عرض مشاركة واحدة
  #2  
قديم 10-06-2021, 10:53 PM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم غير متصل
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 158,341
الدولة : Egypt
افتراضي رد: أهوال لقيها الحجاج

وفي سنة 604: تسبب برهان الدين المذكور آنفا بموت نحو من ستة آلاف من الحجيج العراقي، والخبر ذكره صاحب «البداية والنهاية»، وفي «مرآة الزمان» ختم الخبر بقول المصنف: وحججت أنا في هذه السنة، وهي الرابعة وستمئة، ورأيت مِن الموتى ما أذهلني.. ومشينا ثلاثة أيام في الأموات.








وفي سنة 608: وقعت فتنة للحاج بمنى، وسبب ذلك: أن باطنيا وثب على بعض أهل الأمير قتادة، صاحب مكة، فقتله بمنى ظنا منه أنه قتادة، فلما سمع قتادة ذلك جمع الأشراف والعرب والعبيد وأهل مكة، وقصدوا الحاج، ونزلوا عليهم من الجبل، ورموهم بالحجارة والنبل وغير ذلك.. وتمكن أمير مكة من نهب الحاج، فنهبوا منهم من كان في الأطراف، وأقاموا على حالهم إلى الليل، فاضطرب الحاج، وباتوا بأسوأ حال من شدة الخوف من القتل والنهب، فقال بعض الناس لأمير الحاج لينتقل بالحُجَّاج إلى منزلة حجاج الشام، فأمر بالرحيل، فرفعوا أثقالهم على الجمال واشتغل الناس بذلك، فطمع العدو فيهم، وتمكن من النهب كيف أراد، فكانت الجمال تؤخذ بأحمالها، والتحق من سَلِم بحجاج الشام، فاجتمعوا بهم، ثم رحلوا إلى الزاهر، ومنعوا من دخول مكة، ثم أُذِن لهم في ذلك، فدخلوها وتمموا حجهم، وعادوا.. إلى آخر الخبر الذي انتهى بالاعتذار إلى الحجاج!







وفي سنة 617: كانت فتنة بمكة وقت الحج، غُلِّقتْ فيها أبواب مكة دون الحجاج، وقُتل فيها أمير الحُجَّاج العراقيين، والخبر مبسوط في «مرآة الزمان».







وفي سنة 619: حج في هذه السنة الملك المسعود أقسيس بن الكامل صاحب اليمن، فبدت منه أفعال ناقصة بالحرم الشريف مِن سُكرٍ، ورشق حمام المسجد بالبندق مِن أعلى قبة زمزم، وكان إذا نام في دار الإمارة يُضرَب الطائفون بالمسعى بأطراف السيوف؛ لئلا يشوشوا عليه وهو نَوِمٌ سَكِرٌ، قبحه الله تعالى، ولكن كان -مع هذا كله- مهيبا محترما، والبلاد به آمنة مطمئنة. قاله الحافظ ابن كثير رحمه الله تعالى.







وقال بعضهم: رأيتُ غلمانه في المسعى يضربون الناس بالسيوف في أرجلهم ويقولون: اسعوا قليلا قليلا، فإن السلطان نائم سكران في دار السلطنة التي بالمسعى، والدم يجري من سيقان الناس!







وفي سنة 663 في الموسم إلى سنة 665: كان غلاء شديد بمكة لم يُسمع بمثله في ذلك العصر قط.. كما وصفه بعضهم.







وفي سنة 677: ازدحم الحُجَّاج في خروجهم إلى العمرة من باب المسجد الحرام المعروف بباب العمرة؛ فمات بالزحمة جمع كثير يبلغون ثمانين نفرا.







وفي سنة 683: كان بين صاحب مكة وأمير الحاج المصري كلام، أفضى إلى أن أغلق صاحب مكة أبوابها، ولم يُمَكِّن أحدا من دخولها؛ فلما كان يوم التروية أحرق الحُجَّاج باب المعلاة، ونقبوا السور، وهجموا على البلد.. إلى أن وقع الصلح بينهم. وللحادثة رواية أخرى.







وفي سنة 689: كانت فتنة بين الحُجَّاج وأهل مكة، وتقاتلوا في الحرم، والأصل في ذلك أجناد من المصريين.. وانتهى الأمر إلى أن شهرت السيوف بالحرم الشريف، نحوا من عشرة آلاف سيف، ونهبت جماعة من الحُجَّاج وجماعة الحجازيين، وقتل من الفريقين جمع كثير، قيل: فوق أربعين نفسا، وجرح خلق كثير..







