الموضوع: مواقف أعجبتني
عرض مشاركة واحدة
  #2  
قديم 01-04-2021, 02:09 AM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم غير متصل
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 157,857
الدولة : Egypt
افتراضي رد: مواقف أعجبتني




أما زوجتي الثانيةُ، فأحبّها أيضاً فهي تتميّز عن البقيةِ بأنها متفهّمةٌ وصبورةٌ وإنْ لم تكن على درجة الرابعة والثالثة في المحبّة ولكنها نالت ثِقَتي، والحق يقال: كُلَّما واجهتني مشكلة ألجأُ إليها، فهي نِعْمَ العَونُ وقتَ الضّيقِ.



وأما زوجتي الأولى، فهي الشريكة الوفيّة في حياتي، بل وهي التي لها إسهامات عظيمة في الاهتمام بأموري ورعاية شؤوني، ويُؤسِفُني أنْ قول لك إني أقصِّر في حقِّها كثيراً، ولا أحبُّها بالرَّغم من أنّها تُحِبُّني من الأعماق، وتُلَازِمُني دائماً، وتَعُدُّ سعادَتها مرهونةً بسعادتي.. وما أَسْوَأَ العِشْرَةَ التي تقوم على الحُبِّ مِنْ طَرَفٍ واحدٍ!!



المهمُّ يا أيها الحكيم.. أنني رأيت وكأنَّ ساعةَ وفاتي قد حَانت، وأصبحَ الموتُ يطلبني، عندها حضرت زوجاتي على التوالي..



وقد قلت لزوجتي الرابعة: أنت أكثر من أحببت، أَلْبَستُكِ أحلى الملابس وأجملَها، وزيّنتكِ بأبهى الحُلِيِّ، وكنتِ مَحَطَّ اهتمامِي ورِعَايتي.. وأنا الآن أموتُ، فهلَّا رَافَقْتني؟؟ فرَدَّت عليه بسرعة: لا.. لا يمكنُ.. ثم ولَّت مدبرةً، وأحسستُ كأن جوابَها سكينٌ غُرِزَ في فُؤادي، وتألمتُ أيَّما إيلامٍ..



وحضرتِ الثالثةُ، فقلت لها: أحببتُك طيلةَ حَياتي، وأنا الآن أغادرُ هذه الحياة، فهلَّا رَافَقْتني؟ وآنست وَحْشَتِي؟ فأجابتني بقسوة: إنَّ الحياةَ حلوةُ ويُؤسفني أنْ تعلمَ أنّي سأتزوجُ مِن بعدكِ، فكانَ وَقْعُ كَلامِهَا عليَّ مؤلماً غاية الألم.



ثم جاءت زوجتي الثانية، فذكّرتُها بما كنتُ أفعلهُ مِن أجلهَا، وقلتُ لها: هذا وَقتُ الحاجةِ إليكِ وإلى مساعدتك، فهلَّا رَافَقْتِني؟ وآنستِ وَحْدَتي؟ فردّت: آسفةٌ، أنا لا أستطيع مساعدتك هذه المرة ولكنّي سأرافقكَ إلى المقبرة!!



وبينما كنت أفكر بما أجابت كل واحدة منهن.. وأعتصر من شدةِ الحزنِ والألمِ لما آلت إليه حالي، وإلى جُحُودِهِنَّ لِي.. إذ سمعتُ صَوتاً يناديني، ويقول: أنا سأرافقُك أينما ذهبتَ، فنظرتُ إلى مصدر الصوت فإذا هي زوجتي الأولى، وقد بَدَتْ هزيلةً متعبةً، كما لو أنَّها بقيتْ دونَ طعامٍ لأيامٍ عديدةٍ..



عندَها أطلقتُ زفرةَ ندمٍ طويلةً على ما كنتُ أعاملُها به من قلّة رعايةٍ واهتمامٍ حتى أصبحَ حالُها كذلك..



يا سيدي الحكيم: قُلْ لي بالله عَليكَ ما سِرُّ هذا المنام؟؟ فقد أزعجني كثيراً..



عندها تبسّم الحكيم وهزَّ برأسه، وقبلَ أنْ يُجِيْبَهُ تنهَّدَ بِعُمْقٍ، وقال: كلٌّ منّا له أربعُ زوجاتٍ، فالزوجةُ الرابعةُ: هي أجسامنا فمهما اعْتَنينا بها فلن تُغَادرَ الدّنيا مَعَنا.. والزوجةُ الثالثةُ: هي أموالنا وممتلكاتُنا، نحبُّها ونُفاخر بها، وعندمَا نموتُ تَؤُول إلى غيرنا من الورثة.. وأما الزوجةُ الثانيةُ: فهي أقرباؤُنا وأصدقاؤُنا، مهما قَوِيَت وتوطَّدَت علاقاتُنا معهم، فأقصى ما يُمْكِنُ أنْ يَصِلُوا به معنا هو مُرَافَقَتنا إلى القبرِ فقط.. وأما الزوجةُ الأولىُ: فهي التي لا يمكن لأحد رؤيتها، وهي الروح التي نالتْ أكبرَ نصيبٍ من الإهمال وتناسيناها في غمرةِ الحياةِ الدنيا ومشاغلها..



