[ابوالوليد المسلم]

أسائلكم (شعر تفعيلة)
سلطان إبراهيم



أُسائلكمْ
أسائلُ خفقَ أفئدةٍ
أسائلُ نبض أوردةٍ
أسائلُ عن ضمائرِكمْ
وأهتفُ ربما أُسمعْ
أسائلُكم وأسأل قبلَكم نفسي
عسى مِن تِيهها ترجعْ
أسائلُكمْ
عنِ المَنجى لحَيرتنا
وعن هادٍ لثورتنا
وعن دربٍ يُوحِّدنا
ورغم عنائهِ نُسرعْ
أسائلُكمْ
وطفلٌ بين جدرانِ الأسى يقبعْ
يفتشُ في دفاترهِ
عنِ الذكرى
لوالدهِ الذي وفَّى ولم يركعْ
ويخفي الآنَ صورتَهُ
ويخرجُها إذا ما صارَ بالمخدَعْ
يحادثهُ.. يسائلهُ
عن الحُلْمِ الذي ولَّى ولم يرجعْ
وأرملةٌ تكُتِّمُ نار حسرتها
بليل الوحدةِ المفْزِعْ
وأدمعُها تبللُ ثوب طفلتها الذي يُرقعْ
تهدهدُ طفلها الثاني
بتغريدٍ إذا يرضعْ
وتجمعهمْ
على ذكرى لوالدهمْ
وصوت أذانهِ يُرفعْ
وفي التلفاز أخبارٌ لمن يسمعْ
ومكلمةٌ ومشتمةٌ بذا تهوي وذا ترفعْ
ومطحنةٌ بلا أرزٍ لمن يدفعْ
وأمُّ شهيدنا تَبكي
ولا تدري لمن تحكي
وفوق خدودها نهرٌ من الأدمُعْ
أحقُّ وحيدِها قد صار أغنيةً
وقولاً شنَّف المسمعْ؟
أمصمصةُ الشفاه تعيد للمفقودِ ما ضُيِّعْ؟
أتنزعُ من ظلام الليلِ شمس العز كي تسطعْ؟
أيا وطني طعنتَ الآن في كبدي
ولا أدري لمَن أفزع؟.