عرض مشاركة واحدة
  #504  
قديم 16-04-2021, 06:45 PM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم غير متصل
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 160,716
الدولة : Egypt
افتراضي رد: تفسير القرآن الكريم **** للشيخ : ( أبوبكر الجزائري )



تفسير القرآن الكريم
- للشيخ : ( أبوبكر الجزائري )
تفسير سورة النساء - (42)
الحلقة (265)

تفسير سورة النساء (47)


روي أن بعضاً من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم طلبوا الإذن لهم بالقتال، فلم يؤذن لهم، لعدم توافر أسباب القتال، فكانوا يؤمرون بإقام الصلاة وإيتاء الزكاة ريثما يأذن الله تعالى لرسوله بقتال المشركين، فلما شرع القتال تردد فريق منهم وطلبوا التأخير، فعاتبهم الله عز وجل على لسان رسوله، مبيناً لهم أن متاع الدنيا قليل، ومهما عاشوا فيها فمصيرهم إلى الموت، وأن الآخرة هي دار المستقر، وهي خير لأهل التقوى والإيمان.
الحث على قراءة القرآن وتدارسه
الحمد لله؛ نحمده تعالى ونستعينه ونستغفره، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا ومن سيئات أعمالنا، من يهده الله فلا مضل له، ومن يضلل فلا هادي له، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمداً عبده ورسوله، أرسله بالحق بشيراً ونذيراً بين يدي الساعة، من يطع الله ورسوله فقد رشد، ومن يعص الله ورسوله فلا يضر إلا نفسه ولا يضر الله شيئاً.أما بعد: فإن أصدق الحديث كتاب الله تعالى، وخير الهدي هدي سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم، وشر الأمور محدثاتها، وكل محدثة بدعة، وكل بدعة ضلالة. ثم أما بعد: أيها الأبناء والإخوة المستمعون، ويا أيتها المؤمنات المستمعات!إننا على سالف عهدنا في مثل هذه الليلة ليلة الأحد من يوم السبت والليالي الثلاث بعدها، ندرس كتاب الله عز وجل، رجاء أن نظفر بذلكم الموعود على لسان سيد كل مولود؛ إذ قال صلى الله عليه وسلم: ( ما اجتمع قوم من بيوت الله يتلون كتاب الله، ويتدارسونه بينهم إلا نزلت عليهم السكينة، وغشيتهم الرحمة، وحفتهم الملائكة، وذكرهم الله فيمن عنده ).فحقق اللهم رجاءنا، إنك ولينا ولا ولي لنا سواك! وهل تذكرون أن القرآن وحي الله؟ إي والله إذ قال تعالى: وَكَذَلِكَ أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ رُوحًا مِنْ أَمْرِنَا مَا كُنْتَ تَدْرِي مَا الْكِتَابُ وَلا الإِيمَانُ وَلَكِنْ جَعَلْنَاهُ نُورًا نَهْدِي بِهِ مَنْ نَشَاءُ مِنْ عِبَادِنَا [الشورى:52] القرآن روح؟ أي والله، هل يحيا إنسي ولا جني حياة يرضاها الله تؤهله لجوار الله وهو لا يؤمن بالكتاب القرآن ولا يقرؤه؟الجواب: لا. القرآن نور فَآمِنُوا بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ وَالنُّورِ الَّذِي أَنزَلْنَا [التغابن:8] هل يمكن لسالك في هذه الحياة طرقاً مختلفة أن يهتدي إلى حاجته وهو في الظلام؟ إذاً: فلا حياة بدون القرآن، ولا هداية والله بدون القرآن، أحببنا أم كرهنا، لا تقل: هانحن أحياء حياة البهائم لا قيمة لها، عرف هذا عدونا أيها المسلمون المكون من ثلاثة أعداء: وهم المجوس واليهود والنصارى، ماذا عرفوا يا شيخ؟ اسألوا، عرفوا أن العرب كانوا أمواتاً، وما إن نزل القرآن وآمنوا به وقرءوه وعملوا به حتى حيوا، وأصبحت هذه الديار بالنسبة إلى الكرة الأرضية كالكواكب في السماء. عزوا وسادوا وقادوا البشرية بسبب ماذا؟ أنتم ما تعرفون، أما الثالوث عرف، قالوا: القرآن، هو الروح التي حيا بها هؤلاء المسلمون في الشرق والغرب، فماذا نصنع إذاً؟ عملوا جهدهم في اجتماعات ولقاءات على مر القرون كيف يبعدون هذا القرآن؟ ما استطاعوا. آخر اجتماع -وتم فيما أذكر بأرض السودان- اجتمع القسس والرهبان وقالوا: نحاول ما استطعنا أن نسقط من القرآن كلمة (قل)؛ لأن كلمة قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ [الإخلاص:1]، قُلْ يَا أَيُّهَا الْكَافِرُونَ [الكافرون:1] قُلْ يَا أَيُّهَا النَّاسُ [الأعراف:158] هذا شخص عالي يأمر من دونه، فإذا حذفنا (قل) قلنا هذا القرآن فاضت به روح محمد الصحراوي في الأرض الملتهبة، ففاضت روحه بهذه المعاني، ما هو بوحي الله ولا بتنزيله، وفشلوا ما استطاعوا. (قل) حرفان، وعجزوا، ماذا نصنع؟ قالوا: اصرفوهم عن قراءته وتلاوته والعمل به، ووجدوا الطريقة، قالوا: اسمع واحفظ يا طالب العلم إن كنت تحفظ، قالوا: تفسير القرآن صوابه خطأ وخطؤه كفر، ومن شك فليراجع حاشية الدسوقي على الحطاب أو الحطاب على الدسوقي في شرح هذه. سمعتم هذه القاعدة وإلا لا؟ أعيدها! قالوا: تفسير القرآن صوابه خطأ، إذاً وخطؤه كفر، وسادت الفكرة وقادة الأمة وكمموها وألجموها، إذاً: ماذا نصنع بالقرآن؟ اقرءوه على موتاكم، ائت بعشرة طلبة يختمون ختمة، أختك إذا كانت زانية وإلا عاهرة تدخل الجنة، حتى أصبحوا يقرءون القرآن في بيوت البغاء ودور الزنا، وما أصبح المسلمون من أقصى الشرق إلى أقصى الغرب يعرفون أن القرآن يجتمع عليه ليتدبر وليتأمل، ولتستنتج هداياته وليعمل بها، أبداً. كتب الفقه موجودة، ما نتورط في القرآن ونهلك ونصاب بالذنوب والآثام، اقرءوا القرآن على موتاكم، فإذا مررت بحي من الأحياء .. قرية من القرى، وسمعت القرآن يقرأ علمت أن هناك ميتاً مات، فهمتم هذه وإلا لا؟ وما زلنا إلى الآن نقول: لم ما نقرأ القرآن على موتانا، هل القرآن نزل ليقرأ على الموتى؟ والله ما كان. أما قال تعالى: وَمَا عَلَّمْنَاهُ الشِّعْرَ [يس:69] من المتكلم؟ الله جل جلاله، عمن يتكلم؟ عن رسوله ومصطفاه محمد صلى الله عليه وسلم وَمَا عَلَّمْنَاهُ الشِّعْرَ وَمَا يَنْبَغِي لَهُ [يس:69] لأن الخصوم والأعداء قالوا: شاعر. أين الشعر؟ الرسول شاعر، تعرف التوهيش والتشويش وتلخيط العوام، قالوا: شاعر. فالله قال: وَمَا عَلَّمْنَاهُ الشِّعْرَ وَمَا يَنْبَغِي لَهُ [يس:69] ومرة من المرات استشهد صلى الله عليه وسلم ببيت من الشعر وقرأه معكوساً، قال: ستبتدي لك الأيام ما كنت جاهلاً ويأتيك من لم تزوده بالأنباء قال: والله إنك لرسول الله، الهاشمي القرشي ما عرف ينشد بيتاً من الشعر وكسره وحطمه، أصل البيت: ستبتدي لك الأيام ما كنت جاهلاً ويأتيك بالأنباء من لم تزود فلما ما أصاب الرسول في إنشاد البيت انفعل أبو بكر ، وقال: والله إنك لرسول الله، لأن الله تعالى: وَمَا عَلَّمْنَاهُ الشِّعْرَ وَمَا يَنْبَغِي لَهُ إِنْ هُوَ إِلَّا ذِكْرٌ وَقُرْآنٌ مُبِينٌ [يس:69] (إن) بمعنى ما، ما هو إلا ذكر وقرآن ومبين، ما هو بشعر أبداً. ثم قال تعالى: لِيُنْذِرَ مَنْ كَانَ حَيًّا [يس:70] وفي قراءة (لتنذر) يا رسولنا (من كان حياً)، من كان حياً أو ميتاً؟ حياً. وهناك فرق بين هو ميت وحي وإلا لا؟ لتنذر من كان حياً أو من كان ميتاً؟ حياً.إذاً: هل الميت ينذر؟ ينذر ويخوف الحي الذي يعي ويسمع أما الميت فينذر؟! نكذب الله عز وجل؟! نعاكس كلامه؟! لتنذر من كان حياً ويحق القول على الكافرين، يقرأ القرآن على الموتى؟ والآن عرفتم ما فعل عدوكم بكم وإلا لا؟ أو ما بلغكم هذا؟