ثم قال الحكيم: أوليس مِن الحكمةِ والعقلِ أنْ نعتني بها، وأنْ تكونَ هي محطّ اهتمامنا ورعايتنا.. أوليستِ الروحُ مَن سَيُرافِقُنا يوم الحساب دونَ غيرها من الخدمِ والحشم والخلان. وصدق مَن قال: [من البحر البسيط]






يا خادمَ الجسمِ كَمْ تَشْقَى بخدمتِهِ

أتطلبُ الرِّبْحَ مما فيهِ خُسْرانُ



أَقْبِلْ على الروحِ فاستكملْ فَضَائلها

فَأنْتَ بالروحِ لا بالجِسْمِ إِنْسَانُ







تزوجَ رجلٌ امرأةً فقيهةً لبيبةً وكانت تتمنّعُ عليه أحياناً فأنشدَ يصفُ حالَهُ معها: [من البحر الوافر]




بُلِيتُ بهِ فَقِيْهَاً ذا دَلَالِ

يُجادِلُ بالدَّليلِ وبالدَّلالِ




طَلَبتُ وِصَاله والوَصْلُ عَذبٌ

فقال: نَهَى النَّبِيُّ عَنِ الوِصَالِ!









أتى رجلٌ أعور في زمان عمر، فَشَهِدَ أنَّه رأى الهِلَال. فقال عمر: بأيِّ عينيك رأيتَ؟ قال: بِشَرِّهِمَا، وهي البَاقِية؛ لأنَّ الأخرى ذهبت مع رسول الله صلى الله عليه وسلم في بعض غزواته.. فأجازَ شَهَادَتَهُ.



قيل لأعرابي تزوّج مِن امرأةٍ سيئةٍ: أتحبُّ أن تموتَ زوجَتُك؟ قال: لا، فقيل له: لماذا؟ فقال: أخافُ أنْ أموتَ مِنَ الفَرَحِ!!.



مرَّ الحافظ ابن حجر رحمه الله تعالى بالسوق –وكان رئيس القضاة- في محفلٍ وهيئةٍ جميلةٍ، فاعترضه يهودي يبيعُ الزَّيتَ في هيئةٍ مزريةٍ، وقال له: تَزْعُمُ أنَّ نبيّكم قال: (الدُّنيا سِجْنُ المؤمِن وجَنَّة الكَافِر)، فأيّ سجنٍ أنت فيه، وأيّ جنةٍ أنا فيها؟؟ فقال ابن حجر: أما بالنسبة لما أعدَّه الله لي في الآخرة مِن النعيم فكأني الآن في سجن، وأنت بالنسبة لما أعدَّه اللهُ لكَ مِن العذاب الأليم فكأنك الآن في جَنَّةٍ!.. فأسلم اليهودي.



قالوا في المثل: (العين بالعين):

وقفت امرأةٌ قبيحةٌ على دُكَّانِ عَطَّارٍ، فَلَّما نَظَرَ إليها قال: ﴿ وَإِذَا الْوُحُوشُ حُشِرَتْ ﴾ [التكوير: 5]، فقالت له المرأة: ﴿ وَضَرَبَ لَنَا مَثَلًا وَنَسِيَ خَلْقَهُ ﴾ [يس: 78]!!



ذكر الإمام ابن الجوزي رحمه الله تعالى في [أخبار الحمقى والمغفّلين]: أنَّ رجلاً مَرَّ بإمامٍ يُصَلِّي بقومٍ فَقَرأ: ﴿ آلم * غُلِبَتِ التُّرْكُ﴾ فَلمَّا فَرَغَ قَالَ: يا هَذا، إنَّما هو: ﴿ غُلِبَتِ الرُّومُ ﴾ فقال: كُلُّهُم أَعَدَاءٌ لَا نُبَالِي مَن ذُكِرَ مِنْهُم!!).



حكي أنه لما ماتَ حاتم الطائي، أرادَ أخوه أن يتشبَّهَ به، فقالت له أمه: يا بني أتريد أن تحذو حذو أخيك؟! فإنَّك لن تبلغَ ما بَلَغَهُ، فلا تُتْعِبَنَّ نفسكَ فيما لا تناله.



فقال لأمه: وما يمنعني، وقد كان أخي وشقيقي مِن أمي وأبي؟



فقالت أمه: إنّي لمَّا ولدته كنتُ كُلَّما أردتُ أن أُرْضِعَهُ أَبَى أن يَرْضَعَ حتى آتيه بِمَنْ يُشَارِكُهُ فيرضع الثدي الآخر، وكنتُ إذا أَرْضَعْتُكَ ودخلَ آخر بَكيت حتى يخرج!!



يقول شاب: كُلما مرَرْتُ بجانبِ فتاةٍ مُتبرِّجة قد استعطرت كتمتُ أنفاسيْ، حتى لا أشُمَّ مِن ريحِها، فتُكتبَ زانيةً!!.

