أفمن يستنجد فنيا بعشتار أهدَى، أم من يضفي على الوجه ملامح طارق بن زياد ومن قبله من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم؟!
أَجُوسُ خِلاَلَ الْمَقَابِرِ
فِي غَسَقِ اللَّيْلِ
أَنْشُرُ وَجْهِيَ
فِي الْأُفْقِ فَجْرَا
أُغَازِلُ هَمْسَ السُّكُونِ
يُعَانِدُنِي
فَأَبُوحُ بِمَكْنُونِ
سِرِّ الْهَوَاجِسِ جَهْرَا
أُبَادِلُ هَذِي بِأُخْرَى
فَتَعْبَقُ بِالصَّبَوَاتِ الْهَوَاجِسُ
تَتْرَى
وَتُضْفِي عَلَى الْقَسَمَاتِ
مَلاَمِحَ طَارِقْ
وَصَوْلاَتِهِ
فِي قُلُوبِ الْفَيَالِقْ
وَتَنْهَضُ حِينَ
يُرَشُّ الرَّمَادْ
عَلَى وَجْنَتَيْهَا
فَتُمْسِي السَّوَاحِلُ
بَيْنَ الْمَضِيقِ
وَبَيْنَ الشِّعَابِ جَوَادْ.
ومع مزيد من التشخيص والتصوير الفني حيث تمسي السواحل جواداً، يمسي السكون الجاثم على المقابر ليس بكاء على الأجداث بقدر ما هو إنهاض للروح التي ران عليها عطن الخمول كي تركب صهوات الهواجر، وتخوض مع طارق/الرمز والقناع معركة الحضارة القادمة، إنه الأمل الذي لا تخمده سَلبيات الحاضر، والعزيمة المتقدة التي تغذي فينا روح الجهاد، كل ذلك أتى بطريقة فنية غنية عبارة عن مشاهد مسرحية ولوحات فنية آسرة ذات ألوان وألوان أساسها الخضرة:
عَزَائِمُنَا
فِي امْتِدَادِ الْفَيَافِي
سَمَادْ
يُدَغْدِغُ أَعْطَافَ خُضْرَةِ
هَذِي الْبِلاَدْ
فَتَزْهُو بِنَخْوَتِهَا الْعَرَبِيَّةِ
أَمْجَادُ أَنْدَلُسٍ
بِاطِّرَادْ.
ويتملى الشاعر طيف غرناطة، وتتفجر حناياه بالعشق فيتأجج جمراً وهو يرى طهر وبراءة التاريخ تمسخ، ومئذنة تقاوم - وهذا إسناد آخر يضفي المقاومة على المئذنة - رغم ضراوة الزمن جحافل التتار البيض:
وَعَيْنَاكِ غَرْنَاطَتِي
تُغْرِيَانِ صَبَابَةَ عِشْقِي
تُؤَجِّجُ جَمْرَ الْمَوَاجِدِ
بَيْنَ حَنَايَا حَنِينِي
وَشَوْقِي
صَبِيَّتُنَا أَنْتِ
طُهْرُ الْبَرَاءَةِ كُنْتِ
وَمَا زِلْتِ
فِي الْقَلْبِ ذِكْرَى
وَمِئْذَنَةً
تَتَعَالَى بِمَرِّ الْعُصُورِ
وَتَنْشُرُ مِنْ
حَوْلِهَا النُّورَ نَشْرَا.
أي تشخيص يضفي الروح على المئذنة بما هي رمز للنور والخير والفلاح أيضا؟ والملحوظ حضور المآذن والأذان والبحر وكل موضوعة مائية في فنية مبهجة حيث الأذان يسيل وينساب، شأنه في ذلك شأن الماء.
ثم من أيّ مخيلة أقطف زهور العشق؟
في الحقيقة يجد الدارس نفسه محتاراً وهو يختار المقاطع التي يريد أن يغمس فيها يراعته، فكل مقطع، بل كل سطر، يعتبر تحفة فنية تستحق الوقوف لتملي صورها وخيالها الفني، ولكن ليعذرني الشاعر والقارئ إن اخترت مقاطع دون أخرى، فذلك مبلغ جهدي.