فضل قراءة القرآن وسماعه من الغير
هيا نغيظهم ونصبح نجتمع على القرآن في بيوتنا.. تحت ظلال أشجارنا.. في محلات اجتماعنا، ونتدبره ونتأمله، ونهتدي بهداه، ونسمو بكمالاته الروحية.ما نستطيع؟ ما نقدر؟ من منكم معشر المستمعين قال يوماً لأحد إخوانه: أسمعني شيئاً من القرآن؟ يرفع يده الذي حصل، من منا جلس مجلساً ولو في المسجد قبل الصلاة أو بعدها وقال: يا فلان من فضلك تعال اقرأ علي شيئاً من القرآن، وأنا أتدبر. أنتما طلعت شمسكما في هذه الحلقة، قال: أنا وزميلي ولكن نسبتكما إلى المسلمين واحد إلى مليون، لا .. لا إلى مائة مليون، فهمتم هذه وإلا لا؟ هذا البخاري وغيره يروي أن النبي صلى الله عليه وسلم جلس يوماً وقال لـعبد الله بن مسعود الهذلي رضي الله عنه: ( يا ابن أم عبد أسمعني شيئاً من القرآن ) فتعجب عبد الله وقال: ( عليك أنزل وعليك أقرأ؟! قال: بلى إني أحب أن أسمع القرآن من غيري ) وقرأ عبد الله بن مسعود من سورة النساء حتى انتهى إلى ثلاثين أو ما يقارب من ثلاثين آية؛ فنظر فإذا عينا رسول الله تذرفان الدموع، وهو يقول: ( حسبك حسبك حسبك )، غلبه البكاء. عندما انتهى عبد الله إلى قول الله تعالى: فَكَيْفَ إِذَا جِئْنَا مِنْ كُلِّ أُمَّةٍ بِشَهِيدٍ وَجِئْنَا بِكَ عَلَى هَؤُلاءِ شَهِيدًا * يَوْمَئِذٍ يَوَدُّ الَّذِينَ كَفَرُوا وَعَصَوُا الرَّسُولَ [النساء:41-42] الرسول محمد صلى الله عليه وسلم لَوْ تُسَوَّى بِهِمُ الأَرْضُ وَلا يَكْتُمُونَ اللَّهَ حَدِيثًا [النساء:42].إذً: هيا نجدد ذلك العهد، فقط إذا اجتمعت مع أهلك في البيت قل لابنتك أو لابنك أسمعنا شيئاً من القرآن الليلة، ما نقدر، أي شيء ما تقدر عليه؟! أنت جالس تنتظر في العشاء أو في الغداء وجئت من عملك وبناتك وأولادك حولك، قل: أيكم يسمعنا شيئاً من كتاب الله. هذه سنة رسول الله، فيقرأ القارئ وأنتم تتفكرون وتدبرون ما معنى هذه الآية، فتحتاجون إلى السؤال.. أنا أسال العالم الفلاني، هات التلفون، يا شيخ! ما معنى قول الله تعالى كذا ،وكذا يقول: معناها كذا وكذا، سمعتم يا أهل البيت يا إخواني يا أبنائي، قالوا: سمعنا، معناها كذا وكذا. سنتلقى العلم والمعرفة بأبسط الطرق، لم ما نفعل هذا؟ أمسحورون نحن؟! الجواب: ممكن لأن اليهود هم السحرة الممتازون في العالم، وما يدرينا أنهم سحروا هذه الأمة؟ وصرفوها عن كتاب ربها لتهبط وتتمزق، وقد فعلوا ونجحوا.والآن هذه المقدمة إن شاء الله تستقر في أذهانكم، ممكن تتحدثوا بها، أو ما فيه حاجة؟! من محننا أننا نسمع الحكمة والكلمة المفيدة وتموت في قلوبنا، ولا يتحدث بها أحد، اللهم إلا الحديث الهابط سمعنا الشيخ الفلاني العميل يقول: كذا وكذا، هذا ممن يسبون الرسول.. هذا ممن يقولون كذا هذا موجود. أما أن ننقل الهدى والنور إلى إخواننا في صدق، سمعنا كلام الله كذا وكذا، هذا نخن مصروفون عنه، واحسرتاه! واأسفاه!
