عرض مشاركة واحدة
  #2  
قديم 12-07-2021, 03:26 AM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم متصل الآن
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 159,742
الدولة : Egypt
افتراضي رد: معجم مصطلحات القصيدة العربية

وقد يتوسَّع غرَض الفخر ليشمل الفخرَ بالأهل / القبيلة قديمًا، وفي العصر الحديث الفخر بالأوطان؛ فهذا عمرو بن كلثوم في معلَّقته الشَّهيرة في العصر الجاهلي يفخر بقبيلته قائلًا:
ونحن الحاكِمون إذا أُطعنا
ونحن العازِمون إذا عُصِينا

ونحن التَّاركون لما سَخِطنا
ونحن الآخِذون لما رَضينا


وهذا أحمد شوقي يقولُ في قصيدة النيل في مطلعها:
مِن أيِّ عهد في القرى تتدفَّقُ ♦♦♦ وبأيِّ كفٍّ في المدائن تغدقُ؟

وهذا حافظ إبراهيم يفخر بالوطن في قصيدته مصر تتحدَّث عن نفسها، منها قوله:
وقَفَ الخلْقُ ينظرون جميعًا
كيف أبني قواعِدَ المجدِ وحدي

وبناة الأهرامِ في سالف الدَّهْ
رِ كفونِي الكلامَ عند التحدِّي


الهِجاء: الإشارة إلى معايِب ومَثالب يلصقها الشَّاعِرُ بما يراه ومَن يراه، ولا شك في أنَّ غرض الهجاء يقع على الضدِّ من الأغراض السابقة، نحن إذًا أمام عاطفتين متناقضتين؛ الأولى ترتبط بالحبِّ والاستحسان، سواء أكان صادِقًا أم مصطنعًا، نرى ذلك في الغَزل والمدح، والرِّثاءِ والفخر، في مقابل عاطفة تقوم على الكُره والبغض، نلمح ذلك في الهِجاء الذي قد يتوجَّه إلى إنسان أو غير إنسان، وفي القديم هناك شاعر اشتهر كثيرًا بهذا الغرض (الحطيئة / جرول بن أوس)، خرج ذات يوم يطلب أحدًا يهجوَه، فلمَّا لم يجد هجَا نفسَه قائلًا:
أبَت شفتاي اليومَ إلَّا تكلُّمًا
بشرٍّ فما أدري لِمن أنا قائلُه

أرى ليَ وجهًا شوَّه الله خلقَه
فقُبِّح من وجهٍ وقُبِّح حامِلُه


الاعتذار: يأتي عادة لإظهار النَّدمِ على فعلٍ حدَث، أو حال وقعَت، ويريد المعتذِر أن يبرِّئ نفسَه؛ لينجوَ من اللوم، أو يحاول إصلاح الحال بتفسير أو شرح معقولٍ لها؛ لكي يرجع الأمورَ إلى مجراها العادي، وفي سبيل هذه الغاية يحرص الشاعِرُ بذكاء على إسداء الثَّناء وإظهار المدح لِمن يعتذر إليه؛ وأشهر الشعراء الذين لهم باعٌ وريادة في هذا الغرَض النَّابغة الذبياني في العصر الجاهلي؛ فقد كان كثيرَ التردُّد على النعمان بن المنذر ملِك الحيرة، وعلى الغساسنة أمراء الشام في ذلك الزَّمن؛ فوشى به البعض عند النعمان فغضِبَ عليه وتوعَّده؛ ففرَّ إلى قومه في نجد، ثمَّ إلى الغساسنة وبقي مقيمًا عندهم مدَّة من الزمن وفي نفسه استرضاء النُّعمان، حتى تمكَّن من ذلك فعاد إليه وقدَّم له قصائد اعتذاريَّة وجدَت شهرةً في شعرنا العربي، منها قوله:
أتَاني أبيتَ اللَّعنَ أنَّك لمتني
وتلك التي أهتمُّ منها وأنصبُ

حلفتُ فلم أترك لنفسِك ريبةً
وليس وراء اللهِ للمرء مَذهبُ

لئن كنتَ قد بُلِّغت عنِّي خيانةً
لَمبلِغُك الواشي أغشُّ وأكذبُ

وإنَّك شمسٌ والملوك كواكبُ
إذا طَلعَتْ لم يبدُ منهنَّ كوكبُ

فإن أكُ مظلومًا فعبدٌ ظلمتَه
وإن تك ذا عتبى فمثلُك يُعتِبُ


الوصف: في شِعرِنا العربي القديم يُقصد به حديث الشَّاعِر عن رحلته في الصَّحراء ودابَّته التي يركبها إن كانت ناقة أو حصانًا وعن ليلِه الطَّويل وما يلاقيه فيه، وهذا الموضوع عادة ما يَجعل له الشَّاعرُ أوَّلَ القصيدة، ثمَّ يغادره بعد ذلك إلى الغرض الرئيس من قصيدته إن كان مدحًا أو رثاء أو فخرًا أو هجاء... إلخ مِن الأغراض؛ فهذا امرؤ القيس على سبيل المثال يصِف حصانَه العبقري قائلًا:
مكرٍّ مفرٍّ مقبلٍ مدبرٍ معًا ♦♦♦ كجُلمود صخرٍ حطَّه السيلُ من علِ

