عرض مشاركة واحدة
  #22  
قديم 20-05-2021, 04:11 AM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم غير متصل
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 163,789
الدولة : Egypt
افتراضي رد: قراءة في ديوان: ملحمة التاريخ

كُلُّ الشَّيَاطِينِ فِي سَاحَاتِهَا دَلَفَتْ
يَشُدُّهَا الطَّمَعُ الْقَتَّالُ وَالنَّهَمُ
كما يقف الشاعر عند تفاصيل كثيرة في دراسة أسباب الفتنة، والجرائم المُرتَكَبَة، وآثارها القاتلة على المسلمين في كلِّ مكان، ويَخلُص إلى تقديم الحلِّ والنصيحة المُرتَكِزة على شريعة الله - سبحانه - والخالِصَة لوجهه - سبحانه وتعالى -:
عُودُوا إِلَى اللهِ لاَ مَنْجَى لَنَا أَبَدًا
إِلاَّ إِلَيْهِ وَشَرْعُ اللهِ فَالْتَزِمُوا

عُودُوا إِلَى اللهِ صَفًّا لاَ يُمَزِّقُهُ
حِقْدٌ عَلَى جَمْرَةِ الْأَهْوَاءِ يَرْتَكِمُ

وَأَطْلِقُوا النُّورَ فِي الظَّلْمَاءِ نُورَ هُدًى
لِيَجْمَعَ النَّاسَ أَمْنُ الْحَقِّ وَالسَّلَمُ

أمَّا الفصل الخامس، والذي كان عن مجزرة قانا في لبنان، والتي ارتكبَتْها عصابات الصهاينة، بأعتى قوَّة حربيَّة امتلَكَها الإنسان عبر التاريخ، بعد أن كان لبنان تاجًا للحياة عبر التاريخ، بما أبدى فيه الفاتِحُون من أخلاق، ورقيِّ التعامل، والتطبيق لشريعة الله - سبحانه وتعالى - ونظَمَ شاعِرُنا هذا الجزء من الملحمة على بحر الكامل وقافية الراء المكسورة:
قَدْ كُنْتِ يَا لِبْنَانُ سَاحَةَ أُمَّةٍ
مَوْصُولَةٍ وَعُرًى وَصِدْقَ ذِمَارِ

ويتحدَّث عن ظنونه في الأُمَمِ المتَّحدة أو القانون الدولي، لكنَّه يُؤَكِّد أن هذه الجرائم ما كانت لتُرتَكب لولا المذلَّة التي يَعِيشها المسلمون اليوم، ببُعْدِهم عن دينهم، وتركهم سبل النصر التي اختَطَّها الله - سبحانه وتعالى - لهم:
قَانَا حَسِبْتُكِ فِي الدِّيَارِ مَصُونَةً
بِالْعَهْدِ مِنْ أُمَمٍ وَمِنْ أَقَطَارِ

غَابَ النِّظَامُ وَلَمَّ زَيْفَ شِعَارِهِ
وَرَمَى بِكَيْدٍ صَارِخٍ مَكَّارِ

هَلْ تَغْفِرِينِ لِأُمَّةٍ نَامَتْ عَلَى
ذُلٍّ وَأَغْفَتْ فِي مَتَاهَةِ عَارِ

ويمشي الشاعر مع مجزرة قانا ببعض التفاصيل، التي يُحاوِل من خلالها بَيان بَشاعة الإجرام الذي ارتكَبَه الصهاينة، وكيف تَنادَى القوم لنجدتها بعد أن كان الرَّدَى قد حطَّ فيها من كلِّ ناحِيَة، وبقسوة لم تعهَدْها البشرية، فهل من مُغِيث؟! لكن الأيام دُوَلٌ، وستزحف الجموع غدًا لرفع رايَة الإسلام، وقهر الطغيان:
هُرِعُوا وَقَدْ أَهْوَى الْجَحِيمُ عَلَيْهِمُ
هَوْلاً يَمُورُ بِهِمْ وَضِيقُ حِصَارِ

طَلَعَ الْيَهُودُ عَلَيْكِ فِي حَوَّامَةٍ
مَجْنُونَةٍ تَهْوِي وَفِي إِعْصَارِ

جَمَعُوا مِنَ التَّارِيخِ كُلَّ جَرِيمَةٍ
عُرِفَتْ وَكُلَّ خَدِيعَةٍ وَشَنَارِ

قُولُوا لِبِيرِيزَ اللَّيَالِي دَوْلَةٌ
مَهْلاً سَيَعْقُبُهَا جَلاَءُ نَهَارِ

يتبع


__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
 
[حجم الصفحة الأصلي: 18.09 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 17.47 كيلو بايت... تم توفير 0.63 كيلو بايت...بمعدل (3.47%)]