عرض مشاركة واحدة
  #2  
قديم 25-07-2021, 01:25 AM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم متصل الآن
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 161,004
الدولة : Egypt
افتراضي رد: الإبداع والتربية الإبداعية

ومن الجدير ذِكرُه أن المشكلة التي نتحدث عنها هي الأسلوب المتَّبَع لحل يَكمُن بتراتب هذه الخطوات:
عرض المشكلة.
عرض الحقائق والأفكار.
إيجاد الحل.
قَبول الحل.


3- سمات المتعلمين المبدعين:
توصَّل أحد الباحثين[11] إلى أن من سمات وصِفات المتعلم المبدع ما يلي:
أ- العقل المتسائل الخلاق: وهي صفة تولَد مع الإنسان وتعزِّزها التربية والتدريب المبكِّر، فهي صفة محيِّرة؛ لأنها تتحدى فضول الأسرة، حيث ينتمي شخصان إلى نفس الأسرة موحَّدة وسهلة، بل يبحث في الأعماق لإيجاد البدائل.

ب- القدرة على التحليل: وهي القدرة على الحصول على المعلومات وتحليلها أو تجميعها، ثم تقويمها والاحتفاظ بها بشكل منظَّم؛ من أجل استخدامها في مواضعها الصحيحة.

جـ- النشاط المتميز: وذلك بكثرة السؤال عمَّا يدور حوله وامتلاك درجة عالية من الذكاء، وإدراك الأشياء بطريقةٍ تختلف عن إدراك الآخرين.

إن الإبداع قوة دافقة وطاقة خلاقة، وقدرة على التجديد والتغيير؛ كل ذلك إن لم يُبنَ على أصول، تَضْمَنُ سلامتَه وصلاحه واستمراريته ونماءه - انحرف إلى وجهة غير صحيحة، وكانت له آثاره السلبية على الفرد والمجتمع[12]؛ إذ نجد "إبداعًا" في الشَّغْب والانحراف الأخلاقي، وهذا يهدم أكثر مما يبني؛ لهذا علينا كمربِّين أن نشجع على الإبداع التربوي الهادف، الذي ينمي ويساهم في الارتقاء بالمنظومة التربوية.

4- العوامل المحفِّزة على الإبداع: وههنا أقف عند بعضها:
دعم روح المغامرة والابتكار لدى المتعلمين.

اتباع طريقة الاكتشاف وبيداغوجيا حل المشكلات للانفتاح على الاهتمامات الخاصة واليومية للمتعلمين.

تشجيع ما يسمى بدينامية الجماعات والعمل التعاوني لاكتشاف المواهب والطاقات المتعلمة - المبدعة.

تكثيف التكوينات المستمرَّة للمدرسين؛ من أجل تطوير إستراتيجياتهم في التدريس وتنمية الحسِّ التواصلي والعلاقات الإنسانية.

احترام الآراء ووجهات النظر المختلفة باتباع طريقة "العصف الذهني" للخروج بتوجهات علمية دقيقة.

5- المعيقات التي تحول دون الإبداع: وإلى جانب العوامل المحفِّزة تقف مجموعةٌ من المثبِّطات أمام تنمية الإبداع لدى المتعلمين، ولعل من أبرزها:
البرنامج الدراسيَّ الحامل للموارد المعرفية المكثفة التي لا تشجع الإبداع.

ضغط الحيز والزمن البيداغوجي ومدى ارتباطها بالامتحانات الإشهادية، مما يدفع المدرسين إلى اعتماد الطريقة الكلاسيكية في التدريس، المبنيَّة على التلقين وإملاء الملخصات.

طريقة الاختبارات والتقويم الكلاسيكي: الذي يتميز بمطالبة المتعلمين باستظهارها واسترجاع المعارف دون الارتقاء إلى المستويات العليا من التفكير.

الضغط النفسي والإخفاقات المتكررة التي لا تُتْبع بالدعم والمواكبة التربوية (Accompagnement pédagogique)؛ لمعالجة الاختلالات والتعثُّرات والنقائص التي يعاني منها المتعلم.

