عرض مشاركة واحدة
  #707  
قديم 02-08-2021, 04:04 AM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم متصل الآن
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 158,410
الدولة : Egypt
افتراضي رد: تفسير القرآن الكريم **** للشيخ : ( أبوبكر الجزائري )

تفسير قوله تعالى: (اليوم أحل لكم الطيبات وطعام الذين أوتوا الكتاب حل لكم ...)
ثم قال تعالى في الآية الثانية: ( الْيَوْمَ أُحِلَّ لَكُمُ الطَّيِّبَاتُ )[المائدة:5] كلوا واشربوا كل طيب، واتركوا كل خبيث ومنتن وعفن.والخبائث معروفة أم لا؟ تقدم أنها عشر: ( حُرِّمَتْ عَلَيْكُمُ الْمَيْتَةُ وَالدَّمُ وَلَحْمُ الْخِنزِيرِ وَمَا أُهِلَّ لِغَيْرِ اللَّهِ بِهِ وَالْمُنْخَنِقَةُ وَالْمَوْقُوذَةُ وَالْمُتَرَدِّيَةُ وَالنَّطِيحَةُ وَمَا أَكَلَ السَّبُعُ إِلَّا مَا ذَكَّيْتُمْ وَمَا ذُبِحَ عَلَى النُّصُبِ )[المائدة:3].
(الْيَوْمَ أُحِلَّ لَكُمُ الطَّيِّبَاتُ )[المائدة:5] وشيء آخر: ( وَطَعَامُ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ حِلٌّ لَكُمْ وَطَعَامُكُمْ حِلٌّ لَهُمْ )[المائدة:5]، من هم الذين أوتوا الكتاب؟ اليهود والنصارى، كتاب اليهود التوراة التي أنزلها الله على موسى، وكتاب النصارى الإنجيل الذي أنزله الله تعالى على عيسى، هل هذين الكتابين صافيين نقيين طاهرين ما فيهما كذب ولا زيادة؟ والله إنهما محشوان بالباطل، الإنجيل في يوم من الأيام حولوه إلى ثلاثين إنجيلاً، ولما انفضحوا وانكشفت عورتهم اجتمعوا في روما وجمعوه في خمسة أناجيل: برنابا، ولوقا، ويوحنا، ومتى، ومرقس، الشاهد عندنا: أن الكتاب أصبح خمسة، إذاً: أربعة أخماس كلها كذب؛ فلهذا هم ضالون ضلالاً.
(الْيَوْمَ أُحِلَّ لَكُمُ الطَّيِّبَاتُ وَطَعَامُ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ حِلٌّ لَكُمْ وَطَعَامُكُمْ حِلٌّ لَهُمْ )[المائدة:5] إذا ذبح النصراني أو اليهودي البقرة أو البعير أو الشاة أو الدجاجة أو الطير فسم الله وكل؛ لأنهم أهل كتاب، أي: يؤمنون بالله واليوم الآخر، وبالرسل وبالملائكة، فهم قريبون منا، نأكل طعامهم، ويأكلون طعامنا، والمراد من الطعام هنا: المذبوح، فإذا ذبح الشاة وطبخ لك اللحم فكل، أعطاك فخذاً أو نصف شاة فلك ذلك، على شرط: ألا يذكر عليها اسم المسيح، فإنها حينئذ مما ذبح على النصب، كالذي يذبح باسم عبد القادر ، فما تؤكل، كذلك الذي يذبح باسم المسيح ما تؤكل من باب أولى، لكن ذبحها للأكل، ما هي لعيسى ولا لأمه، هذه الذبيحة إذا ذبحها وأسال دمها لك أن تأكل، لكن إذا كان خنق الدجاجة أو الأرنب أو الحيوان حتى مات، ثم سلخه وأكله هل يجوز أكله؟ لا؛ فهو ميتة.
أقول: كان اليهود يذبحون تديناً ورحمة بالشاة، ثم جاءت فلسفة جديدة، قالوا: كيف تذبحون الحيوان وتأكلونه؟ فذهبنا إلى مجزرة في باريس لنشاهد، وجدناهم أمامنا جاءوا بثور عظيم فأوقفوه، ثم جاءوا بعصا من حديد وأدخلوها في رأسه، وأخذوا يديرونها بالكهرباء حتى اخترق الظهر ومات، لما مات وفقد الحياة ذبحوه، فهل هذا يجوز أكله ؟ لا يجوز.