وقد اختلف في سبب الفتنة، وشيء من تفاصيلها..







وفي سنة 698: كانت على الركب الشامي هَوشة بمكة، وقُتِل جماعة، وجرح نحو ستين نفسا، ونُهِب مَن كان منهم داخل مكة. نص عليه الإمام الذهبي رحمه الله تعالى.







وفي سنة 705: كانت بمنى جفلة عظيمة، وحصل الحرب بين المصريين والحجازيين، وكان مقدم الركب المصري كافرَ النفس، مِقداما على الجرائم، سفك من البشر جماعة، وجعل عوض نحر البُدْن نحرهم.



وفي الخبر اختلاف في تفاصيله، وسنةِ وقوعه.







وفي سنة 730: كانت فتنة عظيمة بين الحُجَّاج المصريين وأهل مكة، قال الراوي: وليس الخبر كالمعاينة، ولما كان يوم الجمعة عند طلوع الخطيب المنبر، حصلت هوشة، ودخلت الخيل المسجد الحرام، وفيهم جماعة من بني حسن ملبين غائرين، وتفرق الناس، وركب الأمراء من المصريين، وكانوا ينتظرون سماع الخطبة، فتركوها، وركب الناس بعضهم بعضا، ونهبت الأسواق، وقتل من الخلق جماعة من الحُجَّاج وغيرهم، ونهبت الأموال، وصلينا نحن الجمعة والسيوف تعمل، وطفت أنا ورفيقي طواف الوداع جريا، والقتل بين الترك والعبيد الحرامية من بني حسن.. واستشهد من الأمراء..، وجماعة نسوة، وغيرهم من الرجال، وسلمنا من القتل، وكانت الخيل في إثرنا يضربون بالسيوف يمينا وشمالا... وجعل أكثر الناس يتركون ما ثقل من أحمالهم، ونهب الحاج بعضه بعضا، وكان في جملة مَن راح جمل محمل لنا فيه جميع ما رزقنا الله من نفقة وثياب وزاد، واحتسبناه، وحمدنا الله على سلامة أنفسنا.







وفي سنة 737: وصلت كتب الحُجَّاج في الثاني والعشرين من المحرم تصف مشقة كثيرة حصلت للحجاج؛ من موت الجمال، وإلقاء الأحمال، ومشي كثير من النساء والرجال، فإنا لله وإنا إليه راجعون، والحمد لله على كل حال. نص عليه الإمام ابن كثير رحمه الله تعالى.







وفي سنة 743: وقعت فتنة بعرفة بين الحُجَّاج المصريين وبين أهل مكة من أهل مكة، من قبل الظهر إلى غروب الشمس، قُتِل فيها جماعة ومن الترك ستة عشر نفرا، ومن أتباع الأشراف ناس قليل، ونَفَر الناس من عرفة قبل الغروب، كما في «سمط النجوم».







قال في «شفاء الغرام»: كان الظفر فيه للأشراف.. ولم يعتمر أكثر الحُجَّاج ولم يطوفوا طواف الوداع خوفا على أنفسهم، وتعرف هذه السنة بسنة المظلمة -وفي «سمط النجوم»: الظلمة-؛ لأن أهل مكة في نفرهم من عرفة سلكوا الطريق التي تخرجهم على البئر المعروفة بالمظلمة، وهي غير الطريق التي يسلكها الحجاج.







وفي 747: حصل على الناس غلاء عظيم في أيام الموسم والحج. قال الحافظ ابن فهد المكي رحمه الله تعالى: ولم يُعهد مثل ذلك فيما سلف.







وفي سنة 761: كان بمكة فتنة بين أهلها من بني حسن وبين الترك الذين قدموا إلى مكة للإقامة بها في موسم هذه السنة عوض الترك الذين كانوا قدموا مكة في سنة ستين وسبعمئة.







وسبب هذه الفتنة: أن بعض الترك نزل في الدار المعروفة بدار المضيف عند باب الصفا، فطالبه بالكراء بعض الأشراف من ذوي علي بن قتادة، وحصل بينهما منازعات أفضى الحال فيها إلى أن ضرب التركي الشريف فقتله الشريف، فثار عليه الترك، فصاح، فحمى له بعض الشرفاء فثارت الفتنة، وقيل في سبب الفتنة غير ذلك.







