عرض مشاركة واحدة
  #5  
قديم 01-04-2021, 01:45 AM
الصورة الرمزية ابوالوليد المسلم
ابوالوليد المسلم ابوالوليد المسلم متصل الآن
قلم ذهبي مميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2019
مكان الإقامة: مصر
الجنس :
المشاركات: 159,948
الدولة : Egypt
افتراضي رد: التحليق في سماء المصدر الرباعي

وله أخيرًا - ونحن ما نريد الخروج من بستانه الماتع - وهو يقدِّم نصيحةً غالية، لا ترى فيها تهاونًا ولا إحباطًا، ولا دعوة للتهوُّر:



مُلْكُ القناعةِ لا يُخشى عليه ولا

يُحتاج فيه إلى الأنصارِ والخَوَلِ



ترجو البقاءَ بدارٍ لا ثباتَ لها

فهل سمعتَ بظلٍّ غير منتقلِ



ويا خبيرًا على الأسرار مطَّلعًا

اصمت ففي الصَّمتِ منجاةٌ من الزَّللِ






دُرَر هي لا يتذوَّقها إلَّا مَن كان ذا ذائقة عربيَّة أصيلَة، يَستشعر كيف كانت الحِكمة تَنساب على أفواههم انسياب الماء مِن فِي السِّقاء.



ومن لاميَّة العجَم إلى نونيَّة البستي، لصاحب الحِكَم ومتجر الأقوال المَأثورة، والقصيدة كلها حِكَم وثوابت إنسانيَّة، ليتنا نتعلَّم منها، ليس فيها خلَل شَرعي ولا جنوح نَحو الشَّطط، داعية إلى الأدب الجمِّ، والإخلاص الأعلى للذَّات العليَّة، والتمسُّك بالمناقب، ونَبذ الكراهية بأسلوب لا يمل ولا يشتِّت، إنجازٌ هو مع إيجاز رائع؛ منها على سبيل الذِّكر، يستهلُّ بها حِكمة عالِية نفسيَّة تَجري على الألسنة ليلَ نهار؛ ولذا أعتبرها إبداعًا غير مسبوق:



زيادة المرءِ في دنياه نقصانُ

ورِبحُه غيرَ محضِ الخير خسرانُ



وكلُّ وجدان حظٍّ لا ثَباتَ له

فإنَّ معناه في التَّحقيق فقدانُ



يا عامرًا لخرَاب الدَّهر مجتهدًا

تالله هل لِخراب الدَّهر عمرانُ






ومنها قوله حضًّا على الإحسان إلى الناس:

أحسِنْ إلى النَّاس تَستعبد قلوبهمُ فطالما استعبدَ الإنسانَ إحسانُ



وقوله:



من يزرعِ الشَّرَّ يحصد في عواقبهِ

ندامةً ولِحَصد الزَّرع إبَّانُ



مَنِ استنام إلى الأشرارِ باتَ وفي

قميصه منهمُ صِلٌّ وثعبانُ



كن ريِّقَ البِشر إنَّ الحُرَّ همَّتُه

صحيفةٌ وعليها البِشر عنوانُ






ومع تلك الإجادَةِ والإفادة، والإيجاز والسلامة اللغويَّة والصرفيَّة، لو كان في زمن هؤلاء "جائزة نوبل" ما تورَّعوا أن يَمنحوه إيَّاها، فجزاهم الله عنَّا وعن الأدَب العربي خيرًا، وجعل من أبنائنا وذرِّيتنا مَن يحفظون لِمثل تلك المخطوطات والآثار مناقبَها، ففيها الحِكمة والبيان.



وقبل الانتقال للونٍ جديد وتعريجة البساط للعَصر الحديث، استوقفَني بيتُ شِعرٍ غاية في الإبداع؛ لإيجازه وبعده عن الإسهاب والإطناب، وإتيانِه بخلاصه الخُلاصة ولبِّ الأمر، ويا لَيتني أَعرف ذلكم الشَّاعر حين أنشد يَصف زهدَ سيدنا عمر بن عبدالعزيز خامس الخلفاء الرَّاشدين المهديين وزوجه فاطمة بنت عبدالملك بن مروان، التي قيل فيها: "بنت الخليفة، وأخت الخليفة، والخليفة زوجها "، مع هذا الغنى غلب الورَعُ والزُّهدُ عليها خوفًا من ملك الملوك، فوصفهم رحمه الله قائلًا:

قومٌ إذا غَسلوا الثِّيابَ رأيتَهم لَبسوا البيوتَ وزرَّروا الأبوابَا



لا تعليق أمام هذا التَّجسيم والوصف، وغاية الإنجاز والإيجاز.



