قراءة ناقدة في طريقة عرض المفردات في ثلاثة من كتب تعليم العربية للناطقين بغيرها
غدير عبدالمجيد عبد الله الخدام
• التطور الذي حصل على مسيرة التعليم.
• أسباب تخلف التعليم (الوعي الاجتماعي، مستوى المعيشة، الظروف السياسية في العالم العربي، المناهج وطرق التدريس، المواد النظرية والعملية).
• تمرين إعادة صياغة العبارات: يهدف هذا التمرين إلى اختبار مهارة الطالب في قدرته على التعبير عن نفس الفكرة بمفرداته الخاصة التي اكتسَبها من الدروس السابقة، وتأتي صياغةُ التمرين على النحو التالي: (أعيدوا صياغة العبارات التالية بأسلوبكم العربيِّ الخاص).
مثال: في الوقت الذي تدور فيه مُواجهات بين المرشَّحين، يركز المرشحون على الفَوارق والتبايُنات في برامجهم الانتخابية.
حيث من الممكن أن يغير الطالب الجملة بطريقته الخاصة، فيقول: (في الوقت الذي تَحدث فيه اختلافاتٌ بين المرشحين...).
•• تمرين التعرف إلى الكلمات التي تلازم فعلاً من الأفعال:
اندلع: (اندلعت الحرب، الفوضى، النيران، الفوضى، الثورة، أحداث الشَّغْب، احتجاجات).
شكَّل- يشكِّل- التشكيل: (لجنة، حكومة، منتخب، فريق).
ويهدف هذا التمرين إلى بناء حصيلة مفرديَّة من الكلمات وطريقة استخدامها مع الفعل، وتتخذ معانيَ مختلفة.
•• تمرين الأضداد: وقد أتى هذا التمرين في الكتاب على مستويين:
المستوى الأول: يطلب فيه من الطالب أن يأتي بأضداد الكلمات المفردة، ومثال ذلك:
عكس المشترك، انخفاض، صعوبات... إلخ.
المستوى الثاني: يعطيه الكلمة في سياقٍ ما، ويَطلب منه أن يعطيَه عكسها، ومثال ذلك:
البطالة متفشِّية في بعض بلدان العالم الثالث.
• ألحق بالكتاب بعد الانتهاء من عرض كل الوحدات قاموس المصطلحات (عربي- إنجليزي)، وفيه أبرز المفردات والمصطلحات التي وردت في الكتاب بشكل مصنَّف ومرتب؛ كالتالي:
الدبلوماسية- الانتخابات- الحرب والأعمال العسكرية- الاقتصاد- القانون- الكوارث الطبيعية. ولم يتجاوز عدد المفردات المدرَجة تحت كل عنوان عَمودين؛ عرض في العمود الأول المفردة أو التركيب، وفي العمود الثاني الترجمة بالإنجليزية.
• ألحق بالكتاب إجابات كل التمارين الواردة فيه، وهذا مما يسهل على الدارس الدراسة الذاتية، ويستطيع التحقق من إجاباته وحده.
ملاحظات وتوصيات:
• خَلا الكتاب تمامًا من الصور، وأُخرج بالأبيض والأسود، ووُضعَت المفردات في صناديقَ استَخدمَت تقنية الخط الغامق، والخطوط أسفل الكلمات الهامة؛ للتركيز عليها، ولَفْت نظر الدارس.
وعامل الإخراج عاملٌ مهم يَنبغي الالتفاتُ إليه بوصفه عنصرًا هامًّا من عناصر توضيح المفردة وتركيزها في ذهن الطالب.
• يُحسَب للمؤلف الجهد الذي بذله في جمع المصطلحات والمفردات، وتصنيفها في موضوعات محددة لأغراض خاصة، وجمع وتوظيف أكبر عدد ممكن من التمرينات التي تخدم هدفَ تثبيت المفردات؛ من تمارين الأضداد والترادف، والاستبدال والتحويل، والتلخيص وإعادة صياغة العبارات، والتفريق بين المفردات، المأخوذة من نفس الجذر... إلخ.
