بحث في تفسير قوله تعالى: {الَّذِينَ يُؤْمِنُونَ بِالْغَيْبِ} إلى قوله: {وَبِالْآخِرَةِ هُمْ يُوقِنُونَ}
لطيفة المنصوري
4: أقوال المفسرين في المراد بالغيب
قالَ سعيدُ بنُ منصورٍ بن شعبة الخراسانيُّ: (ت:227هـ): (- حدّثنا سعيد بن منصورٍ، قال: نا أبو معاوية، عن الأعمش، عن عمارة بن عميرٍ، عن عبد الرّحمن بن يزيد، عن عبد اللّه، قال: «ذكروا أصحاب محمّدٍ (صلّى الله عليه وسلّم) وإيمانهم، فقال عبد اللّه: إنّ أمر محمّدٍ (صلّى الله عليه وسلّم) كان بيّنًا لمن رآه، والّذي لا إله غيره، ما آمن مؤمنٌ أفضل من إيمانٍ بغيبٍ، ثمّ قرأ: {الم * ذلك الكتاب لا ريب فيه هدًى للمتّقين * الّذين يؤمنون بالغيب} ».
- حدّثنا سعيدٌ، قال: نا سفيان، قال: قال الحارث بن قيسٍ لعبد اللّه: «عند اللّه نحتسب ما سبقتمونا به يا أصحاب محمّدٍ من رؤية رسول اللّه صلّى الله عليه وسلّم. فقال عبد اللّه: نحتسب إيمانكم بمحمّدٍ صلّى الله عليه وسلّم ولم تروه »). [سنن سعيد بن منصور: 2/545-544]
قَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ مُسْلِمِ بْنِ قُتَيْبَةَ الدِّينَوَرِيُّ (ت: 276هـ): ({الّذين يؤمنون بالغيب} أي: يصدقون بإخبار اللّه عز وجل عن الجنة والنار، والحساب والقيامة، وأشباه ذلك.). [تفسير غريب القرآن: 39]
قالَ أبو جعفرٍ مُحَمَّدُ بْنُ جَرِيرٍ الطَّبَرِيُّ (ت: 310هـ) : (القول في تأويل قوله تعالى: {بالغيب}.
- حدّثنا محمّد بن حميدٍ الرّازيّ، قال: حدّثنا سلمة بن الفضل، عن محمّد بن إسحاق، عن محمّد بن أبي محمّدٍ، مولى زيد بن ثابتٍ، عن عكرمة أو عن سعيد بن جبيرٍ، عن ابن عبّاسٍ: {بالغيب} قال: « بما جاء به، يعني من اللّه جلّ ثناؤه ».
- حدّثني موسى بن هارون، قال: حدّثنا عمرو بن حمّادٍ، قال: حدّثنا أسباطٌ، عن السّدّيّ، في خبرٍ ذكره عن أبي مالكٍ، وعن أبي صالحٍ، عن ابن عبّاسٍ، وعن مرّة الهمدانيّ، عن ابن مسعودٍ، وعن ناسٍ، من أصحاب النّبيّ: {بالغيب} أمّا الغيب: فما غاب عن العباد من أمر الجنّة وأمر النّار، وما ذكر اللّه تبارك وتعالى في القرآن. لم يكن تصديقهم بذلك، يعني المؤمنين من العرب، من قبل أصل كتابٍ أو علمٍ كان عندهم.
- حدّثنا أحمد بن إسحاق الأهوازيّ، قال: حدّثنا أبو أحمد الزّبيريّ، قال: حدّثنا سفيان، عن عاصمٍ، عن زرٍّ، قال:«الغيب: القرآن».
- حدّثنا بشر بن معاذٍ العقديّ، قال: حدّثنا يزيد بن زريعٍ، عن سعيد بن أبي عروبة، عن قتادة، في قوله: {الّذين يؤمنون بالغيب} قال: « آمنوا بالجنّة والنّار والبعث بعد الموت وبيوم القيامة، وكلّ هذا غيبٌ ».