لو كان جملاً أو ثوراً وما استطاعوا ذبحه فضربوه بحديدة فأغمي عليه ثم ذبحوه فإنه يؤكل، لكن أن يقتلوه بالكهرباء حتى يفقد الحياة ويموت، وبعد ذلك يذبح أو لا يذبح فهو جيفة منتنة.
ذبائح أهل الكتاب حل لنا؛ لأنهم يذبحون كما نذبح، وإن لم يذكروا الله، لكن الشرط ألا يذكروا اسم إله معبود، فحينئذ تكون مذبوحة لغير الله، لكن مع اللحم الذي يذبح للآكلين من الناس إذا ذكوها بكل ما يسيل الدم ويزهق الروح يجوز أكله من لحومهم، ويجوز لهم أيضاً أن يأكلوا من لحومنا، أعطهم لحم ذبيحتك ليأكلوه.
اسمع النص الكريم: ( وَطَعَامُ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ حِلٌّ لَكُمْ )[المائدة:5] أي: حلال. ( وَطَعَامُكُمْ )[المائدة:5] أنتم ( حِلٌّ لَهُمْ )[المائدة:5]، لا تقل: هذا يهودي ما نعطيه ليأكل، إذا احتاج إليك فأعطه، ( وَطَعَامُكُمْ حِلٌّ لَهُمْ )[المائدة:5] هذه الأولى.
معنى قوله تعالى: (والمحصنات من المؤمنات والمحصنات من الذين أوتوا الكتاب من قبلكم)
والثانية: ( وَالْمُحْصَنَاتُ مِنَ الْمُؤْمِنَاتِ )[المائدة:5] أي: ومما أحل لكم أيها المؤمنون ( الْمُحْصَنَاتُ مِنَ الْمُؤْمِنَاتِ وَالْمُحْصَنَاتُ مِنَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ مِنْ قَبْلِكُمْ )[المائدة:5]، المحصنات: جمع محصنة، وهي العفيفة غير الزانية والباغية، إياك أن تتزوج بالزانية، وإن كانت بنت من كانت، لقول الله تعالى: ( وَالزَّانِيَةُ لا يَنكِحُهَا إِلَّا زَانٍ أَوْ مُشْرِكٌ وَحُرِّمَ ذَلِكَ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ )[النور:3]، امرأة من المؤمنين معروفة بالبغاء والزنا لا يحلها لك الله أبداً، إلا إذا تابت ومضى عليها زمن، وأهل البلاد كلهم يشهدون بتوبتها منذ كذا عاماً فلا بأس، أمة تتعاطى الزنا لا يحل لك أن تتزوجها؛ لأن الله قال: ( وَالْمُحْصَنَاتُ مِنَ الْمُؤْمِنَاتِ )[المائدة:5]، ما معنى المحصنات؟ العفيفات، التي عرفت بالعفة والطهر والصفاء، أما إذا عرفت بالبغاء فلا يحل نكاحها، حرام، منعنا الله منها. وإن أردت أن تتزوج بغياً فإنها تأتي برجل في بيتك ينكحها، فكيف تعيش أنت؟ متعودة على الخبث، غداً تخرج من البيت وتبيت في بيت آخر، فماذا تصنع أنت؟ فهذا تدبير مولانا عز وجل، يدبر لأوليائه وعباده المؤمنين.
(وَالْمُحْصَنَاتُ مِنَ الْمُؤْمِنَاتِ )[المائدة:5] أولاً ( وَالْمُحْصَنَاتُ مِنَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ مِنْ قَبْلِكُمْ )[المائدة:5] أي: اليهوديات والنصرانيات، على شرط: ألا تكون داعرة وبغياً، تعرفها بجيرانها أنها عفيفة وطاهرة، لا بأس أن تتزوجها، أما أن تعرف أنها عاهرة وبغي تأتي الفجور فلا يصح.
