عرض مشاركة واحدة
  #1  
قديم 10-07-2021, 01:19 AM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم متصل الآن
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 159,002
الدولة : Egypt
افتراضي أهمية تعليم المرأة

أهمية تعليم المرأة
د. سامية منيسي








لا بد من تعليم الأم جيداً قبل زواجها، وقبل أن تقوم هي بدورها في تربية أبنائها وتعليمهم والإشراف على بيتها ومشاركة زوجها معترك الحياة. لذلك كان الإسلام - وهو الشريعة التي أنصفت المرأة وكرَّمتها وردَّت إليها آدميتها - يحث دائماً على تعليم المرأة، فقد أمر الإسلام بالعلم للرجل والمرأة على سواء..








ورد في القرآن الكريم آيات عديدة تحث على العلم وتكرِّم العلم والعلماء؛ يقول تعالى: ﴿ يَرْفَعِ اللَّهُ الَّذِينَ آَمَنُوا مِنْكُمْ وَالَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ دَرَجَاتٍ ﴾ [المجادلة: 11].



ويقول تعالى: ﴿ وَقُلْ رَبِّ زِدْنِي عِلْمًا ﴾ [طه: 114].



ويقول تعالى: ﴿ شَهِدَ اللَّهُ أَنَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ وَالْمَلَائِكَةُ وَأُولُو الْعِلْمِ قَائِمًا بِالْقِسْطِ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ ﴾ [آل عمران: 18].



ويقول تعالى: ﴿ اقْرَأْ بِاسْمِ رَبِّكَ الَّذِي خَلَقَ * خَلَقَ الْإِنْسَانَ مِنْ عَلَقٍ * اقْرَأْ وَرَبُّكَ الْأَكْرَمُ * الَّذِي عَلَّمَ بِالْقَلَمِ * عَلَّمَ الْإِنْسَانَ مَا لَمْ يَعْلَمْ ﴾ [العلق: 1 - 5].



وغير ذلك من آيات الله البينات التي تحث على العلم وطلبه.








كذلك ورد في أحاديث رسول الله صلى الله عليه وسلم ما يحث على طلب العلم سواء للرجل أو للمرأة. فعن ابن مسعود رضي الله عنه قال: قال النبي صلى الله عليه وسلم: "لا حسد إلا في اثنتين رجل آتاهُ الله مالا فسلطه على هلكته في الحق، ورجل آتاه الله الحكمة فهو يقضي بها ويعلمها"[1].








وقال أيضاً في حديث رواه أبو موسى رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "مثل ما بعثني الله به من الهدى والعلم كمثل الغيث الكثير أصاب أرضا فكان منها نقيَّة قبلت الماء فأنبتت الكلأ والعشب الكثير، وكانت منها أجادب أمسكت الماء فنفع الله بها الناس فشربوا وسقوا وزرعوا، وأصاب منها طائفة أخرى إنما هي قيعان لا تمسك ماء ولا تنبت كلأ، فذلك مثل من فقه في دين الله ونفعه ما بعثني الله تعالى به فعلم وعلَّم، ومثل من لم يرفع بذلك رأسا ولم يقبل هدى الله الذي أُرسلت به"[2].








وعن تعليم المرأة على وجه الخصوص ورد عن النبي صلى الله عليه وسلم في حديث عن أبي بردة عن أبيه عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: "ثلاثة لهم أجران: رجل من أهل الكتاب آمن بنبيه وآمن بمحمد صلى الله عليه وسلم، والعبد المملوك إذا أدى حق الله وحق مواليه. ورجل عنده أمة فأدبها فأحسنن تأديبها وعلمها فأحسن تعليمها ثم أعتقها فتزوجها فله أجران"[3].








وقد روى الحديث بصورة أخرى عن أبي موسى رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال. قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "ثلاثة لهم أجران رجل من أهل الكتاب آمن بنبيه وآمن بمحمد صلى الله عليه وسلم، والعبد المملوك إذا أدى حق الله تعالى وحق مواليه، ورجل عنده أمة يطؤها فأدبها فأحسن تأديبها وعلّمها فأحسن تعليمها ثم أعتقها فتزوجها فله أجران"[4].