- حدّثت عن عمّار بن الحسن، قال: حدّثنا عبد اللّه بن أبي جعفرٍ، عن أبيه، عن الرّبيع بن أنسٍ:« {الّذين يؤمنون بالغيب}آمنوا باللّه وملائكته ورسله واليوم الآخر وجنّته وناره ولقائه، وآمنوا بالحياة بعد الموت، فهذا غيبٌ كلّه ».
وأصل الغيب: كلّ ما غاب عنك من شيءٍ، وهو من قولك: غاب فلانٌ يغيب غيبًا.). [جامع البيان: 1/247-241]
قالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ): (ومعنى قوله {بالغيب}: ما غاب عنهم مما أخبرهم به النبي صلى الله عليه وسلم من أمر الغيب والنشور والقيامة، وكل ما غاب عنهم مما أنبأهم به فهو غيب.). [معاني القرآن: 1/70-73]
قال ابن أبي حاتم عبد الرحمن بن محمد ابن إدريس الرازي (ت: 327هـ): (قوله: {بالغيب}
الوجه الأول:
- حدّثنا أحمد بن سنانٍ، ثنا أبو معاوية، عن الأعمش عن عمارة بن عميرٍ عن عبد الرّحمن بن يزيد قال: «ذكروا أصحاب محمّدٍ وإيمانهم عند عبد اللّه. فقال عبد اللّه: إنّ أمر محمّدٍ كان بيّنًا لمن رآه، والّذي لا إله غيره ما آمن مؤمنٌ أفضل من إيمانٍ بغيبٍ. ثمّ قرأ: الّذين يؤمنون بالغيب إلى قوله: ينفقون ».
- حدّثنا عصام بن روّادٍ، ثنا آدم العسقلانيّ، ثنا أبو جعفرٍ الرّازيّ عن الرّبيع ابن أنسٍ، عن أبي العالية في قوله: {الّذين يؤمنون بالغيب} قال:« يؤمنون باللّه وملائكته وكتبه ورسله واليوم الآخر وجنّته وناره ولقائه. ويؤمنون بالحياة بعد الموت، وبالبعث. فهذا غيبٌ كلّه ».
- حدّثنا أبو زرعة، ثنا عمرو بن حمّادٍ ثنا أسباطٌ، عن السّدّيّ: « أمّا الّذين يؤمنون بالغيب فهم المؤمنون من العرب. أمّا الغيب: فما غاب عن العباد من أمر الجنّة وأمر النّار وما ذكر في القرآن، لم يكن تصديقهم بذلك من قبل أصل كتابٍ أو علمٍ كان عندهم ».
الوجه الثّاني:
- حدّثنا أبو سعيدٍ الأشجّ، ثنا أبو أحمد الزّبيريّ، عن سفيان عن عاصمٍ عن زرٍّ قال: « الغيب القرآن».
- حدّثنا أبو زرعة، ثنا صفوان، ثنا الوليد، ثنا عثمان بن الأسود عن عطاء ابن أبي رباحٍ في قول اللّه عزّ وجلّ: {الّذين يؤمنون بالغيب} فقال: «من آمن باللّه، فقد آمن بالغيب».
والوجه الثّالث:
- حدّثنا أبي، ثنا شهاب بن عبّادٍ، ثنا إبراهيم بن حميدٍ، عن إسماعيل بن أبي خالدٍ: {يؤمنون بالغيب} قال: «بغيب الإسلام».
والوجه الرّابع:
- حدّثنا أبي، ثنا محمّد بن موسى بن نفيعٍ الحرشيّ، ثنا عبد اللّه بن جعفرٍ، عن زيد بن أسلم: {الّذين يؤمنون بالغيب} قال: «بالقدر».
