عرض مشاركة واحدة
  #2  
قديم 01-04-2021, 01:49 AM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم متصل الآن
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 135,471
الدولة : Egypt
افتراضي رد: الاستعارة في البلاغة العربية


(2) وهذا ضروري، فلا يعتبر الترشيح والتجريد إلا بعد أن تتم الاستعارة.

وانظر إلى قولك: رأيت أسدًا يحمل حقيبة، فهذا استعرته للرجل الشجاع، وكلمة (يحمل حقيبة) تناسب المشبه بلا شك، لكننا لا نجعلها هنا مجردة؛ لأن هذه هي القرينة المانعة.

إذن: التجريد والترشيح لا يعتبر إلا بعد تمام الاستعارة بقرينتها، وبهذا ينتهي الكلام عن الاستعارة.





أسئلة على الاستعارة

السؤال الأول: هل الجمل التالية استعارة أم حقيقة؟

١- رأيت نعامة تدس رأسها في الرمل.

٢- رأيت نعامة تحمل سيفًا، لا تضرب به.

الجواب:

١- الجملة الأولى: رأيت نعامة تدس رأسها في الرمل، هذه حقيقة؛ لعدم القرينة.

٢- والجملة الثانية: رأيت نعامة تحمل سيفًا، لا تضرب به، هذه استعاره، والقرينة: "تحمل سيفًا، لا تضرب به".



السؤال الثاني: وضح الاستعارة ونوعها وتقريرها في الأمثلة الآتية:

(أ) قال الله تعالى: ﴿ يُحْيِ الْأَرْضَ بَعْدَ مَوْتِهَا ﴾ [الحديد: 17].

(ب) قال الله تعالى: ﴿ أَوَمَنْ كَانَ مَيْتًا فَأَحْيَيْنَاهُ ﴾ [الأنعام: 122].

(ج) قال تعالى: ﴿ يَنْقُضُونَ عَهْدَ اللَّهِ ﴾ [البقرة: 27].

(د) قال تعالى: ﴿ وَإِنَّكَ لَعَلَى خُلُقٍ عَظِيمٍ ﴾ [القلم: 4].

(هـ) قال تعالى: ﴿ إِنَّا لَنَرَاكَ فِي ضَلَالٍ مُبِينٍ ﴾ [الأعراف: 60].

(و) إن التباعد لا يضر ـرُ إذا تقاربت القلوبُ

(ز) رأيت قسًّا اليوم.

(ح) فإن تعافوا العدل والإيمانا فإن في إيماننا نيرانا

(ط)



فوق حد الورد دم

ع من عيون السحب يذرف



برداء الشمس أضحى

بعد أن سال يجفف






(ى) سأبكيك للدنيا وللدين إن أبت فإن يد المعروف بعدك شلت

(ك) دقات قلب المرء قائلة له إن الحياة دقائق وثوان

(ل) لسنا وإن أحسابنا كرمت يومًا على الأحساب نتكل

(م) لدى أسد شاكي السلاح مقذف له لِبَدٌ أظفاره لم تُقلَّم



الأجوبة عنها:

(أ) فيه استعارة تصريحية تبعية.

تقريرها: شبه تزيين الأرض بالنبات الأخضر النضر بالإحياء، واستعير اللفظ الدال على المشبه به، وهو الإحياء، واشتق من الإحياء بمعنى التزيين (يحيى)، بمعنى: (يزين) على طريق الاستعارة التصريحية التبعية.



(ب) فيه استعارتان تصريحيتان تبعيتان:

يقال في تقرير الأولى: شبه الضلال بالموت، بجامع عدم النفع في كل، واستعير لفظ المشبه به للمشبه، واشتق منه (ميتًا)، بمعنى: (ضالًّا) على سبيل الاستعارة التصريحية التبعية.

ويقال في تقرير الثانية: شبه الهدى بالإحياء، بجامع النفع في كل، واستعير الإحياء للهدى، واشتق منه (أحيينا)، بمعنى: (هديناه)، على طريق الاستعارة التصريحية التبعية.



(ج) فيه استعارة تصريحية تبعية مطلقة.

يقال في تقريرها: شبه إبطال العهد بفك طاقات الحبل، بجامع عدم النفع في كل، واستعير اللفظ الدال على المشبه به - وهو النقض - للمشبه - وهو الإبطال.

واشتق منه (ينقضون)، بمعنى: (يبطلون) على طريق الاستعارة التصريحية التبعية المطلقة؛ لأنها لم تقترن بشىء.