على سبيل الختم: فالإبداع والابتكار من الضرورات والعناصر الملحَّة والآنية، التي يتحتَّم توفيرها في المدرسة الحديثة؛ وذلك نتيجة لتزايد الطموحات، وتعدد الحاجات وتنوعها؛ إذ تشكل العولمة بمختلف تجلِّياتها وما تمليه من تحديات في شتى نواحي الحياة ومجالاتها - أحد أبرز النقاط الجوهرية التي تستدعي الأخذ بالإبداع التربوي في العملية التعليمية التعلمية؛ لإيجاد مدرسة العصر بكل مقوماتها النهضوية.


[1] حجاج عبدالفتاح أحمد، 1995، رؤى مستقبلية لإعداد المعلم العربي في ضوء تحديات القرن الحادي والعشرين، جامعة الإمارات العربية المتحدة، كلية التربية (24 و27 ديسمبر).

[2] - الاختراع: يعني إنتاج مركب من الأفكار أو إدماج جديد لوسائل من أجل غاية معينة. - الابتكار: التطبيق العملي الناجح للأفكار المبدعة في عملية الإنتاج. - الاكتشاف: يعني اكتسابًا لمعرفة جديدة انطلاقًا من أشياء كان لها وجود من قبل، سواء أكان هذا الوجود ماديًّا (مثلاً الاكتشافات الجغرافية) أم نتيجةَ ترتيب لمعلومات سبَق وجودها (إنتاج دراسة علمية). - الموهبة: قدرة فطرية أو استعداد موروثٌ في مجال أو أكثر من المجالات العقلية، والإبداعية، والفنية والرياضيَّة... تحتاج إلى الكشف والرعاية؛ لتبلغ أقصى حد ممكن.

[3] جون هارتلي، (أبريل 2007،) الصناعات الإبداعية: كيف تنتج الثقافة في عالم التكنولوجيا والعولمة؟ ترجمة بدر السيد سليمان الرفاعي، سلسلة عالم المعرفة، المجلس الوطني للثقافة والفنون والآداب) - الكويت العدد 338، أبريل 2007، ص 158.

[4] - RAYNAL F. et RIEUNIER A., 2005, Pédagogie: Dictionnaire des concepts clés, 5ème édition, Paris, éd ESF éditeur.

[5] ناديا هايل السرور، 2003، مدخل إلى تربية المتميزين والموهوبين، ط4، دار الفكر، عمان، ص 224.

[6] صالح محمد أبو جادو، 2004، تطبيقات عملية في تنمية التفكير الإبداعي، دار الشروق، عمان، ص 27.

[7] Suzanne Filteau (printemps 2012) , la créativité sous toutes ses coutures) , revue Pédagogie légiale , VOL. 25 NO 3,p26, avec modifécation.

[8] حسن إبراهيم عبدالعال (2005)، التربية وصناعة الإبداع، دار الصحابة للتراث بطنطا، ط 1، مصر، ص90.

[9] ألكسندرو روشكا (ديسمبر 1989)، الإبداع العام والخاص، ترجمة غسان عبدالحي أبو فخر، سلسلة عالم المعرفة (المجلس الوطني للثقافة والفنون والآداب) - الكويت، العدد 144، ص 13 - 14.

[10] ألكسندرو روشكا (ديسمبر 1989)،مرجع سابق، ص 94، بتصرف يسير.

[11] مضاوي علي محمد السبيل (2013)، الإبداع في الإدارة المدرسية والإشراف التربوي، فهرسة الملك فهد الوطنية، عنيزة، ط1، ص 45 - 46.

[12] محمد علي محمود (2002)، تنمية مهارات التفكير من خلال المناهج التعليمية (رؤية مستقبلية، جدة، دار المجتمع للنشر والتوزيع، ط1، ص96.


__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
 
[حجم الصفحة الأصلي: 22.57 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 21.94 كيلو بايت... تم توفير 0.63 كيلو بايت...بمعدل (2.78%)]