عرض مشاركة واحدة
  #5  
قديم 06-07-2021, 02:53 AM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم غير متصل
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 157,763
الدولة : Egypt
افتراضي رد: الإسلام والعروبة في الشعر السعودي... عبدالسلام هاشم حافظ نموذجًا

قَدْ أَظْلَمَتْ حَوْلِيَ الآفَاقُ وَاصْطَرَعَتْ
آمَالِيَ الزُّهْرُ بَيْنَ اليَأْسِ وَالسَّقَمِ

وَالْجِسْمُ أَضْنَتْهُ عِلاَّتٌ بِهِ عَظُمَتْ
حَتَّى عَرَى القَلْبَ هَوْلُ الْهَمِّ وَالْهِمَمِ

وَحَيْرَتِي بَلَغَتْ أَعْلَى مَدَارِجِهَا
وَمَأْمَلِي مِنْ عَطَايَا اللهِ بِالرّحمِ


ويقول واصفًا حالته المرَضِيَّة الخطيرة، ومبيِّنًا أثرَ العِلَّة والمرض في نَظْم الشِّعر[37]:
القُلاَبُ[38] الَّذِي رَاعَنِي
فِي شَبَابِي أَذَابَ القُوَى

قَيَّدَ اللَّحْنَ فِي مَعْزَفِي
هَدَّمَ العُمْرَ بَيْنَ الشَّرَرْ

كَمْ دَهَتْنِي اللَّيَالِي وَكَمْ
بِالْمَآسِي سَقَتْ مُهْجَتِي

بَدَّدَ الدَّاءُ أَحْلاَمَنَا
وَالضَّنَى زَادَ مِنْ عَثْرَتِي

وَافْتَقَدْتُ الْمُنَى تَائِهًا
زَائِغَ الفِكْرِ أَهْوَى السَّهَرْ

أَنْظِمُ الشِّعْرَ فِيهَا كَمَا
لَوْ خُلِقْتُ سَعِيدَ القَدَرْ



ويتألَّم الشاعر بعد أيامٍ قلائل من إجراء عمليَّة جراحية في قلبه[39]:
مَا هَذِهِ الآلاَمُ فِي جِسْمِي وَفِي
نَفْسِي وَإِحْسَاسِي وَرُوحِي الغَالِيَهْ

صَخْرٌ.. صُخُورٌ فَوْقَ رَأْسِي الْمُثْقَلِ
وَعَلَى ضُلُوعِي وَالْحَنَايَا الدَّامِيَهْ



"والأديب الرومانسيُّ - شاعرًا وناثرًا - يَعتقد أنه صاحبُ رسالة تقوم على مُثُلٍ عُليا من الأخلاق، لا سبيل إلى سعادة المجتمع الإنساني بدونها، وهو مدفوعٌ إلى بلاغ هذه الرِّسالة بما يحسُّ في عالَمِه الوجدانيِّ من وجودٍ روحي يحنُّ إلى عالَمِه الرُّوحي القديم، ويَسمو به على شهوات الحياة الدُّنيا وأطماعِها، ويَفتح عينَيْه على ما في حياة النَّاس حولَه من انعدام المحبَّة والتَّعاطف والوفاء، ومن السَّعي وراء المال والجاه، وعلى ما في مجتمَعِه من مآسي الظُّلم والفقر ومظاهر الدَّمامة"[40].

وهذا هو سِرُّ مُعاناة الشَّاعر، ومنطلق دعوته للإصلاح ومحاربة الفساد؛ ولذا فإنَّنا نجد الشَّاعر يتَّخِذ المرأة أساسًا للإصلاح، أو للفساد، فإذا اهتمُّ المجتمع بشأن المرأة، ونشَّأَها التنشئة الدِّينية الصحيحة، ضَمِنَّا مجتمعًا خالِيًا من الرَّذائل، وآمِنًا مُستقرًّا، وإذا أهمَلْنا في تنشئتها، ولم تعتَدَّ بالقيم الدِّينية السليمة، انهارَ المجتمَع؛ ولِذا نجد الشاعر يُنادي المرأة العربيَّة بأن تَعُود إلى الدِّين وتعاليمه القويمة، وألاَّ تسرف في التعرِّي والسُّفور، وأَوْلى بها البيت، ويَدْعوها إلى التمسُّك بدينها، فلا تغترَّ ولا تستجهل، وألاَّ تسير وراء التقليد الأعمى لنساء الغَرْب، وينبع حديثُه عن قضايا المرأة من أساس الدِّين الإسلامي؛ فهو يَرى أنَّ مكانها الحقيقيَّ ليس ميدان العمل الذي تُشارك به الرجل مِثلاً بمِثْل، وإنَّما مَكانها الذي وضَعَها الله فيه أن تكون سكَنًا لزوجها، وأُمًّا لأولاده، وأن تقَرَّ في بيتها، فيقول[41]:
أَوْلَى بِكِ اليَوْمَ يَا حَسْنَاءُ أَنْ تَرْجِعِي
عَنْ دَرْبِكِ الشَّائِكِ الْمَجْهُولِ أَنْ تَزْرَعِي


يتبع
__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
 
[حجم الصفحة الأصلي: 18.65 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 18.02 كيلو بايت... تم توفير 0.63 كيلو بايت...بمعدل (3.37%)]