عرض مشاركة واحدة
  #10  
قديم 06-07-2021, 02:58 AM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم غير متصل
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 161,201
الدولة : Egypt
افتراضي رد: الإسلام والعروبة في الشعر السعودي... عبدالسلام هاشم حافظ نموذجًا

عُرُوبَتُنَا يَزْدَهِيهَا الْخُلُودُ
وَتَارِيخُنَا يَسْتَثِيرُ العِبَادْ

فَنَحْنُ شُعُوبُ الْهُدَى وَالرَّشَادْ

ويختم قصيدته بقوله:
فَنَحْنُ شُعُوبُ الْهُدَى وَالرَّشَادْ
شُعُوبُ العُرُوبَةِ رَمْزُ الوِدَادْ






وفي وضوح تامٍّ يَجمع الشاعر - صراحةً - بين العروبة والإسلام؛ فالبلاد العربيَّة مَهْد الطُّهر، ومَهْبط الوحي، وأرض الأنبياء؛ لذا فالعُروبة مرتبطةٌ بالإسلام، هكذا يَقْرن الشَّاعرُ العروبةَ بالإسلام دائمًا، فيقول في قصيدة "نكبة فلسطين"[82]:



وَطَنِي أَيَا أُنْشُودَةَ الأَوْفِيَاءْ

وَشُعْلَةً تَذْكُو بِنُورِ السَّمَاءْ




غَنَّاكَ عِيسَى فِي جَلالِ التُّقَى

وَشَهِدْتَ دُنْيَا الطُّهْرِ بِالأَنْبِيَاءْ




وَأَشَعْتَ أَنْوَارَ الْمَحَبَّةِ لِلعِبَادْ







شهد "عبدالسلام هاشم حافظ" أحداثًا جسامًا مرَّت على الأمة العربيَّة خلال النصف الثاني من القرن المنصرِم؛ ففي مصر، أخذ المصريُّون "يستعدُّون لكفاح الإنجليز في (القَنال)، ويُعِدُّون له عُدَّته من تلقاء أنفسهم، وتجلَّت بطولة الفدائيِّين في مُهاجمَة المعسكَرات والمَخافر والمُنشآت البريطانيَّة في منطقة (القنال)، مما تردَّد صداه في صحف العالَم، وكان من أقوى الدعايات لمصر ضدَّ الاحتلال البريطاني"[83]، وقامت ثورة يوليو سنة 1952م بعد أن ساءَتْ أحوالُ البلاد، وأصبح من الضروريِّ تغييرُها، وكان التغيير على يد عددٍ من ضُبَّاط الجيش (الضُّباط الأحرار)، وكان على الثورة بعد ذلك مواجهةُ الاستعمار الذي اضْطُرَّ إلى توقيع اتفاقيَّة الجلاء في أكتوبر سنة 1954م، وخرج آخِرُ جنديٍّ بريطاني من مصر، وأُعلِنت الجمهورية العربية المتَّحِدة في أول فبراير سنة 1958م، وانتُخِب الرئيس "جمال عبدالناصر" رئيسًا لها"[84].



واحتلَّت فرنسا تونُسَ سنة 1881م، ثم قامت الثَّورة العراقيَّة في 14 يوليو 1958م بقيادة الجيش والأحرار، وأنهَت الحُكم الملَكي، وأعلنت الجمهورية، ولقد قام الجيش في السُّودان بثورةٍ سلميَّة في نوفمبر 1958م بقيادة الفريق "إبراهيم عبود" القائد العامِّ للجيش السوداني، وتم تشكيل مجلسٍ أعلى للقيادة يتولَّى سُلطة الحكمَ في السودان.



وفي الجزائر ازداد روح الحماس الوطني، وواصل المجاهدون الجزائريُّون كفاحهم من أجل تحرير بلادهم، ولقد كانت هذه الانتصارات المُتتالية أكبرَ مشجِّع على الاستمرار في الكفاح والجهاد"[85].



"وقد اصطَلى العربُ بنار الاستِعمار، ثم اكتَوَوا بخطر الصِّهْيونية، فتَعالى هتافُهم بالقوميَّة، ودوَّى صوتهم بالوحدة؛ إذْ أيقَنوا أنَّ وحدتَهم حِصنٌ لهم يَدرأ عنهم المخاطر والحُتوف"[86].



كما شهد شاعِرُنا هزيمةَ 1967م، وما تَبِعَها من أحداث أثَّرَت في وجدان الأمَّة العربية كلِّها، وقد أحدثَتْ هذه الهزيمة زلزالاً قويًّا في نفسيَّة الشُّعوب العربية كافَّة، وشاعرِنا خاصة، ووجَدْنا الشاعر يهبُّ في وجه الظلم، رافضًا لما أسماه بـ (المأساة) "ذكرى نكسة 5 يونيو 1967م"، ومعلنًا عن رغبةٍ أكيدة في تحويل (المأساة) إلى نورٍ يعمُّ أرجاء البلاد؛ فيقول في قصيدة "رفض الهزيمة"[87]:



لاَ.. لَنْ أَهُونَ وَمُقْلَتَايَ تُحَدِّقُ

قَلْبِي يُنَازِعُهُ الصَّبَاحُ الشَّيِّقُ




لِيُحَطِّمَ القَيْدَ العَتِيَّ وَيَرْتَقِي

لِيُحَوِّلَ الْمَأسَاةَ نُورًا يَدْفُقُ




وَيُبَدِّدُ الظُّلُمَاتِ فَجْرٌ رَيِّقُ







ويقرن الشَّاعر انتصارَ الأمَّة العربية، ممثَّلةً في مصر، في السَّادس من أكتوبر سنة 1973م على إسرائيل المغتصِبة الباغية، بغزوة بَدْر، ويسمِّيها "بَدْر الجديدة"، ويتغنَّى الشاعر بهذا الانتِصار من مُنطلَق انتصار العرب على صِهْيَون؛ فيقول[88]:



يَا بَهْجَةَ العِيدِ.. قَبْلَ العِيدِ إِنْبَثَقَتْ

شَمْسُ انْطِلاَقَتِنَا تَفْرِي أَعَادِينَا



يتبع
__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
 
[حجم الصفحة الأصلي: 19.55 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 18.92 كيلو بايت... تم توفير 0.63 كيلو بايت...بمعدل (3.21%)]