
23-05-2021, 03:47 AM
|
 |
قلم ذهبي مميز
|
|
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 161,332
الدولة :
|
|
رد: كفكفة لـ "دموع الرجال"
يَكْفِي شُعَاعٌ مِنْكَ يَا أَمَلِي 
حَتَّى يَفُوقَ الشَّمْسَ وَالقَمَرَا 
كما يراهم قادة يرفعون رايات النَّصر، ويزفُّون البشرى إلى أمَّتِهم.
وكذلك ينعَى الشَّاعر الحياءَ الذي اختفى لدى بناتِ العصْر، بعد أن شوَّهن أجسادَهنَّ بالمساحيق وتعرَّين، وتشبَّهن بالرِّجال في لباسهنَّ، فضاع حياؤُهنَّ ومعه فقدْن احتِرام الرِّجال وتقديرهم لهنَّ.
كما خابت آمال الشَّباب، وتحطَّمت طموحات الطلاب، بعد أن سدَّت في وجوه المتفوِّقين منهم أبواب الدِّراسات الجامعيَّة.
دموع الفرح:
وإذا كانت صفحات الديوان السَّابقة مجلَّلة بالألم وبالحزْن، فتجْري الدُّموع الحارَّة من العيون، وإذا كانت هذه الصَّفحات أيضًا تطبع مشاعرَ القارئ بالأسى والحسْرة، من كثرة المصائب والكوارث التي تلحق بنا جَماعاتٍ وفُرادى، فإنَّ الشَّاعر أبى أن يَختم ديوانَه هكذا، فإنَّ للدموع معنًى آخَر وسببًا ثانيًا، فحين تشتدُّ الأزمات ثُمَّ يحلُّ الفرح بمولود أو زواجٍ أو عودة غائب، تعبِّر العيون عن فرحها هذا بذرْف دموع الفرح.
فها هو شاعِرُنا يذرِف دموع فرحِه عندما تأتيهِ صُور أهْله، الذين طالَ غيابُه عنهم، ويُطيل النَّظر إليْهم، ويرى ما لحِقَهم من تقدُّم في السن، فالصِّغار شبُّوا، والشَّباب اكتهلوا، والكهول شاخُوا وهرموا، ويصرفه عن ذلك كلِّه رؤيةُ بريقِ المحبَّة له، والشَّوق إليْه ينبعِث من عيونِهم، فينسى غرْبَتَه وحزنه وألَمَه:
غَنَّى بِرَوْضَتِنَا الهَزَارُ 
وَأَضَاءَ لَيْلَتَنَا النَّهَارُ 
يَا قَلْبُ أَطْفِئْ مَوْقِدَ ال 
أَحْزَانِ فَالأَحْبَابُ زَارُوا 
وفي هذا الموقف الرَّائع، يرى أنَّه صار بينهم، فيمدُّ يدَه للمصافحة، ويفتح ذراعيْه للمعانقة، فهو يَحيا بينهم:
وينطلق يُخاطبهم بسؤال كلٍّ منهم عن حاله، يسأل أمَّه وأباه وإخوانَه وأعمامه، ويسأل الحاضرين منهم عمَّن لم يحضر (في الصورة)، وعن الصِّغار والجيران، وعن المرابع والدِّيار.
ويفعل مِثْلَ ذلك في (البشرى) بقدوم مولودة له، وفي (فرحته) بزواج ولدٍ له أو بنت، أو بولادة حفيد له، يُشْعِره بأنه صار جدًّا تقدَّمت به السن.
ويضيق بنا المقام عن تقصِّي ما في الديوان من سلاسةِ ألْفاظ، وسمو خيالٍ، وصدق عاطفة رقيقة، وتنوُّع موسيقى، يوصله إلى خوض ساقية من الشِّعر الحرِّ، متخلِّيًا فيها عن بُحور الشعر العربيَّة الواسعة.
__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟ فبكى رحمه الله ثم قال : أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.
|