وبقي السَّرد أو النَّثر، ومنه السِّحر كما أخبر النبيُّ الأكرم صلَّى الله عليه وسلم حين قال: ((إنَّ من الشِّعر لَحِكمةً، وإنَّ من البيان لسِحرًا)).



ومن كتابٍ يذخر بالنفائس والروائع والبديع "دُرر الحِكم"؛ لأبي منصور الثعالبي، استقينا أمثلةً متنوعة لعدد من متناثرات الحِكَم والنَّثر الذي يَختصُّ بجزئية الإيجاز والإنجاز في العمليَّة الأدبيَّة الإبداعية.



أمثلة:

1 - من الإيجاز الخالص قولٌ لا يُعرف لمن ينسب: "أربعٌ القليلُ مِنها كثير: الوجع، والنار، والدَّين، والعداوة"[5].

ألا ترون في تِلك الأربعة مختصرًا مفيدًا لكلامٍ كثير، وسطور وصفحات طِوال؟! ولو تطرَّقنا بشيء من الإيجاز لا الإسهاب لبعضِها، لوجَدنا معلِّلين قولَ رسولنا صلى الله عليه وسلم يصف ألمَ الأمَّة بعضوٍ واحد في جسَد الإنسان تتألَّم وتَتداعى له جميعُ الأطراف، وكذلك "النَّار" قليلُها كثير، فمن المأثور: معظم النَّار من مُستصغر الشَّرر، وكذلك "الدَّين" قليله همٌّ بالليل ومذلَّة بالنَّهار، و"العداوة" همٌّ وكدَر، وقلَّة راحةٍ، وزوالُ طمأنينة، ألا يستحقُّ القادِم بتلك الأربعة أن يُعدَّ مبدعًا حين أجمل بعد تفصيل قد اختزلَه في ذاكرته، واستحفظ القرَّاء تفسيرَه فيما بعد.



ومن نفس الكتاب الرائع، في معنونة باسم: "أوجز رسالة" سُئل جعفر بن يحيى عن أوجز كلام، فقال منصفًا:

قول سليمان عليه السلام في كتابه إلى مَلِكة سبأ: ﴿ إِنَّهُ مِنْ سُلَيْمَانَ وَإِنَّهُ بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ * أَلَّا تَعْلُوا عَلَيَّ وَأْتُونِي مُسْلِمِينَ ﴾ [النمل: 30، 31]، فجمَع في ثلاثة أحرف العنوانَ والكتاب والحاجَة[6]، ألَا يُعدُّ هذا الإيجاز وسرعة الإنجاز إبداعًا مطلقًا؟!



ومثال آخر: في ردٍّ رائع بليغ جاء فيه: "قال الفضل بن مروان لرجل عاتبَه:

بلغني أنَّك تبغضني، فلَم ينكر الرجلُ وقال له: أنتَ كما قال الشَّاعر سيدي:

فإنَّك كالدنيا نَهاب صروفَها ونوسِعها ذَمًّا ونحن عَبيدُها



ومثال آخر:

في معنونة بـ"كيف يكون المقال؟"، حين خطب سويد بن منجوف - وهو تابعي - خطبةً طويلة في يوم للمصالَحة بين متشاحِنين رجاء الصُّلح وابتغاء زَوال الفِتنة، فقام رجل منتفضًا وقال: سيدي، أنت منذ اليوم تَرعى غير مرعاك، أفلا أدلك كيف يكون القال؟



فقال: بلى.

فقال بعدما حَمد اللهَ وأثنى عليه: أمَّا بعد، فإنَّ الصُّلحَ بقاء الآجال، وحرم الأموال، والسلام على من اتَّبع السَّلام.

فلمَّا سَمعه القوم، تعانَقوا وتبادلوا الدِّيات[7].



ولربَّما جرى الإبداعُ والإيجاز على ألسنة العامَّة أنفسهم ممَّن لَيسوا أهل التخصُّص في الكتابة والأدب، ولعلَّ الكثير يذكر سؤال أمير المؤمنين هارون الرَّشيد لبهلول يَطلب منه الوعظَ، فأوجز وأنجز حين قال له:

يا هارون، بِمَ أعظك؟! هذه قصورُهم، وتِلك قبورهم، أقاموا قليلًا في القصور، ثمَّ ناموا في القبور.



