عرض مشاركة واحدة
  #7  
قديم 29-06-2021, 03:52 AM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم غير متصل
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 163,935
الدولة : Egypt
افتراضي رد: الجانب الأدبي من حياة السيدة عائشة - دراسة أدبية

وفي روايةٍ عند الطبرانيِّ بلفظ: فقال - صلَّى الله عليه وسلَّم -: ((فهل بعثتم معها جاريةً تضرب بالدفِّ وتغنِّي؟)) قلتُ: تقول ماذا؟ قال: ((تقول:
أَتَيْنَاكُمْ أَتَيْنَاكُمْ
فَحَيُّونَا نُحَيِّيكُمْ

وَلَوْلاَ الذَّهَبُ الأَحْمَ
رُ مَا حَلَّتْ بِوَادِيكُمْ

وَلَوْلاَ الْحِنْطَةُ السَّمْرَا
ءُ مَا سَمِنَتْ عَذَارِيكُمْ))



وروى ابنُ ماجَهْ عن أنس بن مالك - رضي الله عنه -:
أنَّ النبِيَّ - صلَّى الله عليه وسلَّم - مرَّ بِبَعْض المدينة، فإذا هو بجوارٍ يَضْرِبْن بدفِّهن، ويتغنَّيْن، ويَقُلْن:
نَحْنُ جَوَارٍ مِنْ بَنِي النَّجَّارِ
يَا حَبَّذَا مُحَمَّدٌ مِنْ جَارِ


فقالَ النبِيُّ - صلَّى الله عليه وسلَّم -: ((يَعْلم الله إنِّي لأُحِبُّكن)).

وروى الترمذيُّ في "الشمائل المحمدية":
عن عائشة - رضي الله عنها - قالتْ: قيل لها: هَلْ كان النَّبِيُّ - صلَّى الله عليه وسلَّم - يتمثَّل بشيْءٍ من الشِّعْر؟ قالتْ: كان يتمثَّل بشِعْر ابْن رواحة، ويتمثَّل ويقول:
وَيَأْتِيكَ بِالأَخْبَارِ مَنْ لَمْ تُزَوِّدِ

ومعنى كلام عائشة - رضي الله عنها -: كان - صلَّى الله عليه وسلَّم - يتمثَّل بشعرٍ لعبدالله ابن رواحة، ويتمثَّل كثيرًا بهذا الشطر من بيت طرفة بن العبد، وهو قوله:
سَتُبْدِي لَكَ الأَيَّامُ مَا كُنْتَ جَاهِلاً
وَيَأْتِيكَ بِالأَخْبَارِ مَنْ لَمْ تُزَوِّدِ



وكان - صلَّى الله عليه وسلَّم - يردِّد أبياتًا من الشِّعر في بعض المواقف:
روى البخاريُّ عن البراء بن عازب - رضي الله عنه - قال: "لَمَّا كان يوم الأحزاب، وخنْدَقَ رسولُ الله - صلَّى الله عليه وسلَّم - رأيتُه ينقل من تراب الخندق، حتى وارى عنِّي الغبارُ جِلْدةَ بطنِه - وكان كثيرَ الشَّعرِ - فسمعْتُه يَرْتجز بكلمات ابن رواحة، وهو ينقل من التُّراب، يقول:
اللَّهُمَّ لَوْلاَ أَنْتَ مَا اهْتَدَيْنَا
وَلاَ تَصَدَّقْنَا وَلاَ صَلَّيْنَا

فَأَنْزِلَنْ سَكِينَةً عَلَيْنَا
وَثَبِّتِ الأَقْدَامَ إِنْ لاَقَيْنَا

إِنَّ الأُلَى قَدْ بَغَوْا عَلَيْنَا
وَإِنْ أَرَادُوا فِتْنَةً أَبَيْنَا


قالَ: ثُم يَمُدُّ صوتَه بِآخِرها".

هذا ما تيسَّر جمْعُه مع التقصير والتَّفريط، أسأل الله أن يتقبَّل منا صالح الأعمال.


[1] وهي كثيرة، فمنها: كتاب "عائشة - رضي الله عنها - مُعلِّمة الرجال والأجيال" لمحمد علي قطب، وكتاب "السيدة عائشة أمُّ المؤمنين وعالمة نساء الإسلام" لعبدالحميد محمود طهماز، وكتاب "سيرة السيدة عائشة أمِّ المؤمنين - رضي الله عنها -" للشيخ السيد سليمان الندوي، وكتاب "حياة عائشة أمّ المؤمنين - رضي الله عنها -" لمحمود شلبي ، وكتاب "حبيبة الحبيب أمّ المؤمنين عائشة - رضي الله عنها -" لصالح بن محمد العَطَا، وكتاب "الصدِّيقة بنت الصدِّيق" لعبّاس محمود العقّاد؛ على ما فيه من مُغالطات، وكتاب "موسوعة أم المؤمنين عائشة" للدكتور عبدالمنعم الحفني، وغير ذلك كثير.

