وسلم قال: «لو أنّ الدّنيا بحذافيرها في يد رجلٍ من أمّتي ثمّ قال: الحمد للّه، لكان الحمد للّه أفضل من ذلك». قال القرطبيّ وغيره: أي لكان إلهامه الحمد للّه أكبر نعمةً عليه من نعم الدّنيا؛ لأنّ ثواب الحمد لا يفنى ونعيم الدّنيا لا يبقى،...). [تفسير ابن كثير: 1 /127-133]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (قوله تعالى:{الحمد لله رب العالمين}.
-أخرج عبد الرزاق في المصنف والحكيم الترمذي في نوادر الأصول والخطابي في الغريب والبيهقي في الأدب والديلمي في مسند الفردوس والثعلبي عن عبد الله بن عمرو بن العاص عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه قرأ {الحمد} رأس الشكر فما شكر الله عبد لا يحمده.
-وأخرج الطبراني في الأوسط بسند ضعيف عن النواس بن سمعان قال: سرقت ناقة رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال:«لئن ردها الله لأشكرن ربي»فوقعت في حي من أحياء العرب فيهم امرأة مسلمة فوقع في خلدها أن تهرب عليها، فرأت من القوم غفلة فقعدت عليها ثم حركتها فصبحت بها المدينة، فلما رآها المسلمون فرحوا بها ومشوا بمجئها حتى أتوا رسول الله فلما رآها قال:«{الحمد لله}»فانتظروا هل يحدث رسول الله صلى الله عليه وسلم صوما أو صلاة، فظنوا أنه نسي، فقالوا: يا رسول الله قد كنت قلت: «لئن ردها الله لأشكرن ربي»، قال:«ألم أقل{الحمد لله}».
-وأخرج ابن جرير والحاكم في تاريخ نيسابور والديلمي بسند ضعيف عن الحكم بن عمير وكانت له صحبة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:«إذا قلت{الحمد لله رب العالمين}فقد شكرت الله فزادك».
- وأخرج ابن جرير، وابن المنذر، وابن أبي حاتم من طرق عن ابن عباس قال: «{الحمد لله} كلمة الشكر إذا قال العبد: {الحمد لله} قال الله: [شكرني عبدي]».
- وأخرج ابن جرير، وابن أبي حاتم عن ابن عباس قال: «{الحمد} هو الشكر والاستحذاء لله والإقرار بنعمه وهدايته وابتدائه، وغير ذلك».
-وأخرج ابن أبي حاتم عن ابن عباس قال: قال عمر: «قد علمنا سبحان الله ولا إله إلا الله فما الحمد؟» قال علي: «كلمة رضيها الله لنفسه وأحب أن تقال».
-وأخرج ابن جرير، وابن أبي حاتم عن كعب قال: «{الحمد لله} ثناء على الله».
-وأخرج ابن جرير، وابن أبي حاتم عن الضحاك قال: «{الحمد} رداء الرحمن».
-وأخرج ابن المنذر، وابن أبي حاتم عن أبي عبد الرحمن الجبائي قال: «الصلاة شكر والصيام شكر وكل خير تفعله لله شكر وأفضل الشكر {الحمد}».
-وأخرج الترمذي وحسنه والنسائي، وابن ماجه، وابن حبان والبيهقي في شعب الإيمان، عن جابر بن عبد الله قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «أفضل الذكر لا إله إلا الله وأفضل الدعاء{الحمد لله}».
-وأخرج ابن ماجه والبيهقي بسند صحيح عن أنس قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «ما أنعم الله على عبده نعمة فقال: {الحمد لله} إلا كان الذي أعطى أفضل مما أخذه».
-وأخرج البيهقي في شعب الإيمان، عن جابر قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «ما من عبد ينعم عليه بنعمة إلا كان {الحمد} أفضل منها».
-وأخرج عبد الرزاق والبيهقي في الشعب عن الحسن قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «ما أنعم الله على عبد نعمة يحمد الله عليها إلا كان حمد الله أعظم منها كائنة ما كانت».
-وأخرج الحكيم الترمذي في نوادر الأصول عن أنس قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «لو أن الدنيا كلها بحذافيرها في يد رجل من أمتي ثم قال {الحمد لله} لكان الحمد أفضل من ذلك».
-وأخرج أحمد ومسلم والنسائي عن أبي موسى الأشعري قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «الطهور شطر الإيمان و{الحمد لله} تملأ الميزان وسبحان الله تملآن -أو تملأ- مابين السماء والأرض والصلاة نور والصدقة برهان والصبر ضياء والقرآن حجة لك أو عليك كل الناس يغدو فبائع نفسه فمعتقها أو موبقها».
-وأخرج سعيد بن منصور وأحمد والترمذي وحسنه، وابن مردويه عن رجل من بني سليم أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: «سبحان الله نصف الميزان والحمد لله تملأ الميزان والله أكبر يملأ مابين السماء والأرض والطهور نصف الميزان والصوم نصف الصبر».
-وأخرج الترمذي عن عبد الله بن عمر قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «التسبيح نصف الميزان والحمد لله تملؤه ولا إله إلا الله ليس لها دون الله حجاب حتى تخلص إليه».
-وأخرج أحمد والبخاري في الأدب المفرد والنسائي والحاكم وصححه وأبو نعيم في الحلية والبيهقي في شعب الإيمان عن الأسود بن سريع التميمي قال قلت: يا رسول الله ألا أنشدك محامد حمدت بها ربي تبارك وتعالى؟ قال: «أما أن ربك يحب الحمد».
-وأخرج ابن جرير عن الأسود بن سريع أن النّبيّ صلى الله عليه وسلم قال: «ليس شيء أحب إليه الحمد من الله ولذلك أثنى على نفسه فقال {الحمد لله}».
-وأخرج البيهقي عن أنس عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: «التأني من الله والعجلة من الشيطان وما شيء أكثر معاذير من الله وما شيء أحب إلى الله من الحمد».
-وأخرج ابن شاهين في السنة والديلمي من طريق أبان عن أنس قال: قال رسول الله: «التوحيد ثمن الجنة و{الحمد لله} ثمن كل قطعة ويتقاسمون الجنة بأعمالهم».
-وأخرج الخطيب في تالي التلخيص من طريق ثابت عن أنس مرفوعا: «التوحيد ثمن الجنة والحمد وفاء شكر كل نعمة».
......
وأخرج البيهقي، عن علي، قال: بعث رسول الله صلى الله عليه وسلم سرية من أهله فقال: «اللهم لك علي إن رددتهم سالمين أن أشكرك حق شكرك»، فما لبثوا أن جاؤا سالمين فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «{الحمد لله} على سابغ نعم الله»، فقلت: يا رسول الله ألم تقل: «إن ردهم الله أن أشكره حق شكره؟» فقال: «أو لم أفعل».
-وأخرج ابن أبي الدنيا في كتاب الشكر، وابن مردويه والبيهقي من طريق سعد بن إسحاق بن كعب بن عجرة عن أبيه عن جده قال بعث رسول الله صلى الله عليه وسلم بعثا من الأنصار وقال: «إن سلمهم الله وأغنهم فإن لله علي في ذلك شكرا»، فلم يلبثوا أن غنموا وسلموا فقال بعض أصحابه: سمعناك تقول: «إن سلمهم الله وأغنهم فإن لله علي في ذلك شكرا» قال: «قد فعلت، قلت: اللهم شكرا ولك الفضل المن فضلا».
-وأخرج أبو نعيم في الحلية والبيهقي عن جعفر بن محمد قال: فقد أبي بغلته فقال: «لئن ردها الله علي لأحمدنه بمحامد يرضاها» فما لبث أن أتى بها بسرجها ولجامها فركبها فلما استوى عليها رفع رأسه إلى السماء فقال:{الحمد لله}لم يزد عليها، فقيل له في ذلك، فقال: «وهل تركت شيئا أو أبقيت شيئا؟ جعلت الحمد كله لله عز وجل».
-وأخرج البيهقي من طريق منصور بن إبراهيم قال: «يقال: إن {الحمد لله} أكثر الكلام تضعيفا».
-وأخرج أبو الشيخ والبيهقي عن محمد بن حرب قال: قال سفيان الثوري: «{الحمد لله} ذكر وشكر وليس شيء يكون ذكرا وشكرا غيره».
-وأخرج ابن أبي الدنيا وأبو نعيم في الحلية عن عبد الله بن عمرو بن العاص قال: «إن العبد إذا قال: سبحان الله فهي صلاة الخلائق وإذا قال {الحمد لله} فهي كلمة الشكر التي لم يشكر عبد قط حتى يقولها وإذا قال لا إله إلا الله فهي كلمة الإخلاص التي لم يقبل الله من عبد قط عملا حتى يقولها وإذا قال: الله أكبر ملأ مابين السماء والأرض وإذا قال: لا حول ولا قوة إلا بالله قال الله: أسلم واستسلم».). [الدر المنثور: 1 /54-66]


