النظرة الموضوعية للمراهقة
محمد عبدالرحمن صادق
والمتأمل فيما ذكر من آيات يجد أنها تدور في ثلاثة محاور:
1- الشهادة بالحكمة وحسن التصرف: كما ورد في حق نبي الله إبراهيم عليه السلام ﴿ وَلَقَدْ آتَيْنَا إِبْرَاهِيمَ رُشْدَهُ ﴾ [الأنبياء: 51].
2- التطاول بالسخرية والتسفيه: كما ورد من قوم شعيب عليه السلام حين قالوا له: ﴿ إِنَّكَ لَأَنْتَ الْحَلِيمُ الرَّشِيدُ ﴾ [هود: 87].
3- الإقرار بالتحقير والاستهزاء: كما ورد في حق فرعون لعنه الله حيث قال تعالى: ﴿ إِنَّكَ لَأَنْتَ الْحَلِيمُ الرَّشِيدُ ﴾ [الفاتحة: 87].
سادساً: نماذج لتعامل النبي صلى الله عليه وسلم مع أخطاء المراهقين: عن أبي أمامة الباهلي رضي الله عنه قال: " إنَّ فتًى شابًّا أتى النبيَّ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ فقال: يا رسولَ اللهِ ائذنْ لي بالزِّنا فأقبل القومُ عليه فزجَروه وقالوا: مَهْ مَهْ فقال: ادنُهْ فدنا منه قريبًا قال: فجلس قال: أَتُحبُّه لِأُمِّكَ؟ قال: لا واللهِ جعلني اللهُ فداءَك قال: ولا الناسُ يُحبونَه لأُمهاتِهم قال: أفتُحبُّه لابنتِك قال: لا واللهِ يا رسولَ اللهِ جعلني اللهُ فداءَك قال: ولا الناسُ يُحبونَه لبناتِهم قال: أفتُحبُّه لأُختِك قال: لا واللهِ جعلني اللهُ فداءَك قال: ولا الناسُ يُحبونَه لأَخَواتِهم قال: أَفتُحبُّه لعمَّتِك قال: لا واللهِ جعلني اللهُ فداءَكَ قال: ولا النَّاسُ يُحبُّونَه لعمَّاتِهم قال: أفتُحبُّه لخالتِك قال: لا واللهِ جعلني اللهُ فداءَكَ قال: ولا النَّاسُ يحبونَه لخالاتِهم قال: فوضع يدَه عليه وقال: اللهمَّ اغفرْ ذنبَه وطهِّرْ قلبَه وحصِّنْ فرْجَهُ فلم يكن بعد ذلك الفتى يلتفتُ إلى شيءٍ " (رواه الألباني بإسناد صحيح).
• هنا نجد أن النبي صلى الله عليه وسلم يعلم المربين ألا يعاقبوا الشاب على ما يُفصح عنه من خطأ بل يجب أن يكونوا على دراية تامة بخصائصه النفسية التي تحتاج إلى التلطف وفتح باب الحوار لكي يفهم الشاب أبعاد المشكلة وخطورتها ثم نبدأ في تفنيدها ومناقشتها من أجل الوصول للأسلوب الأمثل للعلاج وكذلك يجب ألا نغفل عن استجاشة مشاعره وتفجير الخير بداخله والاستعانة بالله أولاً وأخيراً.
2- عن أمير المؤمنين علي بن أبي طالب رضي الله عنه قال: " بعثَني النَّبيُّ صلَّى اللَّهُ عليهِ وسلَّمَ إلى اليمَنِ قاضيًا فقلتُ: تبعثُني إلى قومٍ وأَنا حدَثُ السِّنِّ ولا عِلمَ لي بالقضاءِ؟ فوَضعَ يدَهُ على صَدري، فقالَ: ثبَّتَكَ اللَّهُ وسدَّدَكَ، إذا جاءَكَ الخصمانِ فلا تَقضي للأوَّلِ حتَّى تَسمعَ منَ الآخَرِ، فإنَّهُ أجدرُ أن يَبينَ لَكَ القضاءُ قالَ: فما زِلتُ قاضيًا " وَهَذا لفظُ حديثِ داودَ بنِ عُمرَ الضَّبِّيِّ، وبعضُهُمِ أتمُّ كلامًا من بعضٍ (رواه أحمد).
• وهنا نتعلم كيف نُسدي النصيحة للشباب ونغرس الثقة في نفوسهم مع تعهدهم بالدعاء.