(وَالْمُحْصَنَاتُ مِنَ الْمُؤْمِنَاتِ وَالْمُحْصَنَاتُ مِنَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ مِنْ قَبْلِكُمْ )[المائدة:5] بقي الشرط: ( إِذَا آتَيْتُمُوهُنَّ أُجُورَهُنَّ )[المائدة:5]، ما الأجور؟ المهور، الصُّدُقات، لا بد من مهر ولا بد من عقد، الولي أو القاضي يعقد لها إذا فقدت الولي، على مهر كذا، فأركان النكاح أربعة: المهر والشهود والصيغة والولي.
معنى قوله تعالى: (محصنين غير مسافحين ولا متخذي أخدان)
إذاً: قال: ( إِذَا آتَيْتُمُوهُنَّ أُجُورَهُنَّ )[المائدة:5] حال كونكم ( مُحْصِنِينَ غَيْرَ مُسَافِحِينَ وَلا مُتَّخِذِي أَخْدَانٍ )[المائدة:5] الخدن: هو الصديق السري في الخفاء، كان في الجاهلية لا تزني الحرائر أبداً، الإماء يقع منهن الزنا، لكن الحرة العربية لا، ولما بايع صلى الله عليه وسلم المؤمنات في مكة عام الفتح عند جبل الصفا جاءت هند فقالت: أوتزني الحرة يا رسول الله؟! لأن البيعة كانت على خمس مواد: ( يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ إِذَا جَاءَكَ الْمُؤْمِنَاتُ يُبَايِعْنَكَ عَلَى )[الممتحنة:12] ماذا؟ ( عَلَى أَنْ لا يُشْرِكْنَ بِاللَّهِ شَيْئًا وَلا يَسْرِقْنَ وَلا يَزْنِينَ )[الممتحنة:12] فقالت: أوتزني الحرة؟! لكن قد تتخذ صديقاً في الخفاء، يتخذها شاب في السر ولا يسمع أحد، هذا معنى: متخذات أخدان، كذلك ( وَلا مُتَّخِذِي أَخْدَانٍ )[المائدة:5].
معنى قوله تعالى: (ومن يكفر بالإيمان فقد حبط عمله وهو في الآخرة من الخاسرين)
وأخيراً: ( وَمَنْ يَكْفُرْ بِالإِيمَانِ )[المائدة:5] أي: بالإسلام وشرائعه ومبادئه وقوانينه فقد حبط عمله، من ارتد عن الإسلام، الإيمان هنا بمعنى: الإسلام، إذ الإسلام والإيمان شيء واحد، المسلم هو المؤمن، ( وَمَنْ يَكْفُرْ بِالإِيمَانِ فَقَدْ حَبِطَ عَمَلُهُ وَهُوَ فِي الآخِرَةِ مِنَ الْخَاسِرِينَ )[المائدة:5]، كل عمل جديد، أما الماضي فقد محي انتهى، وإن مات بدون توبة فهو من الخاسرين الذين خسروا أنفسهم وأهليهم؛ لقوله تعالى: ( قُلْ إِنَّ الْخَاسِرِينَ )[الزمر:15] بالمعنى الحقيقي ( الَّذِينَ خَسِرُوا أَنْفُسَهُمْ )[الزمر:15] أولاً ( وَأَهْلِيهِمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ أَلا ذَلِكَ هُوَ الْخُسْرَانُ الْمُبِينُ )[الزمر:15] .
قراءة في كتاب أيسر التفاسير
هداية الآيات
اسمعوا هداية الآيات، لعلكم تستنبطون من الآية ما قد تعلمون. قال المؤلف غفر الله له ولكم ورحمه وإياكم والمؤمنين:

[ هداية الآيتين:
من هداية الآيتين:
أولاً: مشروعية سؤال من لا يعلم عما ينبغي له أن يعلمه ]، بل وجوب سؤالك من يعلم عما لا تعلم، أما قال تعالى: ( فَاسْأَلُوا أَهْلَ الذِّكْرِ إِنْ كُنْتُمْ لا تَعْلَمُونَ )[النحل:43]، فكل من لا يعلم يجب أن يسأل حتى يتعلم، ولو يرحل ويسافر، لقوله تعالى: ( يَسْأَلُونَكَ )[المائدة:4] فقد سألوه وبين لهم.
