عرض مشاركة واحدة
  #2  
قديم 10-07-2021, 01:19 AM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم غير متصل
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 158,926
الدولة : Egypt
افتراضي رد: أهمية تعليم المرأة

ثم ذكر البوصيري قوله: "على كل مسلم" أي مكلف؛ ليخرج غير المكلف من الصبي والمجنون، وموضوعه الشخصي، فيشمل الذكر والأنثى، وقال السخاوي في المقاصد: ألحق بعض المصنفين بآخر هذا الحديث (ومسلمة) ليس لها ذكر في شيء من طرقه، وإن كانت صحيحة المعنى، "واضع العلم عند غير أهله" قال الطيبي: هذا يشعر بأن كل مسلم يختص باستعداد، وله أهل، فإذا وضعه في غير موضعه فُقد، فمثله تقليد أخس الحيوانات بأنفس الجواهر، تهجينًا لذلك الوضع وتنفيرًا عنه.








وفي تعقب هذا التمثيل قوله: "طلب العلم" إعلامٌ بأنه ينبغي لكل أحد طلب ما يليق باستعداده ويوافق منزلته بعد حصول ما هو واجبٌ من الفرائض العامة، وعلى العالم أن يخص كل طالب بما هو مستعد له. انتهى.



وفي الزوائد: إسناده ضعيف لضعف حفص بن سليمان، وقال السيوطي: سئل الشيخ محيي الدين النووي - رحمه الله تعالى - عن هذا الحديث فقال: إنه ضعيف. أي: سندًا، وإن كان صحيحًا متنًا أي: معنًا، وقال تلميذه جمال الدين المزي: هذا الحديث روى من طرق تبلغ رتبة الحسن، وهو كما قال: فإني رأيتُ له نحو خمسين طريقًا، وقد حققها في جزء. انتهى[10].








لذلك فإنه ورد عنه صلى الله عليه وسلم حديث رواه مجاهد أنه صلى الله عليه وسلم قال: "لا يتعلم العلم مستح ولا مستكبر" لذلك قالت عائشة رضي الله عنها: نعم النساء نساء الأنصار لم يمنعهن الحياء أن يتفقهن في الدين. حتى أنهن كن يسألن رسول الله صلى الله عليه وسلم عن غسل المرأة فيجيبهن ولا يجعل الحياء مانعا في التفقه في الدين أو العلم[11].








لذلك، ولحرص المرأة في عهد النبي صلى الله عليه وسلم على حضور مجالس الوعظ والعلم فقد خرّجت مدرسة رسول الله صلى الله عليه وسلم عددا كبيرا من النساء برزن في مجال الفقه والحديث وغيرها من مجالات العلم المختلفة[12].








نستخلص من كل ما سبق ذكره أهمية تعليم المرأة في الإسلام شئون دينها ودنياها وفتح المجال أمامها على مصراعيه بما يتناسب وطبيعتها.



هذا، والتعليم في حد ذاته حصانة للمرأة، ونبراس لها ينير طريق دينها ودنياها لتعرف أمورها كلها حق المعرفة، حقوقها وواجباتها، كما أنها تؤدي واجبها على أكمل وجه مع زوجها وأبنائها ومجتمعها، فهي تتفهم دورها جيدا داخل أسرتها وفي إطار مجتمعها. فلا تبخل بالعطاء في كل ميادين الحياة التي تتيسر لها والتي هيأها الله لها.







[1] صحيح البخاري، كتاب العلم، باب الاغتباط في العلم والحكمة حديث رقم (73) ج 1 صـ 32، وانظر أيضا التجريد الصريح للإمام الزبيدي كتاب العلم حديث رقم (65) صـ 28 شرح مصطفى ديب بغا، كما أخرجه مسلم في صلاة المسافرين، باب فضل من يقوم بالقرآن، ويعلمه حديث رقم (816) ج 6 صـ 345 - 346.




[2] صحيح البخاري، كتاب العلم، باب فضل من علم وعلّم، حديث رقم (79) ج 1 ص 34 وأيضا التجريد الصريح للإمام الزبيدي حديث رقم (69) صـ 29.




[3] انظر: صحيح البخاري: كتاب العلم، باب تعليم الرجل أمته وأهله. حديث رقم (97) ج 1 ص 40 وانظر أيضا التجريد للإمام الزبيدي في رواية عن "أبي موسى" حديث رقم (82) ص 33.




[4] المصدر السابق للزبيدي ص 33.




[5] كتاب العلم: باب عظة الإمام النساء وتعليمهن. حديث رقم (98) ج 1 ص 40، وكتب العيدين، باب العلم الذي بالمصلى، حديث (977) ج 1 ص 295.




[6] صحيح البخاري كتاب العلم، باب هل يجعل للنساء يوم على حدة في العلم حديث رقم (101) ج 1 ص 42. وأيضا كتاب العيدين، باب عظة الإمام للنساء يوم العيدين حديث رقم (978)، (979) ج 1 ص 295 ص 296، ومختصر صحيح مسلم في كتاب صلاة العيدين حديث رقم (884، 885، 890) مج 1 ص 313 - 315، وأيضًا شرح صحيح مسلم للنووي، كتاب صلاة العيدين حديث رقم (884) ج 6 ص 421.





[7] انظر: المرأة في الإسلام، دراسة مقارنة، للمؤلفة ص 102.




[8] صحيح البخاري: كتاب العلم، باب العلم والعظة بالليل حديث رقم (115) ج 1 ص 45 - 46.




[9] انظر: سنن ابن ماجه: المقدمة، باب فضل العلماء والحث على طلب العلم، حديث رقم (5/ 224) ج 1 صـ 146، وقد انفرد ابن ماجه بهذا الحديث.




[10] انظر تعقيب البوصيري في الحاشية عند هذا الحديث في المصدر السابق صـ 146 - 147.




[11] انظر: صحيح البخاري، باب الحياء في العلم جـ 1 صـ 51، وأيضا المرأة في الإسلام ص 102.




[12] انظر: المرأة في الإسلام دراسة مقارنة ص 145 - 160، وأيضا كتاب محمد صلى الله عليه وسلم والمرأة للمؤلفة، المكتبة الأكاديمية، الفصل الثالث: المرأة في مدرسة محمد صلى الله عليه وسلم من ص 95 - 130.





__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
 
[حجم الصفحة الأصلي: 22.30 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 21.68 كيلو بايت... تم توفير 0.63 كيلو بايت...بمعدل (2.82%)]