3- عن أنس بن مالك رضي الله عنه أنَّ النَّبيَّ صلَّى اللَّهُ عليْهِ وسلَّمَ دخلَ على شابٍّ وَهوَ في الموتِ فقالَ كيفَ تجدُكَ؟ قالَ واللَّهِ يا رسولَ اللَّهِ إنِّي أرجو اللَّهَ وإنِّي أخافُ ذنوبي فقالَ رسولُ اللَّهِ صلَّى اللَّهُ عليْهِ وسلَّمَ لا يجتَمِعانِ في قلبِ عبدٍ في مثلِ هذا الموطِنِ إلَّا أعطاهُ اللَّهُ ما يرجو وآمنَهُ ممَّا يخافُ " رواه الترمذي وحسنه الألباني).
• وهنا نتعلم أهمية الحفاظ على فطرة الشاب نقية طاهرة يحسن مراقبة ربه ويكون على وجل من العقاب وسوء المصير. ونتعلم أيضاً كيف نبث السكينة والطمأنينة في من بلغ به الخوف مبلغه وأن نبشره بأن حاله هذا سيكون سبباً في تبليغه ما يريد.
• والنماذج في هذا الجانب كثيرة وإنما ذكرنا هذه الأمثلة كنماذج للآباء والمربين يضعونها نصب أعينهم لأن سوء التعامل مع مشكلات الشباب في هذه المرحلة يُفسد ولا يُصلح ويَكسر ولا يُقوِّم.
سابعاً: نماذج لبعض المراهقين من ذاكرة التاريخ الإسلامي: إن ذاكرة التاريخ الإسلامي زاخرة بنماذج من الشباب الذين كانوا فيما نسميه الآن (سن المراهقة) وبالرغم من ذلك فعلوا ما ربما يستعصي على غيرهم من الرجال في العلم والعبادة والجهاد وفي كل المجالات على مر العصور، ونسوق هذه النماذج لتكون زاداً ونبراساً لشبابنا وللآباء والمربين والقائمين على المؤسسات التربوية ومناهجها ليعلموا أن هذه المرحلة إنما هي مرحلة البذل والعطاء والجهد والمثابرة إذا أحسنا قيادة دفتها وأحسنا الأخذ بزمامها دون إفراط أو تفريط، فهي كالطوفان الجارف الذي إذا أحسن توجيهه جاء بالخير والنماء وإذا ترك ليحدد مساره ومصيره أتى على الأخضر واليابس وما خلف ورائه إلا خراباً ودماراً.
1- علي بن أبي طالب أول فدائي في الإسلام يفتدي النبي صلى الله عليه وسلم بنفسه. جاء في كتاب "السيرة النبوية في ضوء القرآن": فلما كانت عتمة الليل اجتمع فتيان من قريش على بابه، وبيدهم السيوف المرهفة، ويتطاير من عيونهم شرر الغدر والمكيدة، فلما رأى رسول الله صلّى الله عليه وسلّم مكانهم، قال لعلي بن أبي طالب: نم على فراشي، وتسج ببردي هذا الحضرمي الأخضر، فإنه لن يخلص إليك منهم شيء تكرهه. وكان رسول الله صلّى الله عليه وسلّم ينام في برده هذا إذا نام، فسمع عليّ لما أشار به رسول الله وأطاع طيّبة بذلك نفسه، وبذلك كان أول فدائي شاب في الإسلام، فقد وقى رسول الله بنفسه، وهو يعلم أنه على قيد أذرع من سيوف المشركين ورماحهم، وكان هذا التدبير المُحكم الذي أشار به جبريل عليه السلام مما لبّس الأمر على المشركين المتربصين للنبي، فكانوا إذا نظروا من خلل الباب وجدوا النائم فيظنونه النبي، بينما هو الفتى الشجاع علي رضي الله عنه.
2- جابر بن عبدالله - رضي الله عنه - وهو مِن رُواة الحديث، كان عمره عند الهجرة ستةَ عَشَرَ عامًا، حضر غزوات النبي صلى الله عليه وسلم إلا غزوةَ بدر وغزوة أُحُد وذلك لأن والده قد منعه ليشهدهما هو وبعد أن استشهد والده في أُحُد، ثم لم يتخلف جابر - رضي الله عنه - عن غزوةٍ بعدها.
3- عبدالله بن عمر بن الخطاب رضي الله عنهما شارك في غزوة الخندق وهو ابن 15 سنة.
4- عبدالله بن يزيد الأنصاري رضي الله عنه شهد بيعةَ الرضوان وعمره 17 عامًا.
5- أسامة بن زيد رضي الله عنه قاد جيش المسلمين وبه كبار الصحابة وعمره 18سنة.