ألا تعدُّ تلك المأثورة إبداعًا غير مسبوق، وإنجازًا يستحقُّ الوقوف طويلًا أمامه؟ مختصر مفيد لِمن أراد أن يتَّعِظ أو يَعتبر.



مثال آخر من هذا الكتاب الطيب:

قال عبدالملك لأعرابيٍّ: ما تشتهي؟ فقال:

العافية والخمول؛ فإنِّي رأيتُ الشرَّ إلى ذي النَّباهة سريعًا.

فقال عبدالملك:

ليتني سمعتُ تلك الكلمة قَبل الخلافة يا رجل.

ولعلَّ ذلك الرد من الرَّجل يعزِّز أشعارَ المتنبي القديمة في قوله:

ذو العقلِ يَشقى في النَّعيم بعقلِه وأخو الجهالةِ في الشَّقاوةِ يَنعمُ



مثال آخر وأخير من هذا الكتاب الطيب:

دخل أبو العميثل على طاهر بن الحسين ممتدحًا وقَبَّل يده، فقال:

ما أخشن شاربك يا أبا العميثل! فقال:

أيها الأمير، إنَّ شوك القنفذ لا يضرُّ برثنَ الأسد، فضحك طاهِر بن الحسين وقال: إنَّ هذه الكلمة أَعجب إليَّ من كلِّ شعرٍ، وأمر له بألف دِرهم للشِّعر، وثلاثة آلاف دِرهم لتلك الكلمة[8].



مثال آخر يجري مجرى الحكمة: قول ابن الشبل:



يفنى البخيلُ بجمعِ المال مدَّته

وللحوادِثِ والأيام ما يدَعُ



كدودةِ القزِّ ما تبنيه يَهدمها

وغيرها بالَّذي تبنيهِ يَنتفعُ




بالله عليكم، أما ترون في هذا البَيت من إبداعٍ رائع، وتَشبيه وصَل لآذان العامِّي قبل المثقَّف؟ وتِلك منقبة الإبداع: أن تَصل فكرتُك على روعتها لأبسط النَّاس فهمًا!



ها قد انتهينا وما استوفينا أمثلةً في الإبداع، سواء الشِّعر أو النَّثر، وما تحليقنا إلَّا مجرَّد إشارات ولَمحات، وما نحن لرَصد الكلِّ بقادرين، وتبقى لنا الجزئيَّة الأخيرة في وَصف الإبداع بالإبداع بمثالين.



وصف الإبداع بالإبداع!

نعم قد يوصف الإبداع بالإبداع، ومن يُنكر ذلك فهو جاهل، خاصَّة إذا كان الوصف لمَن علَّمه شَديد القوى، وهو معلِّم البشريَّة كلها مِن لَدن آدم حتى مَبعث رسالته وقيام الساعة، فها هو المبدِع الكريم، أستاذ الأساتذة مصطفى صادق الرَّافعي يَصف البلاغةَ النبويَّة في عدَّة سطور بكلمات مبدعات، وسطور مشرقات، لا يُحسُّ حلاوتها إلَّا الذين أيقنوا واستيقنوا أنَّ محمد بن عبدالله خير البشَر معلمًا، وأكرمهم على الله:

هذه هي البلاغة الإنسانيَّة التي سجدَت الأفكارُ لآياتها، وحسرَت العقول دون غاياتها، لم تصنع وهي من الإحكام كأنَّها مصنوعة، ولم يُتكلَّف لها وهي على السهولة بعيدة ممنوعة.



ألفاظ النبوَّة يعمرها قلبٌ متَّصل بجلال خالِقه، ويصقلها لِسانٌ نزَل عليه القرآن بحقائقه، فهي إن لم تكن من الوَحي لكنَّها جاءت من سَبيله، وإن لم يكن لها منه دليل فقد كانت هي من دليله؛ مُحكمة الفصول، حتى ليس فيها عروَة مَفصولة، مَحذوفة الفضول، حتى ليس فيها كَلمة مفضولة.



وكأنَّما هي في اختصارها وإفادتها نَبض قلبٍ يتكلَّم، وإنَّما هي في سموِّها وإجادتها مَظهر من مظاهر خواطِره صلَّى عليه ربي وسلَّم.



