عرض مشاركة واحدة
  #3  
قديم 12-07-2021, 03:27 AM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم متصل الآن
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 161,030
الدولة : Egypt
افتراضي رد: معجم مصطلحات القصيدة العربية



الموشحات: شكلٌ من أشكال الأدَب العربي، ظهَر منذ القِدَم، ويمثِّل في صياغته ثورةً على الشكل التقليديِّ المتعارَف عليه للقصيدة العربيَّة، بعد أن كانت تتكوَّن من وحدات لغويَّة متوالية تحت بعضها، تتكوَّن كلُّ وحدة من شطرين، نسمِّي الأولى صدرًا والثانية عجُزًا، صرنا أمام موشح يتكوَّن من أجزاء، لكلِّ جزء مسمًّى خاص به، فهناك الأقفال والأبيات، والأسماط والأغصان، والخرجات؛ فالأقفال هي تلك الأجزاء المتَّفِقة في الوزن والقافية والعدَد، والأبيات تلك الأجزاء المتَّفقة في الوزن والعدد لا في القافية، ويرجح أنَّ الموشَّح نشأ بالأندلس / إسبانيا عندما كان العرب يعيشون هناك، أو ببلاد المشرِق في أواخر القرن الثالث للهجرة، والسرُّ في انتشاره صلاحيته للغِناء، وسمِّي الموشَّحُ بهذا الاسم تشبيهًا له بالوشاح أو القِلادة المرصَّعة باللآلئ والجواهِر وتتزيَّن بها المرأةُ، ومخترِعُه في الأندلس مقدم بن معافى القبري، وهذا على سبيل المثال نموذج للقفل وللبيت من موشحة للأديب ابن سهيل الإشبيلي؛ فنموذج القفل قوله:
هل دَرى ظبيُ الحِمى أن قَد حمى
قلبَ صبٍّ حله عن مكنسِ

فهْوَ في حرٍّ وخفقٍ مثلما
لعبَت ريحُ الصبا بالقبسِ


ونموذج البيت قوله:
يا بدورًا أطلعَت يوم النوى
غررًا تسلك في نهج الغَرَر

ما لعيني وحدها ذنبٌ سوى
منكمُ الحسنُ ومن عيني النَّظَر

أجتني اللَّذَّات مكلوم الجوى
والتذاذي من حبيبي بالفِكَر

وإذا أشكو بوجدي بسما
كالرُّبى والعارضِ المنبجسِ

إذ يقيم القَطْرُ فيها مأتمًا
وهْيَ مِن بهجتها في عُرُسِ[9]


اللزوميات: أو لزوم ما لا يلزم صياغة شعريَّة تتَّصل بالشاعر أبي العلاء المعري المتوفى 449 ه، فقد ألزم نفسَه في عدد من قصائده جمَعَها ديوانُه اللزوميات بحرف أو مقطع غير ضروري تكراره يَسبق حرف الرَّوي على غير عادة الشعراء العرب في زمانه وما سبقه، ولا شك في أنَّ هذه المنهجيَّة المميزة له تعكس رؤيته للعالم مِن ولنفسه، هذه الرُّؤية التي كان يغلفها قدرٌ كبير من اليأس والتمرُّد، ويمكن التدليل على هذا المصطلح بقوله:
لم يقدر اللهُ تهذيبًا لعالمنا
فلا ترومنَّ للأقوام تَهذيبا

ولا تصدِّق بما البرهان يبطلُه
فتستفيد من التصديق تكذِيبا


فقد التزم في جميع الأبيات بالذال والياء قبل حرف الرَّوي الباء[10].

المعارضات الشعريَّة: جمع معارضة؛ وتعني المحاكاة والتَّقليد، عندما يحاكِي أديبٌ لاحِقٌ بقصيدته أديبًا سابقًا في الزمن، مستخدِمًا الوزنَ الموسيقي نفسه والقافيةَ نفسها التي وظَّفَها الشاعرُ السابق عليه، ويساعد على هذه المحاكاة غالبًا ما في تجربة الشاعر اللاحق من مناطق اتِّفاق وتشابه من حيث الفِكرة والحالة والنفسيَّة مع تجربة الشاعر السابق عليه؛ وأشهر نماذج المعارضات في أدبنا العربي الحديث قصائد أحمد شوقي التي اقتفى فيها أثر السَّابقين، أمثال: البحتري، وابن زيدون والبوصيري[11]، ومن أمثلة ذلك معارضته للبحتري في قصيدته التي يتألَّم فيها ويحنُّ إلى وطنه وهو في مَنفاه، يقول في أولها:
اختلافُ النَّهارِ والليل يُنسي ♦♦♦ اذكرا لي الصبا وأيَّامَ أُنسي

إنَّه قد استخدم فيها البحرَ الموسيقي (الخفيف) وحرف الرَّوي السين المكسورة محاكيًا بذلك البحتري في العصر العباسي الذي قال قصيدةً منها مطلعها الذي يقول:
صنتُ نفسي عمَّا يدنِّسُ نفسي ♦♦♦ وترفَّعتُ عن جَدَا كلِّ جِبْسِ

من هنا يمكن القول: إنَّ العلاقة بين الشاعرين في المعارضات تقومُ على الترادف الذي يعين عليه ما بين الاثنين: السَّابِق واللَّاحق المقلِّد له من نقاط اتِّفاق، بينما العلاقة بين الاثنين في النقائض تقوم على التضادِّ، الذي مبعثه حالة خصومة بين الاثنين، الأول الذي يبدِع والثاني الذي ينقضه.
يتبع

__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
 
[حجم الصفحة الأصلي: 19.45 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 18.82 كيلو بايت... تم توفير 0.63 كيلو بايت...بمعدل (3.23%)]