ما بين الفينة والأخرى يغازلنا ذلك الزمان الذي ولى، وهذه الإطلالة المتواصلة؛الهدف منها دفع القلوب لاقتفاء الأثر والخروج من دائرة القنوط والاختناق إلى أفق الشهادة، فنتذكر محاكم التفتيش التي فتشت الضمائر وما يخفى في أعماق السرائر، لتقيم المقاصل لكل من يحمل ذرة من إيمان:
عَلَى الرَّغْمِ مِنْ عِشْقِنَا الْمُجْتَبَى
يُعَاكِسُ سَهْمُ النَّدَى السَّيْفَ فِي الْبُوْصَلَةْ
إِذاً كَيْفَ سَاقُوكِ
قَسْراً إِلَى الْمِقْصَلَةْ؟
مَحَاكِمُهُمْ
فَتَّشَتْ فِي ضَمَائِرِنَا
كُلَّ حَاشِيَّةٍ
ثُمَّ عَاثَتْ فَسَادَا
فَأَكْدَاسُ أَسْفَارِنَا
فِي الْمَيَادِينِ أَضْحَتْ رَمَادَا
وَنَزْفُ الْعُقُولِ اسْتَحَالَ
بِمِحْرَقَةِ الْفِكْرِ
شَوْكاً قَتَادَا
بِوَعْثَائِهِ قَدْ نَأَى
ثُمَّ أَعْلَنَ فِي مَأْتَمِ الْعِلْمِ
عَنْهُ الْحِدَادَا.
وهكذا فإن سقوط الأندلس لم يكن سقوطاً للعرب المسلمين الذين حكموا هذه البلاد وحدَهم، بل كان سقوطاً للإنسانية التي وأدت حضارة قلّما يجود الزمان بمثلها، وكان سقوطاً أيضا لمنارات الفكر والعلم الذي ترعرع في أحضان فردوسنا المفقود، وجاء زمان اكتوت فيه الرموش، وزحف فيه الشحوب ليحتل مساحة الوجه والقلب والذاكرة:
زَمَانٌ سَنَابِكُهُ
كَرَّةً
تَكْتَوِي بِالْحَصَى
وَأُخْرَى
تُجَرِّعُهَا غُصَصَا
وَتَزْرَعُ
حَوْلَ الرُّمُوشِ الشُّحُوبْ
فَطَوْراً
يُقَاسِمُنِي الْهَمَّ وَجْدٌ
وَطَوْراً
مَعَ الشَّمْعِ يُصْهَرُ
أَوْ فِي الْجَلِيدِ يَذُوبْ
فَتَنْبُتُ فِي لَثَّةِ الْمِلْحِ
مِنْهُ نُدُوبْ.
وسط هذا الحزن المعشوشب في خلايا الذاكرة يبزغ الأمل، وتتبدى وسط الغيوم رباطة الجأش، وهي تستعد لاستعادة المآذن والحصون:
فَأَجْمَعْتُ جَأْشِي
وَرَابَطْتُ
أَعْلَنْتُ
أَنِّي اسْتَعَدْتُ لِعَرْشِي
صُرُوحَ غَدِي الْمُشْرِقِ
فَكَيْفَ إِذاً
لَمْ أَذُبْ
بِسَنَى الْمَشْرِقِ؟
وَلُذْتُ بِرَبِّي
لِيَحْمِيَ جَوْهَرَتِي
أَوْ يَصُونْ
فَنَارَاتِهَا
وَمَنَارَاتِهَا
وَالْحُصُونْ
أُقَاسِمُهَا
مُهْجَةَ الْعُمْرِ
أَبْنِي الْجُسُورْ
وَأُتْقِنُ فَنَّ الْعُبُورْ.