• مما قد يؤخَذ على هذا الكتاب استخدامُه للغة الوسيطة عند مَن يعارض استخدامها، وأحسب أنَّ لهذا الاستخدام ما يسوِّغه:
• أولاً: لأن الهدف المراد من هذا الكتاب هدفٌ يطلبه دارسٌ قد وصل إلى مستوًى متقدم في اللغة العربية، ويدرس العربية لغرض خاص؛ لذا فإن عامل الوقت مهمٌّ له، فالطالب لا يريد أن يضيع وقته محاولاً التخمين والاستنتاج، وإنما يحاول استغلال الوقت قدر الإمكان في ممارسة التعبير أو المفردة؛ نطقًا ومحادثة، وكتابة وقراءة.
• ثانيًا: اللغة المستخدمة هي اللغة الإنجليزية التي تعد لغة عالمية لا تجهَلها إلا فئات محدودة من الدارسين.
ومن الإضافات التي تفيد في مثل هذا النوع من الكتب:
1- إرفاق الكتاب برسوم كاريكاتيرية؛ حيث إنَّ هذا النوع من الرسوم شديد الصِّلة بالمفردات السياسة والاقتصادية؛ بحيث يعطي الطالب مجموعة من المفردات بجانب الرسم، ثم يطلب من الطالب استخدامها، ولهذا التمرين فائدتان:
كسر الجمود الموجود في الكتاب؛ إذ خلا من الصور تمامًا.
ربط الطالب بواقع السياسة عن طريق الصورة والتخيل، وتوسيع مدارك الخيال والتحدث عنده؛ لا سيما عندما يطلب منه كتابة تعليقات على رسومٍ موجودة بعد حذف التعليقات منها.
2- ينصح بأن يستخدم المعلم بطاقات (flash cards) لعرض المفردات وتثبيتها والربط بينها وبين مفردات سابقة، وينصح بأن تكون البطاقات ملونة؛ لتكون لافتة للطالب، ومن طرق تنمية حصيلة المفردات الطلب من الطالب أن يخلق قصَّة من هذه المفردات مجتمِعة في سياق لغوي معيَّن.
3- مما يؤخذ على هذا الكتاب أنه لم يركِّز كثيرًا على فكرة الجذر؛ كي يمكن الطالب من الرَّبط بين الكلمات التي تنحدر من جَذْر واحد، وهذا لأنَّ الكتاب قد استخدَم الترجمة، وإذا أورد المصدر فإنه لا يُعطي الماضيَ والمضارع من الفعل؛ وهذا مما يجب على المعلِّم التنبُّه إليه، وعليه أن يعلم الطالب طريقة الربط بين الجذر والوزن، وأن يكتب له الماضيَ والمضارع والمصدر من كلِّ فعل؛ كي يَبقى الطالبُ على صلة ومعرفة بهذه العلاقات التي تنمِّي عنده الحصيلة المفردية المعجمية وتطورها وتنظمها.
ثانيًا- كتاب الأساس في تعليم العربية للناطقين بغيرها- المستوى المبتدئ والمتقدم.
•• نبذة عن الكتاب:
يَسعى هذا الكتاب في جزئه الثاني إلى عرض مجموعةٍ من الدروس التي تمكِّن الطالبَ من التواصل مع الناس في الحياة اليومية من خلال الحوارات التي تعتمد على مواقفَ قد يتعرض إليها الطالب يوميًّا، ويظهر ذلك جليًّا إذا نظَرنا في موضوعات هذا الكتاب؛ حيث اختارت المؤلفة الموضوعات التالية[7]: (البنك، في مكتب البريد، في عيادة الطبيب، زيارة صديق في المستشفى، الأسرة، على شاطئ البحر، في موقف (الباص)، في البقالة، في سوق الخضار والفواكه، عند الجزار، في محل الملابس، عند الحلاق، في محل المجوهرات، في مكتب السفر).
