الموضوع: أمام الامتحان
عرض مشاركة واحدة
  #1  
قديم 26-07-2021, 02:45 AM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم غير متصل
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 159,220
الدولة : Egypt
افتراضي أمام الامتحان

أمام الامتحان
محمد منير الجنباز



أَسري بليلٍ على أعتابه حفرُ***فأثقلُ الخطو حتى يسلم العمرُ
وأرقب البدر مشتاقاً لطلعتهِ***فيظهر البدرُ أحياناً ويستترُ
ما لي أتيهُ بصحراءٍ منابتها***شوك وشيحٌ وزهر ما به ثمرُ؟
أطوف في عالمٍ أضحى الدليلُ بهِ***يقودني مكرهاً عني فأَأْتمرُ
أطاوع الحبَّ فيه كي أذوق ندًى***فأشرب الكأس مرًّا دونها الإبرُ
وأسلم الروحَ من نفسي طواعيةً***فيوقظُ الشر في وجهي ويختبرُ
غرائبٌ من قذى الأفكارِ مدليةٌ***بدَلوها في بحاري ثم تَنغمرُ
وذا لأنَّ فؤادي نال مطلبَهُ***وحج بيتاً وراحَ الفكر يعتمرُ
أهوى الينابيع صفواً من خَلائطها***نورُ الحقيقة فيها ينجَلي الكدرُ
أعرضتُ عن صحبة الدُّنيا إلى كتبٍ***مستلزماً شرعةً ترقى بها الفكَرُ
وسنةً لرسول الله مسندةً***أفكارها درر في متنها العبرُ
فأرتدي حلَّةً من خيرها أبداً***وأغمضُ الجفن مشتاقاً لمن غبروا
أجداد حبٍّ لهم عزٌّ ومنطِقهم***عدلٌ سرى في ربوع الأرض يزدهرُ
ونبضةُ القلب في أعماقها أملٌ***إن طال ليلي فهذا الليلُ ينحسرُ
لن أشتكي وعيونُ الله تحرسني***من ضيعةٍ.. أضياع الروح يغتفرُ؟
فلي نقاوةُ نفسي لا يخالطُها***شكٌّ بخالقها ما هدَّها الغررُ
سَلسالها طيبٌ من كفِّ منقذِها***وريقُها كزلالٍ مسَّهُ الزهَرُ
تقيم هادئةً في ركن مسجدِها***وتلحقُ الركب هدباً إن غزا عُمَرُ
عزيزةٌ إن رأت دئباً يداهمها***وتنحَني للندى إن أقبلَ المطرُ
لا أرتضي العزَّ في فقدِ الهدى سبباً***ولي رضاً بالطوَى إن كان لي قدرُ
ما قدَّر اللهُ مكتوبٌ له قِدمٌ***لا ينمحي خطهُ مهما سعى البشرُ
وإن شكا الناس من داءٍ ومخمصةٍ***إلى عبيدٍ فقد ذلُّوا وما ظفروا
أعلَّقوا الغيب بالأوهامِ تُرعدهمْ؟***لن يجري الغيب مرهوناً بما نشروا
وهل حمى الناسَ مخلوقٌ له جسدٌ***فالضعف أوَّلهُ والمنتهى خوَرُ
إن كنت تشكو فنادِ الله في ثقةٍ***والجأ إليهِ.. فبعد الصبر تنتصرُ
واترك سبيل الهوى إذ أنت في سفرٍ***لا بدَّ من آخرٍ مهما نأى السَّفَرُ
واللهِ ما ناظري قد ضلَّ مشهدَهُ***وما به ألمٌ يعمى لهُ البصرُ
لكنه صوَّرَ الأفلاكَ في زمنٍ***تسعى كواكبه كي يحزنَ القمرُ
ترى أأسري بليلٍ خطَّهُ القَدرُ؟***أم أُثقلُ الخطوَ حتى يسلمَ العمرُ؟



__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
 
[حجم الصفحة الأصلي: 16.44 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 15.81 كيلو بايت... تم توفير 0.63 كيلو بايت...بمعدل (3.82%)]