[2] ففي الفقه مثلاً كتاب: "موسوعة فقه عائشة أمّ المؤمنين" لسعيد فايز الدخيل، وفي التفسير: كتاب "مرويات أمّ المؤمنين عائشة في التفسير" للدكتور سُعود بن عبدالله الفنيسان، وكتاب "تفسير أمّ المؤمنين عائشة - رضي الله عنها -" للدكتور عبدالله أبو السعود بدر، وفي الحديث: كتاب "السيّدة عائشة - رضي الله عنها - وتوثيقها للسنَّة" لجيهان رفعت فوزي، بالإضافة إلى المسانيد العديدة التي جمعَت مرويَّاتها في الحديث، مثل "مسند عائشة" لابن أبي داود أبي بكر عبدالله بن سليمان بن الأشعث السِّجستاني، و"مسند عائشة" للإمام السيوطي، وكذلك للإمام ابن حجر العسقلاني، والكتب التي صُنِّفت في حصر استدراكاتها على الصحابة، كـ"الإجابة لإيراد ما استدركَتْه عائشة على الصحابة" للزركشي، وكـ"عين الإصابة" للسيوطي... وغير ذلك.

[3] "حِلْية الأولياء" أبو نعيم الأصبهاني.

[4] الإمام الذهبي.

[5] "السيدة عائشة بنت أبي بكر - رضي الله عنهما"؛ د. خالد بن محمد الحافظ العِلمي ص157.

[6] "نساء النبي"؛ د. عائشة عبدالرحمن ص74.

[7] "سيرة السيّدة عائشة أمّ المؤمنين - رضي الله عنها -" العلامة: السيِّد سليمان الندوي ص 9.

[8] تعجّب لكثرة روايته للشعر، قال ابن أبي الزناد: "ما رأيت أحدًا أروى للشعر من عروة".

[9] قال ابن عباس: حدَّثَتنا عائشة، د. فهد العرابي الحارثي.

[10] ضعيف جدًّا "الألباني".

[11] هو حُجَيَّة بنالمضرّبالكندي، أحدُ بني معاويةَ بن عامر بن عوف بن سلمة بن شكامة بن شبيب بن أشرسَ السكوني ( يُكنى أبا حوط)، شاعر جاهلي، وكان حليفًا في بني أبي ربيعة بن ذُهل بن شيبان، نصرانيّ، أدرك الجاهلية والإسلام، وقيل لأبيه: المضرّب؛ لأنه ضُرِب بسيف عدَّة ضرباتٍ فما أحاك فيه. وكان فارسًا مقدمًا، وهو القائل:
إِنْ كَانَ مَا بُلِّغْتَ عَنِّي فَلاَمَنِي = صَدِيقِي وَشَلَّتْ مِنْ يَدَيَّ الأَنَامِلُ
وَكَفَّنْتُ نَفْسِي مُنْذِرًا فِي رِدَائِهِ = وَصَادَفَ حَوْطًا مِنْ أَعَادِيَّ قَاتِلُ
وكان له أخوانِ: المنذر بن المضرب، ومعدان بن المضرب، فمَات معدان، وتَرَك أولادًا، فأُغِير عليهم، فأُخِذت إبلُهم، وحطمتْهم السَّنة، فرأى حُجيَّة جاريتَه، ومعها قَعْب من لَبَن، فقال: أين تذهبين؟ قالتْ: إلى أولادِ أخيك اليتامى، فأخذ القَعْب مِن يَدِها فأراقه، فلمَّا أراح راعيه عليه إبلَه، قال لعبديه: أريحا هذه الإبلَ إلى أولادِ أخي، فأُريحتْ عن آخرِها إليهم، فغَضِبَت امرأةُ حجيَّة من ذلك غضبًا شديدًا، فقال القصيدةَ التي مطلعها:
لَجَجْنَا وَلَجَّتْ هَذِهِ فِي التَّغَضُّبِ = وَلَطِّ الْحِجَابِ دُونَنَا وَالتَّنَقُّبِ
وستأتي معنا قريبًا في باب ما تمثَّلَت به من الشِّعْر - رضي الله عنها.