التعليق: (إنها ثقافة إسلامية رائعة لا يفعلها إلا الموفّق).



قال رجلٌ لآخر: (إنَّ قَلْبي لا يَرْتَاحُ لفلان، فردَّ عليه قائلاً: ولا أنا، ولكن مَا يُدْرِيْكَ؟ لعلَّ اللهَ طَمَسَ على قلوبنا فأصبحنا لا نُحِبُّ الصَّالحين؟!).



سُئل أحد الصالحين: إلى أيِّ مدىً تحبُّ أخاك في الله؟؟

فأجاب: إلى المدى الذي يجعلني أعطيه إحدى عينيّ.. معتذراً له عن الأخرى حتى أراه بها !!



يقالُ: إنَّ أَحَدَ الخُلَفَاءِ اسْتَدْعى شُعراء مصر، فصادفهم شَاعرٌ فقيرٌ بِيَدِهِ جَرَّةٌ فارغةٌ ذَاهِباً بها إلى البَحْرِ لِيَمْلأها، فَتَبِعَهُم إلى أن وَصَلُوا إلى دَارِ الخَلِيْفَةِ، فبَالَغَ الخليفة في إكرامهم والإِنْعَامِ عَلَيهِ، ولما رأى الرَّجُلَ والجَرَّة على كَتِفِهِ ونظرَ إلى ثِيَابه الرَّثَّة قال له: مَن أنت؟ وما حَاجَتُكَ؟



فأنشد الرجل الفقير: [من البحر الطويل]

ولما رَأَيْتُ القَوْمَ شَدُّوا رِحَالَهُم إلى بَحْرِكَ الطَّامِي أَتَيْتُ بِجَرَّتِي



فقالَ الخليفة: املؤوا له الجَرَّةَ ذَهَباً وفِضَّةً.

فحَسَدَهُ بعضُ الحاضرين وقالوا: هذا فقيرٌ مجنونٌ لا يعرفُ قِيمة المال فَلَرُبَّما أَتْلَفَهُ وضَيَّعَهُ.

فقال الخليفة: هو مَالُهُ يفعلُ به ما يشاء. فَمُلِئت له جَرَّتُهُ ذَهَباً، ثم خرجَ الفقير إلى الباب وفَرَّقَ جميع المالِ الذي في الجَرَّةِ على الفُقَراء، فَبَلَغَ ذلكَ الخليفة فاسْتَدْعَاهُ وسَألَهُ عَن ذلك.



فقال الفقير: [من البحر الطويل]

يَجُوْدُ عَلَيْنَا الخَيِّرُونَ بِمَالِهم ونَحْنُ بِمَالِ الخَيِّرِيْنَ نَجُوْدُ



فأُعْجِبَ الخليفةُ بِجَوَابِهِ وَأَمَرَ أن تُمْلأ جَرَّتُهُ عَـشْرَ مَرَّاتٍ!! وقال: الحَسَنَةُ بِـعَشْرِ أمْثَالِهَا!!



التعليق: [من البحر البسيط]



النَّاسُ للنَّاسِ مَا دَامَ الوَفَاءُ بِهِم

والعُسْرُ واليُسْرُ أَوْقَاتٌ وسَاعَاتُ



وأَكْرَمُ النَّاسِ مَا بَيْنَ الوَرَى رَجُلٌ

تُقْضَى عَلى يَدِهِ للنَّاسِ حَاجَاتُ



لَا تَقْطَعَنَّ يَدَ المَعْرُوفِ عَنْ أَحَدٍ

مَا دُمْتَ تَقْدِرُ والأَيْامُ تَارَاتُ



واذْكُرْ فَضِيْلَةَ صُنْعِ الله إذْ جُعِلَتْ

إِلَيْكَ، لَا لَكَ عِنْدَ النَّاسِ حَاجَاتُ



قَدْ مَاتَ قَوْمٌ ومَا مَاتَتْ فَضَائِلُهُم

وَعَاشَ قَوْمٌ وَهُمْ فِي النَّاسِ أَمْوَاتُ






قيل لأعرابي: لِمَنْ هَذِه الإِبل؟ فقال: هِيَ لله فِي يَدِي!!



قالوا في المثل: (الوَلَدُ سِرُّ أَبِيْهِ):

رأى الفُضَيلُ بن عِيَاض ابنه يَمْسَحُ كفَّةَ الميزان بِطَرَفِ ثَوْبِهِ، فسأله: لماذا تفعل ذلك؟ فقال الولدُ: حتى لا أَزِنَ للمسلمين غُبَارَ الطَّريق!!



فبكى الفضيل وقال: إِنَّ عَمَلَكَ هذا يا بُنَيَّ أَفْضَلُ عِندي مِن حَجَّتَيْنِ وعُمْرَتَيْنِ!!



__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
 
[حجم الصفحة الأصلي: 31.35 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 30.73 كيلو بايت... تم توفير 0.63 كيلو بايت...بمعدل (2.00%)]