ونظرة عامة لهذه الموضوعات نتوصَّل بها إلى أن الكلمات التي سيَخرج بها الطالبُ بعدَ هذه الدراسة هي تعابيرُ ومفردات وكلمات الحياة اليومية والمواقف اليوميَّة، وبعد الاطِّلاع على طريقة عرض المفرَدات في هذا الكتاب خرجت بالنقاط التالية:
1- اتبعَت المؤلفة نظام تصنيف المفرَدات في قواميسَ وموضوعاتٍ، ويُلاحَظ أنها أفردَت لكلِّ موضوع مجموعةً من المفردات الخاصَّة به والمستعمَلة، لم تضَع المؤلفة المفردات في جدول أو قائمة قبل الدرس، وإنما أدرجت المفردات في قوائمَ تحت عنوان القواميس في نهاية الكتاب في مُلحَقين: الملحق الأول للغات (الإنجليزية والإسبانية والفرنسية)، والملحق الثاني (اليابانية، الكورية، الصينية، الروسية).
وقد رتبت المؤلفة المفردات بحسب الدروس في قوائم؛ كالتالي:
الدرس الأول في البنك:
(مثال):
العربية الإنجليزية الإسبانية الفرنسية بنك Bank Banco Banque
وبنفس الطريقة كان إدراج المفردات في اللغات اليابانية والكورية والصينية والروسية.
ويستنتج من ذلك أنها اعتمدت اللغة الوسيطة؛ بوَصفِها طريقة فعالة لإيصال المعنى مختصرة الوقت والجهد، ورتبت المفردات دون أن تضع أمثلة عليها ودون أن توظِّفها في سياق.
• طريقة عرض المفردات داخل الدروس:
• اتبعت المؤلفة طريقة الحوارات القصيرة عند عرض المفردات؛ حيث تدرجَت من الأسهل إلى الأصعب، وبعدها وضعت تمرينًا بعنوان اقرأ، وفي هذا التمرين اختارت الكلمات المهمة؛ ليكررها الطالب، ثم انتقلت بعد ذلك إلى توظيف المفردات الأصعب في حوارات أخرى، ومواقفَ وسياقاتٍ أصعبَ من الحوار الأول، وأتبعَتها بتمرين اقرأ.
• خضعَت طريقة عرض المفردات إلى معاييرِ التدرج والشيوع والتواصليَّة؛ حيث استخدمت الكلمات الشائعة ووظَّفَتها في سياقات حياتية تواصُلية عبر مواقف وحوارات؛ متدرجةً بالطالب في الدرس الواحد من الأسهل إلى الأصعب، محاوِلةً دمجَه في بيئة اللغة.
ومثال ذلك:
في الدرس الأول حصَرَت المؤلفة المواقفَ التي قد يتعرَّض لها الطالب في حياته اليومية، وقدَّمَت مفرداتها بالتدرج؛ حيث جاء الدرس الأول على شكل حوار قصير بين مايك وأحمد عن الموعد الذي سيَفتح فيه البنك، وبعده حوار بين مايك وأحمد عندما يُريد مايك أن يَصرف الشيك، فيسأل أحد الموظفين عن قيمة الشيك وبعدها يوقِّع ويَعدُّ النقود، ويشكر الموظف ويخرج.
أما الحوار التالي فقد اختارته أصعبَ، وهو حوار الموقف لرجل تُسرق محفظته ويريد إلغاء بطاقة الصرَّاف الآلي، فيساعده موظف البنك ثم يتأكَّد من حسابه ويخرج من البنك.
وفي هذه الطريقة تطبيقٌ لمبدأ الطريقة التواصلية في تدريس المفردات بحيث نجعل الطالب في بيئة اللغة عن طريق صناعة حوارات حقيقيَّة يتعرض لها في حياته، وليس مجرد حوارات نزجُّ فيها الكلمات الجديدة فحَسْب.
• استخدم الكتاب الصُّور لتوضيح معنى بعض المفردات؛ مثل: فستان، قميص، بنطلون... إلخ.
• استخدمَت المؤلِّفة تمارينَ مختلفة لتأكيد رسوخ المفردات في ذهن الطالب، وهذه التمرينات هي:
• تمرين قراءة المفردات الجديدة لتثبيتها وعرضِها في سياقات متنوِّعة.