مشروعية سؤال من لا يعلم حتى يعلم، فإذا علم بالمنع امتنع، وإذا علم بالجواز فعل، أخذنا هذا من قوله تعالى: ( يَسْأَلُونَكَ مَاذَا أُحِلَّ لَهُمْ )[المائدة:4].
[ ثانياً: حلية الصيد ]، أي: ما يصاد من ظباء وغزلان وبقر الوحش، قل ما شئت من حيوانات [ إذا توافرت شروطه ]، [ هي أن يكون الجارح معلماً ]، الكلب الذي يجترح ويصيد لك يكون معلماً، من علمه؟ أنت، كيف علمته؟ الله علمك، حقيقة علمه: أنك إذا قلت له: امش مشى، أو تعال يرجع، فإذا سمى الله تعالى صاحبه عليه ومات الصيد ولم يأكله الكلب جاز أكله.
قال: [ أن يكون الجارح معلماً، وأن يذكر اسم الله عليه عند إرساله، وألا يأكل منه الجارح ] الذي أرسلته، فإن أكل منه فقد صاده لنفسه، ما صاده لك، [ ويجوز أكل ما صيد برصاص أو بآلة حادة بشرط ذكر اسم الله تعالى عند رميه، ولو وجد ميتاً فلم يذك ]، أنت أطلقت رصاصتك على ظبي، ووجدته ميتاً بضربتك وقد سميت الله فكل، ولا بد أن تكون آلة الصيد مما هو حاد، ما هي بعصا أو حجر.
قال: [ ثالثاً: إباحة طعام وذبائح أهل الكتاب ]، فتتغدى وتتعشى عند يهودي ولا بأس، أو عند من شئت، وتغديه أو تعشيه، تأكل من ذبيحته أو يأكل من ذبيحتك، فقد أذن مولاكم لكم.
[ رابعاً: إباحة نكاح الكتابيات ]، ما المراد من الكتابيات؟ نساء اليهود والنصارى، [بشرط أن تكون حرة وعفيفة ]، فإن كانت مملوكة أمة فلا يجوز التزوج بها، حتى الأمة من غير أهل الكتاب، حتى العربية إذا كانت غير مؤمنة لا يجوز التزوج بها، وخاصة الكتابية، لا بد أن تكون حرة ما هي بمملوكة لشخص، وأن تكون عفيفة غير زانية، فيجوز بشرطين: الحرية والعفة.
وهذا إذن بالجواز فقط وأنت حر، اختر من يصلح لك، إذا شئت أن تتزوج يهودية أو نصرانية بشرطين:
أولاً: أن تكون حرة ما هي بأمة مملوكة، والثاني: أن تكون عفيفة غير زانية، وأنت حر.
قال: [ رابعاً: إباحة الكتابيات بشرط: أن تكون حرة عفيفة، وأن يعقد عليها العقد الشرعي، وهو القائم على الولي والشهود والمهر، والصيغة بأن يقول الخاطب لمن يخطبه من ولي أو وكيل: زوجني فلانة، فيقول: قد زوجتكها ].
عرفنا أنه يجوز أن تتزوج يهودية أو نصرانية بشروط، أولاً: أن تكون حرة ما هي بأمة.
ثانياً: أن تكون عفيفة ما هي بزانية.
ثالثاً: تحقق شروط النكاح: الولي والشهود، والمهر، والصيغة، لا يتخذها صديقة ويقول: هذه أذن الله لي فيها.
[ خامساً: حرمة نكاح المتعة ونكاح الخلة والصحبة الخاصة ].
حرمة نكاح المتعة؛ لأن نكاح المتعة يتزوجها أسبوعين ونحوهما، فهل هذا يجوز؟ هذا الروافض يعيشون عليه، يعدونه من العبادات، ولا سبب إلا من أجل أن ينفصلوا عن المسلمين، أسألكم بالله: أفيكم كلكم فحول أم لا؟ لو تعلم أن فلاناً خطب بنتك وزوجته وهو ينوي أن يفتض بكارتها بعد أسبوع ويطلقها، هل تفرح وتسعد؟ تستطيع أن تنظر إلى وجهه؟ كيف يجوز هذا؟ لأن نكاح المتعة نكاح إلى أجل، سبعة أيام، ثمانية عشر، وكذا ثم يتركها، وقد أعلن رسول الله صلى الله عليه وسلم حرمته، وكان مباحاً قبل أن يعلن الرسول حرمته.