وفي سنة 774 في محرم منها: اشتد الحر على الحاج الشامي وهم رجوع، فمات منه بوادي الأُخيضر خلق بالعطش، واقتتل منهم جمع على الماء، فقتل منهم جماعة من الازدحام، ذكره صاحب «نيل الأمل».







وفي سنة 780: وقع للحاج في عودهم محن شديدة؛ من موت الجمال وتزايد الأسعار.. ثم اشتد الأمر على الحجاج؛ وعلفوا جمالهم مما معهم من زادهم الذي هو قوتهم، وانقطع كثير منهم في الطرقات جوعا وتعبا.. وتفصيل الخبر في «السلوك» للعلامة المقريزي رحمه الله تعالى.







وفي سنة 788: كانت بمكة فتنة في أيام الموسم، وحج الناس خائفين، وسبب هذه الفتنة أن بعض الباطنية قتل أمير مكة محمد بن أحمد بن عجلان...







وفي سنة 797: كان بمكة قتل ونهب في الحُجَّاج في يوم التروية، وفي ليلة عرفة بطريق عرفة، وسبب هذه الفتنة: أن بعض القُوَّاد اختطف شيئا في المسجد الحرام، واحتمى ببعض أصحابه؛ فجرى بينهم وبين الحُجَّاج مقاولة بالمسجد الحرام، أفضت إلى مقاتلته، فشهرت السيوف بالمسجد الحرام، وصارت الفتنة به وبخارج المسجد، ونُهِبت الأموال، وجاء أمير الحج الحلبي في خيل ورجل، فلقيه بعض القُوَّاد بأسفل مكة، وجرى بين الفريقين قتال كان الظَّفر فيه للقُوَّاد، وطمع الحرامية في الحجاج، فنهبوهم نهبا ذريعا في خروجهم إلى منى، وفي ليلة عرفة.. بين عرفة ومزدلفة، وقتلوهم، وتعدى النهب إلى أهل مكة واليمن، وحج الناس خائفين، ورحل الحُجَّاج أجمعهم في يوم النفر الأول.







وفي سنة 800: حصل للحجاج الذين كانوا مع المحمل اليمني عطش بقرب مكة، مات فيه جماعة منهم، رحمهم الله تعالى.







وفي سنة 809: انضم إلى المغاربة في عودهم حاجُّ الإسكندرية وغزة والقدس، فنُهِبوا جميعا، ونزل بالمغاربة بلاء كبير. ذكره صاحب «إتحاف الورى».







وفي سنة 810: هلك جماعة كثيرة من الحُجَّاج المصريين الضعفاء، لعنف أمير حجهم في السير، وتفصيل الخبر وسببه في «إتحاف الورى».







وفي سنة 812: كان بين بني حسن من أهل مكة وبين أمير الحاج المصري مشاجرة عظيمة، أفضت إلى قتل بعض الحُجَّاج ونهبهم غير مرة، ولم يحج بسبب ذلك من أهل مكة إلا اليسير.







وسبب هذه الفتنة ساقه صاحب «شفاء الغرام» مطولاً، ثم قال: وكنت ممن يسر الله له الحج في هذا العام، ولما وصلنا إلى الموضع المعروف بالمأْزِمين: وجدنا الجمال فيه معقورة، وكدنا أن نرجع من الخوف، فقوى الله تعالى العزم وسَلَّم، وله الحمد... وتعرض أهل الفساد للحاج في توجههم من عرفة إلى منى، ونهبوهم وقتلوهم وجرحوهم، وذلك في ليلة النحر، ولم نستطع أن نبيت بالمزدلفة إلى الصباح، فرحلنا منها بعد أن أقمنا بها مقاما تتأدى به السنة، ووقع بمنى في ليلة النحر قتل ونهب... ولولا مراعاة الشريف حسن في هذه الفتنة للحجيج، لكثر عليهم العويل مع الحزن الطويل، فالله تعالى يبقيه، ومن الشر يقيه.







وفي سنة 817 في يوم الجمعة خامس ذي الحجة: حصلت في المسجد الحرام فتنة عظيمة، انتُهكت فيها حرمة المسجد كثيرا، لما حصل فيه مِن القتال بالسلاح والخيل، وإراقة الدم فيه، وروث الخيل وطول مقامها فيه.