• تمرين: ضَعْ دائرة حول رمز الإجابة الصحيحة، ويساعد هذا التمرينُ في التأكُّد من إلمام الطالب بشكل جيد بالمفردات التي تعلَّمَها وفَهمِه لسياقاتها.
• تمارين التَّرادُف والتضادِّ.
• تمارين ترتيب المفردات لتكوين جمل مفيدة.
• الأنشطة الشفويَّة ودورها في التأكُّد مِن معرفة الطالب للكلمات.
وقد استخدمت إستراتيجية الصور لجَعْل الطالب يتحدَّث، ونوَّعَت المؤلفة في الصور المختارة؛ كي تُتيح للطالب استخدامَ أكبر قدر ممكن من المفردات التي يعرفها؛ حيث اختارَت صورًا تَصلُح لتكوين وتخيُّل مواقفَ كي تُعطيَ الطالب فرصةَ استخدام المفردات التي تعلَّمَها في المُحادَثة والوصف.
وقد ورَد النشاط الشفويُّ على شكل محادَثة مباشرة في دروس متقدِّمة أو أن يكون النشاط تمثيلاً للدرس، وقد يكون زياراتٍ إلى المطعم، أو إلى سوق الملابس؛ لإجراء حوارات مع أهل اللغة بطريقة مباشرة.
الملاحظات والاقتراحات:
• يُحسَب للمؤلفة أنها لم تستخدم اللغة الإنجليزية في كتابها إلا في الْمَلاحق؛ بغرَضِ التسهيل على الدارس عندما طرحَت الترجمة للمفردات في الملاحق في نهاية الكتاب، وتساعد الملاحقُ الدارسَ على التحضير والاستعداد للدَّرس وسرعة الفَهم؛ في البيت يحضر المفردات، وفي الصفِّ يستغلُّ الوقت في الممارسة والتطبيق، وبَيانِ أوجُه استخدام المفرَدة في أكثرَ مِن سياق.
• لم تستخدم المؤلفة طُرقَ الشرح والتعريف والترادف والتضادِّ في إيصال المعنى للمرة الأولى للدارس؛ حيث استخدمَت الترجمة كما ذكر سابقًا وأحسب أن مسوغ ذلك أن الكتاب يخدم المستوى المبتدئ المتقدم، وفي هذا المستوى ما زالت حصيلة الدارس من المفردات محدودة، وتمارين الترادف والتضاد والشرح والتعريف تُستخدم عندما تتَّسع الحصيلة اللغوية للطالب، وقد استخدمَت المؤلفة الترادف والتضادَّ والصور لاحقًا بعد المرحلة الأولى التي اتكأَت فيها على اللغة الوسيطة.
• طريقة إخراج المفردات كانت بالأبيض والأسود، ولم يؤخَذ في الحُسبان تلوينُ المفردات الهامة لإبرازها، ولا ننسَ أن الإخراج عاملٌ مهم في تثبيت وترسيخ المفردات يَنبغي الالتفاتُ إليه.
ثالثًا- كتاب الكتاب في تعلم العربية (الجزء الأول):
نبذة عن الكتاب:
يعدُّ كتاب الكتاب في تعلم العربية من أبرز الكتب الموجَّهة إلى تعليم العربية للناطقين بغيرها، لا سيما متحدِّثو اللغة الإنجليزية؛ لِكون هذا الكتاب معروفًا باستخدامه للغة الإنجليزية إلى حدٍّ كبير عند عَرضِه للمفردات والنصوص والقواعد، ولا يُجيد الطلبة الذين لا يعرفون اللغة الإنجليزية استخدامَ هذا الكتاب؛ لأن اللغة الوسيطة فيه عندهم تتحول من عنصر مساعدٍ إلى عائق.