6- الأرقم بن أبي الأرقم رضي الله عنه جعل بيته مقراً لالتقاء الرسول صلى الله عليه وسلم بالصحابة رضوان الله عليهم في مكة وعمره كان 16 سنة.
7- طلحة بن عبيد الله رضي الله عنه أسلم مبكرًا، فكان أحد الثمانية الذين سبقوا إلى الإسلام، وهاجر إلى المدينة، وشارك في جميع الغزوات في العصر النبوي إلا غزوة بدر حيث كان بالشام، وكان ممن دافعوا عن النبي محمد في غزوة أحد حتى شُلَّت يده، فظل كذلك إلى أن مات.
8- الزبير بن العوام رضي الله عنه أسلم الزبير وهو ابن ست عشرة سنة، وقيل ابن اثنتي عشرة سنة، وقيل ابن ثمان سنوات، وكان إسلامه بعد إسلام أبي بكر الصديق، فقيل أنه كان رابع أو خامس من أسلم. أول من سلّ سيفه لله في الإسلام وهو حواريّ النبي صلي الله عليه وسلم. شارك في جميع الغزوات في العصر النبوي، فكان قائد الميمنة في غزوة بدر، وكان حامل إحدى رايات المهاجرين الثلاث في فتح مكة، وكان ممن بعثهم عمر بن الخطاب بمدد إلى عمرو بن العاص في فتح مصر، وجعله عمر بن الخطاب في الستة أصحاب الشورى الذين ذكرهم للخلافة بعده.
9- معاذ بن عمرو بن الجموح ومعوّذ بن عفراء رضي الله عنهما قتلا أبا جهل في غزوة بدر وكان قائداً للمشركين. عن عبدالرحمن بن عوف رضي الله عنه قال: " بينا أنا واقفٌ في الصفِّ يومَ بدرٍ. نظرتُ عن يميني وشمالي. فإذا أنا بين غُلامَينِ من الأنصارِ. حديثةٍ أسنانُهما. تمنيتُ لو كنتُ بين أضلَعَ منهما. فغمزني أحدُهما. فقال: يا عمِّ! هل تعرف أبا جهلٍ؟ قال: قلتُ: نعم. وما حاجتُك إليه؟ يا ابنَ أخي! أخبرتُ أنه يسبُّ رسولَ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ. والذي نفسي بيدِه! لئن رأيتُه لا يفارقُ سوادي سوادَه حتى يموتَ الأعجلُ منا. قال: فتعجَّبتُ لذلك. فغمزني الآخرُ فقال مثلَها. قال: فلم أنشبْ أن نظرتُ إلى أبي جهلٍ يزول في الناسِ. فقلتُ: ألا تريانِ؟ هذا صاحبُكما الذي تسألانِ عنه. قال: فابتدراه، فضرباه بسيفِهما، حتى قتلاه. ثم انصرفا إلى رسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ. فأخبَراه. فقال [أيكما قتلَه؟] فقال كلُّ واحدٍ منهما: أنا قتلتُ. فقال [هل مسحتُما سيفَيكما؟] قالا: لا. فنظر في السَّيفَين فقال [كلاكما قتلَه] وقضى بسلَبه لمعاذِ بنِ عمرو بنِ الجَموحِ. [والرجلانُ: معاذُ بنُ عَمرو بنُ الجموحِ ومعاذُ بنُ عَفْراءَ] [رواه مسلم].
10- زيد بن ثابت بن الضحّاك الأنصاري رضي الله عنه أسلم يوم قدم رسول الله صلى الله عليه وسلم المدينة وكان سنه 16 سنة وكان يتيماً حيث توفي والده يوم بُعاث وسنه لا يتجاوز إحدى عشرة سنة، وأسلم مع أهله وباركه الرسول محمد صلى الله عليه وسلم بالدعاء. كان كاتب الوحي، شيخ المقرئين، مفتي المدينة، وكان من رواة الحديث.
• إن النماذج الشبابية عديدة وليست قاصرة على الرجال فقط...
• فما دور السيدة أسماء في الهجرة عنا بخفي. وما دور السيدة أم كلثوم بنت عقبة بن معيط رضي الله عنها بمجهول، تلك الفتاة التي تحدت قومها وهاجرت للمدينة وفيها وفي أمثالها نزلت آيات سورة الممتحنة.
• وهذا الدور ليس قاصراً على هذا الجيل فقط بل إن الأمثلة كثيرة أمثال:
• عبد الرحمن الناصر وعصره الذهبي في حكم الأندلس والنهضة العلمية بها.
