ومن الضروري أن نشير إلى أن الخطوات الأولى في تعليم مهارة الكلام، تعتمد على طريقة السؤال والجواب، ويزداد عدد الجمل داخل الحوار الواحد بشكل تدريجي؛ ليتعرف الطالب على أنماط متنوعة من الأساليب كالاستفهام والأمر، والنهي والنداء والتعجب، ويدرك وظائفها جيدًا.
إن طريقة القوالب المعدة مسبقًا هي الأنسب لخلق أساس طيب لمهارة الكلام عند الطلاب، فهم سيكررون هذه القوالب ثم ينسجون على منوالها، فيتضح لهم شيئًا فشيئًا طبيعة تكوين الجملة العربية وبعض صورها.
ثالثًا: مهارة القراءة:
تعد القراءة المصدر الأساسي لتعلم اللغة العربية خارج الصف، وهي مهارة تحتاج إلى تدريبات خاصة ومتنوعة، وينبغي أن تقدم القراءة للطالب المبتدئ بشكل متدرج انطلاقًا من الكلمة المفردة، فالجملة ذات التركيب المبسط، ثم الجملة المركبة من مفردات أكثر، ثم يقرأ الطالب الفقرة التي تتألف من بعض الجمل المتحدة في سياقها، وبعدها ينتقل إلى النص الطويل المكون من عدة فقرات تنتظم تحت عنوان واحد وتتناول كل واحدة فكرة جزئية، ومن البدهي أن يعترض الطالب في بادئ الأمر صعوبات فيما يتعلق بالقراءة الجهرية؛ كالتمييز بين الحركات الطويلة والقصيرة، وكذلك الحروف التي ترد أحيانا صوائت وأخرى صوامت.
وللقراءة مهارتان أساسيتان؛ هما: التعرف، والفهم، ويقصد بالتعرف ربط الصوت بالرمز المكتوب والتحليل البصري لأجزاء الكلمات، والتمييز بين أسماء الحروف وأصواتها، وأما الفهم فهو محاولة إقامة علاقة بين الألفاظ والمعاني للتوصل إلى إدراك الوحدات الفكرية للنص والتنظيم الذي اتبعه الكاتب، واستنتاج الأفكار العامة.
وللقراءة نوعان؛ هما:
1- القراءة المكثفة، وفيها يُعنى المعلم بتنمية قدرة الطالب على الفهم التفصيلي لما يقرؤه وتحسين مهارة القراءة الجهرية لديه من نطق صحيح للأصوات والكلمات، وزيادة معدل السرعة في تقديم أداء صوتي سليم ومعبر يعينه على استنباط المعنى وفهم العبارات.
2- القراءة الموسعة، وتعتمد على قراءة نصوص طويلة يطالعها الطالب خارج الصف بتوجيه من المعلم، وتناقش أهم أفكارها داخل الصف؛ لتعميق الفهم، وبذلك يتجرأ الطالب على اختيار ما يريد من الكتب وقراءة محتواه، وفهم قضاياه الرئيسية والاستعانة بالمدرس في استيضاح ما تعذر عن طريق النقاش الموسع في قاعة الدرس.
وأما القراءة من حيث شكل الأداء فتنقسم إلى: قراءة صامتة يستخدم الطلاب فيها أعينهم لمطالعة النص، وتكوين تصور مبدئي يساعد على معرفة ما يدور حوله، والقسم الثاني هو القراءة الجهرية، وفيها ينطق الطالب الرموز الصوتية المكتوبة، ويميز كل وحدة عن تاليتها، ويحدد بدايات الجمل ونهاياتها؛ ليتمكن من تحليل النص إلى أجزاء، ويربط بينها بعلاقة معنوية.
رابعًا: مهارة الكتابة:
يأتي دور مهارة الكتابة متأخرًا في تدريس مهارات اللغة؛ لأنها تمثل المحصلة النهائية لما استوعبه الطالب واختزنه من العناصر اللغوية، فهو سيخط بقلمه ما استمع إليه، وتحدث عنه بالتدريب على رسم الحروف العربية مفردة أو موصلة في مواضعها المختلفة من الكلمة، ووضع الحركات، ومعرفة كيفية التهجئة، ووظائف علامات الترقيم، وبقية القواعد المتعلقة بالجانب الشكلي لعملية الكتابة، والذي قد يتسبب إسقاطه أحيانًا في حدوث لبس في المعنى، أما الجانب العقلي للكتابة، فهو يختص بالمعرفة الجيدة بالألفاظ ومعانيها، وقواعد النحو والتراكيب.
مجالات مهارة الكتابة الآلية:
أ) نقل الكلمات التي يراها على السبورة في الدفاتر نقلاً صحيحًا.
ب) نقل المادة اللغوية من الكتاب المقرر إلى دفتر الواجبات المنزلية.
ج) أداء مهارة الكتابة عن طريق الإملاء للتأكد من قدرة الطلاب على إتقان الشق الآلي للكتابة.
د) استخدام الكتابة في التعليق على الصور، والقصاصات التي قد يدون فيها الطالب سؤالاً أو ملاحظة.
هـ) ملء النماذج والأوراق الرسمية (طلب التحاق أو الحصول على منحة دراسية أو.....).
و) صياغة الإعلانات واللافتات.
ز) تلخيص النصوص المقروءة تلخيصًا وافيًا.
أما النوع الثاني للكتابة، فهو ما يمكن أن نسميه الكتابة الإبداعية، وفيها يكون الطالب أكثر تحررًا من قيود الكتابة الآلية، فلديه الحرية في اختيار الموضوع الذي يرغب في التعبير عنه بقلمه، ويقوم بوضع الأفكار العامة والخاصة له، ويوظف عناصر اللغة لإنشاء ذلك البنيان اللغوي الذي يعبر في النهاية عن شخصيته.
تُنشر بالتعاون مع مجلة (أعاريب)
المصدر: مجلة أعاريب - العدد الرابع - جمادى الآخرة 1435هـ / إبريل 2014م