وأما عن طريقة عرض المفردات في هذا الكتاب فألخِّصها في النقاط التالية:
• يَعرِض الكتابُ المفرداتِ أولاً في قوائم قبل النصِّ على شكل قائمة باللُّغتين العربية والإنجليزية، مع توظيف هذه الكلمات في سياق؛ عن طريق الاستِماع إليها أكثرَ مِن مرة حتى يستطيع الطالب أن يَصِل إلى مرحلة النطق السليم للكلمات والجُمَل، ويطلب منه أن يكتب خمس جمل- أو أكثرَ- من الجمل التي سمعها، ويذكِّر الكتابُ الطالبَ أنه بإمكانه فعلُ هذا التمرين في كل درس، وعند تقديم الفعل فإن الكتاب يقدِّم الفعل في الماضي والمضارع والمصدر، ويقدم الاسم في حالة المفرد والجمع.
• المفرَدات التي عرَضَها الكتاب بدأت بكلمة الأدب، وعند قراءة قوائم المفردات سنُلاحظ أن الكتاب تجاوَز مفردات الحياة اليومية، وركَّز على مفرداتٍ تمكِّن الطالب من التحدث في موضوعات جزئية محددة؛ من مثل السياسة والأدب والثقافة.
• يَطرح الكتاب مجموعة من التمارين التي تتكرَّر في كل الدروس، فتؤكِّد فَهْمَ الطالب للكلمة واستخدامها في السياق؛ بحيث يعطي الكتابُ مجموعةً من الجمل، ويطلب مِن الدارس أن يكملها بحسب حصيلته اللغوية، ومثال ذلك:
والدي يعمل في.............
أسكن في.............
والدتي تعمل في.............
الأمم المتحدة في.............
وإكمال الفراغات لا يتمُّ بشكل صحيح إلا إذا كان الطالب عارفًا بالمفردات التي درسها في الدرس السابق.
• في نهاية كلِّ درس وتحت عنوان تذكَّروا، يذكِّر الكتاب الطالب بأهمِّ المفردات التي درسَها في الوَحْدة، وقد وجدتُ أن الكتاب قد عُنِي في هذا الجزء بتذكير الطالب بالمفرَدات الأقلِّ تَكرارًا؛ مثل المفردات المتعلقة بالنحو والصرف: (هل، ما، مذكر، مؤنث، كيف، فعل ماض... إلخ)، وقليلاً ما وجدت في هذا الجزء المفردات المعجمية.
• يقدم الكتاب في بعض الدروس مجموعةً من الصور؛ لتمرين الطالب على استخدام المفرَدات في سياق محكيٍّ، وقد اختار الكتابُ الصور بحيث تتَناسب مع المفردات التي قدَّم لها سابقًا.
• يتبع الكتاب بعض الإستراتيجيات؛ للتسهيل على الطالب، ومن ذلك:
1- استخدم الكتاب رمز (ج) للدلالة على الجمع.
2- يذكر الكتاب قواعدَ بسيطة في سياق عَرضه للمفرَدات المعجمية في قوائم، ومن ذلك إذا وجد فعل يتعدَّى بحرف جرٍّ؛ من مثل (سافر) مثلاً، فالكتابُ يَعرِض: سافر، يُسافر، السفر+ إلى.
ومن القواعد التي تأتي مع الأسماء مثلاً: قبل+ اسم= قبل الدرس، كل+ اسم في إضافة= كل الضيوف؛ وهذا يَعني أن عرض المفردة المعجمية لم يَخلُ من توضيح سريع لقاعدة نحوية أو صرفية.
3) استخدام الترادف والتضادِّ عند عرض المفردة.
4) ومن أهم التمارين التي تنمِّي حصيلة الطالب المفردية في هذا الكتاب تمرينُ: اسألوا زُملاءكم، بحيث يَطرح الكتاب مجموعةً من الأسئلة بطريقة يكون الجواب المتوقَّع فيها موظِّفًا للمفردات التي تعلَّمها الطالب، ومثال ذلك سؤال: مَن تعبان جدًّا؟
جواب الطالب: أنا تعبان قليلاً كثيرًا... إلخ.