[12] هو أبو كبير الهذلي عامر بن الحليس الهذلي، أبو كبير بن السهلي الهذلي، شاعر فَحْل، من شعراء الحماسة، قيل: أدرك الإسلام وأسلمَ، وله خبَرٌ مع النبِيِّ - صلَّى الله عليه وسلَّم - ويُروى أنه تزوج أم تأبط شرًّا، وكان غلامًا صغيرًا، وله معه خبر طريف وردَ في "خزانة الأدب".

[13] في "لسان العرب": الغَيْلُ: اللبن الذي ترضِعه المرأَة ولدَها وهي تؤْتَى؛ عن ثعلب؛ قالت أُمُّ تأَبَّط شرًّا تُؤَبِّنُه بعد موته: ولا أَرضعْته غَيْلاً، وقيل: الغَيْل أَن تُرضِع المرأَة ولدَها على حَبَل، واسم ذلك اللبن: الغَيْل أَيضًا، وأَغالَتِ المرأَة ولدَها، فهي مُغِيلٌ، وأَغْيَلَتْه فهي مُغْيِل: سقَتْه الغَيْل الذي هو لبن المأْتِيَّة أَو لبن الحبلى.

[14] قالت عائشة - رضي الله عنها -: كنت قاعدةً أغزل والنبيُّ - صلَّى الله عليه وسلَّم - يخصف نعله، فجعل جبينُه يعرق، وجعل عرَقُه يتولَّد نورًا، فبُهِتُّ، فنظر إليَّ رسولُ الله - صلَّى الله عليه وسلَّم - فقال: ((ما لك يا عائشة بُهِت؟))، قلت: جعل جبينُك يعرق، وجعل عرقك يتولد نورًا، ولو رآك أبو كبير الهذليُّ لعلم أنَّك أحقُّ بشعره، قال: ((وما يقول أبو كبير؟)) قالت..."؛ الحديث.
ذكره المزيُّ في "تهذيب الكمال" وقال: من غرائب حديث معمر بن المثنَّى.
وقال الذهبيُّ في "المهذَّب": منكر، لا يُعرَف إلا بهذا الإسناد.

[15] توفي عبدالرحمن بن أبي بكر بحبشي [قال ابن جريج: الحبشي على اثني عشر ميلاً من مكة]، قال: فحُمِل إلى مكَّة، فدُفِن، فلما قدمت عائشة أتَتْ قبر عبدالرحمن بن أبي بكر، فقالت:
وَكُنَّا كَنَدْمَانَيْ جَذِيمَةَ حِقْبَةً = مِنَ الدَّهْرِ حَتَّى قِيلَ لَنْ نَتَصَدَّعَا
فَلَمَّا تَفَرَّقْنَا كَأَنِّي وَمَالِكًا = لِطُولِ اجْتِمَاعٍ لَمْ نَبِتْ لَيْلَةً مَعَا
ثم قالت: والله لو حضرتُك ما دفنتك إلاَّ حيث مِتَّ، ولو شهدتُك ما زرتك.
ذكره الألبانيُّ في "إرواء الغليل"، وقال: رجاله كلهم ثقات رجال الشيخين، ولولا أنَّ ابن جريج مدلِّس، وقد عنعنَه، لحكمتُ عليه بالصِّحة.

[16] الأبيات لزهير بن جناب.

[17] ضعيف الإسناد.

[18] قال في "خزانة الأدب": والخَلْف - بسكون اللام -: النَّسل الطَّالح؛ وبفتح اللام: النَّسل الصالح.

[19] يريدُ حسَّانُ نفسَه، حيثُ شبَّهَ نفسَه بالأسد الذي إذا غضب ضربَ بذنَبِه جنبَيْه، وقد غضب حسَّان، فجعل يضرب بلسانِه في فمِه.

[20] أيْ: أخرجَ لسانَه عن الشفتين.

[21] أيْ: لأُمزِّقنَّ أعراضَهم، وأجعلَها كالجِلد الممزَّق.

[22] يقصد أبا سفيان بنَ الحارث؛ ابنَ عمِّ الرسول - صلَّى الله عليه وسلَّم - وأخاه في الرضاعة، وكان قد هجا الرسولَ - صلَّى الله عليه وسلَّم - قبل إسلامه، لكنَّه أسلمَ بعد ذلك، واعتذرَ له عمَّا بدَرَ منه.
يقول له: إنَّك هجوتَ النبيَّ محمدًا - صلَّى الله عليه وسلَّم - ولكنَّني لم أسكت على هذا الهجاء، فدافعتُ عنه منتظرًا الثواب والجزاءَ من عند الله.