وسبب ذلك: أن أمير الحج المصري أدَّب بعض غلمان القواد.. على حمل السلاح، لنهيه عن ذلك، وسَجَنه، فرغب مواليه في إطلاقه، فامتنع الأمير؛ فلما صُلِّيَت الجمعة هاجم جماعة من القواد المسجد الحرام من باب إبراهيم... وانتهوا إلى مقام الحنفية؛ فلقيهم الترك والحجاج، واقتتلوا، فخرج أهل مكة من المسجد، فتبعهم الترك والحجاج، فقاتلوهم.. فظهر عليهم المصريون أيضا، وانتهب بعض العوام من المصريين السوق..، والسوق الذي بالمسعى، وبعض بيوت المكيين؛ فلما كان آخر النهار أمر أمير الحاج بتسمير أبواب المسجد الحرام، إلا ثلاثة أبواب.. إلى آخر الخبر الذي انتهى بالصلح وتسكين الخواطر، بعد أن حصل في الفريقين جراحات كثيرة، مات بها غير واحد من الفريقين.







قال في «شفاء الغرام»: ولا أعلم أن المسجد الحرام انتُهك نظير هذا الانتهاك من بعد الفتنة المعروفة بفتنة قندس، في آخر سنة إحدى وستين وسبعمئة إلى تاريخه، ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم.







وفي سنة 826 في الثالث والعشرين من محرم: قدم الركب الأول من الحجاج، وقدم المحمل ببقية الحاج من الغد، وكانت سنة مشقة إلى الغاية؛ توالت فيها الأمطار الخارجة عن الحد، زيادة على أربعين يوما، وأتت سيول مهولة، مع غلاء الأسعار بمكة.. وكثر موت الجمال، ومشت النساء والصغار عدة مراحل، ومات كثير من الناس، واشتد الحر، ثم اشتد البرد، ومع هذا كله كثرة الخوف، كما في «السلوك»، وبنحوه في «نيل الأمل».







وفي سنة 834: حصل للحاج عطش عند رجوعهم.. فمات منهم ناس كثير، قيل: قدر ثلاثة آلاف، كلهم من الركب الأول، ومات من الجمال والدواب شيء كثير جداً، ونُهِب لمن مات من الأموال ما لا يُحصى، ذكره الحافظ ابن حجر رحمه الله تعالى في «إنباء الغمر».







وفي سنة 861: ورد الخبر بأنه حصل للحاج عطشٌ، مات به جماعة، كما في «نيل الأمل».







وفي سنة 955 في يوم النحر: وقعت فتنة بمنى، تعرف عند أهل مكة بالهبة، بين الشريف أبي نمي وبين أمير الحاج المصري، وبموجب هذه الفتنة: نفر الأمير وجميع الحاج من منى يوم النفر الأول قبل الزوال، وأراد بعض الحُجَّاج العود إلى منى للرمي قبل فواته والمبيت مع جند صاحب مكة، فتعذر عليه ذلك؛ لانتشار الأعراب في الطرق ورؤوس الجبال.







وفي سنة 1078 في اليوم الثامن من ذي الحجة: دخل الحاج الشامي واليماني والمدني -وسبقهم في الدخول المصري-، وفيه: طلعوا إلى عرفات.







وأما أهل العراق وأهل نجد وأهل الحجاز وسائر العرب لم يحجوا؛ لما حصل لهم من التعب والجوع، والخوف المذهب للهجوع.







وفي هذا العام: جاء الحُجَّاج بدراهم فاسدة كاسدة، وأخربوا بها معاملة البلاد؛ بحيث إن كل ثلاثة منها بدرهم من الجياد مِن حيث القدر والقيمة، فصار كل يردها، فَغَلَت الأسعار، وأمسك كل على ما عنده من الطعام، وهلكت الرعية، ووقعت الفتنة بين المسلمين بسببها.. وتفصيل الخبر في «سمط النجوم العوالي».







وصلى الله على سيدنا ونبينا محمد، والحمد لله رب العالمين.





__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
 
[حجم الصفحة الأصلي: 27.59 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 26.96 كيلو بايت... تم توفير 0.63 كيلو بايت...بمعدل (2.28%)]