عرض المفردات النحوية والصرفية:
ونحن نتحدَّث عن طريقة عرضِ المفرَدات المعجميَّة؛ لا بدَّ مِن وقفةٍ عند طريقة عرض مفردات النحو والصرف، وقد نظَرتُ في الجزء المخصَّص للقواعد وخلصتُ إلى النقاط التالية:
• اعتمَد الكتابُ طريقتين لتقديم المفرَدة النحويَّة؛ مثل (المبتدأ والخبر)، والصَّرف؛ مثل (الأوزان العشرة مثل فعل وفعَّل) وهما:
1- الترجمة: باستخدام اللغة الإنجليزية؛ وهذا لتقريب الفكرة أو المعلومة إلى ذهن الطالب بأقصرِ الطرق.
2- الشرح: إذا لم يكن هناك مُقابلٌ دالٌّ على القاعدة يشرح الكتاب الفكرة شرحًا مفصلاً بالإنجليزية.
• أدخل الكتابُ لمحاتٍ نحويةً وصرفية عند تقديمه للمفردات المعجميَّة، غير أن العرض كان بسيطًا جدًّا ينبه الطالب إلى فرقٍ بيِّن، أو إلى حرفِ جرٍّ عليه أن يستخدمه، أو إلى وجوب وجودِ (إنَّ) أو (أن) مع الفعل.
الملاحظات والاستنتاجات:
• طريقة عرض المفرَدات باستخدام اللغة الإنجليزية لا تخدم إلا طالبًا عارفًا باللغة الإنجليزية، وعليه فإنَّ الكتاب قد أثبت فشلَه عندما يقدَّم إلى طالبٍ لا يَعرف اللغة الإنجليزية، ومن جهة أخرى فقد أثبت نجاحًا كبيرًا للدارس المتقن للإنجليزية.
• طريقة عرض المفردات تراكميَّة يُبنى بعضها على بعض، ومن هنا فإنَّ الحصيلة المفردية للدارس تَتراكم بحسب النهج الذي أرادَه المؤلِّفون.
ويُحسَب للكتاب تنويعُه في التمارين بشكل لافتٍ، والإكثارُ من التمارين التي تحث الطالبَ على التحدث بشكل متدرج غير معيق.
• إدخالُ الكتابِ بعضَ القواعد النحوية والصرفية فكرةٌ مجدِيَة؛ من جانب أن الطالب يَحفظ الفعل وطريقةَ استخدامه أو توظيفه دون تجزِئة، ومثال ذلك أن الطالب عندما يَدرس في القائمة: (سافر إلى) يحفظ الفعل (سافر) مع (إلى) ويكرِّره، وهذا يرسِّخ الفكرة والمعنى والقاعدةَ مع الترجمة.
• ومِن المآخذ التي تؤخَذ على هذا الكتاب أن الطالب بعد دراسته له لا يَكون متمكنًا من إجراء الحوارات اليومية البسيطة التي تُعينه على التواصل مع الناس في حياته اليومية، وإنما يكون عارفًا بمفردات التجارة والأدب، وبعض المفردات التاريخية، في حينِ لم يركِّز الكتاب على الحوارات على العكس من كتاب الأساس لفوزية أحمد بدر، غير أن مسؤولية المعلِّم هي أن يُضيف إلى الكتاب حوارات تعين الطالب على التواصل مع الناس في الحياة اليومية.
توصيات البحث:
• لوحظ بعدَ هذه المقارنةِ أن المعيار الأهمَّ قبل الشروع في تضمين المفردات في أيِّ كتاب من كتب تعليم العربية للأجانب هو الغاية التي يدرَّس الكتاب من أجلها؛ ومن هنا فإن الغائية تَقتضي أن يَجمع المؤلفُ المفرداتِ الخاصةَ بالحقول التي يريدها، ثم يصنِّفَها بحسب الدروس، ولا يوجد طريقة واحدة مثالية لعرض المفردات في كتاب من الكتب.
• استخدام اللغة الوسيطة عند عرض المفردات سلاحٌ ذو حدَّين، فلا الكثرة تَضُر، ولا عدم الاستخدام يفيد بشكل مطلق، وإنما تتحدَّد هذه الغاية بحسب الطريقة التي يَطرح بها الكتابُ اللغةَ كما ظهر في كتاب الكتاب الجزء الأول، وكتاب الأساس، وتبقى اللغة الوسيطة عاملاً مساعدًا؛ ما لم تُصبِح عائقًا بسبب عدم إلمام الطالب بالإنجليزية، أو تحويل المعلم الصف إلى صف لغة وترجمة.