ونكاح الخلة، والخلة: الصداقة، يتخذ الرجل صديقة في الخفاء، وكذلك متخذات الأخدان، فهذا حرام.
[ سادساً: المعاصي قد تقود إلى الكفر ]، كثرة المعاصي قد تقود صاحبها إلى أن يكفر، من أين أخذنا هذا؟ من ختم الآية: ( وَمَنْ يَكْفُرْ بِالإِيمَانِ فَقَدْ حَبِطَ عَمَلُهُ )[المائدة:5]، كيف يكفر بالإيمان؟ بالجري وراء المعاصي والذنوب حتى يفسد قلبه، تنطمس بصيرته ويرتد.
[ سابعاً: المرتد عن الإسلام يحبط عمله، فلو راجع الإسلام لا يثاب على ما فعله قبل الردة، وإن مات قبل العودة إلى الإسلام خسر نفسه وأهليه يوم القيامة، وذلك هو الخسران المبين ].
معاشر المستمعين والمستمعات! تعلمتم علماً، فوالله إنه لواجب كل مؤمن ومؤمنة أن يعرف هذا، وكيف نعرف ونحن هجرنا بيوت الله؟ نجتمع على القرآن فقط من أجل الأكل والشرب، على الأموات، فكيف نتعلم؟
إذاً: هيا نعد: يا أهل القرية! من هذا اليوم لا يتخلف رجل ولا امرأة عن صلاة المغرب والعشاء؛ لنتعلم كتاب الله وحكمة رسوله كل ليلة طول الحياة، فهل سيبقى جاهل أو جاهلة؟ ما نحتاج إلى قلم ولا قرطاس أبداً، نتعلم كتاب الله هكذا، كما تعلم أصحاب رسول الله.
الأسئلة

الموقف من الذهاب للجهاد في الوضع الحالي
السؤال: يطلب من فضيلتكم أن تدعو الله له أن يوفق والديه بالسماح له بالجهاد؟! الجواب: هذا سؤال سياسي، وأقول: بالله الذي لا إله غيره لا يوجد اليوم جهاد في سبيل الله في العالم قط، وقد يقال: كيف -يا شيخ- تقول هذا الكلام؟ فأقول: الجهاد في سبيل الله أن يبايع المسلمون إماماً لهم، ويلتفون حوله، ويربيهم ويهذبهم، ويقودهم إلى الكمالات، ثم حين تزدهر ديارهم بالأنوار والصلاح والطهر ننقل هذا النور وهذه الهداية إلى إخواننا في البشرية، فترسو سفنهم عند شاطئ بلاد من البلاد، ويطالبونهم بالدخول في الإسلام، أو بالدخول في ذمة المسلمين، أو القتال والجهاد، فهل هذا موجود؟
فعلتموه في الأفغان وعصيتم الرحمن، وقلنا: لا يجوز إلا أن تبايعوا وأن يؤمكم إمام واحد، وقلنا: هذا الجهاد فيه دخن، وأنتم تضحكون علينا، فما هي نتائجه؟ هل قامت دولة الإسلام؟ هل عبد الله عز وجل وحده؟ والبوسنة والهرسك وغيرها بدون إمام وإسلام، فوالله ما هو بالجهاد.
الجهاد الذي تطلبونه هو أن يكون للمسلمين إمام، والمسلمون كلهم نور وهداية، وينقلون النور والهداية إلى الأمم الكافرة، ويقاتلونهم إذا رفضوا الدخول في الإسلام، أو يغزو عدو كافر بلاد الإسلام ليحطمها ويسقط رايتها، حينئذ يجب دفعه ورده وهو جهاد.
أما هذه التخبطات وهذه الأفهام الباطلة فما نقول فيها: جهاد، جاهدوا أنفسكم أولاً، روضوها على الحب والولاء لله ورسوله والمؤمنين.
وصل اللهم وسلم على نبينا محمد وآله وصحبه أجمعين.
__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
 
[حجم الصفحة الأصلي: 28.74 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 28.12 كيلو بايت... تم توفير 0.63 كيلو بايت...بمعدل (2.18%)]