(د) فيه استعارة تصريحية.

يقال في تقريرها: شبه تمكنه صلى الله عليه وسلم من الأخلاق الشريفة والثبوت عليها بتمكن من علا دابة يصرفها كيف شاء، بجامع التمكن والاستقرار في كل.

فسرى التشبيه من الكليات للجزئيات، فاستعير لفظ (على) الموضوع للاستعلاء الحسي للثبات والاستعلاء المعنوي على طريق الاستعارة التصريحية التبعية.



(هـ) فيه استعارة تصريحية تبعية.

يقال في تقريرها: شبهت (في) التي تدل على الارتباط بـ: (في) التي تدل على الظرفية، بجامع التمكن في كل.

فسرى التشبيه من الكليات إلى الجزئيات، فاستعيرت (في) من الثاني للأول على طريق الاستعارة التصريحية التبعية.

والقرينة على ذلك كلمة (الضلال).



(و) فيه استعارة تصريحية تبعية مطلقة.

يقال في تقريرها: شبه التواد بالتقارب، بجامع الألفة في كل منهما، ثم استعير التقارب للتواد، واشتق منه (تقارب) بمعنى (توادّ) على سبيل الاستعارة التصريحية التبعية المطلقة.

والقرينة كلمة "القلوب".



(ز) فيه استعارة تصريحية أصلية.

يقال في تقريرها: شبه الرجل الفصيح بقس بن ساعدة بجامع الفصاحة في كل، واستعير "قس" للرجل الفصيح على طريق الاستعارة التصريحية الأصلية.



(ح) فيه استعارتان: مكنية أصلية، وتصريحية أصلية.

يقال في تقرير الأولى: شبه العدل والإيمان بشيء كريه يعاف، بجامع كراهة النفس للكل، واستعير لفظ المشبه به للمشبه، وحذف، ورمز إليه بشيء من لوازمه - وهو "تعافوا" - على طريق الاستعارة المكنية الأصلية، وإثبات "تعافوا" للعدل والإيمان، تخييل.



ويقال في تقرير الثانية: شبهت السيوف القاطعة بالنيران، بجامع الضرر في كل، واستعير لفظ المشبه به للمشبه على طريق الاستعارة التصريحية الأصلية.



(ط) فيه ثلاث استعارات مكنيات في الورد والسحب والشمس.

يقال في تقرير الأولى: شبه الورد بإنسان جميل بجامع الحسن في كل، وحذف المشبه به ورمز إليه بشيء من لوازمه - وهو الخد - على طريق الاستعارة المكنية الأصلية المرشحة.



والقرينة هي إضافة (خد) إلى الورد.

ويقال في تقرير الثانية: شبه السحاب بإنسان بجامع النفع في كل، وحذف المشبه به ورمز إليه بشيء من لوازمه - وهو العيون - على طريقة الاستعارة المكنية الأصلية المرشحة.



والقرينة: إثبات العيون للسحب.

ويقال في تقرير الثالثة: شبهت الشمس بامرأة حسناء، بجامع الجمال في كل، وحذف المشبه به ورمز إليه بشيء من لوازمه، وهو الرداء، على طريق الاستعارة الأصلية المجردة.



والقرنية: هي إثبات رداء الشمس.

ويقال للقرينة في الثلاثة استعارة تخييلية.



(ى) فيه استعارة مكنية.

يقال في تقريرها: شبه المعروف بإنسان له يد تعطي، بحامع الإعطاء في كل منهما، وحذف المشبه به ورمز إليه بشيء من لوازمه، وهو اليد، على سبيل الاستعارة المكنية المرشحة.

والقرينة كلمة "يد"، وهي الاستعارة التخييلية، وشلت: ترشيح.



(ك) فيه استعارة تصريحية تبعية.

ويقال في تقريرها: شبه الدلالة بالقول، بجامع إيضاح المراد في كل، واستعير اللفظ الدال على المشبه به للمشبه.

واشتق من قوله بمعنى الدلالة: (قائل) بمعنى (دال) على طريق الاستعارة التصريحية التبعية.

والقرينة: نسبة القول إلى الدقات.



(ل) فيه استعارة تصريحية تبعية.

يقال في تقريرها: شبه مطلق ارتباط بين "حسيب وحسب" بمطلق ارتباط بين مستعل ومستعلى عليه، بجامع التمكن والاستقرار في كل.



ثم استعيرت (على) من جزئي من جزئيات الأول لجزئي من جزئيات الثاني، على طريق الاستعارة التصريحية التبعية.