ويلحق بهذا وصف الشَّاعر لحالته النفسيَّة من خلال حديثه عن اللَّيل ووصفه له في بدايات قصيدته؛ فها هو ذا امرؤ القيس في العصر الجاهلي يقول واصفًا:
وليلٍ كمَوجِ البحر أرخَى سدولَه ♦♦♦ عليَّ بأنواعِ الهمومِ ليبتلي

المقطوعات: أبيات من الشِّعر تقلُّ في عددها عن سبعة أبيات، وقد انتقلَت القصيدةُ العربية منذ العصر الجاهلي من المقطوعة إلى القصيدة التي تَبدأ في عدد أبياتها من سبعة أبيات بحدٍّ أدنى قد يَطول على يدِ واحدٍ من العرب اسمه (عدي بن ربيعة) من قبيلة تغلب ولقِّب بالمهلهل؛ لأنَّه أول مَن هلهل القصيدةَ العربية؛ أي: أطالها وخرج بها من مرحلة المقطوعة[6].

المعلَّقات: هي القصائد الطوال التي لنفاسَتِها وقيمتها وشدَّة تعلُّق القلوب بها قرَّرَت الجماعةُ العربيَّة في العصر الجاهلي من خلال عدد من أفرادها النابهين أصحاب الرأي والفصاحة كتابتها بماء الذَّهَبِ وتعليقها على أستار الكعبة، وقد اختُلف في عددها بين سبع قصائد، أو عشر قصائد؛ فلو سِرنا خلفَ الرَّأي القائل بأنَّها عشرة فإنَّ أصحابها هم: امرؤ القيس، وطرفة بن العبد، وزهير بن أبي سلمى، ولبيد بن ربيعة، وعمرو بن كلثوم، وعنترة بن شداد، والحارث بن حلِّزَة، والأعشى ميمون، والنَّابغة الذبياني، وعبيد بن الأبرص.

أمَّا الرَّأي القائل بأنَّهم سبعة فإنَّه يُخرِج منهم الأعشى وعبيد والنَّابغة، وقد كان النابغة محكمًا لهذه القصائد؛ إذ كان ينشدها هؤلاء المشاهير السَّبعة أمامَه فيجيزها ويقرُّ بكتابتها وتعليقها على أستار الكعبة، وأطلق عليها كذلك الأسماط السبعة، جمع سِمط، هو الخيط الذي ينظم فيه الخرَز ونحوه من لآلئ[7]، وهذا نموذج مطلع معلَّقة امرئ القيس:
قِفا نبكِ مِن ذِكرى حبيبٍ ومنزل ♦♦♦ بسِقط اللِّوى بين الدخول فحوملِ

ومطلع معلَّقة عنترة بن شدَّاد:
هل غادَرَ الشعراءُ من متردَّم ♦♦♦ أم هل عرفتَ الدَّارَ بعد توهمِ

النقائض: جمع نقيضة، وهي في معاجم اللُّغة من النَّقض في البِناء، وهو الهَدْم، والنَّقيضة في حقل الشِّعر تعني أن يقول شاعر قصيدة يهجو فيها شاعرًا آخَر، طاعِنًا فيه وفي قومه، ويفخر فيها بنفسه وبقومه؛ فيجيبه الشَّاعِر الآخَر بقصيدة ناقضًا ما جاء به هذا الشَّاعِر الأول مستخدِمًا في ذلك الوزن نفسه والقافيةَ نفسها التي استخدمَها الشاعرُ الأول، وقد انتشر هذا الفنُّ بشكلٍ واضح في عصر بني أميَّةَ، وقد شجَّعَت عليه السُّلطة في ذلك الوقت، مع العلم أنَّ جذوره تعود إلى عصور سابقة عليه؛ إذ كان يطلَق عليه في الماضي السابق على عهد بني أمية المنافرات؛ ومن أشهر شعراء هذا الفن في الحقبة الأموية جرير والفرزدق وغيرهما[8]؛ فهذا جرير يقولُ مفتخِرًا على وزن بحر الوافر الموسيقي:
إذا غضبَت عليك بنو تميمٍ ♦♦♦ حسبتَ النَّاس كلهم غِضابا

فيردُّ عليه شاعِرٌ يُدعى العباس قائلًا من البحر الموسيقي نفسه والقافية نفسها:
لقد غضبَت عليك بنو تميمٍ ♦♦♦ فما نكأَت بغضبَتِها ذبابا
يتبع

__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
 
[حجم الصفحة الأصلي: 23.77 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 23.14 كيلو بايت... تم توفير 0.63 كيلو بايت...بمعدل (2.64%)]