عرض مشاركة واحدة
  #2  
قديم 27-06-2021, 01:55 AM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم متصل الآن
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 160,665
الدولة : Egypt
افتراضي رد: الصورة التربوية في الكتاب المدرسي المغربي




3- الصورة الإشهارية:

يستعين الكتاب المدرسي بالصورة الإشهارية باعتبارها مادة للدراسة والتحليل والنقد والتقويم، وأداة ديداكتيكية لنقل الخبرات والمعارف التعلمية. والآتي، أن هذا الكتاب مليء بتلك الصور التي تستثمر خاصة في القراءة والإنشاء والتعبير...




هذا، ويقصد بالصورة الإشهارية تلك الصورة الإعلامية الإخبارية التي تستعمل لإثارة المتلقي ذهنيا ووجدانيا، والتأثير عليه حسيا وحركيا، ودغدغة عواطفه لدفعه لاقتناء بضاعة أو منتج تجاري ما. وقد ارتبطت الصورة الإشهارية بالرأسمالية الغربية ارتباطا وثيقا، واقترنت كذلك بمقتضيات الصحافة من جرائد ومجلات ومطويات إخبارية، فضلا عن ارتباطها بالإعلام الاستهلاكي بما فيها الوسائل السمعية والبصرية من راديو، وتلفزة، وسينما، ومسرح، وحاسوب، وقنوات فضائية، بالإضافة إلى وسائل أخرى كالبريد، واللافتات الإعلانية، و الملصقات، واللوحات الرقمية والالكترونية...




4- الصورة الفوتوغرافية:

لا يقتصر الكتاب المدرسي على الصور التربوية والديداكتيكية والإشهارية فقط، بل يستعمل صورا فوتوغرافية تنقل عوالم المحيط وبيئة المتعلم بكل أجوائها التخييلية والواقعية والممكنة والمحتملة. وتحضر هذه الصورة مضمونا وأداة. بمعنى أن هذه الصورة تستعمل لأغراض دراسية، ووسيلة للتوضيح والشرح والتقويم.




ومن المعلوم، أن الصورة الفوتوغرافية صورة مختصرة ومختزلة للواقع الحقيقي مساحة وحجما وزاوية ومنظورا وتكثيفا وخيالا وتخييلا.



وبالتالي، فهي تعبر عن لمسات المصور وأفكاره ووجه نظره وطبيعة وعيه وإدراكه الذاتي والموضوعي.




هذا، وتتميز الصور الفوتوغرافية في الكتاب المدرسي بخاصيتها التربوية والديداكتيكية، وتتسم أيضا بطابعها المهني/التقني، وطابعها الفني والجمالي، وطابعها الرمزي والدلالي، وطابعها الإيديولوجي والمقصدي. كما تتشكل الصورة الفوتوغرافية من الدال والمدلول والعلاقات التي تجمع بينهما. ويعني هذا أن الصورة الفوتوغرافية، باعتبارها صورة واصفة للواقع، يمكن إخضاعها لثنائية التعيين والتضمين، وثنائية الاستبدال والتأليف، وثنائية الدال والمدلول، وثنائية التزامن والتعاقب. ولا ننسى أيضا بعض المكونات المناصية الأخرى كحجم الصورة الفوتوغرافية (حجم صغير، متوسط، كبير)، ومقاسها، وطبيعتها (الصورة الشمسية، الصورة الرقمية، والصورة الاصطناعية، والصورة المفبركة، والصورة المركبة من التشكيلي والفوتوغرافي...)، وحجمها، ومرسلها، ومتلقيها، وزاوية التقاطها...




5- الصورة التشكيلية:

يستعين الكتاب المدرسي بالصورة التشكيلية الفطرية والواقعية والمجردة لنقل مجموعة من الخبرات التعليمية- التعلمية، وإطلاع المتعلم على عالم التشكيل من جهة، واستعمال الصورة كذلك وسيلة فنية للإيضاح والشرح، وبناء الدرس تدبيرا وتنظيما وتقويما من جهة أخرى.




