عرض مشاركة واحدة
  #2  
قديم 06-07-2021, 03:06 AM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم غير متصل
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 160,690
الدولة : Egypt
افتراضي رد: ملامح إسلامية في شعر د. عبدالرحمن العشماوي




وحينما يُناجي الشاعرُ الحبيبةَ في قصيدته التصويريَّة الجميلة: "بعض أوراقي" من ديوان "إلى حواء" ص/ 181 قائلاً:



قُولِي لِعَيْنَيْكِ أَنِّي فِي مُحِيطِهِمَا

سَيَّرْتُ مَرْكَبَ أَحْلاَمِي وَأَشْوَاقِي




يَا نَبْتَةً فِي رِيَاضِ الْحُبِّ سَامِقَةً

أَبْرَمْتِ فِي ظِلِّهَا عَهْدِي وَمِيثَاقِي







فهذه المُناجاة العاطفيَّة تُهذِّبُها نظرةٌ إسلاميَّة سامية؛ إذْ يقول الشاعر بعد البيت السابق!



لاَ تَحْسَبِي أَنَّ حُبِّي سَوْفَ يَجْعَلُنِي

أُقِرُّ نَفْسِي عَلَى عِصْيَانِ خَلاَّقِي







وهو حينما يشرح للحبيبة مبدِيًا مدى حبِّه في قصيدته: "قطعة من ذاتي" من ديوان: "إلى حوَّاء" ص/ 177 فيقول:



مِنْ أَيْنَ جِئْتِ قَصَائِدِي مُخْضَلَّةً

شَوْقًا وَقَلْبِي وَارِفُ الْخَلَجَاتِ




أَوْغَلْتُ فِي كُلِّ القُلُوبِ فَلَمْ أَجِدْ

قَلْبًا كَقَلْبِكِ صَادِقَ الزَّفَرَاتِ







فهو لا يَنساق للشَّوق، بل يقوده، ويقف في وجهه، ويسمو به؛ حتَّى لا يقع في هوَّة النَّزوات؛ إذْ يقول الشَّاعر في قصيدته الجميلة التصويرِ المتماسكة البِنَاء:



وَوَقَفْتُ فِي وَجْهِ اشْتِيَاقِي صَامِدًا

أَحْمِي حِمَى نَفْسِي مِنَ النَّزَوَاتِ







ولا تَخْلو قصيدة عاطفيَّة للعشماوي من هذا المنظور، ولا يُمكِنُنا أن نَجِد في أشعاره الوجدانيَّة غزَلاً خارجًا أو مشاعر دونيَّة، أو وصفًا مجرَّدًا مثيرًا للغرائز، لا يَحِيد عنه؛ فالحُبُّ عنده حبٌّ طاهر عفيف نقي مشرق كضوء الفجر، كما يقول في قصيدته: "الأمل الذي احترق" من ديوان "إلى حواء" ص / 117:



حُبِّيَ الطَّاهِرُ أَسْمَى هَدَفًا

فَأَعِيذِيهِ بِرَبِّ الفَلَقِ




أُشْهِدُ اللهَ عَلَى عِفَّتِهِ

وَعَلَى الطُّهْرِ وَحُسْنِ الْخُلُقِ




لاَ تَظُنِّي أَنَّ حُبِّي كَالْهَوَى

لَيْسَ ضَوْءُ الفَجْرِ مِثْلَ الغَسَقِ







وقد يتوهَّم القارئ - للوهلة الأولى - أن تصويرًا حسِّيًّا لمفاتن المرأة وردَ في بعض قصائد العشماوي من شأنه أن ينأى بها عن المنظور الإسلاميِّ.



كما في قوله مستهلاًّ قصيدته: "ضدَّان يا أختاه" في ديوان "إلى حواء" ص/ 79:



هَذِي العُيُونُ وَذَلِكَ القَدُّ

وَالشِّيحُ وَالرَّيْحَانُ وَالنِّدُّ




هَذِي الْمَفَاتِنُ فِي تَنَاسُقِهَا

ذِكْرَى تَلُوحُ وَعَبْرَةٌ تَبْدُو




سُبْحَانَ مَنْ أَعْطَى.. أَرَى جَسَدًا

إِغْرَاؤُهُ لِلنَّفْسِ يَحْتَدُّ


يتبع
__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
 
[حجم الصفحة الأصلي: 19.22 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 18.59 كيلو بايت... تم توفير 0.63 كيلو بايت...بمعدل (3.27%)]