عرض مشاركة واحدة
  #1  
قديم 21-06-2021, 03:20 AM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم غير متصل
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 160,935
الدولة : Egypt
افتراضي المفاجأة (قصة قصيرة)

المفاجأة (قصة قصيرة)
عبدالعلي قرياني




خرَج الأستاذُ عبدالمغيث من منزلِه الكائن بحيِّ الياسمين على غير عادتِه، أشعثَ الشعرِ، غيرَ حليقِ الوجه، حتى إنه نَسِي إحكامَ وَثاقِ ربطةِ عُنقِه الزرقاء المُفضَّلة لديه، وأثناء عبورِه الطريقَ كادت تدهسُه سيَّارةُ دفعٍ رُباعيٍّ يقودُها فتًى مُتهوِّر، فلم يُلْقِ لذلك بالًا؛ من فرطِ انشغالِ فكرِه منذ تسريحِه من العمل؛ بسبب إفلاسِ الشركة التي كان يعملُ فيها.

وعند وصوله إلى الرصيف المقابل مدَّ يدَه إلى الجيب الداخلي لسُترتِه، وأخرَج عُلبةَ سجائر سوداءَ، كان قد أَلِف استهلاكَها منذ المرحلة الجامعيَّة، أخَذَ لُفافةً، ووضَعَها بينَ شفتَيْه السوداوَيْنِ، وهمَّ بإشعالِها، لكنه تذكَّر أنه نسي الشَّعَّالة في سرواله (الجينز) الذي تركه للغَسْل، فتقدَّم نحو أحدِ المارَّة، وقد صدَرَتْ من فمه سحابةُ دُخانٍ كثيفٍ، وطلب منه شُعلة، فمكَّنه الرجل من عقب سيجارتِه دون أن يلتفِتَ إليه، سفَّ عبدُالمغيث نفَسًا طويلًا، تسبَّب له في سُعالٍ حادٍّ، لم يتخلَّص منه حتى وصولِه إلى باب إدارة البريد مقصدِه، فاعتلَى السُّلَّم ذا الدرجات الثلاثِ الرُّخاميَّة، واخترَقَ جمَع الناسِ الذين وقفوا في صفٍّ طويل، وتوجَّه صَوْبَ ركنٍ مُنْزوٍ، حيث جُعلِت صناديقُ البريد في شكل طوابق، أدخَلَ المِفتاحَ في قفل العلبةِ التي يشاركُها مع جاره الساكن في الشقَّة المقابلة لداره، وأخرَجَ الرسائلَ التي تخصُّه، قلبها على ظهرها ليعرفَ مصدرَها، فارتعشَتْ يداه لمّا عثَر على الرسالة التي طالما انتظرَها، مزَّق الظرفَ من الجنب، وسحب الورقةَ المثنيَّة داخلَها، وأطلَقَها أمامه، ليتعرَّف على مضمونها، فاهتزَّ طربًا لما وقَعَ بصرُه على عبارة: يسرُّنا انضمامك إلى طاقم إدارتنا...


__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
 
[حجم الصفحة الأصلي: 14.44 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 13.81 كيلو بايت... تم توفير 0.63 كيلو بايت...بمعدل (4.35%)]