3: الفرق بين الحمد والشكر
قالَ أبو جعفرٍ مُحَمَّدُ بْنُ جَرِيرٍ الطَّبَرِيُّ (ت: 310هـ) : (ولا تمانع بين أهل المعرفة بلغات العرب من الحكم لقول القائل: الحمد للّه شكرًا بالصّحّة. فقد تبيّن إذ كان ذلك عند جميعهم صحيحًا، أنّ الحمد للّه قد ينطق به في موضع الشّكر، وأنّ الشّكر قد يوضع موضع الحمد). [جامع البيان: 1/ 135-147]
قَالَ أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ إِسْمَاعِيلَ النحَّاسُ (ت: 338هـ) : (وقوله تعالى: {الحمد لله} الفرق بين الحمد والشكر: أن الحمد أعم؛ لأنه يقع على الثناء، وعلى التحميد، وعلى الشكر، والجزاء .
والشكر مخصوص بما يكون مكافأة لمن أولاك معروفاً، فصار الحمد أثبت في الآية؛ لأنه يزيد على الشكر.). [معاني القرآن: 1/ 57-62]
قالَ عَبْدُ الحَقِّ بنُ غَالِبِ بنِ عَطِيَّةَ الأَنْدَلُسِيُّ (ت:546هـ): (وهو أعم من الشكر، لأن الشكر إنما يكون على فعل جميل يسدى إلى الشاكر، وشكره حمد ما، والحمد المجرد هو ثناء بصفات المحمود من غير أن يسدي شيئا، فالحامد من الناس قسمان: الشاكر والمثني بالصفات.
وذهب الطبري إلى أن الحمد والشكر بمعنى واحد، وذلك غير مرضي.
وحكي عن بعض الناس أنه قال: «الشكر ثناء على الله بأفعاله وأنعامه، والحمد ثناء بأوصافه».
قال القاضي أبو محمد رحمه الله: وهذا أصح معنى من أنهما بمعنى واحد. واستدل الطبري على أنهما بمعنى بصحة قولك الحمد لله شكرا. وهو في الحقيقة دليل على خلاف ما ذهب إليه. لأن قولك شكرا إنما خصصت به الحمد أنه على نعمة من النعم.). [المحرر الوجيز: 1 /71-74]


