عرض مشاركة واحدة
  #2  
قديم 03-08-2021, 03:11 AM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم غير متصل
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 159,753
الدولة : Egypt
افتراضي رد: مختصر التقويم التربوي



4- على مستوى المنهاج التعليمي:

مراجعة وتنقيح المنهاج التعليمي، وتصحيح كل الأعطاب العلميَّة والتربويَّة والمنهجيَّة والتقنية في الكتاب المدرسي.



التمكُّن من معرفة مدى ملاءمة الأهداف والمضامين والمحتويات للواقع، وكذا التأكُّد من ملاءمة الطرق والوسائل للأهداف والمحتويات، ومدى مُسايَرتها للمستجدَّات التربويَّة[2].



فالتقويم إذًا مرتَبِطٌ بكل أقطاب العملية التربوية، سواء تلك المتعلقة بالمتعلم، أو تلك المتعلِّقة بالمدرِّس، والأطر الأخرى، أو تلك المتعلقة بالمنهاج، والكتاب المدرسي، والوسائل الديداكتيكية والتربوية.



ثالثًا: عَلاقة التقييم/ التقويم بالدعم:

إذا كان الدعمُ يَصبُّ في اتجاه تجاوُزِ التعثُّرات الحاصلة لدى فئة محددة من مجموعة الفصل، التي تُعاني نقصًا في الجوانب المعرفية، أو السلوكية، أو المهاريَّة، أو هم جميعًا، من خلال تقديم كلِّ ما يمكنُ به تجاوز النقص والتعثر الحاصل من وسائل مختلفة معرفيَّة، وبيداغوجية، وتربوية، وتقنية؛ فإن التقييم/ التقويم ينصبُّ على مجموع الفصل، سواء تلك الفئة التي تعاني من النقص والتعثُّر، أو تلك الفئة التي حقَّقت كلَّ الأهداف المتوخَّاة من دروس ووحدات الكتاب المدرسي، فيتمُّ البحث مع الفئة الأولى عن مكامن الضعف والخَلَلِ، وعن الأسباب التي تحولُ دونَ تحقُّق الأهداف؛ ليُبحث عن طرق التقويم المناسبة، ومع الفئة الثانية يتمُّ التعامل مع مواطن القوة والتميُّز؛ لتعزيزها، وتطويرها، وتحسينها، وفي هذا الطور من العملية التعليمية تكون أداةُ التقييم موحَّدةً على مجموعة الفصل، فيما تختلفُ أدوات ووسائل التقويم بحسب الملاحظات المسجَّلة مع كل متعلم.



وأما الدعم، فيمكن أن يَتَّخِذَ أشكالاً؛ منها:

1- الدعم البيداغوجي الذي يسعى إلى تقديم المساعدة لمتعلم أو لمجموعة من المتعلِّمين في الفصل الدراسي خلال نفس الحصة الدراسيَّة، كأن يقومَ المدرس بإعادة الشرح المساعد على الفهم، أو تبسيط التمارين، أو توفير برمجيَّات تعليمية باستخدام الحاسوب.



2- تقديم الدعم عن طريق التعليم الإفرادي، كأَنْ يُشكِّلَ المدرسُ مجموعةً من المتعلِّمين الذين يحتاجون للدعم، ويُكلِّفُ أحدَ المتعلِّمين النُّجباء بمساعدتهم في شرحِ ما صعُب عليهم من عناصر الدرس، أو من دروس الوحدة، سواء داخل الفصل أو خارجَه.



3- هناك شكل آخر من التعليم الإفرادي المباشر، الذي يكون إما بين المدرس والمتعلم، أو بينَه وبين المرشد التربويِّ، حيث يتم الاتفاقُ بين المتعلم وأحدهما على تقديم الدعم الذي يحتاج إليه في مادة معينة[3]، أو في وحدة من وحدات المقرر الدراسي، لما يستجدُّ دائمًا - افتراضًا - عند المشرف/ المرشد التربوي من طرق وأشكال التدريس عامة، والدعم والتقويم خاصة، وقد يكون عن طريق الدورات التكوينية - النادرة - التي ينخَرِطُ فيها المدرس، والمحتمل مجيئها بجديد، بحيث يحصل المتعلِّمُ على الدعم والتقويم بالواسطة.



إن التقييم / التقويم التربوي عمليَّةٌ أساسية حاكمةٌ في العملية التعليميَّة التربوية عمومًا، تتحكَّمُ في مصير المتعلِّم - نجاحًا أو رسوبًا - بعدَ كلِّ موسم دراسي، وهذا ما ينبغي أن يكون، غير أنه يصبح التقييم / التقويم من غير جدوى في البلدان التي تعتمِدُ سياستها التربوية على الكمِّ عِوضًا عن الكيف؛ أي: تعتمد في الرسوب والنجاح لا على نتائج التقييم؛ وإنما على العدد (نظام الكوطا)، بغضِّ النظر عن أهليَّة المتعلِّم للانتقال إلى المستوى الأعلى، وهنا يفقد التقييم، ومعه التقويم، ومعه الدعم - مكانتَه ومنزلتَه في العملية التربوية!









[1] مجلة علوم التربية، ع 9، ص: 72 (بتصرف يسير).






[2] وثائق تربوية عامة، وزارة التربية الوطنية، ص: 21 (بتصرف).




[3] المعجم الموسوعي لعلوم التربية، أحمد أوزي، ص: 139.



__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
 
[حجم الصفحة الأصلي: 18.95 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 18.32 كيلو بايت... تم توفير 0.63 كيلو بايت...بمعدل (3.31%)]