• محمد الفاتح وفتح القسطنطينية التي استعصت على كبار القادة حينها.
• محمد القاسم وفتح بلاد السند وكان من كبار القادة العسكريين في عصره.
• وغيرهم الكثير والكثير. والنماذج مُمتدة امتداد الزمان إلى يومنا هذا وإلى أن يرث الله تعالى الأرض ومن عليها.
ثامناً: الغرب يتجرع مرارة فساد أخلاق المراهقين:إن من يصدرون لنا النظريات والفلسفات لا يفعلون ذلك حباً فينا ولا خدمة للبشرية كما يروجون ولكنهم يفعلون ذلك لكي نأخذها كما هي فنعاني نفس معاناتهم ونكتوي بما اكتووا به من نار.
1- جاء في كتاب (الغرب يتراجع عن التعليم المختلط) تأليف " بفرلي شو " ترجمة " د. وجيه حمد عبد الرحمن " يقول البروفسور الألماني " يودفو ليفيلتز " كبير علماء الجنس في جامعة برلين في إحدى دراساته الجنسية بأنه درس علوم الجنس، وأدوار الجنس، وأدوية الجنس، فلم يجد علاجاً أنجح ولا أنجع من قول الكتاب الذي نزل على محمد (صلى الله عليه وسلم): ﴿ قُلْ لِلْمُؤْمِنِينَ يَغُضُّوا مِنْ أَبْصَارِهِمْ وَيَحْفَظُوا فُرُوجَهُمْ ﴾ و﴿ وَقُلْ لِلْمُؤْمِنَاتِ يَغْضُضْنَ مِنْ أَبْصَارِهِنَّ وَيَحْفَظْنَ فُرُوجَهُنَّ ﴾ [سورة النور، الآيتان: 30، 31].
2- جاء في كتاب (معاناة المرأة في الغرب) تقول الصحفية الأمريكية "هيليان ستانبري": "امنعوا الاختلاط، وقيدوا حرية الفتاة، بل ارجعوا إلى عصر الحجاب، فهذا خير لكم من إباحية وانطلاق ومجون أوربا وأمريكا. امنعوا الاختلاط، فقد عانينا منه في أمريكا الكثير، لقد أصبح المجتمع الأمريكي مجتمعًا معقدًا، مليئًا بكل صور الإباحية والخلاعة، وإن ضحايا الاختلاط والحرية يملؤون السجون والأرصفة والبارات والبيوت السرية، إن الحرية التي أعطيناها لفتياتنا وأبنائنا قد جعلت منهم عصابات أحداث، وعصابات للمخدرات والرقيق. إن الاختلاط والإباحية والحرية في المجتمع الأوربي والأمريكي قد هدد الأسرة، وزلزل القيم والأخلاق".
3- إن الانحدارُ الأخلاقي في أمريكا جَعَل الرئيس الأمريكي السابق جون كندي يقول: "إنَّ الشباب الأمريكي مائعٌ ومُترَف وغارق في الشهوات، ومن بين كل سبعة شباب يَتَقَدَّمُون للتجنيد منهم ستةٌ غير صالحين؛ وذلك لأننا سَعَيْنا لإباحة الاختلاط بين الجنسين في الجامعة بصوَر مستهترة؛ مما أدَّى إلى انهماكهم في الشهوات".
4- التحرش الجنسي وصل لمرحلة وبائية في الجامعات البريطانية والأمريكية: نشرت صحيفة "الغارديان" تقريراً تقول فيه أن هناك 169 شكوى ضد موظفين أكاديميين وغير أكاديميين، في الفترة ما بين العام الدراسي 2011-2012 إلى العام الدراسي 2016-2017، وهناك 127 شكوى أخرى ضد موظفين مقدمة من زملائهم. وينقل معدو التقرير عن الشريكة الرئيسة في شركة "ماكليستير أوليفاريوس" للقانون، الدكتورة آن أوليفاريوس، قولها: "هذه الأرقام صادمة، لكن للأسف، فإنه من خلال خبرتنا، نستطيع القول إنها لا تمثل سوى غيض من فيض.. تحرش الموظفين الجنسي بالطلاب وصل إلى مستويات وبائية في الجامعات البريطانية، ولا تمتلك معظم الجامعات آليات فعالة لمنع الموظفين من الضغط على الطلاب لإقامة علاقات جنسية، وعندما يحصل ذلك، فإن الفعل التأديبي شبه غائب، فالمسؤولون هم في العادة زملاء لديهم محفزات كثيرة لعدم التدخل ". وأضافت أوليفاريوس أن "الطالبات الشابات يكن عادة قلقات من عواقب القيام بتقديم شكوى ضد موظف، ولذلك فإنهن عندما يفعلن ذلك، فإن همّ الجامعة الرئيسي يكون هو التقليل من شأن الاعتداء، وحماية سمعتها بالتكتم على الموضوع".