إن خرجَت في الموعظة، قلتَ: أنينٌ من فؤاد مقروح، وإن راعَت بالحكمة، قلتَ: صورة بشريَّة من الروح، في منزع يَلين فينفر بالدُّموع، ويشتد فينزو بالدِّماء، وإذا أراك القرآن أنَّه خطاب السَّماء للأرض، أراك هذا أنَّه كلام الأرض بعد السماء[9].



ولعلَّ المُطَّلع على كتب رسول الله إلى ملوك الأرض يَلمس ذلك البيان وهذا السموَّ البلاغي في الخِطاب، ومثال لذلك:

كتابه صلى الله عليه وسلم إلى هوذة بن علي ملِك اليمامة، وفيه:

((بِسم الله الرحمن الرحيم، مِن محمد رسول الله إلى هوذة بن علي؛ سلام على مَن اتَّبع الهدى، واعلم أنَّ دِيني سيَظهر إلى مُنتهى الخفِّ والحافِر، فأَسلِم تَسلَم، وأجعل لك ما تحتَ يديك))، فلمَّا وصلَه الكتاب كتَب في ردِّه للنبيِّ الأكرم:

ما أحسنَ ما تَدعو إليه وأجمله، وأنا شاعِر قومي وخطيبهم، والعرب تهابُ مكاني، فاجعل لي بعضَ الأمر أتبعك[10].



لا يجوز لي التعليق بكلمةٍ واحدة سوى سبحان الله، إنَّ في ذلك لَبيانًا عظيمًا.



وننتقل إلى المثال الثَّاني في وصفٍ آخر لإبداع أرضيٍّ:

ها هو خالد بن صفوان يصف النَّخلةَ، التي هي من إبداع الخالق عزَّ وجلَّ، فيقول:

هنَّ الرَّاسخات في الوَحل، المطعمات في المحل، تخرج أسفاطًا وعظامًا، وأوساطًا كأنها ملئت رياطًا، ثمَّ تتفرَّى عن قضبان اللجين، مَنظومة باللؤلؤ الزَّين، فيصير ذهبًا أحمر، منظومًا بالزبرجد الأخضر، ثمَّ عسلًا في لحاء، معلقًا في الهواء[11].



مثال آخر:

شهادة الوليد بن المغيرة للقرآن:

"إنَّ له لحلاوة، وإنَّ عليه لطَلاوة، وإنَّ أعلاه لمثمِر، وإنَّ أسفله لمغدِق، وإنَّه يَعلو ولا يُعلى عليه"؛ (الحديث صحيح الإسناد على شرط البخاري).



ووصف آخر لإبداع بإبداع وحسن إيجاز:

وصف أبو حيان التوحيدي جعفرَ بن يحيى - وكان كاتبًا بارعًا متمكنًا - قائلًا:

"كانت كتابته سوادية، وبلاغته سحبانية، وسياسته يونانية، وآدابه عربيَّة، وشمائله عراقية"؛ ذلك لما سئل يحيى عن أوجز كلام، فقال: قول سليمان عليه السلام في كتابه إلى ملِكة سبأ: ﴿ إِنَّهُ مِنْ سُلَيْمَانَ وَإِنَّهُ بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ * أَلَّا تَعْلُوا عَلَيَّ وَأْتُونِي مُسْلِمِينَ ﴾ [النمل: 30، 31]، فجمع في ثلاثة أحرف العنوانَ والكتاب والحاجة، ألَا يعدُّ هذا الإيجاز وسرعة الإنجاز إبداعًا مطلقًا؟!



وأخيرًا، أنهينا السلسلةَ وما انتهينا؛ فالمصدر أكبر مِن أن يَحتكره محتكِر، أو يَنفرد به قلَمٌ أيًّا كان كاتبه، وسيظل المصدر الرُّباعي محلَّ نقاش وجدال، وسجال وعراك؛ أيهم أسبق في الإبداع؟ وأي الكلام إبداع؟ حتى المعايير نَفسها سوف تَختلف وتتباين، لكن الثابت الوحيد والأكيد أنَّ القرآن الكريم هو المَعِينُ الزَّاخر بالإبداع في الوصفِ والصورة، والحكمة والموعظة، وسبحان مَن له الحمد، وبإذن الله لَنا جولة قَصيرة في اعتراضاتٍ على فِكرة التحليق ردًّا على أسئلة معدودات، والله حسبنا، وهو يهدي السبيل.





[1] موسوعة الإعجاز العلمي في القرآن والسنة، ومقال الأستاذة: رفاه محمد علي زيتوني / مدرسة لغة عربية - حلب.




