[ابوالوليد المسلم]

مع وجدية (قصيدة تفعيلة)


هشام سرحاني






وجدةُ تسبح في عينيكْ

وتذوبُ كشمسٍ في كفَّيكْ

أسوار القلعةِ تحرسها من عينِ الحسَّادْ

والباب الغربيْ يحكي قصتنا للأحفادْ

"زيري" يهواكِ

يغارُ عليك من النسماتْ

لم يبقَ سِوانا في الشارعِ

تلقانا خمسُ حماماتْ

وتغني معنا للحبِّ نشيدَ حياةْ

فالأولى تتلو للمتنبي

والأخرى تشدو "للبيَّاتِ"

وثالثةٌ تشكو وتغارُ من "الربَّاوي"

سافرَ للبيضاء يغازلُها بالأبياتِ

ورابعةٌ مثلي طاردها الشوقُ

ولكن ليس لديَّ جناحاتْ

أنا ما عِندي غيرُ هوًى

ينثرُ عَبْق الكلماتِ

وخامسةٌ قالت بحنانٍ: لا تحتارْ

اقرأْ تاريخ بلادي في الأسوارْ

فهُنا "زيري" يرفعُ أعلام النصرِ

ويخطب في الأحرارْ

وأنا في حسنك يا وَجعي

كالتائهِ في وسطِ الإعصارْ

يا فرساً يجري حيثُ يشاءْ

ما بين رموشكِ سيفٌ

يقهر كلَّ الأعداءْ

إني أوفيتُ بعهدكِ

ما غادرتُ مكاني

ما كنتُ بيومٍ أنسى خُلاَّني

قلبي في لقياك غدَا ثملاً

ويرددُ أجمل ألحاني

أشتاقُ لحسنكِ أحضنهُ

في تربكِ عطرٌ من ريحانِ

لَمْ يبق سواكِ ليمسح عنِّي أحزاني.