عرض مشاركة واحدة
  #5  
قديم 29-06-2021, 03:43 AM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم غير متصل
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 161,047
الدولة : Egypt
افتراضي رد: الجانب الأدبي من حياة السيدة عائشة - دراسة أدبية


فكيف لو أبصر زمانَنا هذا؟!".

قال عروة: ونحن نقول: رحم الله عائشة، فكيف لو أدركَتْ زماننا هذا؟!

وقالت لَمَّا حضرَتْ أباها الوفاةُ مُتمثِّلةً:
لَعَمْرُكَ مَا يُغْنِي الثَّرَاءُ عَنِ الفَتَى
إِذَا حَشْرَجَتْ يَوْمًا وَضَاقَ بِهَا الصَّدْرُ



فقال لها: لا تقولي هكذا يا بُنيَّة، ولكن قولي: ï´؟ وَجَاءَتْ سَكْرَةُ الْمَوْتِ بِالْحَقِّ ذَلِكَ مَا كُنْتَ مِنْهُ تَحِيدُ ï´¾ [ق: 19].

وأنشدَت مرَّة أخرى فوق رأسِه وهو يَقضي:
وَأَبْيَضُ يُسْتَسْقَى الغَمَامُ بِوَجْهِهِ
رَبِيعُ اليَتَامَى عِصْمَةٌ لِلأَرَامِلِ


فقال - رضي الله عنه -: "ذاك رسول الله".

ومما ترويه لنا من شعرِ حسَّان:
قال رسول الله - صلَّى الله عليه وسلَّم -: ((اهْجُوا قُرَيْشًا؛ فإنَّه أشَدُّ عليها مِن رَشْقٍ بالنَّبْل)).

فأرسل إلى ابنِ رواحة، فقال: ((اهْجُهم))، فهجاهم، فلم يَرْض.

فأرسل إلى كعبِ بن مالكٍ، ثم أرسل إلى حسَّان بن ثابتٍ، فلما دخل عليه قال حسَّان: قد آنَ لكم أن تُرسلوا إلى هذا الأسد الضارب بِذنَبِه[19]، ثم أدلَعَ[20] لسانَه، فجعل يحرِّكه، فقال: والذي بعثَك بالحقِّ لأَفْرِيَنَّهم بلساني فرْيَ الأديم[21]، فقال رسولُ الله - صلى الله عليه وسلَّم -: ((لا تعجل؛ فإنَّ أبا بكرٍ أعلَمُ قريشٍ بأنسابِها، وإنَّ لي فيهم نسبًا، حتَّى يُلخِّص لك نسبي))، فأتاه حسَّان، ثم رجع، فقال: يا رسول الله، قد لَخَّصَ لي نسبك، والذي بعثك بالحقِّ لأسُلَّنَّك منهم كما تُسَلُّ الشعرة من العجين.

قالت عائشة: فسمعتُ رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم - يقول لحسان: ((إنَّ روح القدس لا يزال يؤيِّدُك ما نافَحْتَ عن الله ورسوله)).

وقالت: سمعتُ رسول الله - صلى الله عليه وسلَّم - يقول: ((هجاهم حسان فشفى واشتفى))، قال حسان:
هَجَوْتَ مُحَمَّدًا فأَجَبْتُ عنهُ
وَعِنْدَ اللهِ فِي ذَاكَ الْجَزَاءُ [22]

أَتَهْجُوهُ وَلَسْتَ لَهُ بِكُفْءٍ
فَشَرُّكُمَا لِخَيْرِكُمَا الفِدَاءُ [23]

هَجَوْتَ مُحَمَّدًا بَرًّا تَقِيًّا
رَسُولَ اللهِ شِيمَتُهُ الوَفَاءُ

فَإِنَّ أَبِي وَوَالِدَهُ وَعِرْضِي
لِعِرْضِ مُحَمَّدٍ مِنْكُمْ وِقَاءُ

ثَكِلْتُ بُنَيَّتِي إِنْ لَمْ تَرَوْهَا
تُثِيرُ النَّقْعَ مِنْ كَنَفَيْ كَدَاءِ

يُبَارِينَ الأَعِنَّةَ مُصْعِدَاتٍ
عَلَى أَكْتَافِهَا الأَسَلُ الظِّمَاءُ

تَظَلُّ جِيَادُنَا مُتَمَطِّرَاتٍ
تُلَطِّمُهُنَّ بِالْخُمُرِ النِّسَاءُ

فَإِنْ أَعْرَضْتُمُ عَنَّا اعْتَمَرْنَا
وَكَانَ الفَتْحُ وَانْكَشَفَ الغِطَاءُ

وَإِلاَّ فَاصْبِرُوا لِضِرَابِ يَوْمٍ
يُعِزُّ اللهُ فِيهِ مَنْ يَشَاءُ

وَقَالَ اللهُ: قَدْ أَرْسَلْتُ عَبْدًا
يَقُولُ الحَقَّ لَيْسَ بِهِ خَفَاءُ
يتبع






__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
 
[حجم الصفحة الأصلي: 19.11 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 18.48 كيلو بايت... تم توفير 0.63 كيلو بايت...بمعدل (3.29%)]