قالَ إِسْمَاعِيلُ بْنُ عُمَرَ بْنِ كَثِيرٍ القُرَشِيُّ (ت: 774 هـ): ([وقال ابن جريرٍ: {الحمد للّه} ثناءٌ أثنى به على نفسه وفي ضمنه أمر عباده أن يثنوا عليه فكأنّه قال: قولوا: {الحمد للّه}].
قال: وقد قيل: إنّ قول القائل: الحمد للّه، "ثناءٌ عليه بأسمائه وصفاته الحسنى، وقوله: الشّكر للّه ثناءٌ عليه بنعمه وأياديه، ثمّ شرع في ردّ ذلك بما حاصله أنّ جميع أهل المعرفة بلسان العرب يوقعون كلًّا من الحمد والشّكر مكان الآخر.
[وقد نقل السّلميّ هذا المذهب أنّهما سواءٌ عن جعفرٍ الصّادق وابن عطاءٍ من الصّوفيّة. وقال ابن عبّاسٍ: {الحمد للّه} كلمة كلّ شاكرٍ، وقد استدلّ القرطبيّ لابن جريرٍ بصحّة قول القائل: {الحمد للّه} شكرًا].
وهذا الّذي ادّعاه ابن جريرٍ فيه نظرٌ؛ لأنّه اشتهر عند كثيرٍ من العلماء من المتأخّرين أنّ الحمد هو الثّناء بالقول على المحمود بصفاته اللّازمة والمتعدّية، والشّكر لا يكون إلّا على المتعدّية، ويكون بالجنان واللّسان والأركان، كما قال الشّاعر:

أفادتكم النّعماء منّي ثلاثةً ....... يدي ولساني والضّمير المحجّبا

ولكنّهم اختلفوا: أيّهما أعمّ، الحمد أو الشّكر؟ على قولين، والتّحقيق أنّ بينهما عمومًا وخصوصًا، فالحمد أعمّ من الشّكر من حيث ما يقعان عليه؛ لأنّه يكون على الصّفات اللّازمة والمتعدّية، تقول: حمدته لفروسيّته وحمدته لكرمه. وهو أخصّ لأنّه لا يكون إلّا بالقول، والشّكر أعمّ من حيث ما يقعان عليه، لأنّه يكون بالقول والعمل والنّيّة، كما تقدّم، وهو أخصّ لأنّه لا يكون إلّا على الصّفات المتعدّية، لا يقال: شكرته لفروسيّته، وتقول: شكرته على كرمه وإحسانه إليّ. هذا حاصل ما حرّره بعض المتأخّرين، واللّه أعلم.

وقال أبو نصرٍ إسماعيل بن حمّاد الجوهريّ: ... والحمد أعمّ من الشّكر. وقال في الشّكر: هو الثّناء على المحسن بما أولاكه من المعروف، يقال: شكرته، وشكرت له. وباللّام أفصح.). [تفسير ابن كثير: 1 /127-133]


4: فائدة إدخال الألف واللام في (الحمدلله)
قالَ أبو العبَّاسِ أَحمدُ بنُ يَحْيَى الشَّيبانِيُّ - ثَعْلَبُ - (ت:291هـ): (وسئل أبو العباس عن {الْحَمْدُ لِلَّهِ} ما معناه؛ وقد يقال للرجل الحمد؟ فقال: «كل الحمد لله، وكل حمد ذكر للأدميين فهو جزء منه، أي كل ذلك لله»). [مجالس ثعلب: 86]
قالَ أبو جعفرٍ مُحَمَّدُ بْنُ جَرِيرٍ الطَّبَرِيُّ (ت: 310هـ) : (فإن قال لنا قائلٌ: وما وجه إدخال الألف واللاّم في الحمد؟ وهلاّ قيل: حمدًا للّه ربّ العالمين.
قيل: إنّ لدخول الألف واللاّم في الحمد معنًى لا يؤدّيه قول القائل حمدًا لله، بإسقاط الألف واللاّم؛ وذلك أنّ دخولهما في الحمد منبئٌّ عن أنّ معناه: جميع المحامد والشّكر الكامل للّه. ولو أسقطتا منه لما دلّ إلاّ على أن حمد قائل ذلك للّه، دون المحامد كلّها.).[جامع البيان: 1/ 135-147]
قالَ عَبْدُ الحَقِّ بنُ غَالِبِ بنِ عَطِيَّةَ الأَنْدَلُسِيُّ (ت:546هـ): ( والألف واللام فيه لاستغراق الجنس من المحامد .). [المحرر الوجيز: 1 /71-74]
قالَ إِسْمَاعِيلُ بْنُ عُمَرَ بْنِ كَثِيرٍ القُرَشِيُّ (ت: 774 هـ): (والألف واللّام في الحمد لاستغراق جميع أجناس الحمد وصنوفه للّه تعالى كما جاء في الحديث: «اللّهمّ لك الحمد كلّه، ولك الملك كلّه، وبيدك الخير كلّه، وإليك يرجع الأمر كلّه» الحديث.). [تفسير ابن كثير: 1 /127-133]

قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (-وأخرج أبو نعيم في الحلية والبيهقي عن جعفر بن محمد قال: فقد أبي بغلته فقال: «لئن ردها الله علي لأحمدنه بمحامد يرضاها» فما لبث أن أتى بها بسرجها ولجامها فركبها فلما استوى عليها رفع رأسه إلى السماء فقال:{الحمد لله}لم يزد عليها، فقيل له في ذلك، فقال: «وهل تركت شيئا أو أبقيت شيئا؟ جعلت الحمد كله لله عز وجل». ). [الدر المنثور: 1 /54-66]

5: معنى اسم الله تعالى:{الله}.
قالَ أبو جعفرٍ مُحَمَّدُ بْنُ جَرِيرٍ الطَّبَرِيُّ (ت: 310هـ) وأمّا تأويل قول اللّه: اللّه، فإنّه على معنى ما روي لنا عن عبد اللّه بن عبّاسٍ: «هو الّذي يألهه كلّ شيءٍ، ويعبده كلّ خلقٍ». وذلك أنّ أبا كريبٍ حدّثنا قال: حدّثنا عثمان بن سعيدٍ، قال: حدّثنا بشر بن عمارة، قال: حدّثنا أبو روقٍ، عن الضّحّاك، عن عبد اللّه بن عبّاسٍ، قال: «اللّه ذو الألوهيّة والمعبوديّة على خلقه أجمعين». [جامع البيان: 1/ 111-134]
قالَ إِسْمَاعِيلُ بْنُ عُمَرَ بْنِ كَثِيرٍ القُرَشِيُّ (ت: 774 هـ) : ({اللّه} علمٌ على الرّبّ تبارك وتعالى، يقال: إنّه الاسم الأعظم؛ لأنّه يوصف بجميع الصّفات، كما قال تعالى: {هو اللّه الّذي لا إله إلا هو عالم الغيب والشّهادة هو الرّحمن الرّحيم * هو اللّه الّذي لا إله إلا هو الملك القدّوس السّلام المؤمن المهيمن العزيز الجبّار المتكبّر سبحان اللّه عمّا يشركون * هو اللّه الخالق البارئ المصوّر له الأسماء الحسنى يسبّح له ما في السّماوات والأرض وهو العزيز الحكيم}[الحشر: 22 -24]، فأجرى الأسماء الباقية كلها صفات له، ...
وهو اسمٌ لم يسمّ به غيره تبارك وتعالى.). [تفسير ابن كثير: 1/ 116-127]