[23] يخاطب الشاعرُ أبا سفيان مستنكرًا ما قام به من هجاء النبيِّ قائلاً له: كيف تهجوه، ولستَ من مكانته؟ فأنت تمثِّل الشرَّ، والرسولُ الكريم يمثِّل الخير؟

[24] وورد أنَّه قال:
هَجَوْتَ مُبَارَكًا بَرًّا حَنِيفًا = أَمِينَ اللهِ شِيمَتُهُ الوَفَاءُ

[25] المقصود بعرضي: أي: نفسي، وهذا مما احتجَّ به ابن قُتيبة لمذهبه أنَّ عِرْض الإنسان هو نفسه، لا أسلافه؛ لأنَّه ذكَر عرضه وأسلافه بالعطف، وقال غيره: عِرْض الرجل أموره كلُّها التي يُحمَد بها ويذمُّ من نفسه، وأسلافه، وكل ما لحقه نقص يعيبه؛ "شرح صحيح مسلم".
يقول: وقد جعلت من نفسي وأهلي وكل ما أعتز به وقاية لرسول الله -صلى الله عليه وسلم - ومدافعًا عنه، وفيه تظهر محبّتُه العظيمة لرسول الله - صلَّى الله عليه وسلَّم.

[26] ثكلتُ: الثَّكلُ فقدُ الولد، وبُنيَّتي تصغير بنت، ورُويَ بكسرِ الباء؛ أي: نَفْسي، وفي رواية: عَدِمنَا خيلَنا إن لم تَروها.
تثير النَّقعَ: النَّقع هو الغُبار، فهي تثير الغبار وتُهيِّجُه، كنفَيْ كداء: أي جانِبَيْ كداء، وكداء: ثنيَّة على باب مكَّة، وقوله: ثكلتُ بنيتي، أو عدمنا خيلنا، من باب قولك: لا حملتْني رجلي إن لم تسر إليك، أو لا نفعَني مالي إنْ لم أُنفِقْه عليك.

[27] يبارين؛ أي: يضاهين ويجارين، الأعِنَّة: جمع عِنان وهو اللِّجام، قال البرقوقي في شرحه للديوان: أي إنَّها تُجاري الأعنَّة في اللِّين وسرعة الانقياد، قال: ويجوز أن يكون المعنى كما قال صاحب "اللسان": يعارضها في الجذب لقوَّة نفوسها، وقوة رؤوسها، وعلك حدائدها، وفي رواية: يُبارين الأسنَّة - وهي الرماح - ومعناه: أنَّهنَّ يضاهين قوامَها واعتدالَها، وقال البرقوقي: مباراتها الأسنَّة أن يُضْجِع الفارسُ رمْحَه، فيركض الفرس ليسبق السِّنان، مصعِدات: أي مُقبلات إليكم ومتوجِّهات، الأسل: وهي الرِّماح، الظِّماء: أي العِطَاش، فكأنَّها متعطِّشة لدماء الأعداء، قال البرقوقي: من قولهم: أنا ظمآن للقائك.

[28] تظل جيادنا متمطِّرات؛ أيْ: تظلُّ خيولنا مُسْرِعات يسبق بعضها بعضًا، تُلطِّمهنّ: اللَّطم هو الضرب بكفِّ اليد المفتوحة، والخمر: جمع خمار، وهو ما تغطِّي المرأة به شَعرَها، قال البرقوقيُّ: يقول: تبعثهم الخيل، فتنبعث النِّساء يضربن الخيل بِخُمرهن؛ لتردَّها، وكأنَّ سيِّدنا حسان - رضي الله عنه - أوحي إليه بهذا وتكلَّم به عن ظهر الغيب؛ فقد روَوْا أنَّ نساء مكَّة يوم فتحها ظلَلْن يضربن وجوهَ الخيل لِيرددْنَها.

[29] يقول: إن لم تتعرَّضوا لنا حين تغزوكم خيلُنا، وأخليتم لنا الطريق، قصدنا البيت الحرام، وزُرْناه واعتمرنا (من أداء العمرة)، وتم الفتح، وانكشف الغطاء عمَّا وعد الله به نبيَّه - صلوات الله وتسليماته عليه - من فتح مكة، قال ابن هشام: إنه كان قبل الفتح في عمرة الحديبية حين صُدَّ عن البيت.

