
06-06-2021, 09:07 PM
|
 |
قلم ذهبي مميز
|
|
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 166,237
الدولة :
|
|
رد: كتاب «عون الرحمن في تفسير القرآن» ------متجدد إن شاء الله
كتاب «عون الرحمن في تفسير القرآن»
الشيخ أ. د. سليمان بن إبراهيم اللاحم
مكان نزول سورة الفاتحة
نزَلتْ سورة الفاتحة بمكة؛ بدليل أنها ذُكرت في سورة الحِجْرِ، وهي مكيَّة، وذلك في قوله تعالى: ï´؟ وَلَقَدْ آتَيْنَاكَ سَبْعًا مِنَ الْمَثَانِي وَالْقُرْآنَ الْعَظِيمَ ï´¾ [الحجر: 87]، وسورة الحجر مكية بالإجماع[1].
وقد فسَّر الرسول صلى الله عليه وسلم السَّبْعَ المثانيَ في هذه الآية بالفاتحة.
فعن أبي سعيد بن المعلَّى رضي الله عنه، قال: "كنت أصلِّي في المسجد، فدعاني رسول الله صلى الله عليه وسلم، فلم أُجِبْهُ، فقلت: يا رسول الله، إني كنت أصلِّي، فقال: ((ألم يقُلِ الله: ï´؟ اسْتَجِيبُوا لِلَّهِ وَلِلرَّسُولِ إِذَا دَعَاكُمْ لِمَا يُحْيِيكُمْ ï´¾ الآية [الأنفال: 24]))، ثم قال لي: ((لأُعلِّمَنَّك سورة هي أعظم السور في القرآن قبل أن تخرُج من المسجد))، ثم أخذ بيدي، فلما أراد أن يخرج قلت له: ألم تقل: ((لأُعلِّمَنَّك سورة هي أعظم سورة في القرآن))؟ قال: ((ï´؟ الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ ï´¾ هي السبع المثاني والقرآن العظيم الذي أوتيتُه))[2].
وعن أبي هريرة رضي الله عنه، عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: ((أمُّ القرآن، هي السبعُ المثاني والقرآن العظيم))[3].
وفي لفظ: ((هي أم القرآن، وهي فاتحة الكتاب، وهي السبع المثاني))[4].
وفي لفظ: ((ï´؟ الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ ï´¾: أم القرآن، وأم الكتاب، والسبع المثاني))[5] ، وفي لفظ بزيادة: ((والقرآن العظيم))[6].
وأيضًا فقراءتُها ركنٌ من أركان الصلاة - على الصحيح - لا تصحُّ الصلاة بدونها، وقد فُرِضت الصلاةُ بمكة عندما أُسْرِيَ بالرسول صلى الله عليه وسلم، وما حُفِظ أنه كان في الإسلام قط صلاةٌ بغير الفاتحة[7].
بل رُويَ أنها من أول ما نزل، وأنها أول سورة نزلت كاملة[8].
[1] انظر: "المحرر الوجيز" (1/ 61)، "الجامع لأحكام القرآن" (1/ 115)، "مجموع الفتاوى" (17/ 190).
[2] أخرجه البخاري في التفسير - باب قوله تعالى: ï´؟ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اسْتَجِيبُوا لِلَّهِ وَلِلرَّسُولِ إِذَا دَعَاكُمْ لِمَا يُحْيِيكُمْ وَاعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ يَحُولُ بَيْنَ الْمَرْءِ وَقَلْبِهِ وَأَنَّهُ إِلَيْهِ تُحْشَرُونَ ï´¾ [الأنفال: 24] (4647). وفي باب ï´؟ وَلَقَدْ آتَيْنَاكَ سَبْعًا مِنَ الْمَثَانِي وَالْقُرْآنَ الْعَظِيمَ ï´¾ [الحجر: 87] (4703)، وفي فضائل القرآن - فضل فاتحة الكتاب (5006)، وأخرجه أبو داود - في الصلاة باب فاتحة الكتاب (1458)، والنسائي - في الافتتاح - باب تأويل قوله تعالى: ï´؟ وَلَقَدْ آتَيْنَاكَ سَبْعًا مِنَ الْمَثَانِي وَالْقُرْآنَ الْعَظِيمَ ï´¾ [الحجر: 87] (876)، وابن ماجه - في الأدب - باب ثواب القرآن (3785)، وأحمد (4/ 211).
وقد أخرجه أيضًا أحمد (2/ 413، 5/ 114)، وابن ماجه - في الفضائل (2875) من حديث أبي بن كعب بنحوه، وقد أخرجه عنه - مختصرًا - النسائي - في الموضع السابق (877)، والترمذي - في تفسير سورة الحجر (3125)، وصححه الألباني. وأخرجه مطولًا ومختصرًا ابن خزيمة - في الصلاة - باب قراءة الفاتحة (501)، والبيهقي في (2/ 376)، وفي "جزء القراءة خلف الإمام" ص(103 -105).
[3] أخرجه البخاري في التفسير (4704)، وأخرجه أحمد بنحوه (2/ 448).
[4]أخرجه الطبري في "جامع البيان" (134).
[5] أخرجه أبو داود في الصلاة - باب فاتحة الكتاب (1457).
[6] أخرجه الترمذي في تفسير سورة الحجر (3124)، وقال: "حديث صحيح".
[7] انظر: "المحرر الوجيز" (1/ 61)، "الجامع لأحكام القرآن" (1/ 115)، "البحر المحيط" (1/ 16).
[8] انظر: "تفهيم القرآن" لأبي الأعلى المودودي ص(33).
وقد قيل: إنها نزلت بالمدينة، وقيل: نزلت مرتين: مرة بمكة ومرة بالمدينة، وقيل: نزل نصفها بمكة ونصفها بالمدينة. وكل هذه الأقوال ضعيفة لا دليل عليها. انظر: "معالم التنزيل" (1/ 37)، "الجامع لأحكام القرآن" (1/ 115 -116)، "تفسير ابن كثير" (1/ 22).
__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟ فبكى رحمه الله ثم قال : أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.
|