6: معنى قوله تعالى: {رب}
قالَ أبو جعفرٍ مُحَمَّدُ بْنُ جَرِيرٍ الطَّبَرِيُّ (ت: 310هـ) وأمّا تأويل قوله {ربّ}، فإنّ الرّبّ في كلام العرب منصرّفٌ على معانٍ: فالسّيّد المطاع فيهم يدعى ربًّا، ومن ذلك قول لبيد بن ربيعة:
وأهلكن يومًا ربّ كندة وابنه.......وربّ معدٍّ بين خبتٍ وعرعر
يعني بربّ كندة: سيّد كندة. ومنه قول نابغة بني ذبيان:
تخبّ إلى النّعمان حتّى تناله.......فدًى لك من ربٍّ طريفي وتالدي
والرّجل المصلح للشّيء يدعى ربًّا. ومنه قول الفرزدق بن غالبٍ:
كانوا كسالئةٍ حمقاء إذ حقنت.......سلاءها في أديمٍ غير مربوب
يعني بذلك: في أديمٍ غير مصلحٍ. ومن ذلك قيل: إنّ فلانًا يربّ صنيعته عند فلانٍ، إذا كان يحاول إصلاحها وإدامتها. ومن ذلك قول علقمة بن عبدة:
فكنت امرأً أفضت إليك ربابتي.......وقبلك ربّتني فضعت ربوب
يعني بقوله: (أفضت إليك) أي: وصلت إليك ربابتي، فصرت أنت الّذي تربّ أمري فتصلحه لمّا خرجت من ربابة غيرك من الملوك الّذين كانوا قبلك عليّ، فضيّعوا أمري وتركوا تفقّده. وهم الرّبوب واحدهم ربٌّ؛ والمالك للشّيء يدعى ربّه.
وقد يتصرّف أيضًا معنى الرّبّ في وجوه غير ذلك، غير أنّها تعود إلى بعض هذه الوجوه الثّلاثة.
فربّنا جلّ ثناؤه السّيّد الّذي لا شبه له، ولا مثل في مثل سؤدّده، والمصلح أمر خلقه بما أسبغ عليهم من نعمه، والمالك الّذي له الخلق والأمر.
وبنحو الّذي قلنا في تأويل قوله جلّ ثناؤه {ربّ العالمين} جاءت الرّواية عن ابن عبّاسٍ.
- حدّثنا أبو كريبٍ، قال: حدّثنا عثمان بن سعيدٍ، قال: حدّثنا بشر بن عمارة، قال: حدّثنا أبو روقٍ، عن الضّحّاك، عن ابن عبّاسٍ، قال: «قال جبريل لمحمّدٍ: يا محمّد، قل{الحمد للّه ربّ العالمين}» قال ابن عبّاسٍ: «يقول: قل: الحمد للّه الّذي له الخلق كلّه، السّموات كلّهنّ ومن فيهنّ، والأرضون كلّهنّ ومن فيهنّ وما بينهنّ، ممّا يعلم وممّا لا يعلم. يقول: اعلم يا محمّد أنّ ربّك هذا لا يشبهه شيءٌ». [جامع البيان: 1/ 135-147]
قَالَ أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ إِسْمَاعِيلَ النحَّاسُ (ت: 338هـ) : (وقوله جل وعز: {رب العالمين}، قال أهل اللغة: الرب: المالك، وأنشدوا:
وهو الرب والشهيد على يو.......م الحيارين والبلاء بلاء
[معاني القرآن: 1/ 57-62]
قالَ عَبْدُ الحَقِّ بنُ غَالِبِ بنِ عَطِيَّةَ الأَنْدَلُسِيُّ (ت:546هـ) :(والرب في اللغة: المعبود، والسيد المالك، والقائم بالأمور المصلح لما يفسد منها، والملك، - تأتي اللفظة لهذه المعاني-.
... وهذه الاستعمالات قد تتداخل، فالرب على الإطلاق الذي هو رب الأرباب على كل جهة هو الله تعالى.). [المحرر الوجيز: 1 /71-74]
قالَ إِسْمَاعِيلُ بْنُ عُمَرَ بْنِ كَثِيرٍ القُرَشِيُّ (ت: 774 هـ): ({ربّ العالمين} والرّبّ هو: المالك المتصرّف، ويطلق في اللّغة على السّيّد، وعلى المتصرّف للإصلاح، وكلّ ذلك صحيحٌ في حقّ اللّه تعالى.). [تفسير ابن كثير: 1 /127-133]

يتبع



__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
 
[حجم الصفحة الأصلي: 41.82 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 41.19 كيلو بايت... تم توفير 0.63 كيلو بايت...بمعدل (1.50%)]