[30] وأمَّا إذا لم تعرضوا عنَّا ونصَبْتم لنا حربًا، فاستعِدَّوا لحربٍ مضمون لنا فيها النصر.

[31] (يسرت جندًا)؛ أي: هيَّأتهم وأرصدتهم، (عرضتها اللقاء)؛ أي: مقصودها ومطلوبها، قال البرقوقيُّ: العرضة من قولهم: بعير عرضةٌ للسفر؛ أي: قَوِي عليه، وفلان عرضة للشر؛ أي: قوي عليه، يريد أنَّ الأنصار أقوياء على القتال، همتها ودَيدنُها لقاء القروم الصناديد.

[32] لنا: يعني: معشر الأنصار، وقوله: "من معَدٍّ": يريد قريشًا؛ لأنَّهم عدنانيُّون.

[33] يسخر من كفار قريش؛ لأنَّه يرى أنْ لا وزن لهم ولا قيمة، ومدحهم للنبيِّ أو هجاؤهم له لا يغيِّر شيئًا.

[34] ليس له كِفاء؛ أي: ليس له مماثلٌ ولا مقاوِم.

[35] لج: من اللجاجة وهي: التمادي في الشَّر والخصومة، والتغضُّب: أن يغضب شيئًا بعد شيء، واللطُّ: الستر، والتنقُّب: شد النِّقاب، والمعنى: تماديت أنا وهذه المرأة في الخصومة والتغضُّبِ، حتَّى أدى ذلك إلى ستر الحجاب بيننا وشدِّ النِّقاب.

[36] شفاني مكانه: معناه: أذهب ما في قلبي من الحزن، وأبرأ ما في صدري من داء الكمد؛ حيث وضعتُه موضعه، وواسيت به بني أخي، وإليك؛ أي: تنحي، والمعنى أنَّها تلومُني على بذل مالٍ وضعتُه في موضعه، فقلت لها: تنحَّي عنِّي، وافعلي ما شئت من اللَّوم والغضب.

[37] سغوبهم؛ أيْ: جوعهم، يُقالُ: سَغِبَ الرجلُ يَسْغَبُ، وسَغَبَ يَسْغُبُ سَغْبًا وسَغَبًا وسَغابةً وسُغُوبًا ومَسْغَبةً: جاعَ، والقَعْب: القدح من الخشب، والمشعب: المجبور في مواضع منه، المعنى رأيتُ اليتامى لا يسدُّ جوعَهم الهدايا التي ترسل إليهم في كلِّ قدح مجبورٍ.

[38] أريحا عليهم؛ أيْ: رُدَّا الإبلَ عليهم رواحًا، ومثل آخر؛ أي: مثل بيتٍ آخرَ، والمعزب: الخالي من الإبل، والمعنى: لما رأيتُ اليتامى على هذا الحال، عطفتُ عليهم، فأمرتُ عبديَّ أن يردَّا عليهم الإبل في الرواح؛ ليأخذوها، فسأجعل بيتي مثل البيت الذي لا إبل فيه.

[39] المحصَّب: قال في "لسان العرب": والمُحصَّب موضع رَمْيِ الجِمار بِمِنًى، وقيل: هو الشِّعْبُ الذي مَخْرَجُه إِلى الأَبْطَحِ، بين مكة ومِنى، يُنامُ فيه ساعة من الليل، ثم يُخرج إِلى مكة، سُمِّيا بذلك للحَصى الذي فيهما، يقول: لما قلَّ مالُ بني أخي رحمتُهم، وذلك حقٌّ واجب عليَّ.

[40] يريد بهذا أن يبيِّن وجه تفضيل بني أخيه بالمال دون أولاده، والحريب: المسلوب، وآساه: سواه بنفسه.

[41] معني البيتين: كيف أبخل عليهم وأنا أُحابي بهم مَن لو كان حيًّا وأتيتُه مسلوبًا، لسوَّاني بنفسه، وأعانني ما استطاع؛ هو أخي، ومن إذا ناديتُه لنازلةٍ لم يَقْعد عن نُصرتي، وإن غضبت غضبًا يؤدِّي إلى اشتعال نار الحرب، حارَب مَن يحاربني.

[42] اسم قبيلة.

[43] هو أبو بكرٍ شدَّاد بن الأسود.

[44] بكاهم وعدَّد محاسِنَهم، ونظم فيهم شعرًا قبل إسلامه.
__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
 
[حجم الصفحة الأصلي: 31.46 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 30.83 كيلو بايت... تم توفير 0.63 كيلو بايت...بمعدل (2.00%)]