ولا شك أن العبور من الضفة إلى الضفة مطلوب، وبقي أن تحقق هذه الأمة الشعار: "كلمة التوحيد وتوحيد الكلمة". وسبق أن جاء النصر على قدر العطاء، ألسنا نذكر عبور خط "بارليف" بعد عبور طارق بمسافات؟ فلا غرو إن عدنا إلى مقوماتنا أن تقترب المسافة بيننا وبين العبور الذي نريد.
ومن السنين العِجاف تأتي أعوامٌ فيها يُغاثُ الناس، فتمتلئ السلال بالحمد والشكر والغلال (مادة ومعنى)، وتلهج الألسن بالشكر والحمد لرب العباد:
فَتُمْلَأُ بِالْحَمْدِ
وَالشُّكْرِ
كُلُّ السِّلاَلْ
فَتَنْمُو مَرَابِعُنَا
بِالْغِلاَلْ
فَيَطْفُو
عَلَى السُّنْبُلِ الذَّهَبِيِّ
شِرَاعْ
يُقِلُّ الْأَقَاحِي
فَيَنْتَثِرُ الْيَاسَمِينْ
بِكُلِّ الْبِقَاعْ
مَعَ الْأُقْحُوَانْ
يُطَرِّزُ سَفْحَ الرَّوَابِي
مَعَ الْفَجْرِ رَجْعُ الْأَذَانْ
وَتَحْرُسُ
شَاطِئَ هَذَا الْمَضِيقِ النَّوَارِسْ
عُيُوناً مُفَتَّحَةً
وَمَسَامِعَ
تَرْقُبُ كُلَّ الْهَوَاجِسْ
وَفَوْقَ الذُّرَى الشُّمِّ
حَلَّقَ سِرْبُ الْفَوَارِسْ.
لنتصور طفو الشراع على السنبل الذهبي كأنه ماء، مما يستدعي ملء السلال بحمد الله تعالى وشكره لنستزيد من فضله، ونسترجع أمجادا كالتي فقدت - وهنا تتصادى الأندلس وفلسطين - وكان أن بلغت أوجاً من الجمال والمجد.
ونختم هذه القصيدة الجميلة ذات الصور البهية بهذا المقطع المفعم بروح الأمل العابق برحيق الشهادة حيث يصف لنا العنوان الشعري (سرب العاشقين) المستمد منه الجواب، فحين نتأمل هذا الديوان نجده جواباً ذا صلة وشيجة، بل إن شئت فقل إنها توأمة بين ديوانين، كيف لا والمشكاة واحدة؟:
أَلاَ فَلْتَدُمْ
مَاتِحاً
مِنْ رَحِيقِ الشَّهَادَةْ
يُعَزِّزُ صَوْلَتَكَ الْبِكْرَ
عَزْمُ الْإِرَادَةْ
فَأَنْتَ بِدَرْبِ الْهُدَى
تَتَبَنَّى الرِّيَادَةْ
فَطُوبَى
وَأَلْفُ هَنِيئاً
بِنَيْلِ الشَّهَادَةْ
وَطُوبَى
وَأَلْفُ مَرِيئاً
بِنَيْلِ السَّعَادَةْ.
في اقتباس من قبس القرآن الكريم نستحضر قوله تعالى: ﴿ فَإِن طِبْنَ لَكُمْ عَن شَيْءٍ مِّنْهُ نَفْساً فَكُلُوهُ هَنِيئاً مَرِيئاً ﴾[1].
ومن "اكتناه الآخر" إلى "استبطان الضمير"، نلج القصيدة الأخيرة في هذا المجموع المتميز: "مجنون قرطبة يستبطن الضمير".
وأول ما يطل علينا هو طُلَيطُلَة حزينة في أسرها كأنها أميرة مطوقة بالحصون:
تُطَوِّقُنِي بِالْبَخُورِ
قِبَابُ طُلَيْطِلَةٍ
فِي مَسَاءَاتِها الْعَاطِرَةْ
وَلاَ زِينَةً
حَوْلَ جِيدِ الْأَمِيرَةِ
إِذْ قَدْ أَسَرَّتْ إِلَيْهَا
وَصِيفَتُهَا الْحَائِرَةْ
بِأَنَّ السُّرُورَ
غَدَا سِلْعَةً نَادِرَةْ.
