عرض مشاركة واحدة
  #10  
قديم 22-04-2021, 07:47 PM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم متصل الآن
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 166,965
الدولة : Egypt
افتراضي رد: رمضانيات يوميا فى رمضان إن شاء الله

وسائل الإعلام

الرائي (التلفزيون)


د. فهمي قطب الدين النجار

أما تأثيراته الاجتماعيَّة والتربويَّة، فسيظهَر من خلال تأثيره على الأطفال في الفقرات التالية:

تأثير الرائي على سُلوك الأطفال:

اهتمَّ بهذا الموضوع كبارُ علماء النفس والإعلام والاجتماع، ودرَسوه وأجروا له التجارب الواقعية والعمَليَّة، وخرجوا بنتائج خطيرة، وعلى كل إنسان واعٍ أن يُدرِكها، ويحذر جيدًا من عواقبها، وقبل أن أُبيِّن نتائج دراسة العلماء لظاهرة التلفزيون وتأثيرها على الأطفال، أريد أن أهمِس بأُذُن ربِّ كل أسرة عاقل: إن هذا الجهاز الذي يضعُه في بيته، ليس أداةً مِن أدوات الزينة الجامدة، ولا هو باقة ورْد عَطِرة، لا يتعدَّى أثرها نَشْر الروائح الزكيَّة، إنه جهاز فعَّال ومؤثِّر في النفوس والقلوب والعقول خيرًا وشرًّا، وكما قُلنا عن المذياع، فإنه له حدَّين: حدٌّ للخير، وحدٌّ للشر، والغالب هو حد الشر والعياذ بالله، فعلينا جميعًا مُراقبة برامجِه - واختيار الأصلح منها لأبنائنا وبناتِنا وأزواجنا وإلا خَربت نفوسهم وقلوبهم وعقولهم - حتى لا نندمَ على (لا مُبالاتنا) تُجاهه، فيَكتسِِب أبناؤنا عادات أناس يُخالفوننا في العقيدة والأخلاق والعادات.




وعلى المسؤولين أيضًا عن هذه الوسيلة الخطرة أن يُراعوا حقَّ الله، ويتَّقوا الله في أبناء هذه الأمة، فلا يَعرِضوا فيه إلا ما يعود بالخير والصلاح على مُجتمعِهم وأمَّتهم.




وحتى يَطَّلِع الوالِدان المسلمان على مقدار تأثير التلفزيون على أطفالهم؛ نَعرِِض بعض نتائج بحوث العُلماء في هذا المجال.




نبدأ ببعض المعايير المُستقاة من نتائج البحث، يُمكن بفضلِها التنبؤ بالأثر التراكُمي المُحتمَل للتلفزيون على نظرة الأطفال للحياة.




يزداد تأثُّر الأطفال ببرامج التلفزيون كلما:

1- تَكرَّر عرض الصور.

2- عُرِضت الصور بشكل تَمثيلي.

3- ومال الطفل إلى اللون المعروض مِن المعرفة.

4- ونمَت استجابة الطفل للوسيلة الإعلاميَّة عمومًا[5].




وعندما نزِن بهذه المعايير واقعَ التلفزيون، نجد أن التأثيرَ حاصلٌ 100% من صفات برامج اليوم تَكرار عرْض الصور والمشاهِد وإعادتها، والمسلسلات التمثيليَّة أصبحَت تقليدًا يوميًّا لا يُستغنى عنه - بعرف المسؤولين - والجميع يَنتظرِها بشغف كبير.




والشَّغف بالتلفزيون ليس عِندنا فقط، بل سبقَنا الغربيون بهذا؛ لأنه أول ما وجد عندَهم، فأطفال الولايات المتحدة الأمريكية يَضرِبون الرقم القياسي بالجلوس إليه؛ إذ يُقدَّر زمن جلوسهم أمام الشاشة الصغيرة بأكثر من 40 ساعة في الأسبوع، أما الأطفال الفرنسيُّون، فيقضُون (16) ساعة في الشتاء و12 في الربيع.




ولا توجد إحصاءات دقيقة للمدة التي يَقضيها الطفل العربي أمام التلفزيون، ولكن يُمكن تقديرها، إذا كان المعدَّل اليومي من 2 - 3 ساعة في اليوم بالإضافة إلى يومي الخميس والجمُعة، في البلاد التي تُعطل يومين في الأسبوع؛ حيث يزداد البثُّ، وتزداد ساعات الجُلوس أمام التلفزيون - فتَصِل المدة إلى 24 - 36 ساعة أسبوعيًّا.




هذا مع العلم أن كثيرًا من البيوت لا يُغلِقون التلفزيون بتاتًا منذ أول افتتاحه إلى إغلاق البثِّ فيه، حتى إن تعبير (من العَلَم إلى العَلَم) أصبح تعبيرًا شائعًا يُطلَق على مَن يقضي كلَّ وقته أمام التلفزيون من أول البثِّ وحتى آخرِه.




فكان من نتائج الجلوس الطويل للأطفال أمام الشاشة الصغيرة: انخِفاض مستوى التعليم في السنوات الأخيرة في الغرب، وهذا ما قرَّره الباحثون الغربيون، وفي البلاد العربية أيضًا، وهذا ملحوظ في المدن؛ حيث يَكثُر وجود الأجهزة التلفزيونية؛ إذ يتفوَّق طلاب الريف على طلاب المدُن، وكيف يتفوَّق التلاميذ الذين سَهِروا الليالي أمام شاشات التلفزيون يتعاطُون برامج مُخدِّرة لعقولهم ونفوسِهم وقلوبهم جميعًا؟ إنهم يتعوَّدون على السهر، ويَذهبُون إلى مدارسِهم كُسالى، يَكادون أن ينامُوا في فصولِهم الدراسية، كما يُصابُون بأمراض مختلفة، أهمها السرَحان، وعدم التركيز، والاستِغراق في عالم الخَيال، وعندما يُقارِن التلميذُ بين الفصل الدراسي والمشهَد التليفزيوني، يجد أن المُدرِّس مملٌّ أشد الملل، وهو إذ يُطالبه بالترفيه يريد أن تكون المدرسة امتدادًا للتلفزيون وتَكرارًا لما يُشاهِده على شاشته، فإذا تَعذَّر ذلك - بطبيعة الحال - أصيب الطفل بالإحباط والمرض العصبي؛ مما يدفعه إلى القلق وتَشتُّت الانتِباه.




وهكذا يؤكِّد علماء النَّفْس وعلماء الإعلام أن التلفزيون يقوم بمُهمَّة تربوية سلبيَّة، جوهَرها التخدير وصرْف انتباه الأطفال عن الحقائق الواقعيَّة، ودفعهم إلى عالم خيالي[6].
يتبع


__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
 
[حجم الصفحة الأصلي: 21.43 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 20.80 كيلو بايت... تم توفير 0.63 كيلو بايت...بمعدل (2.93%)]