وينبغي التنبُّهُ إلى أن اللغة الوسيطة تُعين الدارسَ على التحضير، والمعلِّم على التسلسل في العرض، وينبغي الابتعاد عنها قدرَ الإمكان عند الشرح داخل الصف؛ فقراءةُ لغة أخرى مكتوبة أمام الطالب شيء، والنُّطق بها داخل بيئة اللغةِ الهدفِ شيءٌ آخر مختلف تمامًا.
• من الطرق الفاعلة التي تكرَّرَت في الكتب الثلاثة والتي أثبتَت فاعليتها في تدريس المفردات: الاعتمادُ على الترادف والتضاد، والشرح والصور، والتعريف والتمثيل، وتوظيف المفردات في حوارات ومواقف وسياقاتٍ متصلة بشكل مباشر باللغة؛ كي لا ينعزل الطالب عن بيئة اللغة الهدف.
• ومما يُفيد الدارس الأجنبيَّ إرفاقُ الكتب بمعجم أو قاموس؛ بحيث يَشعُر أن المفردات التي درَسِها مجتمِعةً يُمكنه الرجوعُ إليها ودراستُها من وقت إلى آخر.
• تكثيف التمرينات والتَّكرار، ودراسة المفردات في جُمل وعدم دراستها منفصلة معلَّقة- أساليبُ تثبت الفكرة والمفرَدات في ذهن الدارس.
المراجع والمصادر:
1- عبدالله الهاشمي ومحمود علي، إستراتيجيات تعلم المفردات لدى دارسي اللغة العربية في جامعة العلوم الإسلامية بماليزيا، واعتقاداتهم المتعلقة بها، المجلة الأردنية في العلوم التربوية، ص 105، 106- 2012 م.
2- هبة محمد حماد، رسالة ماجستير بعنوان: تعليم المفردات للناطقين بغير العربية دراسة تطبيقية كتاب نون والقلم نموذجًا، الجامعة الأردنية، ص39، 40- 2013.
3- كرستن بروستاد، محمود البطل، عباس التونسي، كتاب الكتاب في تعلم العربية، ج1، ط2، 2007.
4- فوزية أحمد بدر، الأساس في تعليم العربية للناطقين بغيرها، الجزء المبتدئ والمتقدم، الطبعة الثالثة 2010.
5- وليد العناتي، مفردات العربية دراسة لسانية تطبيقيَّة في تعليمها للناطقين بغيرها، بحث منشور 2009 ص 12.
6- Mustapha Lahlali –Advanced Media Arabic- Edinburgh universityPRESS 2008، vi.
[1] ينظر: عبدالله الهاشمي ومحمود علي، إستراتيجيات تعلم المفردات لدى دارسي اللغة العربية في جامعة العلوم الإسلامية بماليزيا، واعتقاداتهم المتعلقة بها، المجلة الأردنية في العلوم التربوية ص 105، 106- 2012 م.
[2] هبة محمد حماد، رسالة ماجستير بعنوان: تعليم المفردات للناطقين بغير العربية دراسة تطبيقية، كتاب نون والقلم نموذجًا، الجامعة الأردنية، ص39، 40- 2013.
[3] ينظر: كرستن بروستاد، محمود البطل، عباس التونسي، كتاب الكتاب في تعلم العربية، ج1، ط2 2007.
[4] ينظر: فوزية أحمد بدر، الأساس في تعليم العربية للناطقين بغيرها، الجزء المبتدئ والمتقدم، الطبعة الثالثة 2010.
[5] وليد العناتي، مفردات العربية دراسة لسانية تطبيقية في تعليمها للناطقين بغيرها، بحث منشور 2009، ص 12.
[6] Mustapha Lahlali –Advanced Media Arabic- Edinburgh universityPRESS 2008، vi.
[7] ينظر: فوزية أحمد بدر، الأساس، فهرس المحتويات.