كذلك أخرج البخاري في كتاب العلم حديثا عن ابن عباس قال: أشهد على النبي صلى الله عليه وسلم أن رسول الله صلى الله عليه وسلم خرج ومعه بلال فظن أنه لم يُسمع النساء فوعظهن وأمرهن بالصدقة فجعلت المرأة تلقى القرط والخاتم وبلال يأخذ في طرف ثوبه"[5].








كما كان النبي صلى الله عليه وسلم يحرص على أن يجعل للمرأة يوما يعظها فيه ويعلمها أمور دينها ودنياها. من ذلك ما روى عن أبي سعيد الخدري أن النساء قلن للنبي صلى الله عليه وسلم: غلبنا عليك الرجال، فاجعل لنا يوما من نفسك فوعدهن يوما لقيهن فيه فوعظهن وأمرهن، فكان مما قال لهن: "ما منكم امرأة تقدم ثلاثة من ولدها إلا كان لها حجابا من النار". فقالت امرأة: واثنين. فقال: "واثنين"[6].








وبذلك كان النبي صلى الله عليه وسلم يحرص على تعليم المرأة بصفة عامة، وكانت المرأة تحضر دروس العلم ومجالسه مع رسول الله صلى الله عليه وسلم وتسأله وتناقشه وتتفهم وتعي كل ما يقال لها ويدرّس لها[7].








لذلك كان النبي صلى الله عليه وسلم يأمر المرأة - مثلها في ذلك مثل الرجل - أن تقوم الليل تطلب العلم والعظة، فعن أم المؤمنين أم سلمة رضي الله عنها قالت: استيقظ النبي ذات ليلة فقال: "سبحان الله ماذا أنزل الله من الفتن وماذا فتح من الخزائن، أيقظوا صويحبات الحجر، فرب كاسية في الدنيا عارية في الآخرة"[8].








كما أمر النبي صلى الله عليه وسلم بطلب العلم لكل مؤمن ومؤمنة.. فقد ورد عن حفص ابن سليمان، عن محمد بن سيرين، عن أنس بن مالك قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "طلب العلم فريضة على كل مسلم، وواضع العلم عند غير أهله كمقلد الخنازير الجوهر، واللؤلؤ، والذهب"[9].








وفي حاشية البوصيري على هذا الحديث في سنن ابن ماجه قال: قوله: "طلب العلم فريضة" قال البيهقي في المدخل: أراد - والله تعالى أعلم - العلم الذي لا يسع البالغ العاقل جهله، أو علم ما يطرأ له، أو أراد أنه فريضة على كل مسلم حتى يقوم به من فيه كفاية، وقال: سئل ابن المبارك عن تفسير. هذا الحديث، فقال: ليس الذي يظنون، إنما هو أن يقع الرجل في شيء من أمور دينه فيسأل عنه حتى يعلمه.



وقال البيضاوي: المراد من العلم مالا مندوحة للعبد منه، كمعرفة الصانع والعلم بوحدانيته ونبوة رسوله صلى الله عليه وسلم وكيفية الصلاة، فإن تعلمه فرض عين.



وقال الثوري: هو الذي لا يُعذر العبد في الجهل به.



وقيل: هو علم البيع والشراء والنكاح والطلاق إذا أراد الدخول في شيء من ذلك يجب عليه طلب علمه. وقيل: هو علم الفرائض الخمس التي بنى عليها الإسلام، وقيل: هو طلب علم التوحيد بالنظر والاستدلال والنقل، وقيل: هو طلب علم الباطن، وهو ما يزداد به العبد يقينًا، وهو الذي يكتسب بصحبة الصالحين، والزهاد والمقربين، فهم ورثة علم النبيين صلوات الله عليهم أجمعين انتهى.



يتبع





__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
 
[حجم الصفحة الأصلي: 25.84 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 25.21 كيلو بايت... تم توفير 0.63 كيلو بايت...بمعدل (2.43%)]