نعم إن السرور أضحى سلعة نادرة، فلنقس إذاً مساحة الحزن في خريطة حياتنا نحن المسلمين مع مساحة الفرح،أيهما أكبر؟ بل أيهما يحتوي الآخر؟
ولكن إلى متى يظل هذا الهم يعسكر في دواخلنا؟
وَظَلَّتْ أَمَانِيُّنَا دَائِرَةْ
وَظَلَّتْ تَدُورُ بِنَا الدَّائِرَةْ
يُقَوِّسُنَا الدَّهْرُ إِذْ يَتَرَامَى
وَيَرْشُقُنَا
ثُمَّ يَرْمِي
بِأَضْلُعِنَا نَبْلَه
وَالسِّهَامَا.
﴿ وَتِلْكَ الأَيَّامُ نُدَاوِلُهَا بَيْنَ النَّاسِ ﴾[2].لكن لا بد من عَودٍ - والعَود أحمدُ - لا بد من دخول المعركة، فإما نجالد الصبر وإما يجالدنا:
وَعَوْدٌ حَمِيدٌ
إِلَى الْمَعْمَعَةْ
يُجَالِدُنَا الصَّبْرُ..
إِمَّا نُجَالِدُ نَحْنُ مَعَهْ
طَرِيقٌ عَتِيدٌ
وَيَنْسَابُ عَبْرَ شَوَاطِئِ طَنْجَةَ
نَجْمٌ
يَبُلُّ الصَّدَى
يُعَاوِدُهُ مِنْ شَوَاطِئِ سَبْتَةَ
رَجْعُ الصَّدَى
وَقَدْ أَثْقَلَتْهُ الْقَوَادِمُ
مُبْتَلَّةً
بِحُبَابَاتِ قَطْرِ النَّدَى.
وهذا التصادي بين العواصم والثغور يزجي عطر المكان بعد أن ضمخه الزمان، ومع العود تبدأ الروح الوثابة إلى بناء الأمة، وتلك بداية النصرالحضاري، تقوم طليطلة لتستقبل الفجر من بعد الظلام، وتستعد لفصل جديد من العشق المقدس:
أَلاَ فَانْسُجِي الرِّيشَ بُرْداً
يُوَارِي الظَّلاَمْ
لَقَدْ أَسْفَرَ الْفَجْرُ
عَنْ مَوْعِدٍ لِلْغَرَامْ
وَهَذَا السُّفُورْ
يُلِحُّ عَلَيْكِ انْحَتِي
مِنْ قُيُودِ الدُّجُنَّةِ
رَسْماً
يُضَمِّخُنَا
بِرَحِيقِ الزُّهُورْ
وَيَغْرِسُ فِي
رَحِمِ الصُّبْحِ طَلْحاً
وَيَسْقِي الْبُذُورْ
بِمَاءِ الْجُمَانْ
تَشَرَّبَ بِالْعِطْرِ
وَالرَّائِحَةْ
وَهَا قَدْ صَحَتْ
غَدْوَةً فَالِحَةْ
أَمِيرَةُ حُبِّي
مَلِيكَةُ عِشْقِي
بِقُرْطُبَةٍ
وَهْيَ تَتْلُو
- لِعَقْدِ قِرَانِي بِهَا -
الْفَاتِحَةْ
.........
تَعَالَيْ نُوَقِّعْهُ
عَقْدَ قِرَانٍ
وَنَغْمِسْ يَرَاعَ الصَّبَابَةِ
بِالْحِبْرِ سَيْفاً
يُنَاغِي صَهِيلَ الْجِيَادْ
أَحَاطَتْ بِقُرْطُبَةٍ
ثُمَّ سَالَ بِأَعْنَاقِهَا الْمَوْجُ
بَيْنَ الذُّرَا وَالنِّجَادْ.