والوجه الخامس:
- حدّثنا أبي ثنا عبد اللّه بن محمّدٍ المسنديّ، ثنا إسحاق بن إدريس، أخبرني إبراهيم بن جعفر بن محمود بن سلمة الأنصاريّ، أخبرني جعفر بن محمودٍ عن جدّته تويلة ابنة أسلم قالت: صلّيت الظّهر أو العصر في مسجد بني حارثة فاستقبلنا مسجد إيليا فصلّينا سجدتين ثمّ جاءنا من يخبرنا أنّ رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم قد استقبل البيت الحرام، فتحوّل الرّجال مكان النّساء، والنّساء مكان الرّجال، فصلّينا السّجدتين الباقيتين مستقبلي البيت الحرام. قال إبراهيم: فحدّثني رجالٌ من بني حارثة أنّ رسول اللّه- صلّى اللّه عليه وسلّم- حين بلغه ذلك قال: « أولئك قومٌ آمنوا بالغيب» ). [تفسير القرآن العظيم: 1/ 36- 37]
قَالَ أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ إِسْمَاعِيلَ النحَّاسُ (ت: 338هـ): (وروى شيبان، عن قتادة: «{الذين يؤمنون بالغيب} أي: آمنوا بالبعث والحساب والجنة والنار، فصدقوا بموعد الله تعالى».
قال أبو رزين في قوله تعالى: {وما هو على الغيب بضنين} يعني: «القرآن ».
قال ابن كيسان: وقيل: {يؤمنون بالغيب } أي:« القدر» .). [معاني القرآن: 1/81-83]
قَالَ غُلاَمُ ثَعْلَبٍ مُحَمَّدُ بنُ عَبْدِ الوَاحِدِ البَغْدَادِيُّ (ت:345 هـ): (و"الغيب": الله جل وعز، ومنه قوله تعالى: {يؤمنون بالغيب}، قال: بالله جل اسمه). [ياقوتة الصراط: 170]
قال محمدُ بنُ عبدِ اللهِ الحاكمُ النَّيْسابوريُّ (ت: 405هـ): (أخبرنا أبو زكريّا يحيى بن محمّدٍ العنبريّ، ثنا محمّد بن عبد السّلام، ثنا إسحاق بن إبراهيم، أنبأ أبو معاوية، عن الأعمش، عن عمارة بن عميرٍ، عن عبد الرّحمن بن يزيد، قال: ذكروا عند عبد اللّه أصحاب محمّدٍ صلّى الله عليه وسلّم، وإيمانهم قال: فقال عبد اللّه: " إنّ أمر محمّدٍ كان بيّنًا لمن رآه، والّذي لا إله غيره، ما آمن مؤمنٌ أفضل من إيمانٍ بغيبٍ، ثمّ قرأ: {الم ذلك الكتاب لا ريب فيه} إلى قوله تعالى: {يؤمنون بالغيب} «هذا حديثٌ صحيحٌ على شرط الشّيخين، ولم يخرّجاه»). [المستدرك: 2/286]
قَالَ مَكِّيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ القَيْسِيُّ (ت: 437هـ): ({بِالْغَيْبِ}: ما غاب عنهم.). [العمدة في غريب القرآن: 70]
قالَ عَبْدُ الحَقِّ بنُ غَالِبِ بنِ عَطِيَّةَ الأَنْدَلُسِيُّ (ت:546هـ) : (وقوله: {بالغيب} قالت طائفة: معناه يصدقون إذا غابوا وخلوا، لا كالمنافقين الذين يؤمنون إذا حضروا ويكفرون إذا غابوا. وقال آخرون: معناه يصدقون بما غاب عنهم مما أخبرت به الشرائع.
واختلفت عبارة المفسرين في تمثيل ذلك، فقالت فرقة: «الغيب في هذه الآية هو الله عز وجل»، وقال آخرون: «القضاء والقدر»، وقال آخرون: «القرآن وما فيه من الغيوب»، وقال آخرون: «الحشر والصراط والميزان والجنة والنار».