هذا، وتنبني الصورة التشكيلية على الخطوط والأشكال والألوان والعلاقات. ومن ثم، تتأسس الصورة التشكيلية على التمفصل المزدوج البصري: الشكلم أو الوحدة الشكلية (Formème)، واللونم (orème) أو الوحدة اللونية [2].




6- الصورة السينمائية:

يستعين الكتاب المدرسي أيضا بتوظيف الصورة السينمائية باعتبارها مادة دراسية تعلمية في حصص القراءة والتعبير والإنشاء والكتابة، كما تستثمر أداة للتدريس والتوضيح وشرح الدرس. ويعلم الكل بأن الصورة السينمائية أكثر تبليغا من باقي الصور الأخرى لانجذاب المتعلم إليها بسرعة عن اقتناع ومحبة ورغبة.




هذا، وتعتمد الصورة السينمائية على لقطات فيلمية، وكتابة سينارستية، ومشاهد متعاقبة مفككة أو متناظرة، وتستعين بالحكي والوصف والحوار، والتوجه مباشرة إلى الجمهور المتعلم. وغالبا ما تتخذ الصورة السينمائية طابعا توثيقيا من جهة، وطابعا تخييليا من جهة أخرى. ولا أحد ينكر أهمية الصورة السينمائية في المجال التربوي والديداكتيكي لأهميتها التواصلية والتبليغية والتأثيرية...




7- الصورة الإعلانية أو التوجيهية:

ثمة صورة أخرى يحويها الكتاب المدرسي هي الصورة الإعلانية أو التوجيهية أو التحسيسية. وتوظف هذه الصورة لأغراض تعليمية أو إخبارية أو تنبيهية، يقصد بها نصح المتعلم أو توجيهه أو إرشاده إلى ما يخدم مصلحته وذاته وواقعه ووطنه وأمته وبيئته. ويعني هذا أن هذه الصورة هادفة وسامية، تحمل في طياتها رسائل إعلامية وإخبارية تنويرية وتوجيهية، تهدف إلى غرس القيم النبيلة في نفوس المتعلمين لتمثلها في حياتهم اليومية والسلوكية. ومن أمثلة ذلك الصور التي تتعلق بالحفاظ على البيئة، والصور التي تحث على التضامن، والصور التي تحث على احترام القانون وعلامات السير. ويعني هذا أن الصورة التوجيهية أو الإعلانية هي صورة إرشادية وتحسيسية وأخلاقية وتعليمية بامتياز.




8- الصورة الأيقونية:

يتضمن الكتاب المدرسي صورا أيقونية يحضر فيها الأيقون البصري باعتباره علامة سيميائية قائمة على وظيفة المماثلة، كأن يتضمن الكتاب صورا لأشخاص أو شعارات مرئية (Logo)، ومنحوتات بصرية، وخرائط وأشكال مرئية.




هذا، ويرتبط الأيقون (Icon) بالسيميائي الأمريكي شارل سندرس بيرس (CH.S.Peir)، ويدل على كل أنظمة التمثيل القياسي المتميز عن الأنظمة اللسانية. و يتضمن الأيقون الرسومات التشكيلية والمخططات والصور الفوتوغرافية والعلامات البصرية.




9- الصورة الرقمية:

لقد انفتح الكتاب المدرسي مؤخرا على الصورة الرقمية الجاهزة التي يمكن سحبها من الشبكة العنقودية. ويعني هذا أن الصورة الرقمية قد سهلت كثيرا عملية تأليف الكتب المدرسية على واضعي هذه الكتب وطابعيها؛ نظرا لكونها صورة متطورة وعصرية ووظيفية، مرتبطة بالحاسوب والشبكة الرقمية. ويمكن - الآن - أن نجد كل الصور المرغوب فيها دون اللجوء إلى التشكيلي أو الفوتوغرافي، بل هي صور موجودة بكثرة داخل العوالم الإلكترونية الرقمية هنا وهناك، يختار الإنسان منها ما يشاء. وأكثر من هذا، فقد تحولت كثير من الصور التشكيلية والسينمائية والمسرحية والإشهارية وغيرها إلى صور رقمية عصرية، يتحكم فيها الحاسوب بالتثبيت أو التغيير أو التحوير. ويعني هذا كله أن الكتاب المدرسي قد استفاد من الثورة التكنولوجية في مجال استثمار الصورة الرقمية بسرعة ومرونة وسهولة ويسر.




ومن هنا، يتضح لنا بأن الكتاب المدرسي لا يمكن له - اليوم - الاستغناء عن الصورة الرقمية؛ نظرا لأهميتها التقنية، ودورها الإعلامي والتكنولوجي البليغ.




10- الصورة المسرحية:

يتعامل الكتاب المدرسي مع الصورة المسرحية باعتبارها مادة تعليمية - تعلمية في مجال القراءة والكتابة والتعبير والإنشاء، كما تستعمل وسيلة ديداكتيكية للإيضاح والشرح والتفسير والبيان، وبناء الدرس في مختلف مقاطعه المتعاقبة من بداية الحصة حتى نهايتها.




ومن هنا، فالصورة المسرحية هي تلك الصورة المشهدية المرئية التي يتخيلها المشاهد والراصد ذهنا وحسا وشعورا وحركة. وغالبا ما تكون هذه الصورة نصية ثابتة، أو بمثابة حركة ركحية ديناميكية، تتكون من مجموعة من الصور البصرية التخييلية المجسمة وغير المجسمة فوق خشبة العرض. وتتكون هذه الصورة المسرحية المعروضة من الصورة اللغوية، وصورة الممثل، والصورة الكوريغرافية، والصورة الأيقونية، والصورة الحركية، والصورة الضوئية، والصورة السينوغرافية، والصورة التشكيلية، والصورة اللونية، والصورة الفضائية، والصورة الموسيقية أو الإيقاعية، والصورة الرصدية.




ومن هنا، فإن "الصورة المسرحية ليست هي الشكل البصري فقط، بل هي العلاقات البصرية والحوارية البصرية؛ العلاقات البصرية فيما بين مكونات العمل أو العرض الفني المسرحي ذاته، والحوارية البصرية بين هذه المكونات والممثلين والمتفرجين"[3].




وينضاف إلى هذا أن الصورة المسرحية هي تقليص لصورة الواقع على مستوى الحجم والمساحة واللون والزاوية. ويعني هذا أن المسرح صورة مصغرة للواقع أو الحياة، وتتداخل في هذه الصورة المكونات الصوتية/ السمعية والمكونات البصرية غير اللفظية.



وظائف الصورة التربوية:

تحقق الصورة المرئية والبصرية في الكتاب المدرسي المغربي مجموعة من الوظائف التي ندرجها على الشكل التالي:

1- الوظيفة التربوية والديداكتيكية:

تتمثل في استعمال الصورة لتحقيق أغراض تعليمية - تعلمية أثناء حصة الدرس عبر مختلف مقاطعها التدريسية (المقطع التمهيدي- المقطع التكويني- المقطع النهائي).




2- الوظيفة السيميائية:

تتجلى في استعمال الصورة التربوية باعتبارها علامة دالة، تحمل في طياتها دلالات رمزية موحية وتضمينية.




3- الوظيفة الأداتية:

تعد الصورة وسيلة أو أداة إجرائية أو واسطة منهجية لبناء الدرس وشرحه وتوضيحه، وتفسيره لغويا وبصريا.




4- الوظيفة التعبيرية:

تعبر الصورة عن مجموعة من المعاني والقضايا الذاتية والموضوعية التي يمكن استكشافها عن طريق الصورة إبان الحصة الدراسية.