وتستمر قوافل الحق، قافلة وراء قافلة، وصهيل الجياد كناية عن الرباط وسيلان الموج بالأعناق يذكرنا بعبور طارق والمضيق، كما يذكرنا على مستوى اللفظة بقول الله عز وجل على لسان سليمان عليه السلام: ﴿ رُدُّوهَا عَلَيَّ فَطَفِقَ مَسْحاً بِالسُّوقِ وَالأَعْنَاقِ ﴾[3].تكون لنا نبراسا نهتدي به وسط هذا الزمان الذي تمطى بكلكله:
وَكَانَتْ قَوَافِلُنَا قَافِلَةْ
فَقَافِلَةٌ إِثْرَ قَافِلَةٍ
يَحْتَذِي خَطْوَهَا السَّابِلَةْ
فَهَذَا الزَّمَانُ
تَمَطَّى بِكَلْكَلِهِ الْمُتَهَدِّجِ
ثُمَّ اسْتَدَارَا
لِيُزْجِي التَّحَايَا
لِكُلِّ الْغَيَارَى
فَيَا طَائِراً
يَحْمِلُ الْيَوْمَ شَوْقِي
إِلَى حَيْثُ طَارَا
تَرَنَّمْ مَعَ الْمُزْنَةِ الْوَاعِدَةْ
لِنَرْقَى
أَنَا وَالْحَبِيبَةُ
شُمَّ الذُّرَى
وَالْجِبَالاَ
وَنَسْدِرَ فِي عَالَمٍ
رَوْنَقَتْهُ الْمَرَايَا
فَرَاقَصَ فِيهَا الشُّعَاعُ الظِّلاَلاَ.
بعد هذا المهرجان الاحتفالي البهيج، ستبقى تجربة الوجود الإسلامي في الأندلس ملحمة كتبت بأحرف من نور حتى ولو حاول العذال مسخها:
فَطَوْراً
تَزُورِينَ وَلاَّدَةً
وَطَوْراً
أَرَاكِ لِغَرْنَاطَةٍ رَائِحَةْ
نَجَوْتِ إِذاً
مِنْ جَحِيمِ الْحِسَابْ
كَتَبْتِ بِأَحْرُفِ نُورٍ
تَوَارِيخَنَا
سَتَبْقَيْنَ أُسْطُورَةَ الْمَجْدِ
حَتَّى أَوَاخِرِ فَصْلٍ
بِسِفْرِ الْوُجُودْ
لِيَوْمِ الْقِيَامَةْ
لُبَاباً مِنَ الْيُمْنِ
وَشَّى الْحَيَاةَ
بِأَحْلَى ابْتِسَامَةْ.
وفي ختام هذا الديوان المتفائل رغم الأسى، ومن خلال هذه الأسطورة الواقعية الأحداث، أعترف أنني بقدر ما تلذذت بمقاطعه، تعذبت في سبر أغواره، لذا لم أكن مغالياً حين قلت في بداية هذه الرحلة بأن سفرنا هذا يحتاج إلى كثير من الفن، وقليل من "العلم" كيما نلامس هذه الشفافية المفعمة بالعشق، بعيداً عن خطوط ومنعرجات النقد الذي يسبغ على نفسه رداء العلمية والواقعية وما إلى ذلك من الألقاب التي باتت تنذر بالجفاف الروحي والعاطفي، قد أكون قاسياً في حكمي هذا ولكني أقول - وأنا مقتنع كل الاقتناع - إن النقد يحتاج إلى جرعة كبيرة من الإبداع والجمالية إذا أراد أن يكسب قراء يتلهفون للدراسات النقدية بقدر ما يتلهفون لقراءة الإبداع شعراً وروايةً وقصة ومسرحاً، ومشاهدةً لشريط أو مسلسل هادف.
ـــــــــــ
[1] (سورة النساء الآية 4).
[2] (سورة آل عمران الآية 140).
[3] ( سورة ص الآية 33).