قال القاضي أبو محمد رحمه الله: «وهذه الأقوال لا تتعارض، بل يقع الغيب على جميعها». ). [المحرر الوجيز: 1/104-107]
قالَ إِسْمَاعِيلُ بْنُ عُمَرَ بْنِ كَثِيرٍ القُرَشِيُّ (ت: 774 هـ) : (وأمّا الغيب المراد هاهنا فقد اختلفت عبارات السّلف فيه، وكلّها صحيحةٌ ترجع إلى أنّ الجميع مرادٌ.
قال أبو جعفرٍ الرّازيّ، عن الرّبيع بن أنسٍ، عن أبي العالية، في قوله: {يؤمنون بالغيب} قال: «يؤمنون باللّه وملائكته وكتبه ورسله واليوم الآخر، وجنّته وناره ولقائه، ويؤمنون بالحياة بعد الموت وبالبعث، فهذا غيبٌ كلّه».
وكذا قال قتادة بن دعامة.
وقال السّدّيّ، عن أبي مالكٍ، وعن أبي صالحٍ، عن ابن عبّاسٍ، وعن مرّة الهمدانيّ عن ابن مسعودٍ، وعن ناسٍ من أصحاب النّبيّ صلّى اللّه عليه وسلّم: أمّا الغيب فما غاب عن العباد من أمر الجنّة، وأمر النّار، وما ذكر في القرآن.
وقال محمّد بن إسحاق، عن محمّد بن أبي محمّدٍ، عن عكرمة، أو عن سعيد بن جبيرٍ، عن ابن عبّاسٍ: {بالغيب} قال: «بما جاء منه»، يعني: من اللّه تعالى.
وقال سفيان الثّوريّ، عن عاصم، عن زرّ، قال: «الغيب القرآن».
وقال عطاء بن أبي رباحٍ: «من آمن باللّه فقد آمن بالغيب».
وقال إسماعيل بن أبي خالدٍ: {يؤمنون بالغيب} قال: «بغيب الإسلام».
وقال زيد بن أسلم: {الّذين يؤمنون بالغيب} قال: «بالقدر».
فكلّ هذه متقاربةٌ في معنًى واحدٍ؛ لأنّ جميع هذه المذكورات من الغيب الّذي يجب الإيمان به.
وقال سعيد بن منصورٍ: حدّثنا أبو معاوية، عن الأعمش، عن عمارة بن عميرٍ، عن عبد الرّحمن بن يزيد قال: كنّا عند عبد اللّه بن مسعودٍ جلوسًا، فذكرنا أصحاب النّبيّ صلّى اللّه عليه وسلّم وما سبقوا به، قال: فقال عبد اللّه: «إنّ أمر محمّدٍ صلّى اللّه عليه وسلّم كان بيّنًا لمن رآه، والّذي لا إله غيره ما آمن أحدٌ قطّ إيمانًا أفضل من إيمانٍ بغيبٍ، ثمّ قرأ: {الم * ذلك الكتاب لا ريب فيه هدًى للمتّقين * الّذين يؤمنون بالغيب} إلى قوله: {المفلحون} [البقرة: 1-5]».
وهكذا رواه ابن أبي حاتمٍ، وابن مردويه، والحاكم في مستدركه، من طرق، عن الأعمش، به.
وقال الحاكم: صحيحٌ على شرط الشّيخين، ولم يخرّجاه. ...
وقال ابن أبي حاتمٍ: حدّثنا أبي، حدّثنا عبد اللّه بن محمّدٍ المسنديّ، حدّثنا إسحاق بن إدريس، أخبرني إبراهيم بن جعفر بن محمود بن سلمة الأنصاريّ، أخبرني جعفر بن محمودٍ، عن جدّته تويلة بنت أسلم، قالت: «صلّيت الظّهر أو العصر في مسجد بني حارثة، فاستقبلنا مسجد إيلياء، فصلّينا سجدتين، ثمّ جاءنا من يخبرنا: أنّ رسول الله صلى الله عليه وسلم قد استقبل البيت الحرام، فتحوّل النّساء مكان الرّجال، والرّجال مكان النّساء، فصلّينا السّجدتين الباقيتين، ونحن مستقبلون البيت الحرام».