[2] أبو عبدالرحمن الخليل بن أحمد بن عمرو بن تميم الفراهيدي البصري، وهو عربيُّ الأصل من أزْد عُمان، لغويٌّ ومعجمي، ومنشئ عِلم العروض.

نشأ الخليل بن أحمد بالبصرة وتربَّى فيها، وكان مولعًا بالدرس والبحث، وقد لازم حلقات أستاذَيه عيسى بن عمر وأبي عمرو بن العلاء، فأمَّا أستاذه عيسى بن عمر فقد كان إمامًا في العربيَّة والقراءات، وصنَّف كتابَي الجامع والإكمال، وأبو عمرو بن العلاء كان أستاذًا للعربيَّة وإمامًا في دراستها، وقد روى الخليل عن أيوب وعاصم الأحول وغيرهما، وأخذ عنه سيبويه والأصمعي والنَّضر بن شُمَيْل، قال ابن المعتز: "كان الخليل منقطعًا إلى اللَّيث فيما صنَّفه"، وهو أستاذ سيبويه.

والحكايات والمرويات المذكورة في كتاب سيبويه كلها مروية عن الخليل، وكلَّ ما قال سيبويه: وسألتُه، أو قال، من غير أن يذكر قائلَه، فهو يعني الخليل.




[3] الطغرائي 455 - 513 هـ / 1063 - 1120 م؛ الحسين بن علي بن محمد بن عبدالصمد أبو إسماعيل، مؤيد الدين الأصفهاني الطغرائي، شاعر، من الوزراء الكتَّاب، كان يُنعَت بالأستاذ، وُلد بأصفهان، اتصل بالسلطان مسعود بن محمد السلجوقي (صاحب الموصل) فولَّاه وزارتَه، ثمَّ اقتتل السلطان مسعود وأخ له اسمه السلطان محمود، فظفر محمود وقبَض على رجال مسعود وفي جملتهم الطغرائي، فأراد قتلَه ثمَّ خاف عاقبة النِّقمة عليه؛ لِما كان الطغرائي مشهورًا به من العِلم والفضل، فأوعز إلى مَن أشاع اتِّهامه بالإلحاد والزَّندقة، فتناقل الناسُ ذلك، فاتَّخذ السلطان محمود حجَّةً فقتلَه، ونِسبة الطغرائي إلى كِتابة الطغراء، وللمؤرِّخين ثَناء عليه كثير، له دِيوان شِعر مطبوع، وهو صاحب لاميَّة العجم، ومطلعها:

أصالَة الرَّأي صانَتني عن الخطَلِ.




[4] هو علي بن محمد البستي أبو الفتح، ولد في بُست بأفغانستان سنه 360 هـ، قصيدتُه هذه تعدُّ من عيون الشِّعر العربي.




[5] من كتاب "درر الحكم"؛ للثعالبي، تحقيق ودراسة: أ. محمد إبراهيم سليم ص 74.




[6] من كتاب "درر الحكم"؛ للثعالبي، تحقيق ودراسة: أ. محمد إبراهيم سليم ص 44.




[7] من كتاب "درر الحكم"؛ للثعالبي، تحقيق ودراسة: أ. محمد إبراهيم سليم ص 72.




[8] من كتاب "درر الحكم"؛ للثعالبي، تحقيق ودراسة: أ. محمد إبراهيم سليم ص 64.




[9] مجلة الوعي الإسلامي / العدد 255 / 1406 / مقال بعنوان: "قرأت لك؛" البلاغة النبوية ص (34).




[10] مجلة الأزهر الشريف ملحق كتاب: "عطاء الرحمن من شريعة القرآن"، الجزء الثاني / ص56؛ للشيخ مصطفى محمد الحديدي، عضو مجمع البحوث الإسلامية بالأزهر الشريف.




[11] من كتاب "درر الحكم"؛ للثعالبي، تحقيق ودراسة: أ. محمد إبراهيم سليم ص 29.





__________________
سُئل الإمام الداراني رحمه الله
ما أعظم عمل يتقرّب به العبد إلى الله؟
فبكى رحمه الله ثم قال :
أن ينظر الله إلى قلبك فيرى أنك لا تريد من الدنيا والآخرة إلا هو
سبحـــــــــــــــانه و تعـــــــــــالى.

رد مع اقتباس
 
[حجم الصفحة الأصلي: 42.91 كيلو بايت... الحجم بعد الضغط 42.29 كيلو بايت... تم توفير 0.63 كيلو بايت...بمعدل (1.46%)]