عرض مشاركة واحدة
  #9  
قديم 08-06-2021, 03:03 AM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم غير متصل
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 161,030
الدولة : Egypt
افتراضي رد: رؤيا الإسلامية في شعر محمود حسن إسماعيل

بِضِيَاءٍ شَعَّ بَيْنَ العَرَبِ
وَكِتَابٍ خَطَّ لِلأَرْضِ هُدَاهَا[9]
ثم ها هو يذهب بعيدًا في الزَّمان والمكان، إنه يسافر في الزمان إلى ذلك المكان الذي صار بعيدًا؛ إلى قُرْطبة، هذه المدينة الإسلاميَّة في عهد ازدهارها وتفوُّقها الحضاري:وَثَرَى قُرْطُبَةٍ حَنَّ إِلَيْهِ
فَإِذَاهُ سَجْدَةٌ بَيْنَ يَدَيْهِ
وَإِذَا الْمِحْرَابُ إِصْغَاءٌ عَلَيْهِ
شَعَّ تَرْنِيمُ الْهَوَى مِنْ شَفَتَيْهِ [10]

في هذه القصيدة "شعلة الذات" التي كتبها عن "إقبال" يَسْترجع ذلك الماضي العريق، وينظر للواقع المتخاذِل، فيبدأ بتصحيح المفاهيم وتقويمها، يقول في بداية القصيدة:قُلْ لِمَنْ كَبَّلَ أَشْوَاقَ الْحَيَاهْ
بَاحِثًا عَنْ سِرِّهَا قَبْلَ خُطَاهْ
وَاقِفًا شُلَّتْ عَلَى السِّرِّ يَدَاهْ
سَائِلاً: أَيْنَ مِنَ الغَيْبِ مَدَاهْ
لَسْتَ حَيًّا إِنْ تَهَيَّبْتَ القَدَرْ
وَطَلَبْتَ السِّرَّ مِنْ قَبْلِ السَّفَرْ
كُنْ طَرِيقًا مِنْ رَحِيقٍ وَشَرَرْ
لاَ وُقُوفًا يَتَلَهَّى بِالصُّوَرْ [11]

إنَّه لا يرى أن الحياة واقفة فيتلهى بالصُّور، ولا يرى النُّكوص مخافة مما سيجيء سببًا للتكاسل والتراجع، بل إن الحياة تزحف بكلِّ ما فيها من شوقٍ نحو الحقِّ ونحو الخير لكلِّ الإنسانية، ولا يرى هذا التكاسل إلا نوعًا من الذِّلة التي لا تليق بمن لا يَحْني لغير الله رأسَه:قُلْ لِمَنْ أَحْنَى لِغَيْرِ اللهِ رَأْسَهْ
وَلِمَنْ صَبَّ لِغَيْرِ اللهِ كَأْسَهْ
خَائِفًا يَشْرَبُ مِنْ كَفَّيْهِ نَفْسَهْ
وَمِنَ الذِّلَّةِ لاَ يُدْرِكُ حِسَّهْ
لَسْتَ حَيًّا إِنْ تَوَهَّمْتَ الوُجُودَا
سَادَةٌ هَشُّوا عَلَى الأَرْضِ عَبِيدَا
اسْأَلِ الذَّاتَ تَجِدْ فِيهَا السُّجُودَا
لِسَوَى اللهِ رِيَاحًا أَوْ حَصِيدَا [12]

ثم نراه يخاطب " إقبالاً" مستنشدًا إياه ذلك النغم الخالد:طَائِرَ الإِسْلاَمِ رَجِّعْ نَغَمَا
كُنْتَ فِيهِ لِلَّيَالِي حُلُمَا


يتبع
__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
 
[حجم الصفحة الأصلي: 18.34 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 17.71 كيلو بايت... تم توفير 0.63 كيلو بايت...بمعدل (3.42%)]