5- الوظيفة التأثيرية:

تسعى الصورة التربوية إلى التأثير على المتلقي إيجابا و سلبا، وإثارة انتباهه المعرفي والوجداني والحسي الحركي.




6- الوظيفة المرجعية:

تتمثل هذه الوظيفة في كون الصورة وثيقة موضوعية ومرجعية، تعبر عن حقائق معينة ذاتية أو موضوعية.




7- الوظيفة الجمالية:

تتميز الصورة التربوية، خاصة في مادة الفنون التشكيلية، بأبعادها الفنية والجمالية، كأن تكون صورة واقعية أو صورة انطباعية أو صورة سريالية أو صورة تكعيبية أو صورة تجريدية...




8- الوظيفة الأيقونية:

ويعني هذا أن الصورة أيقون بصري ومرئي له علاقة تماثلية مع الموضوع الذي يعبر عنه أو يمثله أو يشخصه.




9- الوظيفة الثقافية:

تحمل الصورة التربوية في طياتها حمولات حضارية وثقافية متنوعة، تعبر عن وعي الإنسان سلبا أو إيجابا، وتعكس قيمه ومستوى ثقافته وتطوره التقني والعلمي والأدبي والفني...




10- الوظيفة الحفاظية:

تحافظ الصورة على عملية التواصل بين المدرس الملقي والمتعلم المتلقي بجذب انتباه التلميذ، وإثارته ذهنيا ووجدانيا وحركيا، واستفزازه إدماجيا وكفائيا، وتشجيعه على التعلم الذاتي، وتوظيف خياله الإبداعي.




خاتمة:

وخلاصة القول، يتبين لنا - مما سبق ذكره - بأن الصورة المرئية هي تمثيل محسوس للذات والعالم معا، باستخدام العلامة البصرية التي يتحد فيها الدال والمدلول معا مع المرجع الحسي لتشكيل الدلالة الكلية. ومن ثم، فالصورة البيداغوجية أو الديداكتيكية هي تلك الصورة التي تتعلق بالمجال التربوي والتعليمي، وتؤدي وظائف تعليمية - تعلمية جمة.




وبالتالي، فقد عرف الكتاب المدرسي المغربي أربع مراحل على مستوى تطور الصورة: مرحلة غياب الصورة، ومرحلة الصورة السوداء، ومرحلة الصورة الملونة، ومرحلة الصورة الرقمية.




هذا، ويتضمن الكتاب المدرسي مجموعة من الصور المرئية، منها: الصورة التربوية، والصورة الديداكتيكية، والصورة التحسيسية، والصورة الأيقونية، والصورة الإشهارية، والصورة السينمائية، والصورة الفوتوغرافية، والصورة التشكيلية، والصورة المسرحية، والصورة الرقمية.




ومن المعلوم أن للصورة في الكتاب المدرسي مجموعة من الوظائف، مثل: الوظيفة التربوية والديداكتيكية، والوظيفة التعبيرية، والوظيفة الأداتية، والوظيفة التأثيرية، والوظيفة الجمالية، والوظيفة المرجعية، والوظيفة الأيقونية، والوظيفة الحفاظية، والوظيفة الثقافية، والوظيفة السيميائية...





[1] زهور باقي: (أحمد بوكماخ من المسرح والسياسية إلى تأليف سلسلة "اقرأ")، موقع هسبريس، المغرب، الاثنين 12 غشت 2013 م.


http://hespress.com/portraits/86476.htm




[2] د. قدور عبدالله ثاني: سيميائية الصورة، مؤسسة الوراق للنشر والتوزيع، عمان، الأردن، الطبعة الأولى سنة 2007م ، ص:26.




[3] د. شاكر عبدالحميد: عصر الصورة، سلسلة عالم المعرفة، العدد: 311، يناير 2005، ص: 306.



__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
 
[حجم الصفحة الأصلي: 30.63 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 30.00 كيلو بايت... تم توفير 0.63 كيلو بايت...بمعدل (2.05%)]