الموضوع: تأخير العقوبة
عرض مشاركة واحدة
  #1  
قديم 08-06-2021, 01:33 PM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم غير متصل
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 159,657
الدولة : Egypt
افتراضي تأخير العقوبة

تأخير العقوبة


فهد بن عبد العزيز الشويرخ




الحمد لله رب العالمين, والصلاة والسلام على أشرف الأنبياء والمرسلين, نبينا محمد وعلى آله وأصحابه أجمعين...أما بعد: فإمهال الله عز وجل للعاصي وعدم حصول عقوبة عاجلة له لا يعني أن ذلك خيراً له, فالعقوبة قد تتأخر, للإمهال والاستدراج
قال الله سبحانه وتعالى: {أيحسبون أنما نمدهم به من مال وبنين * نسارع لهم في الخيرات بل لا يشعرون} [المؤمنون:55-56]
وقال الله جل وعلا: { والذين كذبوا بآياتنا سنستدرجهم من حيث لا يعلمون * وأملي لهم إن كيدي متين} [الأعراف: 182-183]
وعن عقبة بن عامر رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «إذا رأيت الله يُعطي العبدَ من الدنيا على معاصيه ما يُحبُّ، فإنما هو استدراج» ، «ثم تلا رسول الله صلى الله عليه وسلم» : {فَلَمَّا نَسُوا مَا ذُكِّرُوا بِهِ فَتَحْنَا عَلَيْهِمْ أَبْوَابَ كُلِّ شَيْءٍ حَتَّى إِذَا فَرِحُوا بِمَا أُوتُوا أَخَذْنَاهُمْ بَغْتَةً فَإِذَا هُمْ مُبْلِسُونَ * فَقُطِعَ دَابِرُ الْقَوْمِ الَّذِينَ ظَلَمُوا وَالْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ} [الأنعام: 44، 45].
قال الله عز وجل: {ولا يحسبن الذين كفروا أنما نملي لهم خير لأنفسهم إنما نملي لهم ليزدادوا إثما ولهم عذاب مهين} [آل عمران:178]
قال العلامة السعدي رحمه الله: الله تعالى يملي للظالم حتى يزداد طغيانه, ويترادف كفرانه, ثم يأخذه أخذ عزيز مقتدر, فليحذر الظالمون من الإمهال.

وقال العلامة محمد بن صالح العثيمين رحمه الله: من فوائد الآية أنه يجب على الإنسان أن لا يظن أن إمهال الله له خيراً له...فالله عز وجل بحكمته قد يستدرج بعض الخلق, فيعطيه النعم تترا وهو متجاوز لحدوده ليبلغ في الطغيان غايته حتى إذا أخذه لم يفلته كما قال النبي علية الصلاة والسلام ( «إن الله ليملي للظالم حتى إذا أخذه لم يفلته» ) وتلا قوله تعالى: {وكذلك أخذ ربك إذا أخذ القرى وهي ظالمة إن أخذه أليم شديد} [هود:102]



__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
 
[حجم الصفحة الأصلي: 14.98 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 14.35 كيلو بايت... تم توفير 0.63 كيلو بايت...بمعدل (4.19%)]