(م) فيه استعارة تصريحية أصلية.

يقال في تقريرها: شبه الرجل الشجاع بالأسد، بجامع الجراءة في كل.



واستعير الأسد للرجل الشجاع على طريق الاستعارة التصريحية الأصلية المطلقة؛ لاقترانها بما يلائم المشبه - وهو شاكي السلاح - وبما يلائم المشبه به - وهو له لبد.



والقرينه حالية؛ أي: إنها تفهم من حالة الشاعر المتكلم.



السؤال الثالث: إذا كان المجاز علاقته المشابهة، فماذا يسمى؟

الجواب:

يسمى استعارة.

إذن الاستعارة مجاز علاقته المشابهة.



السؤال الرابع: إذا كان المجاز علاقته غير المشابهة، فماذا يسمى؟

الجواب:

يسمى مجازًا مرسلًا.



السؤال الخامس: متى تكون الاستعارة أصلية؟ مع التمثيل.

الجواب:

تكون الاستعارة أصلية إذا كان فيها اللفظ المستعار اسمًا جامًدا غير مشتق، بأن كان صادقًا على الكثيرين من غير اعتبار وصف من أوصافه، سواء كان اسم عين، أو اسم معنى.



فالأول نحو (الأسد) من قولك: رأيت أسدًا في الحمام؛ أي: رجلًا شجاعًا، فشبه الرجل الشجاع بالحيوان المفترس، بجامع الجراءة في كل.



ثم استعير اسم المشبه به للمشبه على طريق الاستعارة التصريحية الأصلية؛ لأن الأسد اسم جامد لعين، وهو حقيقة الحيوان المعلوم.



والثاني نحو القتل من قولك: هذا قتل؛ أي: ضرب شديد، فشبه الضرب الشديد بالقتل، بجامع نهاية الإذاية في كل.



ثم استعير اسم المشبه به للمشبه على طريق الاستعارة التصريحية الأصلية؛ لأن القتل اسم جامد لفعل هو سبب خروج الحياة.



السؤال السادس: متى تكون الاستعارة تبعية؟

الجواب:

تكون الاستعارة تبعية إذا كان فيها اللفظ المستعار فعلًا، سواء كان له مصدر أو لا؛ كـ (يزر)، ويدع، ونعم وبئس.



وسواء كان مجردًا عن الحرف المصدري، أو مقترنًا به، نحو: يعجبني أن تقتل كذلك؛ لأن الاستعارة للفظ المصرح به.



أو حرفًا، سواء كان له معنى واحد فقط؛ كـ: (لم)، فيكون فيه حقيقة وفي غيره مجازًا تبعيًّا، أو كان له معانٍ متعددة متبادرة منه، فيكون من المشترك اللفظي فيما وضع له على التحقيق وفي غيرها مجازًا تبعيًّا إن كان الحرف من غير حروف الجر والنصب والجزم.



وإلا بأن كان منها، فالبصريون على منع نيابة بعضها عن بعض، ويحمل ما ورد منه على التجوز في غير الحرف.



أو اسمًا مشتقًّا من الأسماء المشتقات من المصدر، وهي اسما الفاعل والمفعول، والصفة المشبهة، واسم التفضيل، وأسماء الزمان والمكان، والآلة، والتصغير، والاسم المنسوب.



السؤال السابع: ولماذا سميت تبعية؟

الجواب:

سميت تبعية لأن التبعية لا بد أن تجريها في أصل المعنى، ثم تقول: واشتق منه كذا وكذا.



السؤال الثامن: أين الاستعارة في قوله تعالى: ﴿ أُولَئِكَ الَّذِينَ اشْتَرَوُا الضَّلَالَةَ بِالْهُدَى ﴾ [البقرة: 16]؟ وما هو نوعها؟

الجواب: الاستعارة في "اشتروا"، وهي تبعية؛ لأن المستعار مشتق، وهو الفعل.



ويقال في إجرائها: شبه اختيار الضلالة على الهدى بالشراء، بجامع الرغبة في كل منهما، ثم اشتق من الشراء "اشتروا" بمعنى: "اختاروا" على سبيل الاستعارة التصريحية التبعية.



ويقال في إجرائها في "الضلالة": شبه الضلالة بالمتاع الذي يشترى ويباع، ثم حذف المشبه به - وهو - المتاع - وأشار إلى شيء من لوازمه - وهو الاشتراء - على سبيل الاستعارة المكنية.



