الموضوع: النفس والليل
عرض مشاركة واحدة
  #1  
قديم 21-04-2021, 12:35 AM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم غير متصل
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 159,786
الدولة : Egypt
افتراضي النفس والليل

النفس والليل


د. مطيع عبدالسلام عز الدين السروري





محيطٌ هادئ، سماء صافية، تتجوَّل الأفكار والذكريات فيه سابحةً في كلِّ اتجاه تتهادى فيه الأشجان.

الجسَد لا يقاوم أبدًا؛ لا أوجاع تؤلِمه، ولا ومضات سعادة تفرِحه، إنَّه مخدَّر تمامًا بطعم الهدوء والرَّاحة والسَّكينة، لم يَعد يأبَه لشيء، لا يريد أن يغادِر الحالَةَ التي هو فيها، كأنَّ الزمن توقَّف.

العيون تُفتح وتغلَق بهدوء واسترخاء، وكأنَّها باب الجسد الذي فقد السيطرةَ على نفسه،
ها هي النَّفس تَخرج من مَخبئها الذي تَكاد لا تُغادره إلَّا خلسة.
تتمايَل على جانبيها الأوجاع سَكرى من شدَّة التعب.
إنَّها تَلهو وكأنها طفل؛ ربَّما تحاول إعادة شحن بطاقة خاصة.
أحلام تتراءى من بَعيد، تنأى وتقترب.
ذكريات مبتسِمة، وأخرى حزِينة.

عالَم ليس فيه للعقل مجال؛ إنَّه عالَم اللَّيل، عالم النَّفس وحدها، هو عالمها الرائع الساحِر، الغامض المبهَم اللَّذيذ.

طاب الليل لها، وأحسَّت بلذَّة السكون، لصفاء روحها فيه، التفتَت فرأَت العينين مغلقتين، انحنَت هامسة في أُذن الجسد:
ما رأيك بركعتين لخالقِنا، وبعضٍ من آيات الذِّكر الحكيم؛ إنَّها ليلة الجمعة؟!
انفتحَت العينان بوميضٍ ساحِر، دلفت إلى الداخل مسرعة قبل أن يَنهض.


__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
 
[حجم الصفحة الأصلي: 15.51 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 14.88 كيلو بايت... تم توفير 0.63 كيلو بايت...بمعدل (4.05%)]