عرض مشاركة واحدة
  #9  
قديم 24-04-2021, 12:06 AM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم غير متصل
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 161,201
الدولة : Egypt
افتراضي رد: روح الصيام ومعانيه

تلاوتك في رمضان


عبد العزيز مصطفى كامل



اقترن رمضان بالقرآن لتنزله في أعظم لياليه ، وحكمة فرض الصيام فيه ؛ لأنه أقوى الأسباب في إزاله العوائق وقطع العلائق الحاجبة عن مطالعة الأنوار الإلهية، والحكم الربانية، وهذا مافهمه السلف الكرام ووعوه ، فتعاملوا مع رمضان على أنه شهر القرآن، تلاوة ، وتدبرا ، وتعبدا وتخلقا..
فلما سئل الإمام الزهري عن العمل في رمضان قال : ( إنما هو تلاوة القرآن وإطعام الطعام )..وكان الإمام الثوري إذا دخل رمضان ؛ ترك العبادات غير المتعينة فيه وأقبل على تلاوة القرآن، وكان الإمام مالك إذا دخل الشهر؛ هجر مجالس العلم، وأقبل على التلاوة من المصحف [ وظائف رمضان لابن رجب ص٤٣ ]
كان مقصودهم من تقديم القرآن على غيره التفرغ للتدبر، استجلابا لمحبة الله، فهي أول أسبابها العشرة ، كما عدها الإمام ابن القيم؛ حيث قال : " أولى هذه الأسباب : قراءة القرآن بالتدبر والتفهم لمعانيه وما أريد به، كتدبر الكتاب الذي يحفظه العبد ويشرحه ليتفهم مراد صاحبه منه" [ مدارج السالكين ٣/٧]
وبتلك المحبة يتوجب أن نعد رمضان موسما لخير التجارات، جامعين فيه ومسارعين للخيرات ، لنوال أعلى الدرجات:{إِنَّ الَّذِينَ يَتْلُونَ كِتَابَ اللَّهِ وَأَقَامُوا الصَّلَاةَ وَأَنفَقُوا مِمَّا رَزَقْنَاهُمْ سِرًّا وَعَلَانِيَةً يَرْجُونَ تِجَارَةً لَّن تَبُورَ (٢٩) لِيُوَفِّيَهُمْ أُجُورَهُمْ وَيَزِيدَهُم مِّن فَضْلِهِ ۚ إِنَّهُ غَفُورٌ شَكُورٌ}[ فاطر/٣٠]..
وهل هناك أعلى من ذاك الشكر والغفران..؟..
نعم ..أن تكون من خاصة الرحمن؛ الذين قال عنهم؛ عليه الصلام والسلام : « إنَّ للَّهِ أَهْلينَ منَ النَّاس قالوا : يا رسولَ اللَّهِ ، مَن هُم ؟ قالَ : أَهْلُ القرآنِ ، هم أَهْلُ اللَّهِ وخاصَّتُهُ» [رواه أحمد وصححه الألباني في صحيح ابن ماجة (١٧٨) ]

فاللهم اجعلنا من أهل القرآن الذين هم أهلك وخاصتك، يارب العالمين









__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
 
[حجم الصفحة الأصلي: 14.91 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 14.28 كيلو بايت... تم توفير 0.63 كيلو بايت...بمعدل (4.21%)]