عرض مشاركة واحدة
  #1  
قديم 03-08-2021, 03:03 AM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم غير متصل
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 157,763
الدولة : Egypt
افتراضي الهدف الخفي في تعليم العربية لغير الناطقين بها

الهدف الخفي في تعليم العربية لغير الناطقين بها


سويفي فتحي أحمد





لا يختلف اثنان في أن لكل بيئة تعليمية أهدافًا ظاهرة، تتمثل في المنهج التعليمي وما يرمي إليه، وأهدافًا خفية تتمثل في القيم والمعارف والأفكار التي يتعلمها المرء دون تخطيط أو قصد؛ نتيجة الاحتكاك بالأنظمة، والأصدقاء، والشخصيات، مرورًا بطرق التدريس، مستخدمًا الوعي الذاتي للمعرفة.

فإذا كان هذا للعرب، فماذا عن غير الناطقين بالعربية؟
اعلم أولاً أن من الفروق في تعليم العربية لأبنائها ولغير الناطقين بها أن الأول يدرس الثقافة - إذ يمتلك اللغة - بخلاف الثاني فإنه يتعلم اللغة والثقافة معًا.

إذا عرفت ذلك فسأعرض لك الهدفَ الخفيَّ في جانب اللغة والثقافة.

أولاً: هدف لُغَويٌّ خفيٌّ: ويَتمثَّلُ في تعليم الطالب الأجنبي الحديث في اللغة دون وعيٍ، ودون تخطيط منه، فإذا كان المعلم في درس القراءة - مثلاً - سأل طلابه سؤالاً، وأجاب أحدهم خطأ، أو لم يُصِبِ الدقةَ - فإن المعلم يستخدم تعبير: (حاول مرة أخرى).

وإذا كانت الإجابة محتملة فإنه يستخدم تعبير: (ربما يكون ذلك!) وإن كان الجواب صحيحًا يستخدم تعبير: (ما قلته صحيح)، وهذا في موقف الجواب عن السؤال، فيكون الطالب قد تعلَّم بطريق اللاوعي هذه التراكيب؛ وذلك لتَكْرارِها من معلِّمه في هذا الموقف؛ فتترسَّخُ هذه التراكيب، فيستطيع أن يُنتِجَ اللغةَ على غِرارها في المواقف المشابهة، التي تقتضي تأييدَ رأي، أو نفيه، أو احتماله.

لكننا ننبه على أن عدم التخطيط يكون بالنسبة للطالب فحسب، أما المعلم فيجبُ أن يضع في خططه الأهدافَ الظاهرة مع الخفية؛ حتى لا تكون عملية التعلُّم كيفما اتفق!

وعندها لا تجدُ نتيجة، فيجب على المعلم أن يخطط للأهداف الخفية، كما يخطط للأهداف الظاهرة، فيجعل لكل مستوًى عددًا من الجمل والتراكيب التي يريد أن يعلمها للطالب بلا وعي منه، وأكثر ما تكون الجمل المتعلَّمة تلك التي تساعد على التحفيز مثل: (أحسنتَ القول، إجابتك ممتازة، كلامك جميل، فكرة رائعة).

ثانيًا: هدف ثقافي خفيٌّ: فإذا كان للغة هدف خفيٌّ وهي وعاء الثقافة، فلا بد وأن تهدف اللغة من وراء حجاب إلى ما تحمله من ثقافة إسلامية وعربية - وخاصة للمتعلمين من غير المسلمين، الذين قد يرغبون عن دراسة النصوص الإسلامية - فهنا تكون للأمثلة جانب في إظهار تلك الثقافة، فإذا كان يعلم درسَ النفيِ في القواعد، يستخدم أمثلة كـ (لن أكذبَ في حديثي حتى أموتَ)، (ما سرقتُ في حياتي أحدًا)، (لم أشرب الخمر أبدًا)، فيضمن ما يريد إيصاله من الثقافة في مهارات اللغة المختلفة.


ونُنبِّهُ على شيئين لنجاح الهدف الخفي في التعليم، وهما:
1- التخطيط المسبق لهذه الأهداف وتنوُّعِها بحسب كل موقف، وتقسيمها بحسب كل مستوًى.
2- تَكرارُ التراكيب المراد تعلُّمها في الموقف المحدد؛ ليوظِّفَها المتعلم بعد ذلك توظيفًا سليمًا.


__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
 
[حجم الصفحة الأصلي: 17.26 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 16.63 كيلو بايت... تم توفير 0.63 كيلو بايت...بمعدل (3.64%)]