• نتج عن الدراسة التي أجريت في إحدى الجامعات الأمريكية سنة 1998 أن 25% من الإناث التي أجريت عليهن الدراسة إما أنهن تعرضن للاغتصاب أو تعرضن إلى محاولة اغتصاب.
• Project on the Status and Education of Women. The Problem of Rape on Campus
• وفي إحصائية قامت بها رابطة الجامعات الأمريكية في حرم 27 جامعة وذلك في شهر مايو 2015م أظهرت تعرض ما لا يقل عن 23 % من طالبات الجامعات الأمريكية للتحرش الجنسي. ووصف نائب الرئيس - في ذلك الوقت - " جو بايدن " ظاهرة التحرش الجنسي في الجامعات بالـ"وباء".
ومن خلال هذا العرض السريع نوقن أن الغرب يصدر إلينا أفكاراً وفلسفات ونظريات اكتوى بنارها ويجند من بني جلدتنا من يتبناها ويروج لها.
وختاماً: من المتفق عليه أن هذه المرحلة من أصعب مراحل العمر ولكي تمر بسلام يجب مراعاة ما يلي:
1- لا يجب أن نتعامل مع مرحلة المراهقة بالتهويل ولا بالتهوين فلا يجب أن يكون هناك إفراط تضيع معه الملامح الشخصية وفرض للوصاية يلغي هذا الكيان الإنساني فما نجده إلا مُتردداً هشاً مهضوم الحق خانع ذليل. ولا يجب أن يكون هناك تفريط يترك زمام الأمور يفلت من الجميع فيفرز لنا الشخصية الفوضوية المستهترة التي تخطيء أكثر ما تصيب وتفسد أكثر ما تصلح.
2- يجب أن ندرك أن هذه المرحلة هي مرحلة التكليف الشرعي فلو أهملناها شاب صاحبها على ما شب عليه.
3- يجب أن ندرك أن مشكلات المراهقة ليست من المسلمات البديهية ولكنها تأتي نتيجة الأخطاء التربوية التي يقع فيها المعنيين بذلك.
4- يجب المبادرة بعلاج ما يظهر من مشكلات وهي في مهدها وعدم تركها أو التماس العذر للشاب لكونه مراهقاً.
5- لا يجب أن نتلقى العلوم والنظريات والفلسفات الغربية على أنها مُسلمات قابلة للتطبيق في مجتمعاتنا الشرقية أو في مجتمعنا الإسلامي دون أسلمتها.
6- يجب توفير الإمكانيات التي تمكن الشباب في هذه المرحلة من الإبداع وتفجير ما لديهم من طاقة فيما هو مفيد.
7- يجب تسليط الضوء على القدوات الإسلامية المؤثرة في كل المجالات وفي كل العصور ووضع تراجمهم وسيرهم ضمن المناهج التعليمية لتكون زاداً ونبراساً للشباب.
8- يجب البعد كل البعد عن التقليد الأعمى لكل ما هو غربي تحت مسمى الانفتاح والمدنية.
9- يجب الاهتمام بالكوادر الشبابية وتنميتها وتكوين نخبة من القدوات الشبابية.
10- يجب أن يوقن الآباء وكل القائمين على المؤسسات التربوية ومنهاهجها أن الاستثمار الأمثل هو ما يكون في بناء جيل سليم العقيدة، صحيح العبادة، متين الخلق، قوي الجسم، مثقف الفكر، مجاهداً لنفسه، نافعاً لغيره..... إلى غير ذلك من الصفات التي تبني الإنسان القادر على حفظ الأوطان.
• تلك عشرة كاملة بها وبغيرها نستطيع بناء كيانات بشرية تناطح الجبال في رسوخها وشموخها، مع الوضع في الاعتبار اختلاف الفروق الفردية وباقي العوامل المؤثرة في تكوين الشخصية حيث أننا لا نتعامل مع قوالب جامدة ولنكن على يقين أنه ليس هناك في السلوك الإنساني ما هو متفق عليه.
أسأل الله تبارك وتعالى أن يبارك في ذرياتنا وأن يحفظ شبابنا وأوطاننا إنه سبحانه ولي ذلك والقادر عليه.