السؤال السابع: ما معنى القاعدة التي تقول: كل استعارة تبعية مكنية؟

الجواب:

معنى هذه القاعدة هو أنك إذا رأيت استعارة تبعية، فلك أن تجريها في نفس اللفظ، ولك أن تجريها في القرينة، وتقول: هذه الاستعارة التبعية من لوازم المشبه به، فتكون مكنية.



ولكن إذا أجريتها مكنية، فلا تجرها تبعية في آن واحد؛ لأن هذا تناقض.



إذن القاعدة الآن: كل استعارة تبعية، فقرينتها مكنية، وإذا أجريتها في إحداهما امتنع إجراؤها في الأخرى؛ لئلا يلزم أن تكون العبارة مستعارة من وجهين.



السؤال العاشر: عرف الاستعارة التصريحية والاستعارة المكنية؟

الجواب:

أولًا: الاستعارة التصريحية هي: ما صرح فيها بذكر لفظ المشبه به؛ أي: باللفظ الدال على المشبه به فقط، من غير أن يذكر شيء من أركان التشبيه سواه.



وتطلق على نفس اللفظ المذكور المستعار الدال على المشبه به.



وتسمى هذه الاستعارة تصريحية؛ للتصريح فيها باللفظ المستعار الدال على المشبه.



ثانيًا: الاستعارة المكنية: هي ما ذكر فيها لفظ المشبه فقط، وحذف فيها المشبه به؛ أي: اللفظ الدال على المشبه به، وأشير إلى المشبه به المحذوف بذكر شيء من لوازمه.



فلم يذكر فيها من أركان التشبيه إلا دال المشبه، وتطلق على نفس اللفظ المذكور الدال على المشبه.



وتسمى هذه الاستعارة أيضًا استعارة بالكناية؛ لعدم التصريح فيها باللفظ المستعار الذي هو المقصود، بل كني عنه ونبه عليه بلازمه؛ لينتقل منه إلى المقصود استعارته، كما هو شأن الكناية، فإنه ينتقل فيها من اللازم المساوي إلى الملزوم.





[1] أسلوب اللف والنشر هو من علم البديع، وهو أن تذكر متعددًا، ثم تذكر ما لكل واحد منهما، أو منها.

وقد ذكر علماء البلاغة أن جعل الأول للأول، وجعل الثاني للثاني، أحسن من جعل الأول للثاني، وجعل الثاني للأول.

ومن أمثلة ذلك عندهم: قوله تعالى: ﴿ وَمِنْ رَحْمَتِهِ جَعَلَ لَكُمُ اللَّيْلَ وَالنَّهَارَ لِتَسْكُنُوا فِيهِ وَلِتَبْتَغُوا مِنْ فَضْلِهِ ﴾ [القصص: 73].

فقوله سبحانه: ﴿ لِتَسْكُنُوا فِيهِ ﴾ [القصص: 73]،هو أول الأمور المنشورة، وهو راجع إلى الليل، الذي هو أول الأمور الملفوفة.

وقوله سبحانه: ﴿ وَلِتَبْتَغُوا مِنْ فَضْلِهِ ﴾ [القصص: 73]، هو ثاني الأمور المنشورة، وهو راجع لثاني الأمور الملفوفة، وهو النهار.

فلعلك تسأل: لماذا اختلف نظر النحاة ونظر علماء البلاغة في تفضيل رد الأول والثاني من الرديفين على هذا الوجه؟

والجواب عن ذلك: أن نقول لك: إن النحاة يفضلون رد أول الحالين لثاني الصاحبين عند انعدام القرينة التي ترد كل حال إلى صاحبها؛ لأن هذا يقلل الفصل بين الحال وصاحبها بأجنبي؛ فإنه يترتب عليه أن يفصل بين حال واحد وصاحبه.

فأما الوجه الآخر فيترتب عليه الفصل بين حالين وصاحبيهما، ولا شك أن فصلًا واحدًا أخفُّ من فصلين.

فأما إذا قامت قرينة تعين على رد كل حال إلى صاحبها، فأنت بالخيار بين أن تجعل الحالين على ترتيب الصاحبين، أو على عكس ترتيبهما، وهذا هو ما رآه علماء البلاغة في اللف والنشر،وانظر أوضح المسالك لابن هشام 2/ 296، حاشية 1.


__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
 
[حجم الصفحة الأصلي: 46.26 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 45.63 كيلو بايت... تم توفير 0.63 كيلو بايت...بمعدل (1.36%)]