قال إبراهيم: فحدّثني رجالٌ من بني حارثة: أنّ رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم حين بلغه ذلك قال: «أولئك قوم آمنوا بالغيب».
هذا حديثٌ غريبٌ من هذا الوجه.). [تفسير ابن كثير: 1/164-169]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج ابن إسحاق، وابن جرير عن ابن عباس في قوله {الذين يؤمنون} قال: «يصدقون {بالغيب}» قال: «بما جاء منه يعني من الله».
وأخرج ابن جرير عن ابن مسعود في قوله {الذين يؤمنون بالغيب} قال: «هم المؤمنون من العرب»، قال: و{الأيمان}: التصديق، و{الغيب}: ما غاب عن العباد من أمر الجنة والنار وما ذكر الله في القرآن، لم يكن تصديقهم بذلك من قبل أصحاب الكتاب أو علم كان عندهم، {والذين يؤمنون بما أنزل إليك} هم المؤمنون من أهل الكتاب ثم جمع الفريقين فقال {أولئك على هدى} الآية.
وأخرج ابن جرير، وابن أبي حاتم عن أبي العالية في قوله: {الذين يؤمنون بالغيب} قال: «بالله وملائكته ورسله واليوم الآخر وجنته وناره ولقائه والحياة بعد الموت».
وأخرج عبد بن حميد، وابن جرير عن قتادة في قوله: {الذين يؤمنون بالغيب} قال: «آمنوا بالبعث بعد الموت والحساب والجنة والنار وصدقوا بموعود الله الذي وعد في هذا القرآن».
وأخرج الطستي في مسائله عن ابن عباس أن نافع بن الأزرق قال له: أخبرني عن قوله عز وجل: {الذين يؤمنون بالغيب} قال: «ما غاب عنهم من أمر الجنة والنار»، قال: وهل تعرف العرب ذلك، قال: «نعم، أما سمعت أبا سفيان بن الحرث يقول:
وبالغيب آمنا وقد كان قومنا يصلون للأوثان قبل محمد»
وأخرج ابن أبي حاتم والطبراني، وابن منده وأبو نعيم كلاهما في معرفة الصحابة عن تويلة بنت أسلم قال: صليت الظهر أو العصر في مسجد بني حارثة فاستقبلنا مسجد إيلياء فصلينا سجدتين ثم جاءنا من يخبرنا أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قد استقبل البيت الحرام فتحول الرجال مكان النساء والنساء مكان الرجال فصلينا السجدتين الباقيتين ونحن مستقبلو البيت الحرام، فبلغ رسول الله صلى الله عليه وسلم ذلك فقال: «أولئك قوم آمنوا بالغيب».
وأخرج سفيان بن عيينة وسعيد بن منصور وأحمد بن منيع في مسنده، وابن أبي حاتم، وابن الأنباري في المصاحف والحاكم وصححه، وابن مردويه عن الحرث بن قيس أنه قال لابن مسعود: عند الله يحتسب ما سبقتمونا به يا أصحاب محمد من رؤية رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقال ابن مسعود: «عند الله يحتسب إيمانكم بمحمد صلى الله عليه وسلم ولم تروه إن أمر محمد كان بيننا لمن رآه، والذي لا إله غيره، ما آمن أحد أفضل من إيمان بغيب، ثم قرأ: {ألم ذلك الكتاب لا ريب فيه} إلى قوله {المفلحون} ». ...
وأخرج ابن عساكر في الأربعين السباعية من طريق أبي هدبة وهو كذاب عن أنس قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «ليتني قد لقيت إخواني»، فقال له رجل من أصحابه: أولسنا إخوانك قال: «بلى، أنتم أصحابي وإخواني قوم يأتون من بعدي يؤمنون بي ولم يروني ثم قرأ: {الذين يؤمنون بالغيب ويقيمون الصلاة}».). [الدر المنثور: 1/ 137- 147]
يتبع