تفسير قوله تعالى: (ألم تر إلى الذين قيل لهم كفوا أيديكم وأقيموا الصلاة وآتوا الزكاة ...)
هيا الآن مع هذه الآيات الأربع أو الثلاث، وهي طويلة، ونقضي فيها ساعتنا هذه والأخرى غداً إن شاء الله، هيا نتدبر، هيا نتأمل، اسمعوا وأنا أقرأ ولا أجود ولا أغني، بالكلام العادي وتأملوا. قال تعالى من سورة النساء: أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِينَ قِيلَ لَهُمْ كُفُّوا أَيْدِيَكُمْ وَأَقِيمُوا الصَّلاةَ وَآتُوا الزَّكَاةَ [النساء:77] لماذا هذا؟ هذا في مكة والمدينة، المتحمسون كانوا يقولون: اسمح لنا نقتل فلاناً.. اسمح لنا نضرب فلاناً.والرسول يقول: كُفُّوا أَيْدِيَكُمْ [النساء:77]، ما أذن لنا في القتال، دعني أغتال أبا جهل ، ما سمح لنا، في المدينة قبل أن يأذن الله بالقتال المتحمسون: هيا يا رسول الله ائذن لنا نقاتل، والرسول يقول: كُفُّوا أَيْدِيَكُمْ وَأَقِيمُوا الصَّلاةَ [النساء:77] ما أذن الله بعد. ونزل فيهم هذا القرآن: أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِينَ قِيلَ لَهُمْ كُفُّوا أَيْدِيَكُمْ [النساء:77] عن ماذا؟ عن قتال الناس، (كفوا أيديكم) يا شيخ الآن يقتلون المؤمنين، يتحمسون لقتل المؤمنين وإزهاق أرواحهم، يا له من هبوط! ما سبب هذا؟ الجهل، والله ما عرفوا. أَلَمْ تَرَ [النساء:77] هذا الاستفهام للتعجيب وإلا لا؟ أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِينَ قِيلَ لَهُمْ كُفُّوا أَيْدِيَكُمْ وَأَقِيمُوا الصَّلاةَ وَآتُوا الزَّكَاةَ [النساء:77] هذا باب مفتوح، بل بابان صل الليل والنهار وأنت مع الله، تنسى الآلام وتنسى الأتعاب وتنسى المخاوف، أنت متخوف تقول: هيا نقاتل حتى نزيل هذا الخوف عنا، ادخل في الصلاة مع الله يعصمك ويحفظك، وكيف وأنت تناجيه وتتحدث معه، إن شئت ليلك كله أو نهارك. هل هناك جناب أعظم من جناب الله؟! هل هناك أمن أعظم من أمن الله وقد اطرحت بين يديه تتكلم معه الساعات العديدة، أقيموا الصلاة وآتوا الزكاة، أنفقوا المال على الفقراء والمساكين، على إخوانكم المهاجرين. قال: فَلَمَّا كُتِبَ عَلَيْهِمُ الْقِتَالُ [النساء:77] كتب بمعنى فرض، وذلك في آية الحج اسمعوا بيانها أُذِنَ لِلَّذِينَ يُقَاتَلُونَ بِأَنَّهُمْ ظُلِمُوا وَإِنَّ اللَّهَ عَلَى نَصْرِهِمْ لَقَدِيرٌ * الَّذِينَ أُخْرِجُوا مِنْ دِيَارِهِمْ بِغَيْرِ حَقٍّ [الحج:39-40] الآية. إذاً هيا فَلَمَّا كُتِبَ عَلَيْهِمُ الْقِتَالُ إِذَا فَرِيقٌ مِنْهُمْ يَخْشَوْنَ النَّاسَ كَخَشْيَةِ اللَّهِ أَوْ أَشَدَّ خَشْيَةً [النساء:77] أعوذ بالله! فريق يعلم الله عدده، ومن الحكمة ألا يُعين أصحاب هذه الزلة ليبقى عاماً إلى يوم القيامة، هؤلاء الذين يقتلون المسلمين، ويتحمسون ويغتالون، لو يأتي الجهاد الحق يقوده إمام المسلمين أكثرهم يهرب من هذه، ولا يواجهه لأن القتال ثم لله، وهنا لإظهار الشخصية والشجاعة. فَلَمَّا كُتِبَ عَلَيْهِمُ الْقِتَالُ إِذَا فَرِيقٌ مِنْهُمْ يَخْشَوْنَ النَّاسَ [النساء:77] أي: الكفار الذين طلبوا بقتالهم يَخْشَوْنَ النَّاسَ كَخَشْيَةِ اللَّهِ [النساء:77] خشية مثل خشية الله أَوْ أَشَدَّ خَشْيَةً [النساء:77] أعظم من خشيتهم لله عز وجل. ثم قال تعالى عنهم: وَقَالُوا رَبَّنَا [النساء:77] أي: يا ربنا، حذفت الياء، لماذا ما قال: (يا ربنا)؟ لأن الله معنا مَا يَكُونُ مِنْ نَجْوَى ثَلاثَةٍ إِلَّا هُوَ رَابِعُهُمْ وَلا خَمْسَةٍ إِلَّا هُوَ سَادِسُهُمْ وَلا أَدْنَى مِنْ ذَلِكَ وَلا أَكْثَرَ إِلَّا هُوَ مَعَهُمْ أَيْنَ مَا كَانُوا [المجادلة:7] في أعماق البحر، أو في عنان السماء، كيف هذا يا شيخ؟ أين الله بيننا؟ يا بهلول تأمل فيما تقول، إن العوالم كلها بين يدي الله كحبة خردل، أما قرأت قوله تعالى: وَمَا قَدَرُوا اللَّهَ حَقَّ قَدْرِهِ [الزمر:67] أي والله ما قدرناك يا ربنا حق قدرك وَالأَرْضُ جَمِيعًا قَبْضَتُهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَالسَّموَاتُ مَطْوِيَّاتٌ بِيَمِينِهِ سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى عَمَّا يُشْرِكُونَ [الزمر:67] . تسألني كيف الله معنا؟ نحن بين يديه، أنت أيها الرجل نملة بين يديك أنت محيط بها من كل جانب. الشمس فقط فوقنا وما أبعدها وهي معنا، الشمس تكون في بيتنا الشمس أين كوكبها؟ في السماء الرابعة.إذاً: قال تعالى عنهم: وَقَالُوا رَبَّنَا [النساء:77] أي: يا ربنا لِمَ كَتَبْتَ عَلَيْنَا الْقِتَالَ [النساء:77] ما زالت الفرصة غير متاحة، ما زلنا ضعفاء، ما زلنا ما نملك عتاداً ولا سلاحاً لو أخرتنا عام عامين.سبحان الله! هذا يقوله ضعاف الإيمان، والله لقد قالوها، والبشر هم البشر وإلا لا؟ هذا الضعف في الفهوم والأفكار والعقول موجود عندنا لا تعجب أبداً بين المسلمين. لِمَ كَتَبْتَ عَلَيْنَا الْقِتَالَ لَوْلا أَخَّرْتَنَا إِلَى أَجَلٍ قَرِيبٍ [النساء:77] عاماً أو عامين حتى يقوى الإسلام ويكثر المسلمون، وأمر رسوله أن يرد عليهم، قال له: قل لهم يا رسولنا: مَتَاعُ الدُّنْيَا قَلِيلٌ [النساء:77] أكلكم وشربكم ونكاحكم ولباسكم وتمتعكم بالنسبة إلى الجنة ودار النعيم قليل، لا تحزنوا عليها ولا تبكوا، لما أخذنا نستريح جاء الحرب والقتال، الآن فقط عندنا أيام شبعنا واسترحنا، قال: قاتلوا. هذا كلامهم؟ أي نعم. قُلْ مَتَاعُ الدُّنْيَا قَلِيلٌ وَالآخِرَةُ خَيْرٌ لِمَنِ اتَّقَى [النساء:77] هذا خاص بأولئك العوام، والله إلى يوم القيامة حتى يرفع القرآن نهائياً، والآخرة خير لمن؟ لمن فجر.. لمن كفر.. لمن فسق.. لمن ظلم.. لمن طغى وتكبر؟! لا، لا، لا.ماذا قال تعالى؟ لِمَنِ اتَّقَى [النساء:77] اتقى من؟ اتقى الله.

يتبع
__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
 
[حجم الصفحة الأصلي: 36.95 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 36.32 كيلو بايت... تم توفير 0.63 كيلو بايت...بمعدل (1.70%)]