عرض مشاركة واحدة
  #2  
قديم 22-06-2021, 06:30 PM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم غير متصل
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 161,301
الدولة : Egypt
افتراضي رد: صلات الفعل (رضي يرضى رِضى) في ضوء كلام العرب والقرآن الكريم

ولا تنبو سيوفُ بني قشيرٍ

ولا تمضي الأسنّةُ في صفاها[20]









ووجدنا في التراث الجاهلي قول أكثم بن صيفي الذي يذكر قولًا حكيمًا من بين أقوال حكيمة فيقول: "من رضي على نفسه كثر الساخط عليه".[21]







والدليل على حمل الشيء على نقيضه أو حمل الشيء على نظيره فعل الإحسان والإساءة فنجدهما يتبادلان الصلة كما قال كعب بن سعد الغنوي:



فإنْ تكن الأيامُ أحسنّ مرةً *** إليّ فقد عادتْ لهنّ ذنوب[22]







وقال أعرابي:



لحا الله دهرًا شرُّه قبلَ خيره *** تقاضى فلم يُحسنْ إلينا التقاضيا[23]







وكما جاء في قوله تعالى: ﴿ وَابْتَغِ فِيمَا آتَاكَ اللَّهُ الدَّارَ الْآخِرَةَ وَلَا تَنْسَ نَصِيبَكَ مِنَ الدُّنْيَا وَأَحْسِنْ كَمَا أَحْسَنَ اللَّهُ إِلَيْكَ وَلَا تَبْغِ الْفَسَادَ فِي الْأَرْضِ إِنَّ اللَّهَ لَا يُحِبُّ الْمُفْسِدِينَ ﴾ [القصص: 77].







وقالت امرأة إسلامية لزوجها الذي كان يضايقها:



هل لي إليك إساءةٌ جازيتَها *** إلا لباسي حلةَ الآداب[24]







وقال عروة بن أذينة:



ومولًى مسيءٌ إلى نفسه *** كحاثي التراب عليه انبثاثا[25]







وقال علي بن أبي طالب رضي الله عنه: "ما أحسنتُ إلى أحد ولا أسأتُ إليه".[26]







وللإحسان صلة أخرى وهي (الباء) فقال غَلفاء بن الحارث بن آكل المرار الكندي:






إنّ جنبي عن الفراش لنابٍ

كتجافي الأسرّ فوق الظِراب


يا ابنَ أمّي ولو شهدتُك إذ تد

عو تميمًا وأنت غيرُ مُجاب


لتكارهتُ من ورائك حتى

تبلغَ الرُحبَ أو تُبَزَّ ثيابي


أحسنتْ وائلٌ وعادتُها الإحسا

نُ بالحِنوِ يومَ ضربِ الرقاب[27]










وقال آخر:



ومُربِحٍ قال لي هاءٍ! فقلت له *** حيّاك ربي، لقد أحسنتَ بي هائي[28]







وقال تعالى: ﴿ وَرَفَعَ أَبَوَيْهِ عَلَى الْعَرْشِ وَخَرُّوا لَهُ سُجَّدًا وَقَالَ يَا أَبَتِ هَذَا تَأْوِيلُ رُؤْيَايَ مِنْ قَبْلُ قَدْ جَعَلَهَا رَبِّي حَقًّا وَقَدْ أَحْسَنَ بِي إِذْ أَخْرَجَنِي مِنَ السِّجْنِ وَجَاءَ بِكُمْ مِنَ الْبَدْوِ مِنْ بَعْدِ أَنْ نَزَغَ الشَّيْطَانُ بَيْنِي وَبَيْنَ إِخْوَتِي إِنَّ رَبِّي لَطِيفٌ لِمَا يَشَاءُ إِنَّهُ هُوَ الْعَلِيمُ الْحَكِيمُ ﴾ [يوسف: 100].







وأما دخولها على فعل الإساءة فقال زهير بن أبي سلمى:






فإن تدعوا السماء فليس بيني

وبينكم بني حصن بقاء


ويبقى بيننا قَذَعٌ وتُلفَوا

إذًا قومًا بأنفسهم أساءوا


وتوقَدْ نارُكم شَرَرًا ويُرفَعْ

لكم في كلّ مَجمَعَةٍ لواء[29]










وقال هدبة بن الخشرم العُذري:






وكم من صاحبٍ قد بان عني

رُميتُ بفقده وهو الحبيب


فلم أُبدِ الذي تحنو ضلوعي

عليه وإنني لأنا الكئيب


مخافة أن يراني مستكينًا

عدوٌّ أو يُساءُ به قريب[30]










وقال الكميت الأسدي:



فلم أبلغْ بهم لعنًا ولكنْ *** أساء بذاك أوّلُهم صنيعا[31]







وقال كثيّر عزة:



أسيئي بنا أو أحسني، لا ملومةٌ *** لدينا، ولا مقليّةٌ إنْ تقلَّت[32]







وأما الصلة (عن)، أي رَضِيَ عنه، فتعني: طاب عنه. قال الأخطل:



فالله لم يرض عن آلِ الزبير ولا *** عن قيسِ عيلان حيًا طال ما خربوا[33]







وقال تعالى: ﴿ وَلَنْ تَرْضَى عَنْكَ الْيَهُودُ وَلَا النَّصَارَى حَتَّى تَتَّبِعَ مِلَّتَهُمْ قُلْ إِنَّ هُدَى اللَّهِ هُوَ الْهُدَى وَلَئِنِ اتَّبَعْتَ أَهْوَاءَهُمْ بَعْدَ الَّذِي جَاءَكَ مِنَ الْعِلْمِ مَا لَكَ مِنَ اللَّهِ مِنْ وَلِيٍّ وَلَا نَصِيرٍ ﴾ [البقرة: 120] وقال: ﴿ قَالَ اللَّهُ هَذَا يَوْمُ يَنْفَعُ الصَّادِقِينَ صِدْقُهُمْ لَهُمْ جَنَّاتٌ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا أَبَدًا رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمْ وَرَضُوا عَنْهُ ذَلِكَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ ﴾ [المائدة: 119].







وقال أيضًا: ﴿ لَقَدْ رَضِيَ اللَّهُ عَنِ الْمُؤْمِنِينَ إِذْ يُبَايِعُونَكَ تَحْتَ الشَّجَرَةِ فَعَلِمَ مَا فِي قُلُوبِهِمْ فَأَنْزَلَ السَّكِينَةَ عَلَيْهِمْ وَأَثَابَهُمْ فَتْحًا قَرِيبًا ﴾ [الفتح: 18].







وقال سعد بن عبادة: "وهو عنكم راضٍ، وبكم قريرُ عين".[34]







وقد مضى قول الحسين بن علي رضي الله عنهما في الردّ على معاوية: "--- ورسولُ الله صلى الله عليه وسلم في تلك المواطن كلها عنه راض، وعليك وعلى أبيك ساخط".[35]



وأما رَضِيَ له فيعني: رضي لأجله ورضي به معًا كما قال قيس بن الخطيم:



رضيتُ لعوفٍ أنْ تقول نساؤكم *** ويهزأنَ منهم: ليتنا لم نحارب[36]











__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
 
[حجم الصفحة الأصلي: 23.92 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 23.30 كيلو بايت... تم توفير 0.63 كيلو بايت...بمعدل (2.62%)]