عرض مشاركة واحدة
  #60  
قديم 17-04-2021, 07:21 PM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم متصل الآن
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 161,047
الدولة : Egypt
افتراضي رد: رمضانيات يوميا فى رمضان إن شاء الله

قيم رمضانية











رياض العمري






تختلف القيم التي تحكُم المجتمعات بحسب الأصول التي تحكم التصور الجمْعي؛ كالدِّين، والعادات والتقاليد، وغيرها من المدخلات التي تُغذِّي ذهنية المجتمعات.





ويُعتبر شهر رمضان محطة تغذي الشعور الجمعي بالقيم التي ترسِّخ المعاني الساميَة في حياة الفرد والمجتمع، ومن أهم هذه القيم التي رسَّخها رمضان واحديَّةُ الشعور؛ فكل أحداث هذا الشهر ومعانيه تُرسِّخ معاني الوحدة الشعورية؛ فالجميع يسيرون في نمط واحد منذ طلوع الشمس إلى غروبها، لا فرق بين شخص وآخر، ولا بين كبير وصغير؛ فرمضان لِباس يتَّحد فيه الجميع، ويصبغ لونه الصافي على جميع أفراد المجتمع، مما يزيد من بذور التآلف والتراحم وشعور الجسد الواحد، كما أنَّ ترافق هذه المعاني مع الرُّوحانية التي يصبغها الشهر، والأحداث التاريخية التي توحِّد ذاكرة الجميع في تاريخ واحد - يرسم ملامح المجتمع عبر نوافذ الماضي.





إن هذه القيم وغيرها من القيم المكوِّنة للشخصية المسلمة هي أداة للتحوُّل الحضاري والبِناء المجتمعي القائم على تناسي الفروق التي تؤسِّس للنِّزاعات، والنظر نحو المستقبل بمنظور واحد يتوحَّد فيه الجميع.





نحن بحاجة - أكثر من أي وقت مضى - إلى مِثل هذه الثقافة التي تُوَحِّد النسيج المجتمعيَّ، وتزيد من عوامل التلاحم والاصطفاف المجتمعي؛ للخروج من الأزمات التي تلاحق المواطن وتعوق تقدُّمه، فالشيطان يدخل بين الصفوف ويستغل الثغرات ليوقف عملية البناء، ويُضعِف من التحرُّكات الجادَّة للبناء.





إن جميع الشرائح اليوم على كافة المستويات يجمعها شهرٌ يمثل نوعًا من توحيد الأهداف والغايات ومراجعتها؛ بحيث تكون المصلحةُ المشتركةُ هي الخيار الذي يحكُم جميع الأطراف ويُزيل الشِّقاق الذي لا يأتي بخير.





في الأخير، هي دعوة لنا لأن يكون رمضان محطة للتزَوُّد بإيجابية، ولا ننقل سلبيات الواقع إلى هذا الشهر، بل نصبغ الواقع بمعاني هذا الشهر المبارك.


__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
 
[حجم الصفحة الأصلي: 15.18 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 14.55 كيلو بايت... تم توفير 0.63 كيلو بايت...بمعدل (4.14%)]