عرض مشاركة واحدة
  #12  
قديم 21-06-2021, 03:37 AM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم غير متصل
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 160,025
الدولة : Egypt
افتراضي رد: كعب بن زهير يمدح الرسول صلى الله عليه وسلم

كعب بن زهير يمدح الرسول صلى الله عليه وسلم


أ. طاهر العتباني



ويُقال: إنه عرَّض بالأنصار في قوله: "إذا عرَّد السُّود التنابيل"؛ وذلك أنَّ رجلاً من الأنصار كان قد طلَب من النبيِّ - صلَّى الله عليه وسلَّم - عندما دخل عليه كعبٌ وعرف أنه هو كعب، أن يأمره بقتله، فقال كعب في بيته ما قال، ثم لما سمعت الأنصار هذه القصيدة شقَّ عليهم؛ حيث لم يَذْكُرهم مع إخوانهم من المهاجرين، وكلَّموا النبيَّ - صلَّى الله عليه وسلَّم - وقالوا: ألا ذكَرْتَنا مع إخواننا من قريش! فقال كعب يذكر الأنصار في قصيدة تقارب الثلاثين بيتًا، وهي موجودة بكاملها في ديوان كعب الذي شرَحه أبو سعيد السكري.

يقول كعب:
مَنْ سَرَّهُ كَرَمُ الْحَيَاةِ فَلاَ يَزَلْ
فِي مِقْنَبٍ مِنْ صَالِحِي الأَنْصَارِ

تَزِنُ الْجِبَالَ رَزَانَةً أَحْلاَمُهُمْ
وَأَكُفُّهُمْ خَلَفٌ مِنَ الأَمْطَارِ

الْمُكْرِهِينَ السَّمْهَرِيَّ بِأَذْرُعٍ
كَصَوَاقِلِ الْهِنْدِيِّ غَيْرِ قِصَارِ

وَالنَّاظِرِينَ بِأَعْيُنٍ مُحْمَرَّةٍ
كَالْجَمْرِ غَيْرِ كَلِيلَةِ الأَبْصَارِ

وَالذَّائِدِينَ النَّاسَ عَنْ أَدْيَانِهِمْ
بِالْمَشْرَفِيِّ وَبِالقَنَا الْخَطَّارِ

وَالبَاذِلِينَ نُفُوسَهُمْ لِنَبِيِّهِمْ
يَوْمَ الْهِيَاجِ وَقُبَّةِ الْجَبَّارِ



هذا، وقد اشتُهِرت هذه القصيدة "بانت سعاد" باسم "البُرْدة"؛ لِما يُرْوى أنَّ رسول الله - صلَّى الله عليه وسلَّم - كسَا كعبًا بردتَه التي ظلَّت عند كعب حتَّى اشتراها منه أبو سفيان بن حرب بعد ذلك بعشرين ألفًا.

وقد حَسُن إسلام كعبٍ - رضي الله عنه - وأخذ يَصْدر بعد لقائه بالنبيِّ - صلَّى الله عليه وسلَّم - عن دينه، ويرسل فيها أطرافًا من المواعظ؛ مِن مِثل قوله:
لَوْ كُنْتُ أَعْجَبُ مِنْ شَيءٍ لأَعْجَبَنِي
سَعْيُ الفَتَى وَهْوَ مُخْبُوءٌ لَهُ القَدَرُ

يَسْعَى الفَتَى لِأُمُورٍ لَيْسَ مُدْرِكَهَا
وَالنَّفْسُ وَاحِدَة ٌ وَالْهَمُّ مُنْتَشِرُ

وَالْمَرْءُ مَا عَاشَ مَمْدُودٌ لَهُ أَمَلٌ
لاَ تَنْتَهِي العَيْنُ حَتَّى يَنْتَهِي الأثَرُ




__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
 
[حجم الصفحة الأصلي: 17.74 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 17.11 كيلو بايت... تم توفير 0.63 كيلو بايت...بمعدل (3.54%)]