عرض مشاركة واحدة
  #59  
قديم 18-06-2021, 04:46 AM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم متصل الآن
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 166,211
الدولة : Egypt
افتراضي رد: كتاب «عون الرحمن في تفسير القرآن» ------متجدد إن شاء الله

كتاب «عون الرحمن في تفسير القرآن»

الشيخ أ. د. سليمان بن إبراهيم اللاحم

حكم قول "آمين" بعد قراءة الفاتحة




يُستحَبُّ أن يسكُتَ القارئ سكتة لطيفة بعد قراءة ï´؟ غَيْرِ الْمَغْضُوبِ عَلَيْهِمْ وَلَا الضَّالِّينَ ï´¾ [الفاتحة: 7]، ثم يقول: "آمين"، سواء كان في الصلاة أو خارجها، إمامًا كان أو مأمومًا أو منفردًا، في صلاة جهريَّة أو سريَّة، عند جمهور أهل العلم[1].







لما رواه أبو هريرة رضي الله عنه: أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: ((إذا قال الإمام: ï´؟ غَيْرِ الْمَغْضُوبِ عَلَيْهِمْ وَلَا الضَّالِّينَ ï´¾ [الفاتحة: 7]، فقولوا: آمين؛ فإنه مَن وافَقَ قولُه قولَ الملائكة[2]، غُفِر له ما تَقدَّم من ذنبه))[3].







وفي رواية[4]: ((إذا أمَّن الإمام فأمِّنوا؛ فإنه مَن وافَقَ تأمينُه تأمينَ الإمام، غُفِر له ما تَقدَّمَ من ذنبه)).







وعن أبي موسى الأشعري رضي الله عنه: أن رسول الله صلى الله عليه وسلم خطَبَنا، فقال: ((إذا صلَّيتُم فأَقيموا صفوفَكم، ثم لْيَؤُمَّكم أحدكم، فإذا كبَّر فكبِّروا، وإذا قال: ï´؟ غَيْرِ الْمَغْضُوبِ عَلَيْهِمْ وَلَا الضَّالِّينَ ï´¾ [الفاتحة: 7]، فقولوا: آمين، يُجِبْكُم الله، فإذا كبَّر وركع فكبِّروا واركعوا؛ فإن الإمام يركع قبلكم، ويرفع قبلكم...))[5].







وعن وائل بن حُجْرٍ رضي الله عنه قال: "صلَّيتُ خلف رسول الله، فلما كبَّر رفع يديه أسفل أذنيه، فلما قرأ: ï´؟ غَيْرِ الْمَغْضُوبِ عَلَيْهِمْ وَلَا الضَّالِّينَ ï´¾ [الفاتحة: 7]، قال: ((آمين))، فسمعتُه وأنا خلفه"، وفي رواية: "ومدَّ بها صوته"[6].







وعن علي بن أبي طالب رضي الله عنه قال: "سمعتُ رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا قال: ï´؟ وَلَا الضَّالِّينَ ï´¾، قال: ((آمين))"[7].







وعن عائشة رضي الله عنها، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ((ما حسَدَتْكم اليهودُ على شيء ما حسَدَتْكم على السلام والتأمين))[8].







و"آمين" ليست من الفاتحة إجماعًا؛ ولهذا لم تُثبت في المصاحف؛ ولهذا شُرِع أن يسكت قليلًا بعد الفاتحة، ثم يقول: "آمين".







وهي اسم فعل بمعنى: اللهم استَجِبْ.







وفيها لغتان:



"آمين" بمد الألف على وزن "فاعيل"، و"أَمين" بالقصر على وزن "فعيل"، والقصر هو الأصل[9]، وأنشدوا:



تَباعَدَ منِّي فُطحُلٌ إذ دعَوتُه *** أمينَ فزادَ اللهُ ما بينَنا بُعْدَا[10]



وقال الآخر[11]:



يا ربِّ لا تَسْلُبَنِّي حُبَّها أبدًا *** ويَرحَمُ اللهُ عبدًا قال: آمينَا





وقال أبو وجزة مولًى من موالي أهل المدينة يُخاطِبُ عبدَالله بن الزبير[12]:



ولا نقولُ إذا يومًا نُعيتَ لنا *** إلا بآمينَ ربَّ الناسِ آمينَا








[1] انظر: "مسائل الإمام أحمد" رواية ابنه عبدالله ص(72)، "الاستذكار" (2/ 197)، "المهذب" (1/ 79)، "المبسوط" (1/ 32)، "الإفصاح" (1/ 128)، "المغني" (1/ 160 -161)، "تفسير ابن كثير" (1/ 60 -61).



[2] قيل: موافقة تأمين الملائكة في الإجابة، وقيل: في الزمن، وقيل: في الصفة من إخلاص الدعاء. انظر: "الاستذكار" (2/ 197).



[3] أخرجه البخاري - في الأذان - باب جهر المأموم بالتأمين (782)، وفي التفسير (4475)، ومسلم في الصلاة - باب التسميع والتحميد والتأمين (410)، والترمذي في الصلاة - ما جاء في فضل التأمين (250)، وابن ماجه - في إقامة الصلاة - باب الجهر بالتأمين (851 -852)، وأحمد (2/ 312، 459)، ومالك في الموطأ (191).



[4] أخرجها البخاري في الأذان (780).



[5] أخرجه مسلم - في الصلاة - باب التشهد في الصلاة (404)، والنسائي في الإمامة (800)، وابن ماجه في إقامة الصلاة (847).



[6] أخرجه النسائي - في الافتتاح - باب قول المأموم إذا عطس خلف الإمام (893)، والترمذي - في الصلاة - باب ما جاء في التأمين (248)، وقال: "حديث حسن"، وابن ماجه - في إقامة الصلاة - باب الجهر بآمين (696)، وأحمد (4/ 315، 316).
والحديث صحيح، صححه الألباني وغيره.



[7] أخرجه ابن ماجه في الموضع السابق (695)، وصححه الألباني.



[8] أخرجه ابن ماجه في الموضع السابق (697)، وصححه الألباني. وأخرجه الإمام أحمد مطولًا (6/ 135).



[9] انظر: "المدخل لعلم تفسير كتاب الله" ص(100 -104)، "الاستذكار" (2/ 195)، "معالم التنزيل" (1/ 42)، "الكشاف" (1/ 12)، "المغني" (2/ 163)، "تفسير ابن كثير" (1/ 61).



[10] البيت نسبه في "المشوف المعلم" (1/ 79) لجبير بن الأضبط، وقد سأل فطحلًا فأعرض عنه، فدعا عليه.
وهو بغير نسبة في "زاد المسير" (1/ 17)، وفي مادة "أمن" من "الصحاح" و"اللسان" وفي "شرح المفصل" (4/ 34)، "الدر المصون" (1/ 77).



[11] البيت لمجنون ليلى. انظر "ديوانه" ص(238).




[12] انظر: "الزاهر" (1/ 161)، "العقد الفريد" (7/ 167).




__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
 
[حجم الصفحة الأصلي: 24.33 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 23.71 كيلو بايت... تم توفير 0.63 كيلو بايت...بمعدل (2.58%)]